ربما يظن بعض الناس أن ارتجاج المخ عند الأطفال لا يصيب إلا مَن يمارس رياضات عنيفة أو يتعرض إلى حادث سيارة على سبيل المثال.
لكن الحقيقة قد يحدث ارتجاج المخ لطفلك في المنزل! لذا في هذا المقال سوف نتحدث عن أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال، وكيفية حدوثه وعلاجه.
ارتجاج المخ
يُعرّف بأنه إصابة في المخ، تؤدي إلى توقفه عن العمل مدة مؤقتة أو دائمة.
عادةً يكون سببه الإصابة بصدمة في منطقة الرأس، مثل: السقوط على الرأس أو التعرض لحادث سيارة.
يعد ارتجاج المخ عند الأطفال الصغار أكثر خطورةً، إذ إن الطفل لا يستطيع شرح ما يشعر به وإيضاحه للأهل.
لذا يلزم على الأهل مراقبة الطفل بعناية عند سقوطه أو إصابته في حادث بحثًا عن علامات ارتجاج المخ وأعراضه.
هل جميع الأطفال معرضون للإصابة بارتجاج المخ؟
بالطبع أي شخص سواء كان طفلًا أو بالغًا معرض للإصابة بارتجاج المخ، لكن الأطفال أكثر عرضة لأسباب مختلفة.
نشرت دراسة عام 2017 في الولايات المتحدة أُجريت على أكثر من 13000 مراهق، أوضحت أن ما يقرب من خمسهم أصيبوا بارتجاج المخ مرة واحدة على الأقل.
يعد الرضع والأطفال أقل من 4 سنوات أكثر المترددين على غرفة الطوارئ من جرّاءِ السقوط والإصابة بإصابات الدماغ الرضية، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
بينما يزداد تعرض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا للإصابة بإصابات الدماغ نتيجة السقوط أو الاصطدام بشيءٍ ما.
يواجه الأطفال الذين يمارسون الرياضة خطرًا كبيرًا للإصابة به، خاصةً الذين يلعبون كرة القدم، وكرة القدم النسائية، وكرة السلة وهوكي الجليد.
لا تظهر أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال في بعض الأحيان فور الإصابة، لكن تظهر بعد ساعات أو حتى أيام من الإصابة، مما يسبب إرباكًا وقلقًا للأهل.
عادةً تتشابه علامات ارتجاج المخ في كل الأعمار، لكن توجد اختلافات بين أعراض ارتجاج المخ عند الرضع، والأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنًا.
أعراض ارتجاج المخ عند الرضع
تظهر بعض علامات ارتجاج المخ عند الرضع، ومنها:
- البكاء عند تحريك رأس الطفل.
- العصبية.
- تغير عادات نوم الطفل، مثل النوم مدة أطول أو أقصر من المعتاد.
- القيء.
أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال الصغار
قد يكون الطفل الصغير قادرًا على الإشارة إلى رأسه إذا كان يؤلمه أو التحدث ببضع كلمات بشأن ما يشعر به، وتشمل الأعراض:
- الصداع.
- الغثيان أو القيء.
- تغير السلوك من فقدان الاهتمام باللعب أو أداء الأنشطة المفضلة لديهم.
- تغيرات النوم، مثل: زيادة ساعات النوم أو قلتها.
- كثرة البكاء.
أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال الأكبر سنًا (أكبر من عامين)
يظهر على الأطفال الأكبر من عامين تغيرات سلوكية أكثر عند الإصابة بارتجاج المخ، منها:
- الشعور بالدوار أو فقدان التوازن.
- ازدواج الرؤية أو رؤية ضبابية.
- حساسية الضوء.
- حساسية ضد الضوضاء.
- صعوبة التركيز.
- مشكلات التذكر أو النسيان للأحداث الأخيرة.
- بطء الإجابة على الأسئلة.
- تغيرات المزاج، مثل: الحزن، والانفعال والعصبية.
- تغير أنماط النوم وصعوبة النوم.
متى تذهب إلى الطوارىء؟
إذا أُصيب الطفل في أثناء لعبه في المنزل أو ممارسته للرياضة، فامنعه على الفور من اللعب مرة أخرى وراقبه بعناية، واسأل نفسك الأسئلة الآتية:
- هل يتصرف الطفل طبيعيًا أو حدث تغير في سلوكه؟
- هل يشعر بالنعاس أكثر من المعتاد؟
إذا كانت الإجابة بلا، وظل الطفل مستيقظًا ونشطًا ولا يبدو أنه يتصرف باختلاف، فمن المرجح أن يكون بخير.
يعد فحص الطفل من الأمور الجيدة دائمًا، لكن وفقًا للوضع قد لا تضطر إلى سرعة الذهاب إلى الطوارئ.
أمّا إذا ظهرت على الطفل أي علامات لارتجاج المخ، فستحتاج إلى الحصول على رعاية طبية سريعًا، خاصةً إذا كان الطفل:
- يعاني القىء.
- فقَدَ وعيه لأكثر من دقيقة أو دقيقتين.
- يصعب إيقاظه.
- تنتابه نوبة صرع.
إذا شعر الطفل برغبة في النوم بعد اصطدام رأسه فلا ضير في ذلك، لكن راقبه بعناية شديدة بعد الاستيقاظ.
تشخيص ارتجاج المخ عند الأطفال
لا يوجد حتى الآن اختبار معتمد لتشخيص ارتجاج المخ عند الأطفال.
لكن في حالات الاشتباه بوجود نزيف يمكن استخدام التصوير المقطعي، والتصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورة للدماغ.
قد تؤدي إصابة الرأس في بعض الحالات النادرة إلى حدوث ورم دموي في دماغ الطفل، أي تكَون كتلة من الدماء في الدماغ تضغط على الجمجمة.
وتعد هذه الحالة من الحالات الطبية الطارئة، وتشير إلى ضرورة الذهاب إلى الطوارئ فورًا في حالة حدوث ذلك مع طفلك.
علاج ارتجاج المخ عند الأطفال
تعد الراحة العلاج الوحيد لارتجاج المخ عند الأطفال، لذا ينصَح بالتزام الطفل النوم باكرًا وأخذ أوقات قيلولة مناسبة وخلق جو من الهدوء.
إذ يحتاج الدماغ إلى الراحة من النشاط البدني والذهني من أجل التماثل للشفاء، وتتراوح مدة الشفاء التام من أشهر إلى عام، اعتمادًا على شدة الارتجاج.
يجب متابعة الطفل ومنع حدوث ارتجاج أو إصابة أخرى في الرأس، إذ تؤدي الارتجاجات المتكررة إلى أضرار دائمة في الدماغ.
يجب تحديد موعد مع الطبيب في حالة ظهور علامات تراجع على الطفل بعد إصابته بارتجاج المخ، مثل: الترنح أو الارتباك أو التقلبات المزاجية الكبيرة.
متى يتعافى الأطفال من ارتجاج المخ؟
يشعر معظم الأطفال بالتحسن في غضون أسبوعين من الإصابة، لكن قد تستمر الأعراض لأشهر أو حتى مدة أطول عند بعض الأطفال.
أجريت دراسة عام 2014 وجدت أن ما يقرب من ربع الأطفال يعانون الصداع مدة شهر بعد الإصابة، بينما يعاني حوالي خمس الأطفال التعب والإرهاق مدة أطول.
كذلك يستغرق بعض الأطفال وقتًا أطول في التفكير، مما كانوا عليه قبل الإصابة.
إذا عانى الطفل عدم التكافؤ في التحصيل الدراسي مقارنةً بزملائه بعد تعرضه لإصابة في الرأس، فقد يشير ذلك إلى وجود ورم حول الدماغ، ويجب استشارة الطبيب سريعًا.
عند إصابة الطفل بأكثر من ارتجاج، فقد يصاب بعض الأطفال بمتلازمة ما بعد الارتجاج، مما يؤدي إلى استمرار الأعراض مدة أطول.
كيف تساعد طفلك على التعافي في المنزل؟
تعد مساعدة الأهل للطفل على التعافي من ارتجاج المخ أمرًا هامًا، وهناك عدة نصائح على الوالدين اتباعها، ومنها:
- التأكد من حصول الطفل على الراحة التامة، وتجنب الرياضة أو النشاط البدني.
- ضمان حصول الطفل على الراحة الذهنية، فلا ينبغي ممارسة أي نشاط يحتاج إلى كثير من التركيز، مثل: أداء الواجبات المدرسية.
- منع استخدام الشاشات، مثل: شاشة التلفاز، وألعاب الفيديو والهواتف الذكية، إذ تُحفز الشاشات الدماغ تحفيزًا زائدًا وتثيره، مما يتناقض مع الراحة المطلوبة من أجل الشفاء.
قد يعاني الطفل اضطراب النوم بعد الإصابة بارتجاج المخ، فتزيد ساعات نومه أكثر من المعتاد أو يواجه صعوبة في النوم.
يمكن مساعدة الطفل على تنظيم نومه بإزالة المشتتات من غرفة النوم، وتشجيع روتين النوم المنتظم.
يعاني كثير من الأطفال الصداع بعد الإصابة بارتجاج المخ. وغالبًا يصف الطبيب المسكنات البسيطة للتخلص منه.
يجب استشارة الطبيب لوضع خطة علاجية لمساعدة الطفل على العودة الآمنة إلى اللعب.
في نهاية المقال يعد ارتجاج المخ عند الأطفال أكثر خطورة منه عند البالغين، لذا يجب على الأهل متابعة الطفل بعناية في حال تعرضه للإصابة في الرأس.
يلزم استشارة الطبيب سريعًا في حال ظهر على الطفل علامات الإصابة بالارتجاج.
