صحة الطفل

هل مرض كاواساكي عند الأطفال خطير؟ | الحقيقة الصادمة

مرض كاواساكي عند الأطفال

في ظل انتشار فيروس كورونا، انتشرت بعض الأقاويل بوجود علاقة بينه وبين مرض كاواساكي عند الأطفال.

فما مرض كاواساكي؟ وما أسبابه وأعراضه ومضاعفاته؟ وهل له علاقة بفيروس كورونا؟

هل مرض كاواساكي معدي؟

يرجح الباحثون أنه ليس معدي. ويسبب التهاب الأوعية الدموية.

يُعرف أيضًا متلازمة العقدة اللمفية الجلدية المخاطية. وأُطلق عليه هذا الاسم نسبةً لطبيب الأطفال الياباني (توميساكو كاواساكي) الذي اكتشفه عام 1967.

يصيب المرض الأطفال خاصةً، ويؤثر في الشرايين التاجية والعقد اللمفاوية والجلد والأغشية المخاطية الموجودة بالأنف والفم، والحلق.

كيف ينتقل مرض كاواساكي؟

لم يعثر الباحثون بعد على سبب واضح لمرض كاواساكي، لكن هناك افتراضات أن يكون نتيجة للأسباب الآتية:

  • الجينات الوراثية.
  • البكتيريا والفيروسات.
  • بعض الكيماويات.

توجد أيضا بعض العوامل التي ربما تزيد معها فرصة الإصابة بالمرض، مثل:

  • العمر: يصيب المرض الأطفال في سن خمسة أعوام أو أقل.
  • الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.
  • العرق: الأطفال الآسيويون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

أعراض مرض كاواساكي عند الأطفال

تتوالى أعراض المرض على ثلاث مراحل:

1- المرحلة الأولى

يعاني الطفل فيها الأعراض الآتية:

  • الحمى وتزيد عن 39 درجة مئوية وتستمر الحرارة أكثر من خمسة أيام، ولا تزول بخوافض الحرارة.
  • الطفح الجلدي أو تقشر الجلد، ويحدث عادةً بين الصدر والساق، أو في المنطقة الأربية أو التناسلية.
  • تورم اليدين وباطن القدمين واحمرارهما.
  • تورم الغدد الموجودة بالرقبة خاصةً، أو بأي منطقة بالجسم.
  • تقرح الشفتين واحمرارهما.
  • تورم اللسان واحمراره وتقرحه.
  • احمرار شديد بالعينين.

2- المرحلة الثانية

تتضمن الأعراض الآتية:

  • آلام المفاصل.
  • المغص.
  • الإسهال والقيء.
  • تقشر جلد اليدين والقدمين، وخاصةً بأطراف الأصابع.

3- المرحلة الثالثة

إذا لم تظهر مضاعفات المرض، تبدأ الأعراض في الانحسار في المرحلة الثالثة، وتستغرق الأعراض ثمانية أسابيع للاختفاء.

علاج مرض كاواساكي عند الأطفال

علاج مرض كاواساكي عند الأطفال

يتطلب مرض كاواساكي سرعة البدء في العلاج؛ إذ إن تأخر العلاج يسبب تأخر تعافي الطفل من المرض.

يجب أن يبقى الطفل تحت الملاحظة بالمستشفى؛ تجنبًا للمضاعفات الخطيرة المحتملة.

تتضمن خطة العلاج الآتي:

1- الأسبرين

يمكن أن يصف الطبيب للطفل تناول الأسبرين لعلاج مرض كاواساكي، وتُعد من الحالات الاستثنائية لتناول الأطفال الأقل من ستة عشر عامًا الأسبرين.

لذا لا ننصح بإعطاء طفلك الأسبرين دون إرشادات الطبيب؛ إذ يمكن أن يسبب أعراضًا جانبية خطيرة أهمها متلازمة راي.

يُوصف الأسبرين لمرضى كاواساكي للأسباب الآتية:

  • تخفيف الألم وخفض درجة الحرارة.
  • تستخدم الجرعات العالية من الأسبرين كمضاد للالتهاب، وتستخدم الجرعات المنخفضة كمضاد للتجلط.

تتباين جرعات الأسبرين والمدة اللازمة لتناوله تبعًا لاختلاف الأعراض؛ فعادةً تستخدم الجرعات العالية إلى زوال الحمى.

تستخدم الجرعات المنخفضة بعد ذلك من ستة إلى ثمانية أسابيع من بداية الأعراض؛ منعًا للجلطات التي يمكن حدوثها نتيجة تأثر الأوعية الدموية بالمرض.

2- الغلوبيولين المناعي الوريدي (Intravenous Immunoglobulin)

يحتوي الغلوبيولين المناعي على الأجسام المضادة للمرض، ويُستمد من متبرعين أصحاء.

يُسمى الغلوبيولين المناعي المستخدم في علاج مرض كاواساكي عند الأطفال بالغاما غلوبيولين (Gamma Globulin)، ويحقن وريديًا.

تبدأ الأعراض بالتحسن خلال ستة وثلاثين ساعة بعد حقن الغلوبيولين المناعي، ويمكن تكرار الجرعة في حالة عدم انخفاض درجة الحرارة بعد هذه المدة.

يجب عدم الحصول على مصل الجدري أو الحصبة قبل مرور 11 شهرًا على تلقي الغلوبيولين المناعي.

3- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)

هرمونات ستيرويدية تعمل كمضاد للالتهاب، وتستخدم في حالة عدم استجابة الطفل للعلاج بالغلوبيولين المناعي الوريدي.

تستخدم الكورتيكوستيرويدات أيضًا إذا كان الطفل معرضًا لأمراض القلب.

المتابعة بعد العلاج

يحتاج الطفل إلى عناية خاصة بعد خروجه من المستشفى؛ فيجب استكمال تناول الأدوية التي وصفها الطبيب، والانتباه إلى أي آثار جانبية.

هذا إلى جانب ضرورة الراحة التامة، وشرب كثير من السوائل.

يمكن للطفل التوقف عن تناول الأسبرين إذا أشار تخطيط صدى القلب إلى عدم وجود مشكلات بالقلب.

يستغرق التعافي التام من مرض كاواساكي ستة أسابيع أو أكثر.

هل مرض كاواساكي عند الأطفال خطير؟

يمكن أن تحدث بعض المضاعفات لمرض كاواساكي عند الأطفال؛ نتيجة لالتهاب الأوعية الدموية، وتتعلق غالبًا بالقلب.

يسبب هذا الالتهاب ضررًا للشرايين التاجية؛ مما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية (Aneurysm).

قد يتسبب تمدد الأوعية الدموية في حدوث مرض القلب التاجي، أو النوبة القلبية.

يمكن أن يحدث انفجار نتيجة تمدد الأوعية الدموية؛ مما يسبب نزيفًا داخليًا، لكن هذا الأمر نادر الحدوث.

يمكن أيضًا أن يتضرر الشريان العضدي أو الشريان الفخذي.

تشفى بعض تمددات الأوعية الدموية من تلقاء نفسها، مع ذلك يتعرض بعض الأطفال إلى المضاعفات التي تحتاج إلى العلاج والمتابعة.

تؤدي بعض المضاعفات الخطيرة إلى الضرر الدائم لعضلات القلب وصماماته؛ لذا يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى المتابعة مع اختصاصي القلب.

علاج المضاعفات

يحتاج الأطفال الذين تعرضوا لضررٍ بالقلب إلى العلاج، من ضمن خيارات العلاج الآتي:

  • مضادات التخثر للوقاية من النوبة القلبية.
  • جراحة مجازة الشريان التاجي (Coronary Artery Bypass Graft)، لتحسين تدفق الدم وتغذية القلب بالأكسجين.
  • قسطرة الأوعية التاجية (Coronary Angioplasty): لتوسيع الشرايين التاجية الضيقة أو المسدودة.

مرض كاواساكي عند الأطفال وعلاقته بكورونا

لاحظ الباحثون وجود علاقة بين فيروس كورونا ومرض كاواساكي عند الأطفال؛ إذ أفادت بعض الدراسات أن مرض كاواساكي ربما يتبع إصابة الطفل بفيروس كورونا.

لكن ما زال الأمر بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النظرية.

أشارت دراسات أخرى أن هذا المرض ليس مرض كاواساكي، إنما مرض مشابه يُسمى بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (Multisystem Inflammatory Syndrome in Children).

تختلف متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال عن مرض كاواساكي في الآتي:

  • يمكن أن يصاب الأطفال بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة حتى سن 12 عامًا.
  • الالتهاب المصاحب لها أكثر شدة من مرض كاواساكي.
  • الأعراض متعلقة بالجهاز الهضمي أكثر.
  • اختلاف نتائج الفحوصات.
  • هناك احتمالية أكبر في حدوث خلل بالبطين الأيسر.

تشخيص مرض كاواساكي عند الأطفال

لا توجد فحوصات خاصة لتشخيص مرض كاواساكي؛ لذا يعتمد الطبيب على الأعراض، واستبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المشابهة، مثل:

  • الحمى القرمزية، وهي أيضًا تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة وألم الحلق.
  • الالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي (Juvenile Rheumatoid Arthritis)، الذي يسبب التهاب المفاصل وآلامها.
  • الالتهاب المفصلي اليفعي مجهول السبب.
  • الحصبة.
  • متلازمة الصدمة السُمّية.
  • تسمم الزئبق اليفعي.
  • الحمى الزرقاء، وهو مرض يُنقل عن طريق القُراد.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية.

يستبعد الطبيب الأمراض الأخرى، ويتحقق سلامة القلب وعدم تأثره بالمرض بإجراء بعض الفحوصات، مثل:

1- تخطيط صدى القلب

يستخدم هذا الفحص باستمرار لتأكيد ما إذا كان المرض أثر في القلب أم لا، وتستخدم الموجات الصوتية لتكوين صور للقلب وشرايينه.

2- فحوصات الدم

يطلب الطبيب بعض فحوصات الدم لاستبعاد الأمراض الأخرى.

يمكن لمرض كاواساكي أن يتسبب في ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، إلى جانب الالتهاب.

3- أشعة الصدر

تساعد أشعة الصدر الطبيب على تفقد علامات الالتهاب أو فشل القلب.

4- مخطط كهربية القلب

يستخدم لتسجيل النشاط الكهربي للقلب، ويمكن أن يُظهر اضطرابات نظم القلب؛ مما يشير إلى تأثر القلب بالمرض.

ختامًا، إذا لاحظت على طفلك أيًا من أعراض مرض كاواساكي عند الأطفال، فإن سرعة العلاج مطلوبة؛ لذا لا تتردد في زيارة الطبيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى