الصحة العامة

تجربتي مع سرطان المثانة | الأعراض والأسباب والعلاج

سنسرد تجربة حالات شفيت من سرطان المثانة وأرادت توثيق رحلة المرض قائلة: خلال تجربتي مع سرطان المثانة عانيت بولًا دمويًا، وآلامًا في التبول.

يطلق عليه (Bladder cancer)، يعد نوعًا شائعًا من السرطان يبدأ في خلايا المثانة.

غالبًا ما يبدأ في الخلايا المُبطنة للمثانة من الداخل وتعرف بخلايا الظهارة البولية أو (Urothelial cells).

هل سرطان المثانة يؤدي إلى الموت

هل تحليل البول يكشف سرطان المثانة؟

يظهر البول باللون الأحمر الفاتح أو بلون الكولا، وبالرغم أن البول قد يبدو طبيعيًا إلا أنه قد يُكتشف وجود دم خفي في تحليل البول عن طريق فحص خلايا البول.

هل سرطان المثانة يؤدي إلى الموت؟

وفقًا للدراسات فإن معدلات البقاء على الحياة مرتفعة في حالة اكتشاف السرطان مبكرًا، وسنتطرق إلى درجات ومراحل سرطان المثانة لاحقًا.

تجربتي مع سرطان المثانة

اكتشفت إصابتي بسرطان المثانة في المرحلة الأولى وكنت أشكو الأعراض الآتية:

  • بول دموي (Hematuria).
  • كثرة التبول (Increase frequency)، أو تعسر التبول (Dysuria).
  • ألم أسفل الظهر (Law back pain).
  • الرغبة في التبول رغم عدم القدرة.

أسباب سرطان المثانة

يحدث نتيجة طفرات بالحمض النووي (DNA) لخلايا المثانة الطبيعية، مما يؤدي إلى ظهور خلايا سرطانية سريعة الانتشار، ولكن يظل السؤال لماذا تحدث تلك الطفرة؟

اجتهد العلماء للإجابة عن هذا التساؤل وتوصلوا إلى وجود عوامل خطر تزيد فرص الإصابة سنسردها لاحقًا.

تجربتي مع سرطان المثانة

تشخيص سرطان المثانة

قد يشمل التشخيص الفحوصات الآتية:

منظار المثانة/ تنظير المثانة (Cystoscope)

يدخِل الطبيب أنبوبًا صغيرًا ضيقًا (منظار المثانة) عبر مجرى البول، ويحتوي منظار المثانة على عدسة تسمح للطبيب رؤية مجرى البول والمثانة من الداخل.

تحليل الخزعة الاستئصالية (biopsy)

ربما يمرر الطبيب أداة خاصة عبر المنظار لجمع عينة من الخلايا (خزعة) للاختبار، ويسمى هذا الإجراء أحيانًا استئصال ورم المثانة عبر الإحليل (TURBT).

فحص خلايا عينة البول (Urine cytology)

تحلل عينة البول تحت المجهر، للتحقق من وجود خلايا سرطانية في إجراء يسمى فحص خلايا البول.

اختبارات التصوير (Imaging)

تشمل تصوير الجهاز البولي بالأشعة المقطعية (CT) أو تصوير الحويضة الرجعي، ثم تتدفق صبغة محقونة في وريد اليد في النهاية إلى الكُلى والحالب والمثانة.

تصوير الحويضة الرجعي (Retrograde pyelogram)

يستخدم فحص الأشعة السينية لفحص المسالك البولية العلوية.

يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا (قسطرة) عبر مجرى البول إلى المثانة لحقن الصبغة في الحالب، ثم تتدفق الصبغة إلى الكليتين في أثناء التقاط صور الأشعة السينية.

هل يمكن الشفاء من سرطان المثانة؟

يعتمد علاج سرطان المثانة على عدة عوامل، بما في ذلك نوع السرطان ودرجته ومراحله.

ربما يشمل العلاج أحد الخيارات الآتية:

الجراحة (Surgery)

قد يتضمن العلاج الجراحي الآتي:

  1. استئصال ورم المثانة عبر الإحليل (TURBT)

يستخدم لتشخيص السرطان وإزالة السرطانات في الطبقات الداخلية للمثانة التي لم تغزُ العضلات بعد.

  1. استئصال المثانة

عملية جراحية لإزالة المثانة كلها أو جزء منها، وفي أثناء الاستئصال الجزئي للمثانة، يزيل الجراح فقط الجزء الذي يحتوي على ورم سرطاني.

يعد استئصال المثانة الجذري عملية لإزالة المثانة بأكملها والعقد الليمفاوية المحيطة بها وإعادة بناء المثانة الجديدة.

يشمل الاستئصال الجذري للمثانة في الرجال عادةً إزالة البروستاتا والحويصلات المنوية، أما في النساء، فيشمل إزالة الرحم والمبيض وجزءًا من المهبل.

العلاج الكيميائي (Chemotherapy)

يستخدَم العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، وعادةً ما يتضمن اثنين أو أكثر من عقاقير العلاج الكيميائي المستخدمة معًا، ويمكن حقن العلاج كالآتي:

1.وريديًا

تستخدم قبل جراحة إزالة المثانة، لزيادة فرص علاج السرطان.

2.مباشرًة في المثانة

يمرر أنبوب عبر مجرى البول مباشرةً إلى المثانة، ويوضع العلاج الكيميائي في المثانة مدة زمنية محددة قبل تصريفها.

يمكن استخدامه كعلاج أولي للسرطان السطحي؛ إذ تؤثر الخلايا السرطانية فقط في بطانة المثانة وليس الأنسجة العضلية العميقة.

العلاج الإشعاعي (Radiotherapy)

يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا من الطاقة القوية، مثل الأشعة السينية، لتدمير الخلايا السرطانية.

قد يجمع الطبيب بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.

العلاج المناعي (Immunotherapy)

يعد علاجًا يساعد جهاز المناعة على محاربة السرطان.

يستخدم العلاج المناعي كالآتي:

مباشرةً في المثانة

قد يوصى بذلك بعد استئصال ورم المثانة عبر الإحليل (TURBT).

يهدف إلى قتل سرطانات المثانة الصغيرة التي لم تنمُ في طبقات العضلات العميقة في المثانة.

يستخدم اللقاح ضد السُل (BCG)في العلاج، إذ وجد أنه يسبب رد فعل جهاز المناعة الذي يوجه الخلايا المكافحة للجراثيم إلى المثانة فتقضي على الخلايا السرطانية.

وريديًا

يوصَف العلاج المناعي وريديًا للسرطان المتقدم أو الذي يعود بعد العلاج الأولي.

تتوفر عديد من أدوية العلاج المناعي التي تساعد جهاز المناعة على تحديد الخلايا السرطانية ومكافحتها.

درجات سرطان المثانة

تعتمد درجة السرطان على مدى ظهور الخلايا السرطانية مثل الخلايا الطبيعية تحت المجهر.

يستخدم الأطباء مصطلح التمايز (Differentiation) في وصف مدى تطور الخلية أو نضجها.

توجد درجتان لسرطان المثانة:

السرطان منخفض الدرجة

يتميز بخلايا أقرب في المظهر والتنظيم إلى الخلايا الطبيعية (متمايزة جيدًا).

عادةً ما ينمو الورم منخفض الدرجة ببطء ويقل احتمال غزو الجدار العضلي للمثانة عن الورم عالي الدرجة.

السرطان عالي الدرجة

يحتوي هذا النوع على خلايا ذات مظهر غير طبيعي التي تفتقر إلى أي تشابه مع الأنسجة التي تظهر طبيعيًا (ضعيفة التمايز).

يميل الورم عالي الدرجة إلى النمو بقوة أكبر من الورم منخفض الدرجة، وقد ينتشر إلى الجدار العضلي للمثانة والأنسجة والأعضاء الأخرى.

مراحل سرطان المثانة

يمكن تقسيم مراحل السرطان وفقًا لمدى انتشاره لأجزاء الجسم الأخرى مثل الآتي:

المرحلة 0

لم يتجاوز السرطان بطانة المثانة بعد.

المرحلة 1

ينتشر السرطان بعد بطانة المثانة، لكنه لم يصل إلى طبقة العضلات في المثانة. وتلك المرحلة تصف تجربتي مع سرطان المثانة.

المرحلة 2

ينتشر السرطان إلى طبقة العضلات في المثانة.

المرحلة 3

ينتشر السرطان إلى الأنسجة المحيطة بالمثانة.

المرحلة 4

ينتشر السرطان خارج المثانة إلى الأعضاء المجاورة، وفي هذه المرحلة ربما يؤدي إلى الموت.

نسبة الشفاء من سرطان المثانة

وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة مدة خمس سنوات تبعًا للمرحلة هي كما يلي:

المرحلة (0)98%
الأولى88%
الثانية63%
الثالثة46%
الرابعة15%

أنواع سرطان المثانة

توجد ثلاثة أنواع من السرطان وفقًا لنوع الخلايا التي ينشأ منها كالآتي:

السرطان الذي يبدأ في الخلايا الانتقالية (Transitional cell carcinoma)

يعد أكثر الأنواع شيوعًا، يبدأ في الخلايا الانتقالية -الخلايا التي تغير شكلها دون أن تتضرر عند شد الأنسجة- في الطبقة الداخلية للمثانة.

السرطان الذي يبدأ في الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma)

تتشكل خلايا المثانة الحرشفية الرفيعة والمسطحة بعد عدوى طويلة الأمد أو تهيج بطانة المثانة الداخلية.

السرطان الذي يبدأ في الخلايا الغُدية (Adenocarcinoma)

يعد الورم الغدي الأشرس إلا أنه نادر الحدوث، وتتشكل خلايا المثانة الغدية بعد تهيج المثانة والتهابها على المدى الطويل.

كيف تعمل المثانة البولية؟

يصنع البول في الكُلى وينتقل عبر الحالب إلى المثانة، وتخزن المثانة البول لحين التبول.

تضغط عضلات المثانة ويفتح الصمامان للسماح للبول بالتدفق، ويخرج البول منها إلى مجرى البول ومنه إلى خارج الجسم.

تعد المثانة البولية (Urinary bladder) عضوًا عضليًا بجسم الإنسان، وتقع بمنطقة الحوض أعلى وخلف عظم العانة.

تتميز بحجم وشكل الكمثرى عندما تكون فارغة، وتتراوح السعة الاستيعابية للمثانة بين 400 -600 ملليلتر.

عوامل الخطر

لتجنب الإصابة بهذا السرطان المميت ينبغي الحذر من الآتي:

1. التدخين

ربما يؤدي التدخين إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ نتيجة تراكم المواد الكيميائية الضارة في البول.

يعالج الجسم المواد الكيميائية الموجودة في الدخان ويخرج بعضها في البول، قد تؤدي هذه المواد الضارة إلى إتلاف بطانة المثانة؛ مما يزيد خطر الإصابة بالسرطَان.

2. التقدم في العمر

يزداد خطر الإصابة مع تقدم العمر، وبالرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أن معظم الأشخاص المصابين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا.

3. جنس المريض

الرجال أكثر عُرضة للإصابة عن النساء.

4. علاج السرطان السابق

يزيد العلاج بعقار سيكلوفوسفاميد (cyclophosphamide) المضاد للسرطان خطر الإصابة بالسرطان.

يتعرض الأشخاص ممن تلقوا علاجات إشعاعية لعلاج سرطان الحوض للإصابة.

5. التهاب المثانة المزمن

ربما تؤدي التهابات المثانة المُزمنة -مثل التي تحدث مع الاستخدام طويل الأمد للقسطرة البولية- إلى زيادة خطر الإصابة بسرطَان الخلايا الحرشفية (squamous cell bladder cancer).

كذلك يرتبط السرطان بالتهاب المثانَة المزمن الناجم عن العدوى الطفيلية المعروفة باسم داء البلهارسيات (Bilharziasis).

6. التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بالسرطان

يزداد خطر الإصابة بالسرطان إذا وُجِد تاريخ مرضي بإصابة أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى مثل الآباء أو الأشقاء أو الأبناء بالسرطان.

7. التعرض لبعض المواد الكيميائية

تلعب الكلى دورًا رئيسيًا في تصفية الدم من المواد الكيميائية الضارة ونقلها إلى المثانة، لذلك يعتقد أن التعامل مع مواد كيميائية معينة ربما يزيد خطر الإصابة به.

تشمل المواد الكيميائية المرتبطة بمخاطر الإصابة: الزرنيخ والمواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الأصباغ، والمطاط، والجلود، والمنسوجات، ومنتجات الطلاء.

مدى انتشار سرطان المثانة

يمثل هذا  السرطان 3% من إحصائيات السرطان العالمية وينتشر خاصةً في العالم المتقدم، ويشيع المرض أربع مرات لدى الرجال أكثر من النساء.

يعد سادس الأورام انتشارًا في الولايات المتحدة، وينتشر ما يقارب 90% من السرطان بين كبار السن فوق 55 عامًا أو أكثر.

وختامًا -عزيزي القارئ- بعد أن انتهت تجربتي مع سرطان المثانة وأوضحت هل يؤدي إلى الموت أم لا، دعني أخبرك أن الوقاية خير من العلاج.

يجب عليك اتباع أساليب الوقاية، مثل تجنب التدخين والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، وشرب الماء الكثير.

د. خلود زكريا

معيدة طفيليات طبية جامعة سوهاج، حاصلة على بكالوريوس الطب البشري جامعة سوهاج، مهتمة بالبحث العلمي والترجمة الطبية وكتابة المحتوى الطبي أسعى لإثراء المحتوى الطبي باللغة العربية ليصل للقارئ بأسلوب بسيط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى