يُعد استئصال الورم الليفي بالمنظار إجراء جراحي قليل التوغل لعلاج الأورام الليفية بالرحم المصحوبة بأعراض، وهو الإجراء الأنسب لدى النساء اللاتي يرغبن في الاحتفاظ بالرحم.
لكن هل عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار خطيرة وأيهما أفضل استئصال الورم الليفي بالمنظار أم الجراحة؟ وكم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار؟ وهل يعود الورم الليفي بعد استئصاله؟ سنجيب على كل هذه التساؤلات وأكثر من خلال هذا المقال.
الورم الليفي الرحمي
ورم عضلي يمكن أن ينمو بالرحم، ونادرًا ما يتحول إلى سرطان، وإذا أصيبت به المرأة لا يعني ذلك أنها أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم.
تختلف الأورام الليفية وفقًا للحجم والشكل والموقع، فيمكن أن تظهر في أحد الأماكن الآتية:
- داخل جدار الرحم العضلي.
- داخل تجويف الرحم.
- خارج الرحم.
تظهر بعض هذه الأورام صغيرة، بينما تنمو أنواع أخرى منها على هيئة كتل كبيرة يمكن أن تؤثر في شكل الرحم وحجمه.
تظهر الأورام الليفية الرحمية عادةً في النساء في سن الإنجاب (بين 30-40 عامًا)، وقد تظهر أيضًا في أي عمر.
يجدر بالذكر أنه يختلف الورم الليفي بالرحم عن لحمية الرحم، لكن ربما يشتركان في بعض الأعراض وتستخدم نفس الفحوصات لتشخيصهما.
من المرشح لعملية إزالة الورم الليفي بالمنظار؟
على عكس استئصال الرحم الذي يزيل الرحم كاملًا، فإن استئصال الورم اللِيفي بالمنظار يزيل الورم فقط، ويترك الرحم مكانه.
لذلك فإن هذا الإجراء يناسب النساء اللاتي يرغبن في الحمل، أو يرغبن في الحفاظ على الرحم لسببٍ آخر.
يلجأ الأطباء لاستئصال الورم اللِيفي بالمنظار إذا كانت الأورام الليفية أصغر حجمًا.
كيف تتم عملية إزالة الورم الليفي من الرحم؟
تختلف إجراءات العملية وفقًا لنوع المنظار، هل هو رحمي أم باطني؟
استئصال الورم الليفي بالمنظار البطني
يفتح الجراح أربعة شقوق صغيرة ويبلغ طول كلٍ منهما حوالي بوصة، وذلك في أسفل البطن.
ستمتلئ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون لمساعدة الجراح على رؤية ما بداخلها.
ثُمّ يضع منظار بطني في أحد الشقوق، وهذا المنظار على شكل أنبوب رفيع مضاء بكاميرا في أحد طرفيه.
يضع الجراح أدوات أخرى يُقسم بها الأورام الليفية إلى قطع صغيرة لإزالتها، ثُمّ يزيل الأدوات ويخرج الغاز ويغلق الشقوق.
تمكث معظم النساء اللاتي خضعن لهذا الإجراء ليلة واحدة بالمستشفى.
استئصال الورم الليفي بالمنظار الرحمي
يدخِل الجراح منظار رفيع من خلال المهبل وعنق الرحم إلى داخل الرحم.
يضع سائلًا في الرحم لتوسيعه والسماح له برؤية الأورام الليفية بوضوح.
يستخدم الجراح حلقة سلكية لقص أجزاء من الورم الليفي، ويغسل السائل الأجزاء التي أزيلت منه.
تتمكن النساء اللاتي خضعن لاستئصال الورم الليفي بالمنظار الرحمي من العودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة.
كم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار؟
تستغرق هذه العملية حوالي 15 دقيقة إذا كان الورم الليفي صغيرًا، وقد تمتد إلى عدة ساعات في حالة الأورام الليفية المتعددة أو الكبيرة في الحجم.
أيهما أفضل استئصال الورم الليفي بالمنظار أم الجراحة؟
يعد استئصال الورم الليِفي بالمنظار بالمقارنة مع العلاجات الأخرى، إجراءً فعالًا ومناسبًا وآمنًا لإزالة الأورام الليفية من الرحم.
نستعرض فيما يلي بعض المزايا التي تميز استئصال الورم الليفي بالمنظار عن استئصاله بالجراحة:
- فقدان أقل للدم في أثناء العملية.
- خروج المريضة من المستشفى خلال يوم واحد.
- سرعة التعافي بعد العملية، ومن ثّم القدرة على الحمل أسرع.
- فرص حدوث الالتصاقات أقل.
هل عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار خطيرة؟
بالرغم أن استئصال الورم الليفي بالمنظار ينطوي على مضاعفات ومخاطر منخفضة، إلا إنه قد تحدث فيه بعض المخاطر، مثل:
- فقدان الدم الغزير الذي يصاحب الرحم الأكبر حجمًا، لذلك يحقن الأطباء بعض الأدوية حول الأورام الليفية لتضييق الأوعية الدموية، ومنع التدفق من شرايين الرحم.
- احتمالية وجود خطورة في أثناء الحمل، لذلك يوصي الأطباء بإجراء عملية قيصرية إذا كان هناك شق عميق في جدار الرحم.
وذلك لتجنب تمزق الرحم في أثناء الولادة، وهو من المضاعفات النادرة جدًا في أثناء الحمل.
- احتمالية ضعيفة لانتشار الورم السرطاني وذلك من خلال تكسير الورم إلى أجزاء صغيرة وانتشاره عبر الشقوق.
- احتمالية حدوث التصاقات (شرائط من الندبات بسبب الشق الرحمي)، تؤثر في الخصوبة.
تكلفة استئصال الورم الليفي بالمنظار
تتوقف تكلفة إزالة الورم الليفي بالمنظار على عدة عوامل، أهمها:
- خبرة الجراح الذي يجري العملية وكفاءته.
- الأدوات والتقنيات المستخدمة في خلال العملية.
- حالة المريض وحجم الورم المراد إزالته.
- نوع التخدير المستخدم في العملية.
الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي
تعود الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي في خلال مدة تتجاوز الشهرين، لكنها تكون أقل غزارة وألمًا.
نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي
تتخوف بعض السيدات من عدم إمكانية الحمل بعد استئصال الورم الليفي، ولكن يتوقف هذا على الآتي:
خبرة الجراح
إذا أُجريت الجراحة مع مراعاة ترك الرحم سليمًا يؤدي جميع وظائفه دون حدوث التصاقات، ستزداد نسبة حدوث الحمل.
طريقة الجراحة
يعد استئصال الورم الليفي بالمنظار من أفضل الوسائل الجراحية لاستئصال الورم الليفي، وذلك بسبب سرعة الاستشفاء بعده مما يسرع فرصة حدوث الحمل.
قد يتأثر الرحم أو الأنسجة المحيطة أحيانًا بالجراحة، مما يؤدي إلى ضرورة إجراء الولادة القيصرية فيما بعد.
هل يعود الورم الليفي بعد استئصاله؟
هناك احتمالية لعودة نمو الأورام الليفية مرة أخرى بعد استئصالها، خاصةً في حالة النساء الأصغر سنًا مقارنةً بالنساء اللاتي اقتربن من سن انقطاع الطمث.
أسباب الأورام الليفية الرحمية
لا يُعرف سبب محدد لها، ولكن يعتقد العلماء أن الهرمونات تلعب دورًا هامًا في ظهورها، يزيد الأستروجين والبروجسترون سمك بطانة الرحم في أثناء مدة الحيض.
لذلك تتقلص الأورام الليفية عادةً مع تباطؤ إنتاج الهرمونات في أثناء انقطاع الطمث.
تلعب الجينات أيضًا دورا هامًا في نمو هذه الأورام الليفية بالرحم.
العوامل التي تزيد نمو الأورام الليفية بالرحم
تزيد بعض العوامل فرص الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، مثل:
- العمر (30-40 عامًا).
- بداية ظهور الطمث في سن مبكرة.
- بعض وسائل منع الحمل.
- نقص فيتامين د.
- التاريخ العائلي.
- الإكثار من تناول اللحوم الحمراء وعدم تناول كميات كافية من الخضار والفواكه.
أعراض الإصابة بأورام ليفية رحمية
قد لا تعرف المرأة أنها مصابة بالأورام الليفية لأنها غالبًا لا تسبب لها أعراض.
تشمل الأعراض ما يلي:
- دورة الحيض تكون طويلة وغزيرة أو مؤلمة.
- ألم أسفل البطن أو الظهر.
- ألم في أثناء الجماع، يسبب الورم الليفي ألم بالعلاقة الزوجية.
- كثرة التبول.
يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت أيٍ من الأعراض الآتية:
- ألم مزمن بالحوض.
- نزيف لا يمكن السيطرة عليه.
- صعوبة إفراغ المثانة.
- عدم القدرة على التحكم في تدفق البول.
يستأصل الطبيب في مثل هذه الحالات الورم الليفي بالمنظار فورًا، تجنبًا لحدوث مضاعفات أكثر.
ختامًا، -عزيزي القارئ- أود أن أشير إلى أن استئصال الورم الليفي بالمنظار يمثل العلاج الجراحي المحافظ للأورام الليفية الرحمية، خاصةً عند النساء اللاتي يرغبن في الاحتفاظ بالرحم.
وذلك لأن وجود الرحم يحمل معنى رمزيًا لكثير من النساء اللاتي يربطن بينه وبين الأنوثة، وليس فقط القدرة على الإنجاب، فهو المنظم والمتحكم في كثير من الوظائف الفسيولوجية الحيوية.
بالإضافة إلى كونه مصدرًا للهرمونات الأنثوية الهامة.
