الصحة العامة

تجربتي مع نزيف المخ | هل يسبب شلل؟

كم من خبر تلقيته بوفاة أحد الشباب بنزيف المخ؟ كم من مكالمة هاتفية حزينة تُخبرك بإصابة فلان بجلطة في المخ؟

سنتحدث في هذا المقال عن تجربتي مع نزيف المخ، وأسبابه، وكيفية علاجه وهل يسبب الشلل أم لا.

نزيف المخ

تجربتي مع نزيف المخ

أصابني نزيف بالدماغ بعد حادثة سيارة ولم أحتاج للعملية، بل سيطرت عليه الأدوية ولم أصاب بالشلل.

يعد نوعًا من السكتة الدماغية (Stroke)، ناتج عن انفجار شريان في الدماغ مسبّبًا نزيفًا موضعيًا في الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى قتل خلايا المخ.

يعد (Brain hemorrhage) -نزيف داخل الجمجمة- حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا.

تحدث السكتة الدماغية النزفية في حالة تسرب أو انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ مسببًا النزيف.

أعراض نزيف المخ

وتشتمل أعراض نزيف المخ على كل ما يلي:

  • صداع مفاجئ وحاد (شديد).
  • مشكلات أو تغيرات في الرؤية.
  • وخز مفاجئ أو ضعف أو تنميل.
  • خدر أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق.
  • فقدان المهارات الحركية مثل رعشة اليد.
  • نزيف مستمر من الأذن.
  • الخمول أو فقدان الوعي.
  • صعوبة التحدث أو تداخل في الكلام.
  • صعوبة البلع.
  • فقدان التوازن.
  • الغثيان أو القيء.
  • نوبات ليس لها تاريخ سابق.

هل نزيف المخ يسبب الشلل؟

ربما يسبب شلل جانب واحد خاصةً الوجه والذراعين والساقين.

تختلف مضاعفات نزيف المخ لأنها تعتمد على عدة عوامل، مثل:

  • مكان النزيف.
  • كمية الأنسجة المصابة.
  • شدة النزيف.

هل نزيف المخ يسبب الوفاة؟

يتطلب النزف الدماغي تدخلًا ورعاية طبية فورية، وإلا قد تتدهور حالة المريض وتصل إلى الغيبوبة والموت.

هل النزيف في الدماغ ينتقل بالوراثة؟

نادرًا ما ينتقل نزيف الدماغ وراثيًا، لكن أشارت الدراسات إلى أن أفراد عائلة مرضى السكتة الدماغية أكثر عرضة للوقوع ضحية النوع نفسه من السكتة الدماغية.

أعراض نزيف المخ

هل يشفى مريض نزيف المخ؟

يعتمد مدى استجابة مريض نزيف الدماغ على كل ما يلي:

  • حجم النزيف.
  • مقدار التورم.

يمكن للمريض الشفاء منه في حالة اكتشافه مبكرًا وقبل تأثّر الدماغ بمضاعفاته، إذ تتعرّض أنسجة الدماغ للضرر في حالات النزيف الحاد بسبب الضغط الواقع عليها.

لكن تنخفض معدلات البقاء على قيد الحياة عندما يحدث النزيف في مناطق معينة من الدماغ، أو إذا كان النزيف كبيرًا جدًا.

يستغرق المريض شهور طويلة للتعافي بعد نجاته من الحدث الأول للنزيف داخل الجمجمة.

تشخيص مريض نزيف المخ

يحتاج الأطباء إلى إجراء عديد من الاختبارات للتشخيص الدقيق والعثور على موقع النزيف، بسبب عدم ظهور علامات جسدية لبعض من الأشخاص.

لذلك يصعب التشخيص، وتشمل هذه الاختبارات كل ما يلي:

  • الفحص بالتصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • البزل الشوكي أو البزل القطني، إذ تؤخذ عينة من السائل الشوكي بإبرة مجوفة لفحصها.
  • حقن صبغة داخل الأوعية الدماغية ثم تصويرها بالأشعة السينية، تُبرز الصبغة الأوعية الدموية 

ذات الشكل غير الطبيعي في الدماغ أو بالقرب منه.

علاج نزيف المخ

يعتمد علاج النزيف داخل المخ على عدة عوامل، منها:

  • مكان النزيف وحجمه.
  • أسباب النزيف.

يحتاج المريض إلى عناية ومراقبة متخصصة لكل ما يلي:

  • مستويات الأكسجين في الدم.
  • إيقاعات القلب.
  • الضغط داخل الجمجمة.
  • التنفس.
  • توفير كمية كافية من الأكسجين إلى المخ وجميع أعضاء الجسم “قد يلزم الأمر أحيانًا استخدام “جهاز التنفس الصناعي”.

تختلف احتمالات علاج نزيف الدماغ ومنها ما يلي:

  1. يمكن اختفاء بعض الحالات من تلقاء نفسها فلا تحتاج إلى علاج.
  1. يمكن مراقبة الحالة بقياس الضغط داخل الجمجمة، أو باستخدام الأشعة المقطعية للرأس وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية، مثل:
  • أدوية لضبط ضغط الدم، أو لمنع تقلصات الشرايين.
  • أدوية لمنع النوبات أو علاجها.
  • مسكنات لتخفيف الصداع وتقليل الضغط داخل الجمجمة.
  • ملينات أو مسهلات لمنع الإجهاد في أثناء حركة الأمعاء.

(يمكن إعطاء الأدوية والسوائل للمريض وريديًا إذا كان المريض فاقدًا للوعي).

  1. يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لتصريف الدم في حالة وجود كمية كبير من النزيف.
  1. يصف الطبيب الأدوية المضادة للصرع للسيطرة على نوبات ما بعد الصدمة أو الوقاية منها بعد الجراحة.
  1. يلجأ الجراح إلى جراحة حج القحف (إزالة جزء من الجمجمة بعناية) في حالة وجود ورم دموي كبير جدًا، لتصريف الورم الدموي، وتفريغ الأوعية الدموية المُمزقة.
  1. يمكن إجراء جراحة بسيطة باستخدام إبرة لإحداث ثقبًا في الجمجمة وتصريف الورم الدموي.

ما بعد عملية نزيف المخ

يخضع المريض للعلاج التأهيلي وذلك بعد علاجه من النزيف، ليتمكن من ممارسة الأنشطة الطبيعية ومن أفضل الوسائل المتبعة في العلاج التأهيلي ما يلي:

  • علاج النطق.
  • العلاج الفيزيائي.
  • العلاج الوظيفي.
  • تعديل نمط حياة المريض ونظام تغذيته.

كيف يمكن الوقاية من النزيف داخل الدماغ؟

  1. الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة، وإجراء فحوصات منتظمة.
  2. تنظيم مستويات السكر.
  3. الامتناع عن التدخين وتعاطي المخدرات والكحول، إذ إن السموم الموجودة في التبغ تسبب تلف الجهاز القلبي الوعائي، ويمكن أن تؤدي إلى تراكم الترسبات في الشرايين، مما يجعلها أضيق وأكثر عرضة للسكتة الدماغية.
  4. متابعة مشكلات الكبد والكلى مع الأطباء.
  5. تنظيم جرعات الأدوية الموصوفة مثل الوارفارين (Warfarin) مع الأطباء.
  6. ارتداء أحزمة الأمان في السيارات أو الخوذ عند ركوب الدراجات النارية، لحماية الرأس من مخاطر الإصابة.
  7. تغيير نمط الحياة، مثل: ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
  8. التقليل من تناول الأملاح والدهون.

أسباب نزيف المخ

تساهم عديد من العوامل والأسباب في النزيف، ومنها ما يلي:

  1.  ارتفاع ضغط الدم

تَضعف جدران الأوعية الدموية في الحالات المزمنة لارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، ويعد ارتفاع ضغط الدم غير المعالج سببًا رئيسًا في نزيف الدماغ.

  1.  التقدّم في العمر

يعد العمر هو الخطر الأساسي لنزيف الدماغ، إذ إن كبار السن هم أكثر عرضة له.

  1.  مرض الكبد الوبائي

يزيد ذلك المرض النزيف في الجسم عمومًا.

  1.  صدمة أو إصابة في الرأس
  • تعد إصابات الرأس من الأسباب الأكثر شيوعًا في نزيف المخ لمن تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
  • يمكن أن يصاب الأطفال الرضّع بنزيفٍ في المخ بسبب إصابة رأسهم عند الولادة، أو إذا تعرضت المرأة الحامل إلى صدمة قوية في بطنها.
  1.  تمدد الأوعية الدموية الدماغية، أو انتفاخ شريان الدماغ

يعد هذا ضعفًا في جدار الأوعية الدموية الذي يمكن أن يتضخم وينفجر وينزف في الدماغ.

  1.  تشوهات الأوعية الدموية

تسبب التشوهات الشريانية والوريدية ضعفًا للأوعية الدموية في الدماغ وما حولها وخاصةً عند الولادة، ولا يمكن تشخيصها إلا في حالة تطور الأعراض.

  1.  اضطرابات الدم أو النزيف

يظهر في الأشخاص المصابين بمرض الهيموفيليا وفقر الدم المنجلي، إذ إنه يؤدي إلى انخفاض مستويات الصفائح الدموية والتخثر.

  1.  بعض الأسباب المحتملة الأخرى، مثل:
  • أمراض الدم.
  • أورام الدماغ.
  • تسمم الدم.
  • تعاطي الكحول أو العقاقير غير المشروعة.

أنواع نزيف المخ 

تختلف أنواع النزيف داخل الدماغ اعتمادًا على موقع النزيف، إذ توجد عديد من الأوعية الدموية التي تمر عبر الدماغ والمناطق المحيطة، وتنقسم إلى نزيف:

  • تحت العنكبوتية: يظهر هذا النوع في المنطقة ما بين الدماغ والأغشية التي تغطيه.
  • تحت الجافية (ورم دموي تحت الجافية): يحدث تحت الطبقة الداخلية من الجافية وفوق الدماغ.
  • فوق الجافية (خارج الجافية أو ورم دموي فوق الجافية): يحدث ما بين الجمجمة والدماغ.
  • داخل المحوري: يطلق عليه أيضًا “النزف الدماغي”، ويحدث النزف داخل الدماغ نفسه.

هل الأدوية تسبب نزيف المخ؟

تعاطي الكوكايين أو المخدرات يضعف الأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي إلى نزيف في المخ.

يسهم الاستخدام الخاطئ والمتكرر لأدوية نزلات البرد والسعال في هذا النزيف.

سبب إصابة الأطفال بنزيف داخل الجمجمة

يمكن إصابة الطفل بنزيف الدماغ عند الولادة، الذي ينجم عن اختناق الولادة (الحرمان من الأكسجين في أثناء الولادة أو بالقرب منها)، أو صدمة الولادة.

يسبب الإهمال الطبي أيضًا نزيفًا داخل دماغ الطفل، بسبب إساءة استخدام الأطباء لبعض أدوات الولادة مثل: (المِلْقَط وأجهزة شفط الهواء).

ختاما، بعد أن تعرفنا إلى أعراض نزيف المخ وأسبابه، تذكّر -عزيزي القارئ- أن نزيف الدماغ ربما يؤثر في حياتك، فحافظ على صحتك فهي نعمة كبيرة والتزم بنمط حياة صحي.

المصدر
medicalnewstodaywebmdmed-health

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. شكراً دكتورك عن المعلومات القّيّمة التي تنشرينها من أجل تبسيط بعض التفاصيل وهو ما يؤدّي حتماً الى توعية الناس والحفاظ على صحتهم.. بارك الله فيك..

زر الذهاب إلى الأعلى