صحة الطفل

مدة علاج الحمى الشوكية عند الأطفال | هل معدية؟

الحمى الشوكية عند الأطفال (Meningitis)، أو ما يُطلق عليه التهاب السحايا، هي عدوى خطيرة ونادرة تُصيب الأغشية الواقية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي.

يتسبب ذلك في التهاب هذه الأغشية وتورمها، ويتطلب ذلك علاجًا طبيًا عاجلًا كي لا يتفاقم المرض مسببًا مضاعفات خطيرة أو الوفاة لا قدر الله.

الحمى الشوكية عند الأطفال

أعراض الحمى الشوكية عند الأطفال

يمكن أن تظهر أعراض الحمى الشوكية في غضون ساعات أو أيام، وتشمل ما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الشعور بالنعاس الشديد وصعوبة الاستيقاظ.
  • الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
  • رفض الطعام.
  • انتفاخ اليافوخ (المنطقة الرخوة أعلى الرأس).
  • العصبية أكثر من المعتاد.
  • طفح جلدي أحمر أو غامق.
  • التهيج والبكاء خاصةً عند حمل الطفل.
  • أحيانًا يصاب الطفل بنوبات صرع بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وليس بسبب التهاب السحايا نفسه.

إلى جانب بعض الأعراض الأخرى التي يصعب ملاحظتها عند الرضيع، مثل:

  • صداع حاد.
  • تصلب (تيبس) الرقبة.
  • حساسية للضوء الساطع.

الفرق بين الانفلونزا والحمى الشوكية

قد تبدو أعراض الحمى الشوكية في بعض الأحيان وكأنها أعراض الإنفلونزا العادية، مما يجعل تشخيص الحمى الشوكية أكثر صعوبة ويؤخر علاجها.

مع أن كلا الإنفلونزا والحمى الشوكية يسببان الصداع، إلا أن تيبس الرقبة الذي تسببه الحمى الشوكية لا يحدث غالبًا مع الإنفلونزا.

هل الحمى الشوكية عند الأطفال خطيرة؟

يمكن أن تسبب الحمى الشوكية مضاعفات خطيرة لدى الأطفال، خاصةً إذا تأخر العلاج، وتشمل المضاعفات ما يلي:

هل الحمى الشوكية معدية؟

نعم، إذ تنتشر عدوى التهاب السحايا مثل معظم أنواع العدوى الشائعة الأخرى، من خلال ملامسة الشخص المصاب أو تقبيله أو عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب، ويلامس رذاذه شخص سليم.

أسباب الحمى الشوكية عند الأطفال

يمكن أن تسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات التهاب السحايا عند الأطفال، ولكنها قد تحدث أحيانًا بسبب بعض الأمراض والأدوية، مثل:

  • أمراض المناعة الذاتية.
  • مرض الزهري.
  • مرض الدرن.
  • أدوية السرطان.

مدة علاج الحمى الشوكية عند الأطفال

علاج الحمى الشوكية عند الأطفال

يعتمد علاج الحمى الشوكية على تحديد سبب المرض، لذلك من المهم تحديد النوع المصاب به.

التهاب السحايا الفيروسي 

في معظم الأحيان قد يتحسن الطفل المصاب به في غضون 10 أيام دون الحاجة إلى علاج، ربما يصف الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الآلام. 

في حالة التهاب السحايا الفيروسي بسبب فيروسات خطيرة، مثل: الحماق، والهربس البسيط، وفيروس غرب النيل، يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى وعلاجه بأدوية مضادة للفيروسات وريديًا.

التهاب السحايا الجرثومي 

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج التهاب السحايا الجرثومي وتُعطى بالوريد، وغالبًا يبقى الطفل في المستشفى حتى تتحسن حالته.

قد تحتاج الحالة إلى أكسجين إذا كان هناك صعوبة في التنفس.

التهاب السحايا الفطري 

يعالَج التهاب السحايا الفطري باستخدام الأدوية المضادة للفطريات، وسيضطر الطفل للمكوث في المستشفى مدة شهر أو أكثر لتلقي العلاج، إذ إنه من الصعب التخلص من الالتهابات الفطرية.

كيفية الوقاية من الحمى الشوكية عند الأطفال

توجد بعض السلوكيات التي تساهم في تقليل فرص الإصابة بالحمى الشوكية عند الأطفال، مثل:

  • تعليم الأطفال غسل أيديهم كثيرًا خاصةً بعد تناول الطعام أو استخدام المرحاض، أو عندما يكونوا بالأماكن العامة.
  • عدم مشاركة الأطعمة والمشروبات مع أشخاص آخرين.
  • تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.
  • اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا، وممارسة الرياضة والنوم جيدًا.
  • الحصول على التطعيم ضد الأمراض التي تسبب الحمى الشوكية.

يُخصص التطعيم لهذا النوع فقط، التهاب السحايا الجرثومي (المستدمية النزلية، والمكورات السحائية، والمكورات الرئوية).

أنواع التهاب السحايا

يعد التهاب السحايا الفيروسي والجرثومي (البكتيري) هما الأكثر شيوعًا، بالإضافة إلى باقي أنواع التهاب السحايا الفطري والطفيلي.

التهاب السحايا الجرثومي 

مرض خطير للغاية ويحتاج إلى تدخل طبي فوري، يمكن أن يكون مهددًا للحياة أو يتسبب في تلف الدماغ إذا لم يتلقَ علاج سريع.

كانت البكتيريا المسماة بالمستدمية النزلية (Haemophilus influenzae) من النوع (Hib b)، سببًا شائعًا لالتهاب السحايا عند الرضع والأطفال، حتى صار لقاح المستدمية النزلية من النوع (ب) متاحًا للرضع.

هناك أيضًا البكتيريا النيسرية السحائية (Neisseria meningitidis)، والعقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae)، ويوجد لقاحات مخصصة لهما.

يبدأ الالتهاب السحائي البكتيري عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم من الجيوب الأنفية، أو الأذنين، أو الحلق، وتنتقل بعد ذلك إلى الدماغ.

منذ تطوير لقاحات للوقاية من التهاب السحايا الجرثومي، أصبح غير شائع بفضل الله.

التهاب السحايا الفيروسي

يعد التهاب السحايا الفيروسي أكثر شيوعًا من الجرثومي، وغالبًا ما يكون أقل خطورة، ولكن توجد بعض الفيروسات التي تسبب عدوى شديدة.

الفيروسات الشائعة التي تسبب حمى شوكية خفيفة

تشمل هذه الفيروسات ما يلي:

  • الفيروسات المعوية غير شلل الأطفال، ويصاب بها كثير من الأطفال لكن قليل منهم يصاب بالتهاب السحايا، وتنتقل بملامسة البراز المصاب، أو الإفرازات الفموية.
  • فيروس الإنفلونزا وينتشر من خلال ملامسة إفرازات من رئة أو فم شخص مصاب.
  • فيروسات الحصبة والنكاف، ويعد التهاب السحايا هو أحد المضاعفات النادرة لهذه الفيروسات شديدة العدوى، وتنتقل من خلال ملامسة إفرازات من رئة أو فم شخص مصاب.

الفيروسات التي تسبب حمى شوكية شديدة 

تشمل هذه الفيروسات ما يلي:

  1. الحماق الذي يسبب جدري الماء، وينتشر بسهولة عبر الاتصال بشخص مصاب به.
  2. فيروس الهربس البسيط، وعادةً ما يلتقط الطفل العدوى به في رحم أمه أو في أثناء الولادة.
  3. ما يُطلق عليه فيروس غرب النيل، ينتقل من خلال لدغ البعوض.

يعد الأطفال دون سن الخامسة أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب السحائي الفيروسي، وتكون العدوى أكثر شدة وخطورة في الأطفال حديثي الولادة.

التهاب السحايا الفطري 

يعد هذا النوع نادرًا جدًا لأنه عادةً ما يصيب الأطفال الذين يعانون ضعف جهاز المناعة.

الأطفال الخدج يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى الدم من فطر يسمى المبيضات، الذي يمكنه الانتقال بعد ذلك إلى الدماغ مسببًا الحمى الشوكية عند الأطفال.

التهاب السحايا الطفيلي

يعد من الأنواع النادرة، يحدث بسبب طفيليات تصيب الحيوانات عادةً وينتقل إلى الإنسان من أكل الحيوانات المصابة، مثل: الرخويات أو الأسماك أو الدواجن.

يكمن الخطر أكثر في الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.

تشخيص الحمى الشوكية

يعتمد تشخيص التهاب السحايا على معرفة التاريخ المرضي، والفحص البدني بما في ذلك فحص الرقبة بحثًا عن التيبس أو طفح جلدي قد يشير إلى عدوى بكتيرية.

يعتمد التشخيص أيضًا على إجراء بعض الاختبارات، مثل:

  • تحاليل الدم للبحث عن البكتيريا.
  • الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس لاكتشاف التورم أو الالتهاب.
  • البزل الشوكي باستخدام إبرة لأخذ عينة من السائل حول الحبل الشوكي، لمعرفة سبب التهاب السحايا.

ختامًا، بعد أن استعرضنا سويًا أنواع الحمى الشوكية وأعراضها عند الأطفال وكيفية علاجها والوقاية منها.

 أود أن أنوه إلى أن الحمى الشوكية ليست شائعة ولكنها من الأمراض المهددة للحياة إذا لم تُعالج على الفور، وهنا يتضح أهمية التشخيص المبكر للحالة ودوره في تعجيل الشفاء.

المصدر
healthline.commeningitis.orgwebmd.com

د. نهى يوسف

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى طبي، أسعى لتبسيط المعلومة وتوصيلها للجميع؛ فزكاة العلم نشره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى