الصحة العامة

هل الشوكة العظمية تختفي؟ | تجربتي مع مسمار كعب القدم

يعاني معظم المصابين بالشوكة العظمية عدة أعراض مزعجة، مثل: احمرار القدم وانتفاخها، والشعور بألم حاد في القدم في أثناء المشي.

سنأخذك -عزيزي- في جولة خلال هذا المقال لنتعرف معًا إلى ما هي الشوكة العظمية، وأسبابها، وكيفية علاجها وهل الشوكة العظمية تختفي؟

الشوكة العظمية

علمت إصابتي بالشوكة العظمية بعد شعوري بألم شديد في كعب القدم خاصةً عند الاستيقاظ من النوم صباحًا وأصبح هذا الألم عائقًا أمام تحركي بانطلاق.

تُعرف بأنها نتوء عظمي يتكون من الكالسيوم وينمو أسفل كعب القدم، ويمتد إلى قوس القدم الذي يوجد في المنتصف، وعادةً يصاحب هذا الداء التهاب الأنسجة الضامة بين القدم وعظم الكعب.

يصل طول الشوكة العظمية 1.27 سنتيمتر، ولا تُرى بالعين، لكن يستدل على وجودها من خلال الفحص بالأشعة السينية.

يعرف هذا الداء أيضًا باسم مسمار كعب القدم، وأثبتت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، نتيجة انتعال الكعب العالي واستخدام الأحذية الضيقة.

أعراض الشوكة العظمية

يعاني المصاب بمسمار كعب القدم عدة أعراض مزعجة، ومن أبرزها:

  • ألم حاد في القدم، ويوصف بأنه سكين يحفر في كعب القدم خاصةً في الصباح عند الاستيقاظ من النوم.
  • انتفاخ الجزء الأمامي من كعب القدم.
  • التهاب المنطقة المصابة في القدم.
  • الشعور بسخونة المنطقة المصابة عند ملامستها.
  • ظهور بروز صغير شبيه بالعظم أسفل الكعب.

ما الفرق بين الشوكة العظمية وداء النقرس؟

يحدث مرض النقرس نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك حول المفصل، وهي بلورات حادة تشبه الإبرة. 

تتكون هذه البلورات نتيجة ارتفاع مستوى هذا الحمض في الدم، ويسبب هذا الداء ألمًا حادًا.

يذوب حمض اليوريك أسيد في الدم، وينتقل من خلال الكلى إلى البول. 

لكن في حالات الإصابة ينتج الجسم كميات كبيرة من هذا الحمض، ويتراكم داخل المفصل أو الأنسجة المحيطة.

ومن أبرز أعراض الإصابة بداء النقرس:

  • يحدث التهاب في المفصل المصاب ويزداد احمرارًا.
  • يعاني المريض ألمًا حادًا في القدم في أثناء المشي، ويتحرك بصعوبة.
  • يصبِح الجلد المغطي للمفصل المصاب أحمر اللون، ويتقشر بسهولة مع الشعور بالحكة.

لا تسبب الإصابة بالشوكة العظمية أعراضًا ظاهرة، إذ يعاني المصاب آلامًا متقطعة في كعب القدم في أثناء المشي أو الجري، أو عند الاستيقاظ في الصباح.

هل تختفي الشوكة العظمية؟

لا تختفي بالعلاج بل ينبغي التدخل الجراحي لعلاجها ولا يمكن علاج الشوكة العظمية بالمنزل كذلك لا يمكن إذابة الشوكة العظمية.


على الرغم من أنك ستجد ترويج لمكملات تدعي أنها تذيب نتوءات الكعب، إلا أنه لا يوجد دراسات لدعم هذه الادعاءات.

هل يمكن إذابة الشوكة العظمية؟

يرجح البعض دور خل التفاح لعلاج العظمية الشوكية بإضافته إلى النظام الغذائي لإذابة نتوءات الكعب. ويصر آخرون على أن نقص فيتامينات K2 و D3 يسهم في تطور النتوءات العظمية، وأن تناول هذه الفيتامينات سيسمح للجسم بإذابة النتوءات طبيعيًا.

في حين أن هذه العلاجات الطبيعية غير ضارة (طالما أنك تلتزم بالتوصيات اليومية الموصوفة لأي مكمل غذائي بالفيتامينات)، فمن الضروري أيضًا الاستمرار في العلاجات المثبتة لنتوءات الكعب، مثل الثلج والراحة والتمدد واستخدام حشوات الأحذية التقويمية .

هل تنكسر الشوكة العظمية؟

نعم، لكن نادرًا ما تنفصل نتوءات الكعب عن عظم الكعب وتصبح مغروسة في الأنسجة الرخوة للقدم. عندما يحدث ذلك قد تلاحظ “انغلاق” في القدم عند المشي وألمًا إضافيًا وانزعاجًا.

تعد أفضل طريقة لتجنب الكسر معالجة نتوءات الكعب بمجرد ظهورها من خلال الألم وعدم الراحة والإحساس بالوخز الحاد في الكعب، خاصةً خلال الخطوات القليلة الأولى في الصباح.

كذلك يؤدي ارتداء مقاعد الكعب التي ترفع القوس إلى الوضع الصحي وتزيل الضغط عن نتوءات الكعب إلى تقليل فرص الكسر.

هل الشوكة العظمية تسبب ألم الظهر؟

نعم، لكن نتوءات الكعب لن تسبب آلام الظهر أو الورك مباشرةً، إلا أنها قد تسهم في تفاقمه خاصة عند تركها دون علاج،

سوف تتسبب في تغيير مشيتك في أثناء محاولتك تجنب الألم الناتج عن النتوءات الحادة. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اختلال محاذاة وإجهاد الظهر.

هل المشي يؤثر على الشوكه العظمية؟

نعم، يزيد الألم مع الحركة وبذل مجهود بدني شاق.

طرق علاج الشوكة العظمية

يعتمد علاج الشوكة العظمية على الحد من الإجهاد أو الضغط الواقع على القدم مع تغيير نمط الحياة، ومن أبرز الوسائل التي يعتمدها الطبيب للعلاج:

  1. الراحة

تعد الراحة وعدم تعرض القدم لمزيد من الضغط أو الإجهاد أو التمارين المرهقة من أهم الوسائل المتبعة للعلاج، لتخفيف حدة الألم والتورم.

  1. العلاج الفيزيائي

قد يخضع المريض لعدة جلسات من تمارين العلاج الفيزيائي والإطالة، ويفضَل ممارسة التمارين المعالجة للشوكة العظمية قبل النوم.

  1. الأدوية

عادةً يحتاج المريض إلى بعض الأدوية المسكنة للآلام، مثل: الباراسيتامول، أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.

قد يصف الطبيب الكورتيزون في حال معاناة الألم المزمن المصاحب للالتهاب، لكن لا توجد أدوية لعلاج الشوكة العظمية خاصةً.

  1. الكمادات الباردة

تعد من الحلول التقليدية المستخدمة لتخفيف حدة الألم والالتهاب، ويستخدم الثلج أو الماء البارد مدة 15 دقيقة على موضع الإصابة.

  1. انتعال الأحذية

يوصى بانتعال الأحذية الطبية المناسبة لمقاس القدم، لإزالة الضغط الواقع على القدم وتخفيف الألم.

  1. الجراحة

عادةً تتحسن الحالة الصحية للمصاب بعد اتباع التوصيات السابقة، لكن قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا كان المريض يعاني الشوكة العظمية والتهاب اللفافة الأخمصية أيضًا.

علاج الشوكة العظمية بالأعشاب

توجد بعض الحلول الطبيعية التي تسهم في علاج هذا الداء، وتخفف حدة الألم والالتهاب، ومن أبرز الأعشاب المستخدمة:

  1. الشمر

تستخدم أوراق هذا النبات وبذوره لصناعة زيت الشمر، الذي يحتوي على عديد من المواد الفعالة، مثل: حمض البتروسيلينيك، وحمض الأوليك، والتوكوفيرول، والفلافونويد.

تكمن أهمية الشمر في أنه مسكن فعال للآلام، ومضاد للالتهابات.

  1. زيوت اللافندر وجوز الهند وإكليل الجبل

تستطيع هذه الزيوت تقليل الألم بسبب خصائصهم المضادة للالتهاب، ويعد زيت جوز الهند أيضًا مرطب طبيعي للقدمين.

  1. زيت بذر الكتان

يحتوي زيت بذر الكتان على حمض ألفا لينولينيك، وهو أحد الأحماض الدهنية التي تهاجم الالتهابات وتحد منها.

  1. خل التفاح

يستخدم خل التفاح في علاج مشكلات الجلد والمعدة، ويُعرف أيضًا بقدرته على سحب الكالسيوم الزائد من العظام، ويمنح الشخص مزيدًا من الراحة.

الأكلات الممنوعة لمرضى الشوكة العظمية

تزيد بعض الأطعمة مقدار الألم والالتهاب، لذلك يجب أن يتجنبها المصابين بهذا الداء، ومن أبرز هذه الأطعمة:

  • السكر؛ إذ يسهم في التهاب أنسجة الجسم وتهيجها.
  • الحبوب المصنعة، مثل: دقيق القمح الأبيض.
  • الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة والمتحولة، مثل: النقانق أو البيبروني.

عملية الشوكة العظمية

لا يوصى بإجراء الجراحة إلا بعد فشل العلاجات التحفظية بعد عام واحد على الأقل.

تُجرى بتوجيه كاميرا صغيرة، ثم يستخدم الجراح أدوات دقيقة لقطع الشظية العظمية البارزة في الوسادة الدهنية للكعب. وغالبًا ما تكون جراحة إزالة نتوءات الكعب مصحوبة بجراحة تحرير اللفافة الأخمصية التي تفصل جزءًا من اللفافة الأخمصية عن عظم الكعب، مما يخفف الضغط والضغط على القوس.

سبل الوقاية من الإصابة بمرض الشوكة العظمية

سأسدي إليك -عزيزي- عدة نصائح، لتجنب الإصابة بمسمار كعب القدم، ونذكر منها ما يلي:

  1. الحفاظ على وزن الجسم المثالي.
  2. ارتداء الجوارب قبل انتعال الأحذية، لحماية القدم.
  3. انتعال الأحذية المناسبة غير الضيقة.
  4. اجتناب الأحذية ذات الكعب العالي.
  5. الحرص على ممارسة تمارين الإطالة.
  6. عدم السير على الأرضيات الصلبة إلا بعد ارتداء الحذاء.
  7. تجنب الوقوف مدة طويلة قدر الإمكان.

أسباب الشوكة العظمية

لا ينشأ هذا النتوء فجأة، لكنه يتكون على مدار عدة أيام وقد يمتد لأشهر، وفيما يلي بيان لأهم أسباب الإصابة بمسمار كعب القدم:

  • زيادة وزن الجسم؛ مما يؤدي إلى زيادة الجهد على الأربطة والعضلات.
  • لبس الأحذية الضيقة، وغير المناسبة لمقاس القدم.
  • التهاب الفقرات اللاصقة.
  • تمزق الغشاء المحيط بعظم الكعب.
  • تصاب العضلات والأربطة والأنسجة اللينة في منطقة الكعب بالضرر.
  • مرضى السكري.
  • الوقوف مدة طويلة.
  • المشي مسافات طويلة أو الركض على الأسطح الصلبة.
  • انخفاض نسبة الدهون الموجودة في الكعب.
  • التقدم في العمر؛ إذ يعاني كبار السن فقدان مرونة اللفافة الأخمصية والتهابها. 

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالنتوءات العظمية

من أبرز العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية:

  • الشيخوخة أو التقدم في العمر.
  • السمنة.
  • الجنس؛ إذ تُعد النساء أكثر عرضةً للإصابة.
  • التهاب اللفافة الأخمصية.
  • القفز والركض المستمر.
  • الإصابة بالتهاب الفقرات التصلبي.
  • ممارسة الأنشطة الرياضية على الأسطح الصلبة والقاسية.
  • التعرض لحادث أو إصابة أدت إلى تمزق الغشاء المحيط بعظم الكعب.
  • متلازمة رايتر.

ما الفرق بين الشوكة العظمية والتهاب اللفافة الأخمصية؟

الفرق بين الشوكة العظمية والتهاب اللفافة الأخمصية

يحدث التهاب اللفافة الأخمصية نتيجة التعرض للضغط والإجهاد، ويتكون على هيئة رابط سميك من الأنسجة يمتد عبر الجزء السفلي من القدم.

يمتد التهاب اللفافة الأخمصية من عظم الكعب إلى أصابع القدم وعادةً لا يحتاج إلى تدخل طبي؛ إذ يتلاشى هذا الالتهاب من تلقاء نفسه.

 ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الداء:

  • السمنة المفرطة.
  • ممارسة تمارين المشي أو الجري لمسافات طويلة.
  • انتعال أحذية غير مناسبة.

أما داء الشوكة العَظمية فيحدث نتيجة ترسبات الكالسيوم تحت عظم الكعب، ويحتاج إلى التدخل الطبي للتخلص منه، وإلا فإنه سيلازم المريض طوال حياته.

وختامًا…

مما لا شك فيه أن الحركة بركة. 

فأحرص -عزيزي- على اتباع التعليمات السابق ذكرها في المقال، لكي تحمى قدميك من الإصابة بداء الشوكة العظمية، ولتستطيع التحرك دون ألم وعناء. متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية.

المصدر
healthline.comheelthatpain.comwebmd.comwebmd.commerckmanuals.comhealthline.com

د. سارة حسن

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى. شغوفة بالاطلاع وكتابة المحتوى الطبي، هدفي تبسيط المعلومات الطبية، وأن تصل المعلومات بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة. وأسعى إلى ترك أثرًا طيبًا وعلمًا يُنتفع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى