تجربتي مع مرض الصدفية كانت من خلال ابن صديقتي المصاب بها، مما يجعله عرضة للتنمر من زملائه، وهذا جعله منطويًا لا يحب التعامل مع الغرباء.
فالصدفية مرض جلدي مزمن، في الغالب يصيب الإنسان منذ الطفولة، وقد يكون متوارثًا في العائلة.
وفي هذا المقال نشرح أهم ما يجب معرفته عن مرض الصدفية.
تجربتي مع الصدفية
يسرد أحد المرضى قصته قائلًا “بدأت الأعراض بالظهور على جسدي في سن العشرين، حيث ظهرت بقع حمراء وجافة على جلدي، وكانت تسبب لي حكة شديدة واحمرارًا.
لم أكن أدري ما المشكلة في البداية، لكن بعد زيارة الطبيب تأكد لي أنها صدفية.
كانت تجربتي مع الصدفية صعبة لشعوري بالإحراج أمام الناس، لقد استغرق الأمر سنوات طويلة من التجارب والخطأ قبل أن أستطيع إيجاد نظام روتيني يساعد في تخفيف الأعراض.
ما الذي يهيج الصدفية؟
يمر مريض الصدفية بفترات تظهر عليه الأعراض وتشتد، ثم تخفت تدريجيًا وتسكن ثم تعود مرة أخرى وهكذا.
وقد اكتشف العلماء بعض العوامل التي قد تكون محفزة لتفاقم الأعراض من وقت لآخر.
ومن أهم محفزات الصدفية التي عليك تجنبها:
- المناخ البارد والجاف.
- بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم المرتفع، والأدوية المضادة للملاريا، والليثيوم الذي يستخدم لعلاج اضطراب ثنائي القطب.
- التوتر والقلق.
- الكحول والتدخين.
- جروح الجلد.
- السمنة.
- العدوى البكتيرية خاصة البكتيريا العقدية (إستربتوكوكس).
مضاعفات الصدفية
إصابتك بمرض الصدفية قد تكون البوابة المؤدية إلى معاناتك أمراض أخرى، وهذه قائمة بأهم المضاعفات التي ينبغي لك (عزيزي القارئ) الانتباه إليها:
- التهاب المفاصل الصدفية:
وهنا يشكو المريض من ألم بالمفاصل، تكون ملتهبة ومنتفخة، وقد يكون هذا العرض الأول أو الوحيد الذي يعانيه المريض، فلا يعلم أنه مصاب بمرض الصدفية، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل تقشر الجلد وظهور الندوب بالأظافر، وقد تتضرر المفاصل إلى الأبد إذا لم تُعالج.
- أمراض العيون مثل: التهاب الملتحمة والتهاب الجفن والتهاب القزحية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكر من النوع الثاني.
- أمراض نفسية كالاكتئاب وتدني تقدير الذات بسبب عدم تقبل المريض لشكل جسمه.
قد أشرنا سابقًا إلى أن مرض الصدفية مرض مزمن لا علاج له، ولكن يمكن التخفيف من حدة أعراضه، وإليك بعض الخطط العلاجية التي ينصح بها الطبيب لمساعدة المريض على التعايش مع المرض:
- العلاج الدوائي
يهدف العلاج الدوائي إلى التقليل من معدل نمو خلايا الجلد، بالإضافة إلى ترطيبه للتخفيف من شعور المريض بالألم والالتهاب.
يصف الطبيب، في الحالات الخفيفة والمتوسطة، للمريض الأدوية الموضعية من مراهم وكريمات، التي من شأنها ترطيب الجلد.
وفي الحالات الشديدة يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريض الأدوية الفموية والوريدية.
- العلاج الضوئي
أثبتت الدراسات الطبية أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية تساهم في السيطرة على أعراض المرض وتقليل حدتها.
وتوفر الطبيعة علاجًا مجانيًا، ألا وهو العلاج بأشعة الشمس الطبيعية.
وظهرت الآن علاجات متقدمة باستخدام الليزر، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا قبل اللجوء إلى هذا النوع من العلاج لأنه قد يأتي أحيانًا بنتيجة عكسية.
كيف يمكن علاج الصدفية في المنزل؟
ننصح باتباع التعليمات التالية حتى يؤتي العلاج الدوائي بثماره:
- اتباع حمية غذائية صحية وتقليل الوزن الزائد.
- لعب الرياضة بانتظام.
- التوقف عن التدخين وتناول الكحول.
- الابتعاد عن مصادر القلق والتوتر.
- التعرض لأشعة الشمس الطبيعية لفترات منتظمة.
- استشارة الطبيب النفسي، خاصة في حالة الأطفال، لمساعدة المريض على تقبل نفسه والتعايش مع مرض الصدفية.
أسباب الصدفية
الخبر السيء هنا (عزيزي القارئ) أن العلماء لا يعرفون على وجه الدقة السبب الذي يدفع الجهاز المناعي إلى النشاط المفرط، الذي يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض الصدفية.
ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية إصابتك بهذا المرض، وإليك قائمة بأهم عوامل الخطورة:
- عوامل وراثية
إذ تشير الإحصائيات الطبية أن وجود فرد في العائلة يعاني مرض الصدفية، قد يزيد من احتمالية إصابتك به.
- التدخين
وهو عامل يزيد من احتمالية الإصابة بمرض الصدفية، ويؤدي أحيانًا إلى تفاقم الأعراض.
- الحالة النفسية
وهنا ننبه إلى أهمية تجنب التوتر والقلق؛ إذ إنهما من العوامل المهمة التي تزيد من احتمالية إصابتك بأمراض كثيرة، ومنها الصدفية.
الصدفية عند الأطفال
قد يصاب الإنسان بمرض الصدفية في أي مرحلة عمرية من حياته، ولكن وجد الأطباء أن ثلث حالات الصدفية تظهر منذ الطفولة، وتخف حدة الأعراض مع العمر أو يظل يعاني منها المريض طوال فترة حياته.
وهنا نود الإشارة إلى الأثر السلبي على نفسية الطفل المصاب بهذا المرض، فقد يتعرض للتنمر من زملائه في المدرسة بسبب البقع التي تظهر على جسمه، خاصة لو كانت بقع تحتل مساحات كبيرة من وجهه ويديه، مما يؤدي إلى فقدانه الثقة بنفسه ومعاناته الاكتئاب في المستقبل.
لذا لزم الاهتمام باستشارة طبيب نفسي إذا ساءت حالة الطفل النفسية، مع محاولة إفهام الطفل المريض طبيعة مرضه، وإرشاده إلى الإجابات التي قد يحتاج إلى ترديدها إذا تعرض لبعض أسئلة الفضوليين من زملائه بالمدرسة.
أنواع الصدفية
لمرض الصدفية أنواع مختلفة، وهذه قائمة بأشهر أنواعها:
- الصدفية القشرية
وهو أكثر الأنواع شيوعًا، ويظهر في شكل بقع جلدية حمراء مرتفعة عن مستوى الجلد، وتكون البقع مغطاة بقشور فضية، وتنتشر البقع غالبًا في أسفل الظهر والركبتين والمرفقين، وفروة الرأس.
- الصدفية المعكوسة
وتظهر هنا الصدفية في شكل بقع جلدية حمراء في ثنيات الجلد في منطقة الفخذين والأرداف والأثداء.
وتسوء حالة البقع مع الاحتكاك والعرق، والعدوى الفطرية هنا قد تكون حافزًا لظهور ونشاط ذلك النوع من البقع.
- الصدفية البثرية
وهذا نوع نادر من الصدفية يظهر في شكل جروح ممتلئة بالصديد، قد تحتل مساحات صغيرة في باطن القدمين واليدين، وقد تكون منتشرة في الجسم كله.
- الصدفية المحمرة للجلد
يظهر المرض هنا في شكل طفح جلدي قد يسبب ألمًا شديدًا، وفي الغالب يغطي الجسم كله، وهذا النوع أقل شيوعًا.
- الصدفية النقطية
ويتميز هذا النوع غالبًا بأنه نتيجة عدوى بكتيرية، خاصة البكتيريا العقدية (إستربتوكوكس).
وتظهر الصدفية هنا في شكل نقاط صغيرة وجروح متقشرة، وتنتشر في الأرجل والأذرع.
ويصيب هذا النوع الأطفال والمراهقين.
- صدفية الأظافر ويصيب هذا النوع أظافر اليدين والقدمين، ويؤثر على شكل الأظافر ونموها، فتصبح الأظافر سميكة ومليئة بالندوب، ويتغير لونها، بل إنها في المراحل المتقدمة قد تنفصل عن الجلد.
ختامًا يحدث مرض الصدفية بسبب النشاط المفرط للجهاز المناعي، الذي يدفع خلايا الجلد إلى التكاثر بمعدل يفوق عشر مرات المعدل الطبيعي.
فتتراكم خلايا الجلد مكونة بقع حمراء ملتهبة، ومغطاة بقشور فضية، وتظهر تلك البقع في أي مكان من الجسم، ولكنها غالبًا توجد في فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر وباطن اليدين والقدمين.
