سأسرد تجربتي مع الحزام الناري، ويُعرف أيضًا بالهربس النطاقي، وهو عدوى فيروسية تسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، وعلى الرغم من أنها يمكن أن تحدث في أي مكان من جسمك، فقد تظهر غالبًا على شكل شريط واحد من البثور تلتف حول جانب واحد من جزعك.
تجربتي مع الحزام الناري
كنت أتحدث إلى صديقتي التي ظهر عليها الضيق والقلق، وعندما سألتها عن السبب أخبرتني أن والدتها تشتكي من وجود بثور على جانب واحد من جسدها وأنها تشعر بألمٍ رهيب، ثم ذَهبت إلى الطبيب وأخبرها أن والدتها تعاني الحزام الناري.
أعراض الحزام الناري
عادةً ما تؤثر أعراض الحزام الناري في جانب واحد من الجسم، وقد تشمل هذه الأعراض:
- ألم حاد وحرقة.
- تنميل أو وخز.
- حساسية عند اللمس.
- طفح جلدي أحمر يبدأ بعد أيام قليلة من الألم.
- بثور مملوءة بالسوائل.
- الحكة.
قد يعاني بعض الأشخاص أيضًا:
- حمى.
- صداع.
- حساسية تجاه الضوء.
- التعب والإعياء.
قد يُصاب البعض بالحِزام الناري دون ظهور أي طفح جلدي، ولكن قد يظهر الطفح الجلدي أحيانًا حول عين واحدة أو على جانب واحد من الرقبة أو منطقة الوجه.
متى تزور الطبيب؟
اتصل بطبيبك على الفور إذا كنت تشك في الإصابة بالحِزام الناري، وخاصةً في المواقف التالية:
- إذا كان المريض يبلغ من العمر 60 عامًا أو أكثر، إذ إن العمر يزيد بشكل كبير خطر حدوث المضاعفات.
- حدوث الألم والطفح الجلدي بالقرب من العين؛ إذا تُركت هذه العدوى دون علاج، فقد تؤدي إلى تلف دائم في العين.
- إذا كان المريض أو أحد أفراد عائلته يعاني ضعف المناعة (بسبب السرطان أو الأدوية أو الأمراض المزمنة).
- إذا كان الطفح الجلدي منتشرًا ومؤلمًا.
أسباب الحزام الناري
تحدث الإصابة بالحزام الناري بسبب فيروس الحماق النطاقي (Varicella-Zoster)، وهو نفس الفيروس الذي يسبب الجدري المائي (Chickenpox)، وقد يُصاب أي شخص مصاب بجدري الماء بالهربس.
بعد أن تتعافى من الجدري المائي، يدخل الفيروس إلى جهازك العصبي ويبقى كامنًا لسنوات، لكنه قد ينشط عند ضعف المناعة وينتقل على طول المسارات العصبية إلى جلدك مسببًا الحِزام الناري.
ليس كل من أصيب بجدري الماء يُصاب بالهربس، ويُعد الحِزام الناري أكثر شيوعًا عند كبار السن والأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة.
هل الحزام الناري معدي؟
يمكن لأي شخص مصاب بالحِزام الناري أن ينقل الفيروس إلى أي شخص غير محصن ضد جدري الماء.
يحدث هذا عادةً من خلال الاتصال المباشر مع القروح المفتوحة لطفح الحزام الناري، وبمجرد الإصابة بالعدوى، سيصاب الشخص بجدري الماء وليس الحِزام الناري.
يجب أن تتجنب الاتصال الجسدي حتى تتلاشى بثور الحزام الناري المعدية.
الأشخاص الواجب الابتعاد عنهم:
- أي شخص لم يُصاب بعد بجدري الماء أو لم يأخذ اللقاح.
- الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة.
- النساء الحوامل.
- الأطفال حديثي الولادة.
سبل انتقال العدوى
إذا كنت مصابًا بمرض الحزام الناري، فإن الاتصال المباشر بالسائل الناتج عن بثور الطفح الجلدي قد ينقل الفيروس إلى الأشخاص الذين لم يُصابوا بجدري الماء أو لم يتلقوا لقاح جدري الماء مطلقًا.
إذا أصيبوا بالعدوى، فسوف يصابون بجدري الماء وليس الحِزام الناري، لكن قد يُصابوا بمرض الحِزام الناري في وقت لاحق من الحياة.
لا ينتقل الحِزام الناري إلى الآخرين قبل ظهور بثور الطفح الجلدي أو بعد اختفائها، لذلك يكون خطر انتشار فيروس الهربس للآخرين منخفضًا إذا غطيت البثور.
عوامل الخطورة
يمكن لأي شخص سبق أن أُصيب بجدري الماء أن يُصاب بمرض الحِزام الناري، وتتضمن العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة ما يلي:
- أن يكون عمرك أكبر من 50 عامًا، إذ يزداد الخطر مع تقدم العمر.
- تُزيد الأمراض التي تضعف جهاز المناعة -مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)- خطر الإصابة بالحِزام الناري.
- الخضوع لعلاجات السرطان، إذ يقلل الإشعاع أو العلاج الكيميائي مقاومتك للأمراض وقد يحفز تنشيط فيروس الهربس.
- تناول بعض الأدوية مثل مثبطات المناعة -لمنع رفض الأعضاء المزروعة- يزيد خطر الإصابة بالحِزام الناري أو الهربس.
- الاستخدام طويل المدى للستيرويدات (بريدنيزون) يُضعف المناعة مما يؤدي إلى تنشيط الفيروس الكامن.
مضاعفات الحزام الناري
تشمل مضاعفات مرض الحِزام الناري ما يلي:
- الألم العصبي التالي للإصابة بالهربس
قد يستمر الألم العصبي مدة طويلة بعد زوال البثور عند بعض المصابين، وتُعرف هذه الحالة بألم العصب التالي للهربس (Postherpetic Neuralgia)، وتحدث عندما ترسل الألياف العصبية التالفة رسائل ألم خاطئة ومبالغ فيها من الجلد إلى الدماغ.
- فقدان البصر
قد يظهر الحزام الناري في العين أو حولها مسببًا التهابات مؤلمة في العين قد تؤدي إلى فقدان البصر.
- مشكلات عصبية
قد يسبب الحزام الناري التهاب الدماغ، أو شللًا في الوجه، أو مشكلات في السمع أو التوازن، بناءً على العصب المصاب.
- التهابات جلدية
قد تتطور إلى عدوى الجلد البكتيرية إذا لم تُعالج بثور الهربس معالجةً صحيحة.
فترة عدوى الحزام الناري
تستمر الأعراض مدة تتراوح بين 2-6 أسابيع، وغالبًا ما يُصاب به الأشخاص مرة واحدة فقط لكن هذا لا يمنع احتمال الإصابة به أكثر من مرة.
علاج الحزام الناري
يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للفيروسات مثل أسيكلوفير، وفالاسيكلوفير، وفامسيكلوفير لعلاج الحِزام الناري وتقصير مدة المرض وشدته.
تكون هذه الأدوية أكثر فاعلية إذا بدأت تناولها في أقرب وقت ممكن بعد ظهور الطفح الجلدي.
قد تساعد المسكنات -سواء كانت بوصفة طبية أو دونها- في تخفيف الألم الناجم عن الحِزام الناري.
هل مرض الحزام الناري يسبب الوفاة؟
لا تعد الإصابة بمرض الحزام الناري حالة مهددة للحياة، لكنها قد تكون مؤلمة للغاية، ويساعد العلاج المبكر في تقصير مدة الإصابة وتقليل حدوث المضاعفات.
لقاح الحزام الناري
لا يوجد علاج معروف حتى الآن لعلاج الحزام الناري، لكن يمكنك الحصول على اللقاح، الأشخاص الذين يتطلعون إلى تلقي لقاح الهربس لديهم خياران: زوستافاكس (Zostavax)، وشينجريكس (Shingrix).
وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) في الولايات المتحدة على Shingrix في عام 2017م، وعلى Zostavax في عام 2006م.
لقاح شينجريكس Shingrix
- البديل المفضل لزوستافاكس (Zostavax).
- يوفر الحماية ضد الحِزام الناري لأكثر من خمس سنوات.
- لقاح غير حي مصنوع من مكون فيروسي.
- يؤخذ على جرعتين يفصلهما من شهرين إلى ستة أشهر.
يوصى بأخذ اللقاح:
للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر، بما في ذلك أولئك الذين سبق لهم تلقي Zostavax أو سبق إصابتهم بالحزام الناري.
لقاح زوستافاكس Zostavax
- ثبت أن Zostavax يوفر الحماية ضد الحِزام الناري مدة خمس سنوات تقريبًا.
- لقاح حي يُعطى كحقنةٍ واحدةٍ في أعلى الذراع عادةً.
- يُوصى باستخدام زوستافاكس للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر.
- مع أنه لم يعد يُباع في الولايات المتحدة بدايةً من يوليو 2020م، إلّا أنه لا يزال بإمكان الدول الأخرى استخدامه.
الآثار الجانبية
الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للقاح الحزام الناري هي احمرار وألم شديد وتورم وحكة في موقع الحقن والصداع، وقد يصاب بعض الأشخاص بطفح جلدي يشبه جدري الماء بعد أخذ لقاح الحزام الناري.
لا يضمن لقاح الحزام الناري أو الهربس عدم إصابتك بالحِزام الناري، ولكن قد يقلل مسار المرض وشدته ومن خطر الإصابة بالألم العصبي التالي للهربس.
أهم المحاذير
تحدث إلى طبيبك إذا:
- سبق أن عانيت الحساسية تجاه الجيلاتين أو المضاد الحيوي نيومايسين أو أي مكون آخر من لقاح الحزام الناري.
- كانت مناعتك ضعيفة بسبب فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) أو مرض آخر يؤثر في جهاز المناعة.
- تلقيت أدوية أو علاجات مثبطة للجهاز المناعي، مثل الستيرويدات، وأداليموماب (هيوميرا)، وإنفليكسيماب (ريميكاد)، وإيتانرسبت (إنربيل)، والإشعاع أو العلاج الكيميائي.
- كنت مصابًا بسرطان يؤثر في نخاع العظام أو الجهاز اللمفاوي، مثل اللوكيميا أو سرطان الغدد الليمفاوية.
- كنتِ حاملًا أو تنوين الحمل قريبًا.
علاج الحزام الناري بالأعشاب
قد تساعد الحلول الآتية على تخفيف الألم:
الدش البارد
خذ حمامًا باردًا لتهدئة البشرة والحكة، ولتطهير البثور والحد من خطر انتشار العدوى.
حمام علاجي
صب 1 إلى 2 كوب من دقيق الشوفان الغروي أو نشا الذرة في ماء الاستحمام الفاتر، واجلس فيه مدة 15 إلى 20 دقيقة.
تذكر عدم استخدام الماء الساخن لأنه يؤدي إلى تفاقم بثور الحزام الناري، إذ تزيد الحرارة تدفق الدم.
جفف جسمك تمامًا، ثم اغسل المنشفة لتجنب انتشار الفيروس إلى الآخرين.
الكمادات الباردة
ضع كمادات باردة عدة مرات على البثور على مدار اليوم لتخفيف الأعراض.
تقلل الكمادات الباردة الألم، كرر هذه العملية كلما احتجت، لكن تجنب وضع الثلج على الطفح الجلدي.
معجون صودا الخبز ونشا الذرة
صب مقدارين من نشا الذرة أو صودا الخبز في كوب به مقدارًا واحدًا من الماء للحصول على القوام المطلوب للمعجون.
ضع المزيج على الطفح الجلدي، ثم اشطفه بالماء بعد 10 إلى 15 دقيقة، كرر هذه العملية عدة مرات في اليوم حسب الحاجة.
المستحضرات والكريمات المهدئة
إذا لم تتحسن الحكة بعد استخدام الوسائل السابقة، فاستخدم المستحضرات والكريمات المهدئة.
لا تسرّع المستحضرات والكريمات عملية الشفاء، لكنها تزيد مستوى راحتك، وتجنب المستحضرات المعطرة التي يمكن أن تسبب مزيدًا من التهيج.
استخدم المستحضرات والكريمات باعتدال، إذ يمكن أن يعيق سمك طبقة الكريم جفاف القروح ويطيل عملية الشفاء، لذلك لا تستخدم مراهم المضادات الحيوية على القروح.
يمكنك استخدام أحد الكريمات المحتوية على مادة الكابسيسين الطبيعية (العنصر النشط في الفلفل الحار) حتى ثلاث أو أربع مرات في اليوم.
علاجات أخرى
يمكن لبعض الأطعمة أن تقوي جهازك المناعي وتمنع انتشار الطفح الجلدي.
من الأفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين A، وفيتامين B-12، وفيتامين C، وفيتامين E والحمض الأميني ليسين، مثل:
- البرتقال والفواكه ذات اللون الأصفر.
- الخضروات الورقية خضراء اللون، مثل السبانخ.
- اللحم الأحمر.
- البيض.
- الدجاج.
- الأسماك البرية.
- الألبان.
- البقوليات.
- الفاصوليا.
- الطماطم.
لكن يجب أن تتجنب بعض الأطعمة إذا كنت مصابًا بالحزام الناري، مثل:
- الأطعمة والعصائر التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- الأطعمة الغنية بالأرجينين (بما في ذلك الشوكولاتة والجيلاتين والمكسرات).
- الكربوهيدرات المكررة.
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة.
يمكن أن يؤدي تناول كثير من هذه الأطعمة إلى إضعاف جهاز المناعة وإطالة فترة العدوى.
الأعشاب
لا تضمن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) سلامة أو فعالية أيٍّ من العلاجات البديلة، لذلك تأكد من التحدث إلى طبيبك أولًا قبل استخدام العلاجات التالية:
- عشبة العرن المثقوب.
- زيت الزعتر البرّي.
- نبات الإخناسيا.
- عشبة الترنجان.
- الشاي الأخضر.
- الأحماض الدهنية الأساسية.
الخلاصة
يعرف مرض الحزام الناري أو الهربس بأنه مرض فيروسي من مجموعة تسمى فيروسات الهربس (Herpes Virus) التي تشمل الفيروسات التي تسبب تقرحات البرد والهربس التناسلي.
لكن الفيروس المسبب للجدري المائي والحزام الناري ليس هو نفس الفيروس المسئول عن قروح البرد أو الهربس التناسلي الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
يعاني معظم الأشخاص الذين يُصابون بالحزام الناري نوبة واحدة فقط خلال حياتهم، ومع ذلك يمكن أن تتكرر الإصابة به أكثر من مرة.
لقاح الهربس يستخدم فقط كإستراتيجية وقائية، ولا يقصد به علاج الأشخاص المصابين بالمرض حاليًا، لذا تحدث إلى طبيبك حول الخيار المناسب لك.
