جلدية وتجميل

هل القوباء الحلقية خطيرة؟ | داء يستوجب الحيطة والحذر

القوباء الحلقية
القوباء الحلقية

هل القوباء الحلقية خطيرة؟

تنتقل العدوى بين الجميع ولكنها أكثر انتشارًا بين الأطفال، ومن يمتلكون الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب في منازلهم. وتظهر القوباء الحلقية على هيئة بقع حمراء مرتفعة عن سطح الجلد، وتسبب الحكة الشديدة. 

شكل القوباء الحلقية

تعد أحد الأمراض الجلدية الفطرية المعدية، التي تصيب الإنسان والحيوان، وتتميز بوجود طفح جلدي يظهر على شكل حلقة حمراء.

تستطيع الفطريات المسببة لهذا الداء البقاء والعيش على الجلد، أو الأسطح، أو الملابس مدة زمنية طويلة.

تنتشر العدوى بداء القوباء الحلقِية من المنطقة المصابة من الجلد إلى المناطق الأخرى من الجسم، وعادةً تصيب فروة الرأس والقدمين والبشرة.

أعراض القوباء الحلقية

توجد عدة أعراض مصاحبة، وتختلف شكل القوباء باختلاف المنطقة المصابة، وتظهر الأعراض كالآتي:

  1. وجود بقع حمراء متقشرة ومرتفعة عن سطح الجلد، وتؤدي إلى الإصابة بحكة شديدة.
  2. ظهور بقع جلدية، تعاني أطرافها الاحمرار الشديد.
  3. تتطور البقع الجلدية وتتحول إلى بثور قد تنزّف.
  4. عند إصابة الأظافر بهذا الداء تصبح سميكة وتفقد لونها، وتتعرض للكسر بسهولة.
  5. ينتج عن إصابة فروة الرأس بالقوباء الحلقية تساقط الشعر شيئًا فشيئًا وتقصفه؛ ما يؤدي إلى ظهور بقع من الصلع في فروة الرأس.

أسباب القوباء الحلقية

تعرف الأمراض الفطرية بسهولة انتقالها من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، ومن أسباب ووسائل انتقال مرض القوباء الحلقية الآتي:

انتقال العدوى من إنسان لآخر

تنتقل العدوى بالتلامس المباشر بين الشخص المصاب والشخص السليم.

التلامس بين الإنسان والحيوان

قد تسبب تربية الحيوانات الأليفة الإصابة بهذا الداء؛ إذ تنتقل العدوى إلى الإنسان نتيجة التلامس مع هذه الحيوانات المصابة. فقد تسبب فطريات القطط العدوى للإنسان.

ملامسة الأسطح الملوثة بالفطريات

يمكن أن تنتقل العدوى من الأسطح التي لمسها الأشخاص المصابون مثل الملابس وأغطية الأسرّة.

التماس التربة

يمكن أن تنتقل العدوى إلى الإنسان من خلال تلامسه مع التربة الحاوية على الفطريات المسببة لهذا الداء مدة زمنية طويلة.

هل القوباء الحلقية خطيرة؟

لا تعد خطيرة، لكن توجد عدة عوامل تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة، وقد تجعل الأعراض أكثر سوءً، ونذكر منها الآتي:

  1. ضعف الجهاز المناعي.
  2. ارتداء الملابس الضيقة.
  3. استخدام أدوات شخص مصاب بالفطريات.
  4. المناخ الدافئ أو الحار.
  5. التواصل المباشر مع الأشخاص أو الحيوانات المصابة.

هل مرض القوباء الحلقية معدي؟

نعم معدي، وتختلف أنواع القوباء الحلقية باختلاف المنطقة المصابة، ونذكر منها الآتي:

  • مرض القدم الرياضي

يحدث نتيجة إصابة القدمين بالقوباء الحلقية، وتنتقل العدوى عن طريق المسابح، أو الحمامات، أو غرف تبديل الملابس، ويصيب هذا النوع الأشخاص الذين يمشون على الأرض حفاة القدمين خاصةً في الأماكن العامة.

  • حكة جوك (القوباء الحلقية بين الفخذين)

وهي إصابة الجلد في المنطقة الواقعة بين الفخذين والأرداف بالعدوى الفطرية، وتُعد حكة جوك أكثر شيوعًا بين الرجال والفتيان البالغين.

  • سعفة الرأس

تُعد سعفة الرأس من أبرز أنواع القوباء الحلقية عند الأطفال، وتسبب ظهور تقرحات صغيرة في فروة الرأس.

تبدأ الإصابة بظهور التهابات في فروة الرأس، ثم تتطور وتتحول إلى بقع حمراء متقشرة، مسببة الحكة وتساقط الشعر.

  • القوباء الحلقية الجسدية

تظهر على شكل بقع دائرية حمراء على الجلد.

علاج القوباء الحلقية عند الإنسان

علاج القوباء الحلقية
علاج القوباء الحلقية

يوصف العلاج بناءً على مكان الإصابة ومدى الضرر الملحق به، وتعتمد الخطة العلاجية على الآتي:

أدوية علاج القوباء

توصف الأدوية بناءً على شدة الإصابة، ويمكن استخدام بعض الكريمات الموضعية المضادة للفطريات، مثل: كلوتريمازول، ميكونازول، كيتوكونازول، أو بعض المراهم لعلاج الحكة.

في حالة الإصابة بسعفة الرأس أو بفطريات الأظافر يوصى بتناول بعض الأدوية الفموية القوية، مثل: الفلوكونازول، أو التربينافين، أو إيتراكونازول.

علاج القوباء في المنزل

يجب أن يتبع المصاب عدة سلوكيات هامة في المنزل لرعاية نفسه في أثناء إصابته، ومن أهمها:

  • غسل الملابس والفراش يوميًا.
  • تنظيف الجسم باستمرار.
  • استخدام الضمادات لتغطية المنطقة المصابة.
  • تجنب ارتداء الملابس التي تسبب تهيج الجلد أو تحسس المنطقة المصابة.

علاج القوباء الحلقية بالأعشاب

يمكن المساعدة في علاج السعفة الجلدية بالأعشاب وتخفيف الشعور بالحكة والالتهاب، مثل:

  • اللبن الزبادي

تُغمس قطنة نظيفة باللبن الزبادي، ثم تُستخدم لمسح الأماكن المصابة بعدوى الفطريات، وتترك مدة 30 دقيقة، ثم تُغسل جيدًا بالماء.

  • خل التفاح

يُعد خل التفاح من أكثر الوسائل فاعلية في علاج فطريات الجلد، لاحتوائه على مواد حمضية تساعد على التخلص من الفطريات.

يمكن استخدامه بوضع ملعقة من خل التفاح في وعاء به ماء، مع مزجهما جيدًا، ثم يُوضع الخليط على أماكن الإصابة بالفطريات، وتركه مدة 30 دقيقة على الأقل، ثم يُغسل الجلد بالماء.

  • زيت الأوريغانو

مزج ملعقة من زيت الأوريغانو مع نصف ملعقة من زيت الزيتون، ثم يترك هذا المزيج على المنطقة المصابة مدة ساعة على الأقل، ثم تغسل بالماء.

  • زيت شجرة الشاي

توضع ملعقة من زيت الشاي بالإضافة إلى ملعقة من زيت الزيتون في وعاء ويخلط جيدًا، ثم يوضع هذا المزيج على المنطقة المصابة بالفطريات، مع تركه مدة 20 دقيقة.

  • الكركم

يمكن استخدام عصير الكركم ووضعه على أماكن الإصابة بالعدوى، مع تركه مدة لا تقل عن ساعتين، ثم غسلها بالماء الدافئ.

  • التوت البري

يسهم شراب التوت البري في التخلص والوقاية من الإصابة بالفطريات.

الوقاية من القوباء الحلقية

يوجد عديد من الطرق يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة، من أبرزها:

  • تجنب لمس الحيوانات المصابة بمرض القوباء الحلقية.
  • غسل اليدين جيدًا باستمرار لتجنب انتقال العدوى، خاصةً بعد لمس الحيوانات الأليفة.
  • يوصى بعدم ارتداء الملابس الضيقة لوقتٍ طويل.
  • تجنب ارتداء الملابس التي تسبب التعرق الشديد خاصةً في الأجواء الحارة مدة طويلة.
  • غسل الشعر وتنظيفه باستمرار.
  • الاهتمام بتطهير ونظافة أماكن تواجد الحيوانات الأليفة.
  • نشر الوعي بين أفراد المجتمع للتعرف إلى مخاطر هذا الداء، مع ضرورة تثقيف الأطفال لتجنب انتقال العدوى.
  • يبدو هذا المرض في الحيوانات على شكل بقعة حمراء محددة وخالية من الفرو، لذا يرجى متابعة الطبيب البيطري فور ظهور هذه الأعراض.
  • ينبغي تجنب استعارة أو تبادل الملابس، والمناشف، وأمشاط الشعر، والأدوات الخاصة الأخرى مع الآخرين.
  • أخذ الحيطة والحذر في أثناء التعامل مع الأشخاص المصابين بهذا الداء.
  • ضرورة انتعال حذاء مناسب في أماكن تبديل الملابس والحمامات العامة.
  • الحفاظ على نظافة وجفاف القدمين.

تشخيص مرض القوباء الحلقية

يعتمد الطبيب على الفحص الجسدي للمصاب، ويمكن أن يستعين بضوء قاتم اللون (Wood’s lamp) لفحص المناطق المصابة وسهولة تحديد حوافها؛ إذ تتوهج هذه المناطق عند تعرضها لهذا الضوء.

قد يوصي الطبيب أيضًا بعمل بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، نذكر منها الآتي:

  1.  أخذ خزعة من الجلد، أو إجراء مسحة من الجلد المصاب أو من النزيز، لفحصه والكشف عن وجود الفطريات.
  2. الاستعانة باختبار هيدروكسيد البوتاسيوم “KOH test” ، عن طريق كشط منطقة صغيرة من الجلد المصاب، ووضعه في هيدروكسيد البوتاسيوم؛ إذ تستطيع هذه المادة تدمير الخلايا السليمة وتُبقي على الخلايا الفطرية؛ ما يؤدي إلى تيسير رؤية الفطريات المسببة لهذا الداء، وتحديدها وفحصها تحت المجهر.

وختامًا…

مرض القوباء الحلقية ليس خطرًا عادةً، ولكن في حال إهمال العلاج يعاني المصاب الحكة والألم وعدم الراحة.

فكل ما عليك فعله -عزيزي- هو اتباع وسائل الوقاية، والالتزام بمتابعة الطبيب فور ظهور أحد الأعراض السابق ذكرها، مع ضرورة اتباع الخطة العلاجية الموصى بها.

د. سارة حسن

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى. شغوفة بالاطلاع وكتابة المحتوى الطبي، هدفي تبسيط المعلومات الطبية، وأن تصل المعلومات بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة. وأسعى إلى ترك أثرًا طيبًا وعلمًا يُنتفع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى