الصحة العامة

أفضل مسكن لآلام حرقان البول | عندما يصبح بيت الراحة مصدرًا للشقاء

حرقان البول

 حرقان البول! منذ أصبحت صديقتي حاملًا أصبح المرحاض مقصدها الدائم والوحيد داخل المنزل وخارجه، لكن لماذا أسمع اليوم صوت أنينها من الداخل؟ ترى هل هي على ما يرام، أم أن الأمر يحتم علينا زيارة الطبيب؟ 

سنتحدث اليوم عن حرقان البول، وما علاقته بالحمل؟ وما أبرز أسبابه؟ وكيفية علاجه خاصة عند الأطفال. كما سنتعرف على وسائل الوقاية منه لتجنب رحلة شاقة أخرى إلى دورة المياه.

مسكن لآلام حرقان البول

يعد أفضل مسكن لعلاج حرقان البول دواء فينازوبيريدين “Phenazopyridine”، لكن لا يعالج سبب تهيج المسالك البولية بل يسهم في تخفيف الأعراض.

هل المسكن يخفف حرقان البول؟

يستخدم لتخفيف الأعراض الناتجة عن تهيج المسالك البولية مثل الألم والحرقان والشعور بالحاجة إلى التبول بشكل عاجل أو متكرر.

في نفس السياق، يعد دواء يوفامين ريتارد أفضل مضاد حيوي لالتهاب المسالك البولية.

علاج حرقان البول الشديد

سيحاول الطبيب تضييق سبل البحث عن السبب الحقيقي وراء حرقان البول ومن ثم سيشرع في العلاج عن طريق ثلاث خطوات:

  1. تحديد الحالة الصحية للمريض

سيسأل الطبيب عن الحالة الطبية السابقة والحالية، وهل تعاني مرض السكري أو اضطرابات نقص المناعة؟ وكذلك التاريخ الجنسي لتحديد ما إذا كانت العدوى الجنسية هي السبب، وسيطلب اختبار حمل إذا كنتِ في سن الإنجاب بالإضافة إلى الوصفات الطبية والأدوية المستخدمة. 

  1. إجابة المريض عن الأسئلة التالية
  • هل ظهر هذا العرض فجأةً أم تدريجيًا؟
  • هل حدث مرة واحدة أم أنه متكرر؟
  • متى وقت الشعور بالحرقان؟ هل هو في بداية التبول أم في نهايته (في البداية من أعراض التهاب المسالك البولية، أما في النهاية يدل على مشكلة في المثانة أو غدة البروستاتا).
  • إذ يصاحب هذا العرض علامات أخرى مثل الحمى أو الإفرازات غير الطبيعية؟
  • هل تعاني تغير في طبيعة تدفق البول، أي صعوبة بداية تدفق البول أو شعور برغبةٍ ملحةٍ في التبول؟
  • هل هناك تغيٌر في طبيعة البول نفسه من حيث اللون أو الكمية أو درجة العكر؟ وما إذا كان يختلط بصديد أو دم.
  1. استخدام وسائل التشخيص المختلفة

تساهم وسائل التشخيص في تحديد السبب الحقيقي وراء هذا العرض ومن أهمها:

  • فحص البول: فحص كريات الدم البيضاء والحمراء والكشف عن أي مواد كيميائية غريبة (لأن زيادة عدد كريات الدم البيضاء يعني وجود التهاب مجرى البول).
  • مزرعة للبول: لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بعدوى في المسالك البولية لتحديد نوع البكتيريا واختيار أفضل مضاد حيوي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب: لاستبعاد التليٌف أو انسداد المسالك البولية.
  •  منظار المثانة: هو أنبوب طويل رفيع يسمح بفحص مجرى البول والمثانة.
  • ينصح الطبيب أولًا بالابتعاد عن المسبب لحرقان البول.
  • إذا كان السبب عدوى بكتيرية يحدد الطبيب المضاد الحيوي المناسب بعد عمل مزرعة، ويتحسن الوضع تدريجيًا بعد البدء في تناول الأدوية، لكن قد يكون تأثير الدواء بطيئًا في بعض الحالات ويستغرق شعورك بالتحسن فترة تصل إلى عدة أشهر؛ إذا كان السبب في حرقان البول أمراض معينة مثل التهاب المثانة الخلالي (Interstitial cystitis) 
  • إذا كان السبب التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن قد يتناول المريض المضادات الحيوية مدة تصل إلى 12 أسبوعًا وكذلك مضادات الالتهاب والأدوية المسماة بحاصرات ألفا التي تعمل على إرخاء العضلات حول البروستاتا.

علاج حرقان البول عند الأطفال

يحدد الطبيب العلاج المناسب بعد التشخيص والتعرف على نوع البكتيريا المسببة للعدوى. 

 ويجب الالتزام بخطة العلاج حتى وإن تحسنت حالة الطفل حتى لا تتكرر العدوى مرة أخرى أو يصاب الطفل بعدوى أخرى.

المضادات الحيوية الأكثر شيوعًا المستخدمة في علاج عدوى المسالك البولية هي: الأموكسيسيلين أو الأموكسيسيلين وحمض الكلافولانيك أو السيفالوسبورينات.

إذا كانت حالة الطفل بسيطة لا تستدعي المكوث في المستشفى، يعالج في المنزل ويأخذ المضادات الحيوية بالفم، أما إذا كانت العدوى شديدة أو الطفل صغيرًا جدًا لا يستطيع تناول الأدوية بالفم قد يمكث الطفل في المستشفى لأخذ الدواء وريديًا، وكذلك يصف الطبيب دواءً لتخفيف الألم في أثناء التبول.

في المنزل تابعي درجة حرارة الطفل إذا كان مصابًا بالحمى، وراقبي معدل التبول، وكذلك راقبي الطفل في أثناء التبول؛ هل يعاني أم أصبح الأمر يسيرًا؟

بعد العلاج سيخضع الطفل لمزيد من الفحوصات للتأكد من عدم وجود أي مشكلات في الكلى أو المسالك البولية.

أسباب حرقان البول

يعد حرقان البول عرضًا وليس مرضًا في حد ذاته، سنتعرف على بعض الأسباب التي تجعل هذا العرض حقيقة ملموسة:

 التهابات المسالك البولية (Urinary tract infections)

 المسالك البولية هي الأعضاء المسؤولة عن إخراج البول مثل: الكلى والحالب (أنبوب يحمل البول من الكليتين إلى المثانة) والمثانة والإحليل (أنبوب يحمل البول من المثانة إلى خارج الجسم).

يمكن أن تنتقل العدوى البكتيرية لأي منهم أو لهم جميعًا، سواء من خارج الجسم عن طريق الإحليل، أو من داخل الجسم بسبب بكتيريا في مجرى الدم.

النساء أكثر عرضة لالتهاب المسالك البولية من الرجال لأن الإحليل لديهم أقصر، مما يمهد الطريق أمام البكتيريا لتصل إلى المثانة في وقت أقصر.

العدوى المنقولة جنسيًا (Sexually transmitted infections)

تنتقل الأمراض الجنسية بواسطة السائل المنوي أو إفرازات المهبل أو الدم، من الشخص المصاب إلى غير المصاب.

 تظهر علامات أخرى إلى جانب عرض حرقان البول مثل: الحكة، أو البثور، أو تقرحات على الأعضاء التناسلية أو الفم أو منطقة المستقيم كما في الهربس التناسلي، أو إفرازات غير طبيعية.

من أمثلة الأمراض المنقولة جنسيًا:

  •  الكلاميديا (chlamydia).
  • السيلان (gonorrhea). 
  • الهربس التناسلي (genital herpes): هو عدوى فيروسية تنتقل بالاتصال الجنسي، تظهر في صورة بثور مؤلمة و ممتلئة بالسوائل، يمكن أن تُفتح ويخرج ما بداخلها، وتظهر هذه البثور على الأغشية المخاطية المبطنة لفتحات الجسم مثل: الفم والأنف والأعضاء التناسلية.
  • التهاب البروستاتا (Prostatitis)

البروستاتا هي غدة صغيرة تقع تحت المثانة عند الرجال، وتنتج حوالي 60 % من السائل المنوي.

تتعدد أسباب التهاب البروستاتا ومن أبرزها: 

  • عدوى بكتيرية.
  • تعرضها للإصابة.
  •  اضطرابات الجهاز العصبي أو الجهاز المناعي. 
  •  حصوات البروستاتا أو ورمٌ يحيط بالبروستاتا ويؤثر في الأعصاب مسببًا الألم.

التهاب المثانة (Cystitis)

يتسبب التهاب المثانة أو التهاب البطانة الداخلية لها بالشعور بالألم عند التبول.

سرطان المثانة (Bladder cancer)

عادة لا يكون الشعور بألم عند التبول من العلامات المبكرة لسرطان المثانة، لكن يلاحظ الشخص وجود دم في بوله.

التهاب الإحليل (Urethritis)

يسمح الإحليل بمرور البول من المثانة إلى خارج الجسم وكذلك يسمح بمرور السائل المنوي عند الرجل. 

ينتج التهاب الإحليل غالبا من عدوى بكتيرية، ويسبب رغبة ملحة في التبول يصاحبها ألم أثناء التبول.

التهاب البربخ (Epididymitis)

يقع البربخ خلف الخصيتين ويساعد على حفظ ونقل الحيوانات المنوية من الخصيتين، وحدوث التهاب به يسبب ألمًا عند التبول.

التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease)

هي عدوى بكتيرية تبدأ من المهبل، ثم تسرع الخطى نحو باقي أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي، فتصل إلى عنق الرحم ثم الرحم حتى تصل في نهاية المطاف إلى المبيض.

 وينتج عنها ألم في الحوض وألم عند الجماع والتبول.

مرض ضيق مجرى البول (Urethral stricture disease)

يحدث نتيجة عدوى في مجرى البول أو إصابته أو جراحة حديثة به، أو تورمه أو استخدام القسطرة مؤخرًا، مسببة انسدادًا جزئيًا في مجرى البول ينتج عنه انخفاض في تدفق البول يصاحبه حرقان.

هو أكثر شيوعًا عند الرجال بسبب طول الإحليل.

اعتلال المسالك البولية الانسدادي (Obstructive uropathy)

انسداد مجرى البول ويشمل انسداد الحالب أو المثانة، ينتج عنه عودة البول مرة أخرى إلى الكلى.

حصى الكلى (Kidney stones)

هي كتل من مادة صلبة مثل الأملاح، تنشأ عادة في الكلى لكن قد تنتقل إلى المسالك البولية المختلفة.

قد تخرج حصوات الكلى صغيرة الحجم مع البول مسببة ألمًا عند خروجها، لكن قد يتطلب الأمر تدخلا جراحيا إذا كانت الحصوات كبيرة الحجم.

سبب تكون الحصوات هو اتباع نظام غذائي يعتمد على كميات كبيرة من السكر والملح.

الأدوية (Medications)

قد يعاني المريض حرقان البول كأثر جانبي لبعض الأدوية مثل: أدوية السرطان التي تسبب تهيج المثانة.

منتجات العناية (Hygiene products)

مثل الصابون أو المرطبات المستخدمة في المناطق الخاصة، قد تسبب تهيج في منطقة المهبل ومن ثمً حرقان عند التبول.

هل حرقان البول من علامات الحمل؟

تختلف علامات الحمل من سيدة إلى أخرى وتتباين في حدتها، بل إن الأنثى نفسها قد تشعر بأعراض مختلفة في الحمل الثاني، وتشترك النساء جميعها في التبول المتكرر، الذي ينتج عن:

  • هرمون الحمل (HCG) موجه الغدد التناسلية المشيمائية البشرية؛ الذي يسبب زيادة تدفق الدم إلى الكليتين فتتخلص من فضلات الجسم بكفاءة.
  • زيادة حجم الرحم وتمدده؛ يضغط على المثانة مسببًا صِغَر مساحة تخزين البول لذا تزيد عدد مرات التبول.

 لكن قد يصحب كثرة التبول ألمًا أو حرقانًا أورغبةً ملحةً بالعودة إلى المرحاض مرة أخرى مباشرة بعد التبول، أو قد تلاحظين وجود دم في البول.

 استشر الطبيب فورًا، إذا ظهرت أي من هذه العلامات لأنها تدل على التهاب المسالك البولية، وإهمال علاجها قد يؤدي إلى التهابات الكلى أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) مما يسبب المخاض المبكر.

من أبرز أسباب التهاب المسالك البولية عند الحامل

  • تغيٌر الهرمونات: يزيد احتمال مرور البكتيريا عبر الجهاز البولي، مستغلة قصر الإحليل لدى النساء بطبيعة الحال مسببةً العدوى.
  • سهولة انتقال البكتيريا من الأمعاء إلى المستقيم ومنه إلى الإحليل ثم إلى مجرى البول. 
  • الجماع في أثناء الحمل يعد أمرًا صحيًا ما لم ينصح الطبيب بغير ذلك، لأن البكتيريا القريبة من المهبل تُدفَع إلى مجرى البول، لذا من المهم التبول قبل الجماع وبعده. 

بعض الأسباب الأخرى المسببة لحرقان البول 

  1. التهابات المهبل. 
  2. الأمراض المنقولة جنسيًا.
  3. الانسداد الميكانيكي للحالب نتيجة ضغط الرحم المستمر عليه خلال الحمل، فيصعُب إفراغ البول إفراغًا تامًا.

لا يمكنكِ تجاهل تلك الأعراض أو تجاهل العلاج باستخدام مسكن لآلام البول، لأن ذلك قد يؤذيكِ أو يؤذي جنينكِ،

 ولكن لا داعِ للقلق؛ سيصف لكِ الطبيب العلاج المناسب بعد التعرف على السبب. 

  1. تحديد العلاج المناسب بناءً على الحالة
أسباب حرقان البول

في النهاية يمكنك تجنب حرقان البول باتباع بعض العادات الصحية مثل: 

  • شرب الماء باستمرار الذي بدوره يزيد عدد مرات التبول ويساعد على خروج البكتيريا من الجهاز البولي.
  • تجنب الأطعمة عالية الحموضة والكافيين لتجنب تهيج المثانة.
  • تجنب مستحضرات الغسيل المعطرة وكذلك المنتجات الكيميائية التي تضر البشرة وتسبب تهيجها.
  • احرص على التبول كلما استدعت الحاجة وخاصة بعد الجماع لتقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • احرص على استخدام المناديل للتجفيف من الخلف للأمام لتجنب الإصابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى