صحة الطفل

نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال وأعراضه | هلعٌ اقتربت نهايته

بقلم د. نهى الشوربجي

تثير عبارة “سرطان الدم عند الأطفال” الذعر لدى كثيرين بمجرد سماعها، ربما دون محاولة فهم معناها ويتساءلون عن نسبة الشفاء من سرطان الدم عند الأطفال.

يطلق عليه أيضًا ابيضاض الدم “Leukemia” ويعد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في مرحلة الطفولة.

سرطان الدم عند الأطفال

أعراض سرطان الدم عند الأطفال 

قد يظهر السرطان في نخاع العظام أو الدم أو بعض الأنسجة والأعضاء الأخرى، مثل الغدد الليمفاوية والكبد والطحال والمخ والنخاع الشوكي واللثة والجلد.

لذلك تعتمد أعراض سرطان الدم عند الأطفال على عديدٍ من العوامل، وربما تختلف الأعراض قليلًا من طفلٍ لآخر، وتشمل أعراض اللوكيميا عند الأطفال ما يلي:

  • شحوب الجلد. 
  • الشعور بالتعب أو الضعف أو البرودة. 
  • الدوخة. 
  • الصداع. 
  • ضيق التنفس. 
  • التهابات متكررة أو طويلة المدى. 
  • ارتفاع درجة الحرارة. 
  • حدوث كدمات أو نزيف بسهولة، مثل نزيف الأنف أو نزيف اللثة. 
  • آلام العظام أو المفاصل. 
  • انتفاخ البطن. 
  • ضعف الشهية. 
  • فقدان الوزن. 
  • تورم الغدد (العقد) الليمفاوية. 

وقد تتشابه أعراض سرطان الدم مع عديد من الحالات الصحية الأخرى، لذلك يجب اتباع تعليمات الطبيب للتأكد من التشخيص.

علاج سرطان الدم عند الأطفال

نسبة-شفاء-سرطان-الدم-عند-الأطفال

عادةً ما تعالج معظم أنواع سرطانات الدم عند الأطفال باستخدام العلاج الكيميائي. 

يمكن إعطاء جرعة عالية من العلاج الكيميائي بجانب زراعة الخلايا الجذعية في بعض الحالات شديدة الخطورة. 

يعتمد العلاج الكيميائي على الأدوية القوية لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو (الانقسام)، وعدم تكوين مزيد من الخلايا السرطانية. 

يتناول الطفل العلاج بالفم أو بالحقن الوريدي أو بالسائل النخاعي، ويمكن أيضًا استخدام علاجات أخرى مع بعض الحالات.

كم تستغرق مدة علاج سرطان الدم عند الأطفال؟

تصل مدة علاج سرطان الدم عند الأطفال إلى سنتين أو ثلاث سنوات على هيئة دورات (Cycles)، وذلك لمنع عودته مرة أخرى. 

نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال

كانت فرص النجاة -قبل 60 عامًا فقط- لأي طفل مصاب بسرطان الدم تكاد تكون منعدمة. 

الآن في ظل الاكتشافات الجديدة والتقدم العلاجي؛ ارتفعت نسب الشفاء لتصل إلى 90% في الأطفال المصابين بالنوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم.

يستخدم الأطباء مصطلح “نسبة الشفاء” أو “معدل النجاة” لمناقشة التوقعات الخاصة بحالة الطفل المريض.

تعبر هذه الأرقام عن نسبة نجاة جزء من الأطفال الذين يعانون نفس النوع، والنوع الفرعي من سرطان الدم مدة معينة من الوقت بعد التشخيص.

لا يعني هذا معرفة ما سيحدث في حالة طفل بعينه ولا يمكننا توقع كم سيعيش الطفل، لكنها فقط قد تساعد على منحك فهمًا أفضل حول مدى نجاح العلاج المستخدم. 

معدل النجاة مدة خمس سنوات “Five-Year Survival-Rate”

يشير مصطلح معدل النجاة مدة خمس سنوات “five-year survival-rate” إلى نسبة الأطفال الذين يعيشون على الأقل 5 سنوات بعد تشخيص سرطان الدم لديهم. 

يعَد معرفة نوع سرطان الدم ونوعه الفرعي أمرًا مهمًا في التنبؤ بحالة ونسبة شفاء الطفل، وهناك عددٌ من العوامل الأخرى المؤثرة مثل عمر الطفل وخصائص اللوكيميا. 

يظل معدل الشفاء والبقاء على قيد الحياة نسب تقريبية، حتى عند أخذ هذه العوامل الأخرى في الاعتبار، ويمكن للطبيب أن يخبرك عن كيفية تطبيق هذه الأرقام على طفلك، لعلمه بتفاصيل حالته.

أنواع سرطان الدم ونسب الشفاء

نستعرض هنا معدلات النجاة المختلفة تبعًا لنوع السرطان الذي يعانيه الطفل:

ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد Acute Lymphocytic Leukemi – ALL

يعد النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم لدى الأطفال.

ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات للأطفال المصابين بمرض ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد حتى أصبح الآن حوالي 90%.

ابيضاض الدم النقوي الحاد Acute Myelogenous Leukemia – AML 

يتراوح معدل النجاة مدة 5 سنوات للأطفال المصابين بابيضاض الدم النقوي الحاد من 65% إلى 70%.

تختلف معدلات النجاة والشفاء اعتمادًا على النوع الفرعي من (AML) وعوامل أخرى، لكن المعدلات أقل بالنسبة لبعض الأنواع الفرعية الأخرى من سرطان الدم النخاعي.

فمثلًا تشير معظم الدراسات إلى أن معدل الشفاء من ابيضاض الدم النخاعي الحاد (APL) – نوع فرعي من سرطان الدم النخاعي المزمن – أصبح الآن أعلى من 80%.

الأنواع الأخرى لابيضاض الدم عند الأطفال

يصعب تحديد معدلات بقاء دقيقة للأنواع الأقل شيوعًا من سرطان الدم عند الأطفال، ومنها:

ابيضاض الدم النخاعي الشبابي “Juvenile Myelomonocytic Leukemia) “JMML)

ارتفعت معدلات النجاة إلى 5 سنوات في 50% من الحالات.

ابيضاض الدم النخاعي المزمن”Chronic Myeloid Leukemia) “CML)

يُعد من الأنواع نادرة الحدوث لدى الأطفال، ويتراوح العمر الافتراضي المتوقع للمريض حوالي 5 سنوات في 60% إلى 80% من الحالات.

من المرجح ارتفاع هذه النسب مع تطور الأدوية المستخدمة الآن وزيادة فاعليتها لعلاج سرطان الدم النخاعي المزمن في السنوات الأخيرة. 

بالإضافة إلى ذلك، فهذه الأرقام لا تعني معرفة ما سيحدث في حالة طفل بعينه، بل هي مجرد نسب تقريبية لتوقع نتائج العلاج. 

كيف يتم اكتشاف سرطان الدم عند الأطفال وأعراضه المبكرة؟

يعد نخاع العظم المركز الإسفنجي الليِّن لبعض العظام والمسؤول عن تصنيع خلايا الدم في الجسم، إذ ينتج نخاع العظم خلايا سرطانية تنتقل إلى الدم، وتشمل:

1. خلايا الدم الحمراء (كريات الدم الحمراء)

تحمل الأكسجين للجسم ونقصها يسمى بفقر الدم أو الأنيميا، مما يسبب شعور الطفل بالتعب والضعف وضيق التنفس.

2. الصفائح الدموية (الصفيحات)

تساعد الصفائح الدموية على تخثر الدم ووقف النزيف، ويؤدي نقصها إلى الإصابة بالكدمات وسهولة النزف. 

3. خلايا الدم البيضاء (كريات الدم البيضاء)

تحارب العدوى والأمراض الأخرى، لذا يتسبب نقصها في جعل الطفل أكثر عرضة للعدوى. 

عندما يصاب الطفل بسرطان الدم، يُنتج نخاع العظم خلايا سرطانية، وتتكاثر بسرعة كبيرة ولا تعمل بنفس كيفية عمل الخلايا الطبيعية.

يقل إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم الطبيعية السليمة، فتزاحم خلايا سرطان الدم خلايا الدم الطبيعية بسبب زيادة إنتاجها وتراكمها في النخاع.

لذلك، قد لا يكون لدى الطفل ما يكفي من خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية الطبيعية.

يظهر هذا النقص في اختبارات الدم، وتغزو خلايا سرطان الدم مناطق أخرى من الجسم، مما يتسبب أيضًا في ظهور أعراض.

في النهاية عزيزي القارئ، لا يزال سرطان الدم عند الأطفال مرضًا عضالًا، ومع ذلك فإنه بفضل تطور الاكتشافات والتقدم العلاجي؛ ارتفعت نسبة الشفاء لتصل إلى نحو 90%. 

لذا إذا عانى أحد المقربين منك هذا المرض فلا تجعل الذعر يسيطر عليك، ووجهه فورًا إلى أقرب مركز رعاية مختص لبدء العلاج. 

المصدر
cedars-sinaiaccocancercancercancerwebmdwebmd

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى