جلدية وتجميل

هل مرض البهاق خطير؟ | 10 علاجات للقضاء نهائيًا عليه 

مرض البهاق

يعد مرض البهاق مرضًا مناعيًا غير معدي، وتشير الإحصائيات أنه يحدث بين أفراد المجتمع بنسبة تتراوح من ١ إلى ٢٪؜، ويصيب جميع الفئات العمرية خاصةً الشباب.

وتختلف مراحل علاج البهاق من مريضٍ إلى أخر وفقًا لحجم البقع وأماكنها.

نقدم لك -عزيزي القارئ- هذا المقال لنجيب عن جميع الأسئلة المتعلقة بهذا المرض المناعي الذي يعاني مصابيه بالتنمر لجهل المجتمع بما يخص هذا المرض، فتابع معنا.

ما مرض البهاق (Vitiligo) ؟

اضطراب في تكوين المادة الصباغية للجلد (مادة الميلانين)، ويتميز بوجود بقع على الجلد لونها فاتح ومحددة الشكل.

تحدد مادة الميلانين لون الجلد والشعر والعينين، وتفرَز من الخلايا الصباغية في الجسم. 

يعد مرض البهاق اضطرابًا مكتسبًا، ويحدث تدريجيًا نتيجة موت أو تدمير الخلايا الصباغية للجلد فلا تؤدي وظيفتها الطبيعية. 

يصاب به حوالي 0.5 – 2% من سكان العالم، ويصاب به جميع الأجناس بالتساوي، لكنه أكثر شيوعًا في المرضى ذوي البشرة الداكنة وفي السيدات. 

أعراض مرض البهاق 

يشكو المريض وجود بقع فاتحة اللون، وقد يكون شكلها دائريًا أو بيضاويًا أو خطيًا، ويتراوح حجمها من ملليمترات إلى سنتيمترات. 

يبدأ البهاق على شكل بقع شاحبة من الجلد، ثم تتحول تدريجيًا إلى اللون الأبيض الحليبي. 

إذا كانت هناك أوعية دموية تحت الجلد فى المنطقة المصابة بالبهاق، فإن لون البقعة يكون ورديًا وليس أبيضًا. 

تكون حواف البقع إما منتظمة أو غير منتظمة، وأحيانا تكون حمراء أو بنية اللون.

تظهر هذه البقع بكثرة حول الفم ومحيط العينين والأماكن المعرضة للشمس، ربما تظهر تلك البقع صغيرة الحجم وتكبر تدريجيًا، إذ لا يمكن التنبؤ به. 

يتسبب نقص مادة الميلانين في تحويل لون الشعر في المنطقة المصابة إلى اللون الرمادي أو الأبيض. 

قد يشكو مريض البهاق أعراضًا أخرى، ومنها ما يلي:

  • الشيب المبكر لفروة الرأس والرموش والحاجبين. 
  • فقدان لون الأغشية المخاطية التي تبطن الفم والأنف. 

ما الأماكن الأكثر عرضة للإصابة بمرض البهاق؟ 

يصيب مرض البهاق أي منطقة في الجسم، لكنه أكثر شيوعًا في المناطق الآتية:

  • المناطق المعرضة لأشعة الشمس، مثل: الوجه واليدين والذراعين والقدمين. 
  • حول فتحات الجسم، مثل: الفم والأنف وفتحة الشرج.
  • الأغشية المخاطية. 
  • الأعضاء التناسلية. 
  • منطقة خلف العين. 
  • الجهاز السمعي بالأذن. 
  • الشعر. 
  • حول الشامات. 
  • ثنيات الجسم، مثل: الإبطين والفخذ. 
  • الجفون. 
  • المناطق التي أصيبت بالبهاق في الماضي. 
  • أماكن الصدمات أو الجروح فيما يُعرف بظاهرة كوبنر (Koebner phenomenon). 

والآن نستعرض معكم أكثر الأسئلة التي يتساءلها كثيرون بشأن مرض البهاق.

متى يظهر مرض البهاق؟

يظهر في أي وقت منذ الولادة حتى الشيخوخة، لكنه أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 30 عامًا. 

هل مرض البهاق معدي؟ 

يعد مرض البهاق غير معدي، فلا ينتقل من شخصٍ لآخرٍ. 

هل مرض البهاق وراثي؟ 

مرض البهاق ليس بالضرورة وراثيًا، لكن يوجد حوالي 30% من المصابين لديهم تاريخ عائلي بالمرض. 

إذا كان هناك أحدًا في العائلة مصابًا بالبهاق، فإن احتمالية إصابتك به تزداد مع أن الوراثة ليست سببًا في مرض البهاق. 

هل مرض البهاق مؤلم؟ 

لا يسبب البهاق أي انزعاجٍ للشخص المصاب، وربما يتسبب في الحكة في بعض الأحيان

تتأثر بقع البهاق بأشعة الشمس، ويمكن أن تحدث ألمًا أو حرقان بها، لذا من المهم أن تحمي جلدك باستخدام واقي شمس أو ارتداء ملابس واقية. 

ما الأمراض التي تشبه مرض البهاق؟ 

هناك حالات أخرى تجعل الجلد يفقد أو يتغير لونه، ومنها:

السعفة المبرقشة (Tinea versicolor)

تتسبب بعض الخميرة في حدوث عدوى فطرية بالجلد تسمى السعفة أو القوباء، وظهور بقع إما فاتحة تشبه البهاق أو داكنة.

النخالة البيضاء (Tinea alba)

تبدأ الحالة باحمرار بقع من الجلد وتقشرها، ثم يتلاشى الاحمرار وتصبح البقع فاتحة اللون.

ابيضاض الجلد الكيميائي ( Chemical leukoderma)

يحدث نتيجة تعرض الجلد لبعض المواد الكيميائية الصناعية، التي تسبب تلفًا في خلايا الجلد وظهور مناطق بيضاء خطية أو ملطخة من الجلد.

المهق أو عدو الشمس (Albinism)

حالة وراثية تحدث نتيجة نقص صبغة الميلانين في الجلد والعينين والشعر.

يستطيع الطبيب المختص التفرقة بين البهاق وهذه الأمراض المشابهة‘ فلا داعي للقلق. 

هل مرض البهاق خطير؟ 

يعاني مرضى البهاق مشكلات عِدة، ومنها ما يلي:

  1. المشكلات النفسية 

يعاني حوالي 50 % من مرضى البهاق آثارًا نفسية؛ بسبب نظرة المجتمع السلبية لهم، وأيضًا هم دائمًا يفكرون في حالتهم. 

قد يترتب على الإصابة بمرض البهاق ما يلي:

  • الاكتئاب. 
  • القلق الاجتماعي. 
  • تجنب المشاركة مع غيرهم في الأنشطة الحياتية. 
  • مشكلات عاطفية. 

لذا – عزيزى مريض البهاق- استشر الطبيب إذا عانيت هذه المشاعر السلبية، وسوف يجد لك حلًا مناسبا لحالتك.

2. المشكلات الجسدية

  • حروق الشمس، بسبب فقدان الجلد لصبغة الميلانين التي تحميه من أشعة الشمس الضارة. 
  • فقدان السمع، إذ تلعب مادة الميلانين دورًا هامًا في الحفاظ على وظيفة الجهاز السمعي. 
  • مشكلات بالعَين، مثل: تغيرات الرؤية وإفراز الدموع. 

كيفية تشخيص مرض البهاق 

كيفية تشخيص مرض البهاق

يُشخَص عادةٍ بفحص الطبيب للبقع، لكن قد يحتاج الطبيب إلى عِدة فحوصات أخرى، ومنها ما يلي:

  • فحص الجلد بمصباح وود (Wood’s light)؛ إذ تستخدم أشعة فوق البنفسجية، ويساعد على التفرقة بين البهاق وغيرها من الأمراض المشابهة. 
  • فحص الجلد باستخدام الديرموسكوب. 
  • خزعة من الجلد وتفحص تحت الميكروسكوب. 
  • فحوصات أخرى، مثل: اختبارات الدم في حالة إذا كان البهاق مرتبطًا بأمراضٍ مناعيةٍ أخرى، مثل: مرض السكري ومشكلات الغدة الدرقية. 

علاج مرض البهاق 

توجد علاجات عدة لمرض البهاق تهدف إلى إعادة توازن لون البشرة، يختار منها الطبيب ما يناسب حالتك، وفقًا لما يلى:

  • شدة حالتك. 
  • مدى انتشار البقع. 
  • حجم البقع وعددها. 
  • مدى الاستجابة للعلاج. 
  • وجود أمراض مناعية أخرى. 

إليكم بعض العلاجات المختلفة:

1.علاج مرض البهاق طبيًا

يحتاج العلاج إلى 3 أشهر على الأقل كي تظهر نتائجه المبشرة، وتشمل العلاجات الطبية ما يلي:

الكريمات الموضعية

توضع كريمات الكورتيكوستيرويد على الجلد المصاب، ويرجح أنها توقف انتشار المرض، وربما في بعض الحالات تساعد على استعادة لون البشرة الأصلي، مثل: الستيرويدات القشرية (corticosteroids). 

إذا حدث التحسن بعد شهر من العلاج، يجب إيقاف العلاج مدة تصل لأسبوعين ثم البدء مرة أخرى.

إذا لم يحدث تحسن في خلال شهر أو حدثت بعض الآثار الجانبية، يجب إيقاف العلاج نهائيًا. 

لا تستخدم الستيرويدات القشرية الموضعية على الوجه، وتشمل آثارها الجانبية تهيج الجلد ورقته، ونمو شعر كثيف بالجسم.

كالسيبوترين (Calcipotriene)

هو فيتامين د، ويستخدم مرهمًا موضعيًا ويمكن استخدامه مع الستيرويدات القشرية أو العلاج بالضوء، مثل (دوفينكس). 

تشمل آثاره الجانبية: الطفح الجلدي وجفاف البشرة والحكة. 

الأدوية التي تؤثر في المناعة

توجد على هيئة مراهم موضعية، مثل: تاكروليموس وبيميكروليموس، وهي أدوية تعرَف باسم مثبطات الكالسينورين، وتستخدم في علاج بقع صغيرة من الجلد المصاب. 

لكن تحذر منظمة الغذاء والدواء من استخدامها لعلاقتها  بتطور سرطان الجلد والغدد الليمفاوية. 

الأدوية التي تؤخذ بالفم

مثل: السترويدات القشرية وبعض المضادات الحيوية، وتؤخذ تحت إشراف الطبيب. 

حديثًا أثبتت الدراسات أن حبوب الجلوتاثيون تسهم في العلاج.

العلاج بالسورالين ( Psoralen) 

يمكن استخدام السورالين موضعيًا أو بالفم، ويستخدم مع العلاج بالضوء؛ إذ يجعل الجلد أكثر عرضة للأشعة فوق البنفسجية (UVB) أو (UVA). 

يكرر العلاج من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، مدة تتراوح ما بين 6 – 12 شهرًا. 

لكن يزيد السورالين حروق الشمس وتلف الجلد، لذا ينصَح بعدم استخدامه في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات. 

العلاج بالضوء (Phototherapy) 

إذ تستخدم الأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (Narrow band UV)، في حالة إصابة مساحة كبيرة من الجلد بالبهاق. 

يعطي العلاج بالضوء نتائج مبشرة وله آثار جانبية قليلة. 

يستخدم العلاج بالضوء في المنزل لكن تحت إشراف الطبيب، وتظهر النتائج بعد 6 – 12 شهرًا ويحتاج المريض إلى جلستين أسبوعيًا. 

العلاج بالليزر (Laser therapy) 

يعالج الليزر بقع البهاق الصغيرة، ويحتاج المريض إلى جلستين أو ثلاث جلسات أسبوعيًا ويستغرق العلاج مدة تصل إلى أربعة أشهر.

العلاج بالجراحة (Surgical treatment) 

يلجأ الطبيب إلى علاج البهاق جراحيًا في حالة عدم استجابة المريض للعلاج الطبي أو الضوئي، أو عدم وجود تحسن بعد مدة تصل إلى 12 شهرًا من العلاج. 

تشمل العلاجات الجراحية ما يلي:

  1. ترقيع الجلد (Skin grafting) 

إذ يزيل الطبيب جزءًا من الجلد السليم المتصبغ إلى الجلد المصاب بالبهاق. 

لكن من آثاره الجانبية: العدوى، والتندب أو فشل العملية في إعادة لون الجلد في الجزء المصاب بالبهاق.

  1. عمليات زرع الخلايا الصباغية 

يستأصل الطبيب بعض الخلايا الصباغية من الجلد السليم، ويجعلها تنمو في أنابيب في المعمل ثم ينقلها إلى الأماكن المصابة.

  1. الوشم (Tattooing) 

يكون مناسبًا في منطقة حول الفم وأيضًا في أصحاب البشرة الداكنة.

  1. علاجات أخرى

تشمل ما يلي:

إزالة التصبغ (Depigmenting) 

يلجأ الطبيب إلى ذلك في حالة انتشار المرض في الجسم بنسبة أكثر من 50%. 

يزال التصبغ من الجلد السليم كي يتناسب مع لون بقع البهاق البيضاء، ويعد هذا العلاج دائمًا، لكنه يجعل الجلد رقيقََا وينصح بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس كي لا يحترق الجلد. 

يزال التصبغ باستخدام بعض المراهم الموضعية، مثل: مونوبنزون (Monopenzone)، هاي كوين (Hydroquinone)، ويستغرق العلاج مدة تصل إلى 14 شهر. 

إخفاء بقع البهاق بمستحضرات التجميل (Skin camouflage) 

 يمكن استخدام المكياج لإخفاء بقع البهاق البيضاء وتوحيد لون البشرة. 

استخدام واقي شمس (Using sunscreen) 

إذ إن بقع البهاق حساسة جدًا لأشعة الشمس ومن الممكن أن يحترق الجلد، لذا يوصى باستخدام واقي شمس له spf أكثر من 30%.

العلاج النفسي (Psychotherapy) 

يجب استشارة الطبيب في حالة حدوث أي اضطراباتٍ نفسية أو آثارٍ سلبية. 

أنواع مرض البهاق 

ينقسم البهاق إلى أنواع عِدة، ومنها:

1.البهاق غير الجزئي أو القطاعي

يسمى أيضًا البهاق الثنائي أو المعمم وهو النوع الأكثر شيوعًا، وتظهر الأعراض على جانبي الجسم على هيئة بقع بيضاء متناظرة (Symmetrical). 

تظهر البقع في الأماكن الآتية:

  • الذراعين. 
  • ظهر اليدين. 
  • محيط العين. 
  • الركبتين. 
  • الكوعين. 
  • القدمين.

2.البهاق الجزئي

يسمى أيضًا بالبهاق الموضعي أو الأحادي، وتظهر البقع البيضاء في منطقة واحدة من الجسم أو مناطق قليلة وعلى جانب واحد من الجسم. 

قد يستمر في الزيادة تدريجيًا مدة تتراوح ما بين 6 أشهر لعام ثم يتوقف، وأيضا يتطور تطورًا أبطأ من البهاق غير الجزئي. 

يعد النوع الأقل شيوعًا، لكنه أكثر شيوعًا في الأطفال؛ إذ يبدأ عادةً في سن مبكر ويصيب 3 من بين 10 أطفال. 

3.أنواع أخرى

قد تظهر أنواع أخرى من البهاق، أهمها: 

البهاق البؤري (Focal) 

يظهر المرض في بقعة واحدة فقط ولا ينتشر. 

البهاق ثلاثي التصبغ (Trichrome) 

يكون هناك منطقة لونها داكن تليها منطقة ذات لون أفتح، ثم تليها منطقة ذات لون البشرة العادية. 

البهاق العالمي (Universal) 

يعد نوعًا نادرًا، ويصيب حوالي 80% من الجسم. 

أسباب مرض البهاق

يعد السبب الرئيسي لمرض البهاق غير معلومٍ حتى الآن، لكن هناك عدة نظريات توضح كيف تدمرت الخلايا الصبغية للجلد تدريجيًا، أهمها:

  1. نظرية المناعة الذاتية 

يعتقد الباحثون أن الجهاز المناعي بدلًا من أن يدمر الخلايا الضارة بالجسم، فإنه يهاجم الخلايا الصباغية مما يسبب الإصابة بمرض البهاق. 

يرتبط مرض البهاق بعدة أمراض مناعية، مثل: مرض هاشيموتو، مرض جريفز وأديسون والصدفية، وداء الثعلبة، ومرض السكري، والتهاب القولون التقرحي والتهاب المفاصل الروماتويدي. 

ويرجح هذه النظرية وجود أجسام مضادة في دم المريض ضد بروتينات الخلايا الصباغية. 

  1. النظرية العصبية

إذ يوجد وسيط كيميائي عصبي يدمر الخلايا الصباغية أو يثبط إنتاج مادة الميلانين

  1. نظرية آليات الأكسدة ومضادات الأكسدة 

قد يؤدي وجود منتج أيضي نتيجة إنتاج مادة الميلانين داخل الخلايا الصباغية إلى تدميرها. 

  1. عيب داخلي في الخلايا الصباغية

قد يوجد عيب في الخلايا الصباغية -ربما يكون خِلقيًا- يعيق نموها وأداء وظيفتها. 

ربما يحدث البهاق بعد التعرض لمستويات عالية من التوتر والقلق أو حروق الشمس الشديدة.

هناك بعض السرطانات التي تزيد احتمالية الإصابة بمرض البهاق، مثل: سرطان الجلد وسرطان الغدد الليمفاوية (اللاهودجكين). 

ختامًا، مرض البهاق ليس معديًا ولا يسبب أي آثار جسدية سلبية، ولا يحق للمجتمع أن ينظر لمرضى البهاق بهذه الصورة السيئة، فهم يستحقون الدعم وليس التنمر.

المصدر
medicalnewstoday.comhealthline.commy.clevelandclinic.orgemedicine.medscape.comwebmd.comdermnetnz.org

د. أسماء العزازي

طبيبة بشرية وشغوفة بتبسيط المعلومات الطبية لنشر التوعية الصحية. إذا تمكنت من قراءة مقالي دون جهد يذكر، فهذا معناه أني بذلت جهد كبير عند كتابته، فادعو لي ❤️🌸

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى