الصحة العامة

تجربتي مع الالتهاب الخلوي | هل خطير؟

الالتهاب الخلوي

نتعرض جميعًا للإصابة بالجروح والخدوش والتقرحات، ونغفل عن تطهيرها، ربما يوفر هذا الجرح مدخلًا للبكتيريا لتصل إلي طبقات الجلد العميقة، مسببة الالتهاب الخلوي.

يعد عدوى بكتيرية أصابت الجلد والأنسجة الرخوة. ويصيب عادةً أسفل الساقين، والذراعين والوجه وحولَ العين أحيانًا. 

تجربتي مع الالتهاب الخلوي

حدث الالتهاب بعد دخول البكتيريا الجروح وتشققات الجلد، وسببت احمرار المنطقة المصابة وتورمها ودفئها والشعور بالألم عند الضغط عليها.

كانت عدوى بسيطة وشفيت بعد تناول المضادات الحيوية.

شكل الالتهاب الخلوي

تظهر المنطقة المصابة حمراء ومتورمة ومؤلمة عند لمسها ودافئة، ربما تظهر الدمامل أو البثور أو بقع حمراء على الجلد أو تورم الغدد الليمفاوية.

قد يعاني المريض الحمى والغثيان والتعب والارتجاف.

تحدث الإصابة غالبًا أسفل الساق في البالغين، والوجه والرقبة في الأطفال، ويصيب أحيانًا الذراعين أو اليدين أو الثدي أو حول العين (Periorbital Cellulitis) أو حول الشرج (Perianal Cellulitis).

الالتهاب الخلوي لمرضى السكر

تزيد عدة عوامل خطر إصابة مرضى السكر بالالتهاب الخلوي، منها:

  • الاعتلال العصبي الطرفي (Peripheral neuropathy): من مضاعفات مرض السكري، التي تسبب فقدان الشعور بالقدمين، ما يؤخر اكتشاف أي جروح بهما، وإتاحة الفرصة لدخول البكتيريا من خلال الجرح.
  • ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم: يضعف مناعة مريض السكري، ويبطئ التئام الجروح.
  • مرض الشريان الطرفي (Peripheral arterial disease) المصاحب لمرض السكري: يسبب ضيق الأوردة، وقلة تدفق الدم إلى الأطراف. 

ما أفضل مضاد حيوي لعلاج الالتهاب الخلوي لمرضى السكر؟

يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للقضاء على البكتيريا المسببة، معتمدًا على شدة الأعراض وحالة المريض ووجود صديد أو عدمه.

كم يستغرق علاج الالتهاب الخلوي؟

يصف الطبيب المضاد الحيوي مدة تتراوح من خمسة أيام إلى أربعة عشر يومًا، وتتحسن الأعراض عادةً بعد مرور من سبعة إلى عشرة أيام من بدء المضاد الحيوي

الأدوية التي تعالج الالتهاب الخلوي

يصف الطبيب المضادات الحيوية بالفم أو بالحقن للعلاج في المنزل، أو المضادات الحيوية الوريدية للعلاج في المستشفى، وفقًا لنوع البكتيريا المسببة للعدوى وحالة المريض.

تسوء الأعراض عند بدء تناول المضادات الحيوية، ثم تتحسن خلال بضعة أيام.

أدوية علاج الالتهاب الخلوي البسيط

يصف الطبيب الأموكسيسيللين أو الديكلوكساسيلن أو السيفالكسين، والكلينداميسين أو الكلاريثرومايسين أو الأزيثرومايسين عند وجود حساسية تجاه البنسلين.

يفضل الأطباء إعطاء الجرعة الأولى من مضاد حيوي طويل المفعول بالحقن مثل السفترياكسون (Ceftriaxone)، ثم استكمال المضاد الحيوي الفموي.

يستخدم بنسلين ج أو أموكسيسلين (250 ملليجرام مرتين يوميًا) أو اريثرومايسين (250 ملليجرام مرتين أو أربع مرات يوميًا)، عند علاج الإصابة المتكررة.

تعالَج سعفة القدم (Tinea Pedis) باستخدام مضادات الفطريات الموضعية أو الفموية مثل إيتراكونازول أو تيربينافين، لأنها تسبب تكرار الإصابة بالالتهاب الخلوي.

يستخدم ستريم أو دوكسيسيكلين أو مينوسيكلين في حالة وجود صديد أو خراج، نظرًا لفاعليتها ضد البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).

أدوية علاج الالتهاب الخلوي الشديد

يتطلب مضادات حيوية مثل السفترياكسون أو السيفازولين أو السيفيوركزيم أو النافسيلين أو الأوكساسيلين بالحقن، والكلينداميسين أو الفانكومايسين عند وجود حساسية تجاه البنسلين. 

يصف الطبيب حقن الفانكومايسين أو دابتوميسين أو سيفتارولين أو لنزوليد، عند وجود صديد أو خراج.

العلاجات المنزلية

يمكن للمريض تقليل الألم بوضع الكمادات الباردة على المنطقة المصابة، وتناول المسكنات مثل زيفو، ورفع المنطقة المصابة لتقليل التورم أيضًا.

ينبغي كذلك تحريك المنطقة المصابة بانتظام لمنع تيبسها، وشرب كثير من المياه، واستشارة الطبيب بشأن ارتداء جوارب الدوالي.

هل الالتهاب الخلوي خطير؟

يؤدي إهمال العلاج إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، مثل:

  • وصول البكتيريا إلى الدم؛ مسببةً تعفن الدم (Sepsis).

أعراضه: الحمى وزيادة سرعة ضربات القلب ومعدل التنفس، وانخفاض ضغط الدم، وشحوب الجلد وتعرقه وبرودته، وقلة البول والدوخة عند الوقوف.

  • يؤدي تكرار الإصابة إلى خلل في تصريف الجهاز الليمفاوي، والتورم الدائم للمنطقة المصابة.
  • انتشار البكتيريا وإصابة العضلات أو العظام أو صمامات القلب.

العلاج في المستشفى

ينصح الطبيب بالعلاج في المستشفى في الحالات الآتية:

  • الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
  • القيء.
  • عدم استجابة الأعراض للعلاج بالمضادات الحيوية الفموية.  
  • زيادة شدة الأعراض.
  • ضغط الدم المنخفض.

ما العوامل التي تزيد فرصة الإصابة؟

تزيد العوامل الآتية خطر الإصابة:

  • الجروح والحروق والكسور والخدوش تسمح بدخول البكتيريا.
  • ضعف الجهاز المناعي الناتج عن الإصابة بمرض السكري أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو الأدوية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي.  
  • الوذمة الوعائية (Lymphedema): تسبب تورم الساقين أو الذراعين الدائم.
  • الإصابة السابقة بالالتهاب الخلوي.
  • البدانة.
  • العمر: تشيع الإصابة عند منتصف العمر (الثلاثينات).
  • أمراض الكبد والكلى.
  • ضعف الدورة الدموية يسرِع انتشار العدوى إلى طبقات الجلد العميقة.
  • تعاطي العقاقير الوريدية؛ إذ قد تؤدي إلى تكوين خرٌاج. 

سبب الالتهاب الخلوي

تسبب الإصابة عادةً بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus Aureus) أو المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) الأكثر خطورة، أو بكتيريا المكورات العقدية (Streptococcus Aureus).

تعيش البكتيريا على سطح الجلد دون إحداث ضررًا، وتحدث العدوى عند دخولها إلى طبقات الجلد العميقة خلال:

  • التقرحات.
  • القدم الرياضي (Athlete Foot).
  • الجروح الغائرة.
  • الجلد الجاف أو المنتفخ أو المتقشر.
  • التهاب الجلد التأتبي (Eczema).
  • الجراحات الحديثة.
  • لدغات الحشرات وعضات الحيوانات.
  • البثور الناتجة عن الإصابة بالجدري المائي (Chickenpox).
  • الفقاقيع الناتجة عن الحروق.
  • عضة الصقيع.
  • الجروح الملامسة لماء البحر.

لا تنتقل العدوى بين الأشخاص، إلَا عند ملامسة الجلد المصاب جرح أو قطع في جلد شخص سليم، فتنتقل البكتيريا إليه.  

التشخيص

يشخص الطبيب الالتهاب الخلوي معتمدًا على الأعراض والتاريخ المرضي، وربما يأخذ مسحة أو خزعة من الجلد المصاب لمعرفة البكتيريا المسببة للعدوى.

تجرَى التحاليل مثل صورة الدم الكاملة (CBC) وسرعة ترسيب الدم (ESR) واختبار البروتين المتفاعل C لاستبعاد الأمراض التي تتشابه أعراضها مع أعراض الالتهاب الخلوي.

لا يجرَى زرع الدم (Blood Culture) واختبار وظائف الكبد والكلى، إلَا في الحالات الشديدة فقط.

الوقاية

يمكن الوقاية من الإصابة وتكرارها، لا سيما عند وجود عوامل تزيد فرصة الإصابة مثل مرض السكري أو ضعف الدورة الدموية من خلال:

  • وضع الكريمات المرطبة باستمرار للحفاظ على ترطيب البشرة، ومنع تشقق الجلد وتقشره وجفافه.
  • الاعتناء بالجرح: غسله بالماء والصابون وتطهيره وتغطيته بضمادة معقمة، وتغييرها يوميًا حتى تتكون القشرة، وفحصه بانتظام لاكتشاف علامات العدوى أو الالتهاب مبكرًا.
  • فحص القدمين يوميًا، خاصةً عند الإصابة بالسكر أو ضعف الدورة الدموية.
  • قص أظافر القدمين واليدين بحرص، لتجنب جرح الجلد المحيط بهم.
  • ارتداء أحذية مريحة وجوارب قطنية ملائمة لمقاس القدم، وتجنب المشي حافي القدمين.
  • علاج الإكزيما والقدم الرياضي، إذ توفر مدخلًا للإصابة بالبكتيريا.

ختامًا إن اتباع سبل الوقاية من الإصابة بالالتهاب الخلوي يحمي من مضاعفاته الخطيرة، فلا تهمل الجروح مهما صغر حجمها، واحرص على نظافة وترطيب وفحص يديك وقدميك بانتظام.

المصدر
health.comemedicine.medscape.commayoclinic.orgmayoclinic.orgemedicine.medscape.commedicalnewstoday.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى