الصحة النفسية

كيف نواجه ضغوطات العمل | قنبلة موقوتة تهدد بضياع الفرد

هل تؤثر ضغوطات العمل في صحتك النفسية وتجعلك غير قادر على مواكبة هذا العمل؟

نحن نتفهمك بشدة، فمن منا لا يشعر أحيانًا بالضغط والتوتر الشديد في أثناء عمله؛ فيؤدي إلى عدم رغبته في أداء هذا العمل. سنوجهك للتغلب على ضغوطات العمل الشديدة، والتكيف معها دون الاضطرار إلى ترك العمل.

ضغوطات العمل

هل تسبب ضغوطات العمل خسارة المؤسسة؟

تؤثر الضغوطات في أثناء العمل في المؤسسة كليًا، كتأثيرها في صحة ونفسية الموظفين نفسهم.

كما أنها تسبب انخفاض الإنتاجية وخسارة المال، بسبب كثرة غياب الموظفين أو تركهم العمل، وعدم ولائهم للمؤسسة وللعمل.

فوفقًا لإحصائيات المعهد الأمريكي للتوتر، تسبب ضغوطات العمل والتوتر الناتج عنها خسارة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 300 مليار دولار سنويًا.

لذلك يجب أن تكون ملاحظة وتخفيف الضغط عن الموظفين من أولويات صاحب العمل، للارتقاء بمؤسسته وتقدمها.

آثار ضغوطات العمل السلبية

لا شك أن العمل في بيئةٍ صحيةٍ وهدوء هو أسمى ما يطمح إليه أي فرد، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. 

فبيئة العمل ليست سهلة على الإطلاق، فنحن نتعرَض كل يوم إلى ضغط شديد في العمل، مما يعرِض صحتنا للخطر.

كما يصف مفهوم ضغوطات العمل المشاعر السلبية التي يشعر بها أي موظف، نتيجة تعرضه إلى بعض المواقف في أثناء أداء عمله.

من أهمها عدم القدرة على أداء مهمة معينة في الوقت المحدد لها، فتبدأ سلسلة من مشاعر التوتر والضغط عليه، مما يعزز عدم قدرته على إنجاز أي مهامٍ أخرى.

أسباب ضغوطات العمل

تتعدد الأسباب المؤدية إلى الشعور بالتوتر والضغط في بيئة العمل وتختلف من شخص لآخر، منها:

  • زيادة الأعمال المطلوب إنجازها في العمل مع ضيق الوقت.
  • كثرة ساعات العمل والساعات الإضافية.
  • ضعف الإدارة وتغيرها من وقت لآخر.
  • كثرة التنافس بين زملاء العمل وضعف العلاقات بينهم.
  • قلة المهارات الموجودة في العمل.
  • العمل في بيئة غير مناسبة وعدم وجود الدعم الاجتماعي.
  • تداخل الأولويات.
  • قلة الثقة بين أفراد العمل.
  • جهل كل فرد بدوره ومسؤولياته.
  • قلة الأفراد العاملة.
  • ضعف المقابل المادي.
  • الخوف الدائم من التعرض للفصل من العمل.
  • قد يكون الشعور بالضغط معديًا بين أفراد الفريق الواحد.

ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها

ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها

يمكن استغلال ضغوطات العمل لتحقيق النجاح بدلًا من تركها تسحبنا للفشل، وذلك بتعلُّم كيف ندير ضغوط العمل.

يمكن التغلب على هذه الضغوطات من خلال:

  1. التعرف إلى مسببات الضغط

ذلك بتسجيل أكثر المواقف التي تعرض لها الفرد أسبوعيًا وسببت له الضغط النفسي، وكيفية التعامل معها وما ردود أفعال الأشخاص المحيطة.

  1. ممارسة التمارين الرياضية

تقلل ممارسة الرياضة التوتر عمومًا، لذلك يمكن أن تستخدم بدلًا من اللجوء إلى تناول الأطعمة غير الصحية، مثل: ممارسة اليوجا.

كما تساعد تمارين اليقظة الذهنية في تخفيف التوتر والضغوط.

  1. تخصيص الوقت لممارسة الهوايات 

مثل قراءة رواية ما أو الذهاب لحفل موسيقي أو الجلوس مع العائلة، إذ تخفف ممارسة الأشياء التي تسبب السعادة للفرد حدة التوتر.

  1. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم

لن يساعد تناول الكافيين وما يعقبه من الأرق على حل المشكلة التي تواجهها، لذلك يجب إعطاء الجسم الوقت اللازم للنوم.

بذلك يستطيع الفرد العمل بطريقة سليمة للتخلص من الضغوطات والمشكلات التي يتعرض لها.

  1. وضع الحدود

يجب الحصول على وقت للراحة من العمل في أثناء اليوم، وذلك بعدم متابعة مستجدات العمل أو الرد على الرسائل الإلكترونية خارج الأوقات المخصصة للعمل.

  1. الحصول على العطلات 

يجب الحصول على العطلات من آنٍ لآخر، مما يضمن الابتعاد عن بيئة وضغوطات العمل؛ فيستعيد الفرد طاقته ويستطيع العمل بكل جهده مرةً أخرى. 

  1. الحصول على المساعدة والدعم

يساعد التحدث إلى أحد -مثل: أحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة- على الحصول على الدعم والنصيحة بشأن التعامل مع ما يتعرض له الفرد من المشكلات.

كما يفشل المرء في التعامل مع هذه الضغوطات، لذلك يجب التحدث إلى طبيب نفسي للحصول على المساعدة.

أنواع ضغوطات العمل

تختلف أنواع ضغوطات العمل باختلاف المواقف التي يتعرض لها الشخص في أثناء أداء عمله، ومنها:

1. ضغط الوقت

يتولد شعور الشخص بالتوتر نتيجة ضيق الوقت المحدد لإنجاز المهمة المكلَف بها؛ فلا يستطيع ممارسة عمله الطبيعي.

لحسن الحظ من السهل حل هذا النوع من الضغوطات، وذلك من خلال:

  • تنظيم الفرد لوقته جيدًا والتخطيط له.
  • ترتيب مهامه وأولوياته طبقًا لأهميتها.

2. الضغط الاستباقي

من منا لا يتعرض للضغط والتوتر من كثرة التفكير في الأشياء التي قد تحدث في المستقبل.

إذ إن نتيجة وردود الأفعال على عمله غير محددة أو معلومة، لكن يمكن تفادي هذا الضغط من خلال:

  • التحضير الجيد لكل النتائج المستقبلية المجهولة.
  • التفكير بإيجابية في المستقبل.
  • عدم الاستسلام للشعور بالخوف.

3. ضغط الموقف

يعد الضغط الواقع على الفرد نتيجة تعرضه لمواقف طارئة في عمله وخروج الأمور عن سيطرته؛ فيصاب بالذعر ولا يتخذ القرارات السليمة.

مثل: أن يسخر منك مديرك أمام باقي زملائك، أو تفقد بيانات خاصة بالعمل.

لذاك تحتاج هذه المواقف إلى سرعة البديهة وإيجاد الحلول السريعة، للخروج من هذا المأزق.

كما يستلزم الفرد أن:

  • يتحلى بالهدوء والتفكير الحكيم لحل هذه الأزمة.
  • يكون صبورًا.
  • يدرك جيدًا أفعاله في هذه اللحظات حتى لا يضر نفسه أو سمعته.

4. ضغط المواجهة

قد يشعر البعض بالتوتر والضغط الشديد عند مقابلة الآخرين، سواء سبق لهم معرفتهم أو أشخاص جدد بالنسبة لهم.

للتغلب على هذا الضغط يجب أن:

  • يتمتع الفرد بالثقة عند التعامل مع الآخرين؛ مما يمنحه السيطرة على المواقف والمشكلات التي قد تحدث.
  • يأخذ نفسًا عميقًا لتهدئة النفس عند الشعور بالضغط.

ما هي الآثار الناتجة عن ضغوط العمل؟

قد يعاني أي موظف مشاعر نفسية وبدنية، نتيجة ضغوطات العمل التي يتعرض لها يوميًا.

إليك بعض أعراض ضغوطات العمل التي قد تظهر على الفرد:

  1. أعراض بدنية

قد تظهر بعض الأعراض البدنية على الفرد، ومنها:

  • التعب والإرهاق.
  • تشنج العضلات وآلامها.
  • الصداع.
  • سرعة ضربات القلب وألم الصدر.
  • مشكلات المعدة، مثل: الإسهال والإمساك والقيء.
  • الأمراض الجلدية.
  • الأرق.
  1. أعراض نفسية

كما يعاني الفرد بعض الأعراض النفسية، منها:

  • الاكتئاب.
  • الانفعال.
  • القلق والتوتر.
  • التشاؤم.
  • عدم القدرة على التأقلم.
  • قلة التركيز وعدم اتخاذ القرارات بحكمة.
  • الشعور بالملل الشديد تجاه العمل.
  • الوحدة.

3. أعراض سلوكية

كما تتغير التصرفات السلوكية للفرد، ومن هذه التصرفات:

  • العنف.
  • كثرة التغيب عن العمل.
  • قلة الإبداع.
  • انخفاض الأداء الوظيفي للفرد.
  • افتعال المشكلات مع زملاء العمل.
  • تغيرات مزاجية.
  • قلة الاهتمام بالأشياء.
  • الانعزال عن المجتمع.
  • سرعة الغضب.

في الختام، نرى أن ضغوطات العمل هي السبب الرئيسي لفشل الفرد، بل فشل المؤسسة بأكملها، لكن يمكن استغلالها لصالحنا لإنجاز مهامنا على أكمل وجه.

مما سبق نستنتج أن يمكن استخدام ضغوطات العمل دافع لإنجاز أعمالك، كما تسبب تثبيط عزيمتك وفشلك.

المصدر
betterhealth.vic.gov.aupipedrive.comhelpguide.orghse.gov.ukdumblittleman.comapa.org

د. علا مدحت

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي، استمتع بقراءة كل ما يخص المجال الطبي والدوائي واكتب عنه بلغة بسيطة لتصل المعلومة للقارىء وتفيده في حالة تعرضه لأي حالة مرضية أو استخدامه لأي دواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى