الأمراض المناعية

تجربتي مع الذئبة الحمراء | دليلك الشامل

تجربتي مع الذئبة الحمراء

هذه تجربتي مع الذئبة الحمراء..

ماذا حدث لي؟! يا إلهي شعري يتساقط بغزارة ومفاصلي تؤلمني للغاية، وعندما أخرج في أثناء النهار أُصاب باحمرار شديد على الأنف والخدين، ذهبت إلى الطبيب وأخبرني أن هذه أعراض مرض الذئبة الحمراء المبكرة.

تجربتي مع الذئبة الحمراء

ظهرت الأعراض في سن العشرين، حيث بدأ شعري يتساقط بغزارة، ووجهي يلتهب كلما أخرج في أثناء النهار. كذلك التهبت مفاصلي وتورمت بشدة. ذهبت إلى طبيب مناعة وبدأت العلاج على الفور الذي يشمل الكورتيزون ومثبطات مناعة أخرى.

بدأت حالتي تتحسن مع العلاج، ودعني أخبرك -عزيزي القارئ- أن حالتك النفسية عامل هام جدًا في العلاج، لذلك تجنب التوتر والضغط العصبي.

أعراض الذئبة الحمراء

نتيجة تجربتي مع الذئبة الحمراء عرفت أن الأعراض تتفاوت من شخص لآخر، حيث نجد أن هناك بعض الأعراض الشائعة بين المصابين مثل:

  • التعب والإرهاق الشديد.
  • طفح الفراشة (Butterfly Rash): سمي بذلك لأنه يظهر على الأنف والخدين على شكل فراشة عند التعرُّض للشمس.
  • تساقط الشعر.
  • التهاب وتورم المفاصل.
  • انخفاض عدد كرات الدم الحمراء والبيضاء.
  • أنيميا.
  • تقرحات الفم.
  • ضعف وصول الدم إلى الأصابع، مما يؤدي إلى أصابع بيضاء أو زرقاء والمعروف باسم (Raynaud’s Phenomenon).

هناك أعراض أخرى خطيرة تختلف باختلاف العضو المصاب:

  • أعراض جلدية قد يكون لها علاج، ولكن هناك أعراض جلدية لا يمكن علاجها (Discoid Lupus).
  • جلطات بالشريان الرئوي.
  • انسداد بعض أجزاء الرئة.
  • تراكم السوائل في الرئة مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
  • تضخم القلب.
  • مشكلات بالجهاز العصبي (ضعف الرؤية والذاكرة، والصداع النصفي، وتنميل الأطراف).
  • مشكلات بالكُلَى وتورُّم الساقين.

كما يوجد عديد من الأعراض المتشابهة مع أعراض أمراض أخرى مما يجعل التشخيص صعبًا، لذلك يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة للتشخيص.

هل الذئبة الحمراء خطيرة؟

بمرور الوقت قد تظهر مضاعفات أخرى ومنها:

  • التهاب الأوعية الدموية، وحدوث جلطات بأماكن مختلفة في الجسم.
  • سكتة دماغية.
  • فقدان الذاكرة.
  • نوبات تشنج.
  • التهاب أنسجة الرئة.
  • فشل كلوي.
  • الإجهاض.
  • انخفاض شديد في عدد الصفائح الدموية، مما يؤدي إلى عدم القدرة على وقف النزيف.

مرض الذئبة الحمراء والحمل

في أغلب الحالات يولد الأطفال بصحة جيدة، لكن هناك احتمال بنسبة 25% أن ينتقل المرض إلى طفلك، لكن لا تقلقي يا عزيزتي يمكنك إبقاء المرض خاملًا خلال الحمل.

إذا كنتي مصابة بالمرض وتخططين للحمل، فمن الأفضل أن تستشيري طبيب الأمراض المناعية للسيطرة على المرض في أثناء الحمل، واختيار الأدوية المناسبة التي لا تؤثر على صحة الجنين.

في بعض النساء تعمل هرمونات الحمل على إظهار المرض، وفي كلتا الحالتين يمكن السيطرة على المرض باتّباع إرشادات الطبيب؛ لتجنب الإجهاض أو حدوث مضاعفات.

هل يمكن الشفاء نهائيًا من الذئبة الحمراء؟

لا يوجد علاج معروف حتى الآن، ولكن الهدف من الأدوية المستخدمة هو السيطرة على الأعراض. لذا لن تجد تجربة تحت عنوان تشافيت من الذئبة الحمراء.

أدوية علاج مرض الذئبة الحمراء 

يعتمد العلاج على شدة الأعراض وحجم الضرر بالأعضاء المصابة، ويشمل العلاج على:

  • العقاقير الستيرويدية: يعد الكورتيزون دواء أساسي وأوّلي في العلاج، ويُستخدم بجرعات متفاوتة حسب حالة المريض وشدة الالتهاب مثل حقن سولو ميدرول وميثابيوجين.
  • مثبطات المناعة (Immuno-Suppressants).
  • هيدروكسي كلوروكين: هو أحد الأدوية المستخدمة في علاج الملاريا، ويستخدم أيضًا في السيطرة على أعراض مرض الذئبة الحمراء، لكن لا يمكن استخدامه مع جميع المصابين.
  • مخففات الدم (وارفارين): يُستخدم في اضطرابات تخثُّر الدم.

هذه هي الأدوية الأساسية في العلاج، وينصح أيضًا باستخدام الفيتامينات المحتوية على:

  • الحديد لتعويض نقص كرات الدم الحمراء. 
  • الكالسيوم وفيتامين د لتجنب الأعراض الجانبية للكورتيزون.
  • الزنك لتقوية المناعة والأظافر والشعر.

أسباب مرض الذئبة الحمراء

قد يتعايش المصاب عدة سنوات مع المرض دون ظهور الأعراض، وفي أغلب الأحيان تبدأ الأعراض في الظهور مع بداية المراهقة، فما السبب؟

بعد تجربتي مع الذئبة الحمراء، عرفت أنه ليس هناك سبب معروف إلى الآن، ربما هناك بعض العوامل المؤدية إلى ظهور المرض مثل:

  • الجينات الوراثية: أول ما يسأل عليه الطبيب عند الشك في مرض الذئبة الحمراء هو تاريخ العائلة في الإصابة بأيٍّ من أمراض المناعة الذاتية.
  • الأدوية: بعض الأدوية تؤدي إلى ظهور أعراض الذئبة الحمراء مثل الأدوية المنظمة للهرمونات.
  • التوتر: تعرضك إلى الضغط النفسي ومسببات التوتر فترات طويلة يُظهر الأعراض الكامنة بل استمرار التوتر يعمل على تفاقم الأعراض.
  • النوع: يؤثر هذا المرض على النساء أكثر من الرجال، فإذا كان لدينا 10 مصابين بالذئبة الحمراء، يكون منهم 9 نساء ورجل واحد فقط، كما يعتقد الأطباء أن هرمون الإستروجين الأنثوي يلعب دورًا هامًا في إظهار المرض.

تظهر الأعراض في أي سن، لكنها أكثر شيوعًا في النساء من سن 15 – 44 سنة.

  • عوامل بيئية: تؤدي بعض العوامل البيئية مثل التعرُّض للأشعة فوق البنفسجية إلى ظهور الأعراض.

متى ينشط مرض الذئبة الحمراء؟

ذكرنا العوامل المحفزة في الفقرة السابقة من خلال تجربتي مع الذئبة الحمراء، ومن الطبيعي أن جهازك المناعي يدافع عن الجسم ضد البكتيريا والأجسام الغريبة.

لكن نجد أن هناك أمراض مناعة ذاتية (Autoimmune Diseases) يُخفق فيها الجهاز المناعي في التعرُّف على أعضاء الجسم ويبدأ بمهاجمتها باعتبارها جسم غريب.

يعد مرض الذئبة الحمراء (SLE) أحد أمراض المناعة الذاتية، وهو الأكثر شيوعًا بين أنواع مرض الذئبة، له عديد من الأعراض المختلفة التي تتراوح بين أعراض خفيفة إلى أعراض خطيرة، وهذا يعتمد على العضو المتأثر.

لكن يتمكن معظم المصابين من ممارسة حياتهم الطبيعية مع العلاجات المناسبة لكل حالة حسب الأعراض.

وفقًا لمؤسسة Lupus Foundation الأمريكية يعيش 1.5 مليون أمريكي على الأقل مصابين بمرض الذئبة، لذا تعتقد المؤسسة أن عدد الأشخاص المصابين بهذه الحالة أكبر بكثير وأن عديد من الحالات لا تُشخص.

تشخيص مرض الذئبة الحمراء

تشخيص الذئبة الحمراء

يجري الطبيب بعض الفحوص البدنية، مثل فحص الشعر والمفاصل والطفح الجلدي وتقرحات الفم، ثم يسأل إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بأيٍ من أمراض المناعة الذاتية.

الاختبارات المعملية

عند الشك في مرض الذئبة الحمراء، يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات المعملية للوصول إلى التشخيص السليم مثل:

اختبارات الدم

  •  صورة دم كاملة (CBC): لوحظ انخفاض عدد كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين، وأيضًا انخفاض عدد كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية.
  • اختبار الأجسام المضادة (ANA): يظهر إيجابي في جميع المصابين بهذا المرض.
  • اختبار أضداد الحمض النووي (Anti-ds DNA): إيجابي في 95% من المصابين، ويوضح مدى شدة المرض.
  • خزعة الكلى (Kidney Biopsy): هو اختبار لسحب عينة من أنسجة الكلى لفحصها تحت المجهر لمعرفة مدى تضررها.
  • اختبار البروتينات المتممة (C3, C4): هي مجموعة من البروتينات تساعد الجهاز المناعي في محاربة البكتيريا والفيروسات، لكن نلاحظ انخفاض مستواها في مرضى الذئبة الحمراء.

هناك اختبارات دم عدّة على حسب مكان الإصابة مثل اختبار العوامل المثبطة لتخثر الدم (Lupus Anticoagulant) الذي يسبب إجهاض الحمل، تابع معي لأخبرك تجربتي مع الذئبة الحمراء.

اختبارات البول

تتأثر الكلى في أغلب حالات الذئبة الحمراء؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي الكليتين بسهولة مما يؤدي إلى تسرُّب البروتين في البول.

  • اختبار البروتين خلال 24 ساعة (Proteinuria in 24 hrs) هو اختبار يوضح نسبة البروتين في البول التي يجب ألا تزيد عن النسبة الطبيعية وهي 0.15 جرام في اليوم.

اختبارات التصوير الطبي

عند ظهور مشكلات في التنفس، ينبغي على الفور إجراء تصوير طبي للصدر بالأشعة السينية، أو مخطط رسم القلب.

نصائح عامة

إليك بعض النصائح الهامة لتساعدك في العلاج:

  • احرص على استخدام واقي الشمس خلال الخروج لتجنب الحروق.
  • ارتدِ ملابس ثقيلة للوقاية من البرد خلال الشتاء لتجنب ظاهرة رينود (Raynaud’s Syndrome).
  • داوم على إجراء اختبارات متابعة المرض باستمرار، مثل اختبار الكشف عن هشاشة العظام وصورة الدم الكاملة.
  • تجنب التدخين للحفاظ على رئتيك.
  • حافظ على نظافة الفم باستمرار لتجنب تقرحات الفم.
  • احرص على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي لتقوية العضلات.

في النهاية عزيزي القارئ، بعد أن أخبرتك عن تجربتي مع الذئبة الحمراء، من المهم اختيار طبيب مختص ذو خبرة في علاج الأمراض المناعية، كذلك يجب عليك معرفة أن العلاج وحده غير كافٍ.

اتّبع جميع الإرشادات اللازمة للسيطرة على المرض وتجنب حدوث مضاعفات مع الاهتمام بنظام غذائي صحي لتقوية المناعة.

المصدر
mayoclinicmedicalnewstodayclevelandcliniccdclupus

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى