بقلم د. أسمهان إسماعيل
تعد مرحلة الحمل من المراحل الرائعة في حياة المرأة، لكن قد يتخللها بعض الأمور المؤرقة، نعرض أهمها في هذا المقال وهي الحكة في المهبل عند الحامل.متى تقلقين بشأنها؟ وهل حكة المهبل خطيرة؟ وغيرها من الأسئلة التي تجول في خاطرك بشأن ذلك الأمر وأهمها ماذا أفعل للحكة المهبلية في الحمل؟
يرى الأطباء عامةً أن الحكة في المهبل عند الحامل من الأمور الطبيعية التي لا تستدعي القلق إلا في حالاتٍ معينةٍ سنعرضها لاحقًا.
هل الحكة في المهبل تؤثر على الجنين؟
نعم، ربما تسبب الولادة المبكرة في بعض الحالات، لذا ينبغي استشارة الطبيب لتجنب الخطورة على الجنين.
هل الحكة في المهبل من علامات الحمل بولد؟
لا توجد علاقة بين حكة المهبل ونوع الجنين.
هل حكة المهبل من علامات الحمل المبكرة؟
لم تثبت الدراسات أن الحكة في المهبل من علامات الحمل.
متى تكون حكة المهبل خطيرة؟
في بعض الحالات تحدث بسبب العدوى البكتيرية والأمراض المنقولة جنسيًا، حينها ينبغي العلاج فورًا
تعد الحكة المهبلية أمرًا طبيعيًا في أثناء الحمل نتيجة لتغير الهرمونات ونظام الجسم عامةً، لكن هناك علامات خطِرة تستدعي اللجوء إلى الطبيب، ومنها:
- استمرار الحكة عدة أيام.
- ظهور إفرازات مهبلية كريهة الرائحة أو مدمَّمة.
- حدوث حُمّى أو زوائد جلدية تناسلية.
- ألم أسفل البطن.
أدوية علاج الحكة في المهبل عند الحامل
إذا شعرتِ بأحد الأعراض السابقة، فعليكِ زيارة الطبيب؛ إذ يختلف علاج حكة المهبل والشفرتين للحامل باختلاف التشخيص، فمثلًا:
- العدوى الفطرية
قد يصف الطبيب كريمات علاجية مضادة للفطريات لعلاج فطريات المهبل عند الحامل -يُنصح باستخدام اليد وتجنب استخدام المبسم حفاظًا على عنق الرحم- أو أقماعاً مهبلية.
- العدوى البكتيرية
قد توصَف المضادات الحيوية بعد عمل مزرعة بكتيرية لتحديد المضاد الحيوي المناسب، وأحيانًا يوصف الكورتيزون الموضعي ومشتقاته لتقليل الحكة.
- حالات اليرقان
يعالج الطبيب سبب زيادة الصفراء مع وصف أدوية تقلل نسبتها في الدم، بجانب العلاجات الموضعية لتقليل الحكة.
علاج الحكة في المهبل عند الحامل بالأعشاب الطبيعية
يجب عليكِ إجراء اختبار الحساسية في البداية قبل استخدام الأعشاب الآتية للتأكد من ملاءمتها لكِ، وكذلك استشارة طبيبكِ، فالعلاج العشبي فعال جدًا بكمياتٍ بسيطةٍ.
1. زيت جوز الهند الطبيعي
تؤكد الدراسات أنه مضاد طبيعي للفطريات. استخدميه مباشرةً لدهان طبقة خفيفة داخل المهبل، لتقليل الحكة والاحمرار، لكن تأكدي من جودته ونقائه.
2. منقوع دقيق الشوفان
يعد منقوع الشوفان من أكثر علاجات الحكة المهبلية أمانًا وفاعلية، يستخدم كذلك في عديد من ماسكات الوجه لتقليل آثار الالتهابات والحبوب.
يُنقع دقيق الشوفان الناعم في الماء الدافىء قليلًا، بعد ذلك يمكنكِ الجلوس فيه مدة 20 دقيقة، فهو يقلل الالتهابات المهبلية والحكة، إذ يعد من المرطبات القوية.
3. هُلام الصبار
يعد علاجًا رائعًا لتهدئة الحكة والالتهابات والحروق، وذلك لطبيعته المضادة للبكتيريا.
يمكنكِ وضع طبقة رقيقة منه على المهبل، لكن تأكدي أولًا من نقائه تمامًا كي لا تسبب المواد الحافظة التي تضاف إليه تهيجًا إضافيًا لكِ.
4. الثوم
احرصي -عزيزتي- على تناول الثوم الطازج بإدخاله في وجباتكِ، لما له من فوائد عديدة، فهو مضاد حيوي طبيعي ومقاوم للالتهابات والفطريات.
كيف أتخلص من الحكة في المهبل أثناء الحامل؟
لا يمكننا القول بأن هذه العادات تمنع حدوث حكة المهبل، لكنها تساعد على تقليل فرص حدوثها، ومن هذه العادات:
- الطعام الصحي، مثل: الزبادي يحافظ على توازن الجسم بإمداده بالبكتيريا النافعة، وبذلك يقل حدوث الالتهابات المهبلية الفطرية، كذلك الخضروات والفواكه الغنية بالألياف الضرورية، لرفع كفاءة الجهاز المناعي.
- ارتدي الملابس الداخلية من القطن الخالص، وتجنبي تبللها كي تمنعي فرص تكاثر البكتيريا والفطريات.
- تجنبي ارتداء الملابس الضيقة.
- توقفي تماماً عن استخدام المنظفات الشخصية المصنوعة من الكيماويات خاصةً ذات الرائحة النفاذة.
- النظافة الشخصية هي أقصر الطرق لتجنب الحكة.
- امتنعي عن استخدام الغسول المهبلي في أثناء الحمل، فقد يؤثر في توازن المهبل الطبيعي مسببًا تكاثر البكتيريا.
- تجنبي التوتر، إذ يؤثر سلبًا في مناعتك، مارسي تمارين اليوجا والاسترخاء العقلي ستُشعركِ بالراحة.
كيف أعالج الحكة في المهبل عند الحامل بخلطات منزلية؟
توجد عديد من الوصفات المنزلية لعلاج الحكة المهبلية في المنزل، ومنها:
- صودا الخبز (البيكنج صودا)
يضاف ربع كوب منها إلى الماء ثم الجلوس فيه مدة تتراوح من 10 إلى 40 دقيقة، تخفف الحكة سريعًا.
- خل التفاح
علاج تقليدي وفعال لتخفيف حكة الجلد، إذ يضاف ربع كوب منه إلى الماء ثم اجلسي فيه مدة 10 إلى 40 دقيقة.
3- الزبادي اليوناني والعسل
يحتوي الزبادي اليوناني على البكتيريا النافعة مما يحفظ توازن المهبل، ويحتوي العسل على عديد من الفيتامينات الهامة لرفع مناعة الحامل.
أثبتت الدراسات أن خلطهما معًا لعمل كريم مهبلي يقضي على الفطريات المسببة لحكة المهبل أسرع من الكريم العلاجي لمادة الكلوتريمازول.
أسباب الحكة في المهبل عند الحامل
هناك عديد من الأسباب، نذكر منها:
1. الالتهاب المهبلي البكتيري
شائع الحدوث خاصةً في الحوامل حديثي الزواج، ومن أعراضه:
- حكة المهبل واحمراره.
- الشعور بحرقان في أثناء التبول.
- إفرازات بيضاء أو رمادية اللون، رقيقة القوام ذات رائحة تشبه رائحة السمك.
2. الالتهاب المهبلي الفطري (القلاع المهبلي)
تتغير طبيعة المهبل الحمضية والقلوية، بسبب التغير الهرموني في أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى زيادة نشاط الفطريات المهبلية، مثل: فطر الكانديدا.
جدير بالذكر أن القلاع المهبلي لا يُعد أمرًا خطيرًا على الحامل، لكن تكراره قد يكون مزعجًا، ومن أعراضه:
- حكة مهبلية واحمرار.
- إفرازات بيضاء اللون سميكة القوام تشبه الجُبْن.
3. زيادة الإفرازات المهبلية
تعد ظاهرة صحية وملائمة فطرية في أثناء الحمل، إذ تعمل تلك الإفرازات على ترطيب الرحم وتمهيده لاستقبال الجنين، وحماية المهبل من العدوى.
لكنها قد تهيج الفرج -أي الجزء الخارجي من المهبل- مسببةً احمرارًا وحكة.
4. جفاف المهبل
قد يكون عرضًا منذرًا بالإجهاض؛ إذ يسبب نقص هرمون البروجسترون جفاف المهبل، وهو هرمون ضروري لثبات الحمل.
لذا استشيري طبيبكِ فورًا إذا شعرتِ بجفاف المهبل، فقد يصف لكِ أقراص البروجسترون الفموية أو الأقماع المهبلية.
وقد تعاني بعض الحوامل جفاف المهبل خاصةً في الشهور الأولى، بسبب زيادة الهرمونات وتغير طبيعة الجسم عمومًا.
5. حساسية الحامل تجاه بعض المنتجات
قد تتحسس الحامل تجاه بعض المنتجات، مثل: منظفات الجسم والصابون، ويُنصح حينها باستبدال تلك المنتجات بمثيلاتها الطبيعية.
6. التهاب المسالك البولية
ربما يحدث نتيجة تمدد حجم الرحم في أثناء الحمل، مما قد يعيق عملية التبول، مسببًا تلك الالتهابات.
قد يكون الالتهاب بكتيريًا، فقد أثبتت الدراسات أنه من بين كل 4 حوامل تصاب إحداهن بالتهاب المسالك البولية البكتيري، ومن أعراضه:
- الحكة والحاجة الملحة لتكرار التبول.
- ألم البطن.
- بول مدمَّم.
- آلام في أثناء الجماع.
7. اليرقان (زيادة الصفراء في الدم)
ربما يحدث اليرقان في الحمل لأسبابٍ غير معروفة، ويُعتقد أنها بسبب زيادة هرمونات الحمل.
تسبب زيادة الصفراء في الدم حكة الجلد والأطراف، وقد تمتد الحكة إلى الداخل مسببةً الحكة في المهبل عند الحامل.
8. الأمراض التي تنتقل جنسيًا
مثل:
- الهربس التناسلي.
- الورم الحليمي البشري (HPV).
- داء المشعرات (Trichomoniasis).
ومن أعراضها:
- إفرازات مهبلية.
- زوائد جلدية.
- شعور بالحرقة.
- حُمّى وإرهاق عام.
من الضروري علاج تلك الأمراض لتجنب أضرارها على الجنين.
ختامًا… تذكري -عزيزتي- أن الحكة في المهبل عند الحامل ليست خطرةً لذاتها، لكنها قد تكون عرضًا لخللٍ ما، فمراجعة الطبيب هي الخطوة الأهم.
أنتِ رائعة لما تتحملينه من آلام طوال حملكِ في سبيل هدفكِ وهو رؤية طفلكِ معافى، تلك هي ضريبة الأمومة!
