تجربتي مع استسقاء البطن | متى يكون خطير؟
سنسرد تجارب مرضى استسقاء البطن والأعراض المصاحبة له.
فما أسباب استسقاء البطن؟ وهل له مخاطر؟ وكيف يعالَج؟، كل هذه التساؤلات وأكثر سنجيب عنها في هذا المقال.
تجربتي مع استسقاء البطن
بسؤال المرضى يمكننا القول أنه تختلف أعراض استسقاء البطن من مريض لآخر وفقًا للحالة، ومنها:
- الشعور بالإرهاق.
- فقدان الشهية.
- حرقة المعدة مصحوبةٌ بغثيان أو قيء.
- عسر الهضم وإمساك قد يصاحبه فتق.
- زيادة سريعة في الوزن.
- حمى في حالة وجود عدوى بسائل البطن.
- ألم البطن وانتفاخها مع الشعور بالامتلاء، مما يعيق الحركة أو الجلوس وممارسة الأنشطة اليومية.
- الشعور المفاجئ بالرغبة في التبول (الإلحاح البولي)، لضغط سائل البطن على المثانة.
- ضيق التنفس خاصةً في أثناء الاستلقاء، لضغط سائل البطن على الحجاب الحاجز.
هل يمكن الشفاء من مرض الاستسقاء؟
وفقًا لتجارب المرضى مع علاج استسقاء البطن أخبروا أنه يبدأ الطبيب بالعلاج المعتاد وهو تقليل الملح في الطعام مع تناول أقراص مدرات البول الفموية، للتخلص من السوائل المتراكمة وتقليل تجمع سوائل أخرى.
أدوية علاج استسقاء البطن
هناك مجموعتان من مدرات البول الأكثر استخدامًا، وهما:
- سبيرونولاكتون (Spironolactone): ينتمي إلى مضادات الألدوستيرون (ِِAldosterone antagonists)، مثل: الداكتون (Aldactone).
- فيوروسيميد (Furosemide): ينتمي إلى مدرات البول العروية (Loop diuretics)، مثل: لازيكس (Lasix).
كلاهما يساعدان الكلى على التخلص من السوائل الزائدة، ويقللان أيضًا الضغط على الوريد البابي الكبدي.
يلجأ الطبيب إلى علاجات أخرى في حالة عدم الاستجابة إلى مدرات البول، أو إذا كان الاستسقاء شديدًا ومتكررًا خاصةً في الحالات المتأخرة.
العلاج بالبزل (Paracentesis)
وذلك بإدخال إبرة طويلة إلى تجويف البطن تحت تأثير التخدير الموضعي، لتصريف (تفريغ) السوائل.
غالبًا ما تكون كمية السوائل المتراكمة 5 لترات، لكن في الحالات الشديدة قد تصل إلى 10 لترات.
يجب على المريض أن يقلل تناول الملح والسوائل بعد البزل، وإلا ستتراكم السوائل مرة أخرى.
يعد الهدف من البزل تخفيف الضغط في البطن وليس العلاج، فيَشعر المريض بقسط من الراحة بعده.
يلجأ الطبيب إلى عمليات جراحية لوضع تحويلة بابية أجوفية، أو زراعة الكبد (في الحالات المتأخرة)، في حالة عدم الاستجابة للعلاجات السابقة، فما هي؟
العلاج بتحويلة بابية أجوفية (Portacaval Shunt)
تجرَى عند الارتفاع الشديد في ضغط الوريد البابي الكبدي لدى الحالات المتأخرة من تليف الكبد، لتقليل الضغط عليه.
تجرَى تحت تأثير التخدير الكلي، إذ يوَصِل الطبيب أنبوبًا (تحويلةً) يربط الوريد البابي بالوريد الأجوف السفلي (المسؤول عن تصريف الدم من الأجزاء السفلية إلى الأذين الأيمن من القلب).
يتحرك الدم الزائد من الوريد البابي إلى الوريد الأجوف السفلي، فيَنخفض الضغط على الأول مما يقلل خطر الإصابة بدوالي المريء، فيقل تراكم السوائل.
العلاج بالمضادات الحيوية
يجب أخذ عينة من سائل البطن إذا عانى المريض الحمى، لتحليلها ومعرفة نوع البكتيريا المسببة لارتفاع درجة الحرارة، ومن ثم تحديد نوع المضاد الحيوي المناسب.
يصف الطبيب غالبا مضادات حيوية للمريض بعد البزل مباشرةً، لاحتمالية الإصابة بعدوى في أثناء البزل.
علاج استسقاء البطن بالأعشاب
هناك عدة أعشاب قد تساعد على علاج الاستسقاء لكن لا تعد علاجًا أساسيًا بل مساعدًا، مثل:
- ماء جوز الهند.
- شاي جذور الهندباء (Dandelion root tea).
- الكينوا (Quinoa).
- بذور اليقطين (Pumpkin seeds).
- عشب الأسقف (Bishop’s weed).
متى يكون الاستسقاء خطير؟
قد يصاحب الاستسقاء مضاعفات إذا لم يعالَج، ومنها:
- الاستسقاء الصدري الكبدي يصاحبه صعوبة التنفس.
- الفتق، مثل: الفتق الأربي.
- الالتهاب البكتيري، مثل: التهاب الغشاء البريتوني الجرثومي التلقائي (SBP).
- المتلازمة الكبدية الكلوية وهو الفشل الكلوي التدريجي ولكنه نادرًا.
ما أسباب استسقاء البطن؟
يُعد الماء المكون الرئيسي في جسم الإنسان، إذ يمثل 50% إلى 70% من وزنه.
يحتاج الإنسان إلى تناول 8 أكواب ماءٍ على الأقل يوميًا، لتعويض الماء المفقود في أثناء التنفس، والتبرز، والتبول، والتعرق.
عند حدوث خلل في توزيع الماء بالجسم تتراكم السوائل، فتسبب تورمًا بالأطراف السفلية واستسقاءً بالبطن.
تَتعدد الأمراض المسببة للاستسقاء لكن أكثرها شيوعًا تليف الكبد وأهم مسبباته: التهاب الكبد الوبائي B وC، والإفراط في تناول الكحول.
يصاحب تليف الكبد استسقاءً بالبطن لتَسببه في الآتي:
- ارتفاع ضغط الوريد البابي الكبدي: فيؤدي إلى احتباس السوائل داخل الجسم، ويَزداد خطر الإصابة بدوالي المريء.
- انخفاض تركيز الألبومين في الدم: لضعف قدرة الكبد على إنتاج الألبومين، يصاحبه خللًا بالضغط الجرمي داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خروج السوائل خارجها.
لنتعرف أكثر إلى الألبومين.
الألبومين (Albumin)
يعد الألبومين بروتينًا مصدر إنتاجه الوحيد الكبد، إذ ينتجه بمعدل 12 جرامًا يوميًا ثم يفرَز في الدم، وتبلغ نسبته داخل الأوعية الدموية 40% وخارجها 60%.
يحافِظ الألبومين على الضغط الجرمي (Oncotic pressure) داخل الأوعية الدموية، فيجذب السوائل داخلها ويمنع خروجها إلى النسيج الخلالي (Interstitium).
يتراوح تركيز الألبومين في الدم بين 3.5 جرام/ ديسيليتر و5.5 جرام/ ديسيلتر، فإذا قل تركيزه عن 3.5 جرام/ ديسيلتر كان مؤشرًا للإصابة بالآتي:
المتلازمة الكلوية (Nephrotic Syndrome)
وفيه تُخرِج الكلى الألبومين بكميات كبيرة مع البول فتَقل نسبته في الدم.
تليف الكبد (Liver Cirrhosis)
تناولناه أعلاه.
داء الأمعاء الالتهابي (IBD)
إذ يقل امتصاص الأحماض الأمينية المساهمة في تكوين الألبومين من الأمعاء، فيتسبب في احتباس السوائل خاصةً بالأطراف السفلية.
سوء التغذية (Malnutrition)
أكثر شيوعًا في الدول النامية؛ نتيجة قلة تناول أطعمة غنية بالبروتينات المساهمة في تكوين الألبومين.
هناك أمراض أخرى قد يصاحبها استسقاء البطن، وهم كالآتي:
- أمراض الكلى (Kidney Diseases).
- قصور القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure).
- قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
- التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
- السل (Tuberculosis).
- السرطانات، مثل:
- سرطان الغشاء البريتوني (Peritoneal Cancer).
- سرطان الكبد (Hepatic Cancer).
- أورام الغدد الليمفاوية (Lymphoma).
- سرطان المبيض (Ovarian Cancer).
- سرطان الثدي (Breast Cancer).
- ورم الأمعاء (Bowel Cancer).
- سرطان المعدة (Stomach Cancer).
- سرطان البنكرياس (Pancreatic Cancer).
- ورم الرئة (Lung Cancer).
- سرطان الرحم (Endometrial Cancer).
إذًا، يعد استسقاء البطن عرضًا لمجموعة مختلفة من الأمراض وليس مرضًا، وقد يتفاقم في غضون أيامٍ قليلة أو بضع أسابيع.
التشخيص
يبدأ الطبيب أولًا بالفحص البدني للمريض في أوضاع مختلفة عند الوقوف والاستلقاء، ومعرفة الأعراض التي يشعر بها، وعند التأكد من تراكم السوائل يلجأ إلى الفحوصات الآتية:
الأشعة بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
لمعرفة سبب الاستسقاء، ويكشف أحيانًا ما إذا كان المريض مصابًا بالسرطان أم لا، وإذا كان مصابًا هل انتشر إلى الكبد؟
أشعة الرنين المغناطيسي ( MRI)
يلجأ إليها الطبيب إذا لم تكشف الموجات فوق الصوتية سبب الاستسقاء.
اختبارات الدم (Blood tests)
أهمها اختبارات لتقييم وظائف الكبد والكلى، واختبار الأجسام المضادة للالتهاب الكبدي B أو C في حالة التأكد من تليف الكبد.
تحليل السائل (Liquid analysis)
وذلك بأخذ عينة من سائل البطن بإبرة وتحليلها، فقد تظهِر وجود عدوى أو خلايا سرطانية.
الأشعة السينية (X-ray)
الفحص الأمثل للتَأكد من تراكم سوائل في الرئتين أو انتشار السرطان بهما، وتكشف هل مشكلات الرئة ناتجة عن مشكلات القلب أم لا؟
تنظير البطن (Laparoscopy)
يعد الأفضل عند فشل الفحوصات السابقة، إذ يفتح الجراح شقًا صغيرًا فوق السرة أو تحتها، ثم يدخِل مجس المنظار لرؤية الجهاز الهضمي على شاشة تليفزيونية خاصة.
قياس محيط البطن ومتابعة الوزن
لتَقييم تحسن الاستسقاء أو تفاقمه، تعد زيادة الوزن الناتجة عن تجمع السوائل أسرع منه في حالة زيادة الوزن الناتجة عن تراكم الدهون.
هل يمكن الوقاية من استسقاء البطن؟
سنتناول كيفية حماية الكبد من التليف ومنه تجنب الإصابة باستسقاء البطن، لأن تليف الكبد هو أكثر الأمراض التي تسببه، من خلال ما يلي:
- التطعيم ضد الالتهاب الكبدي B.
- استخدام الواقي الذكري (Condom) في أثناء العلاقة الجنسية، لسهولة انتقال الالتهاب الكبدي B وC عن طريق الاتصال الجنسي.
- استخدام إبر معقمة، لأن الإبر الملوثة تنقل الالتهاب الكبدي B وC.
- عدم الإفراط في تناول الكحول.
قد يتَراكم أكثر من 25 مليلتر من سوائل الجسم في التجويف البريتوني من البطن بين الغشاء البريتوني الخارجي والداخلي.
غالبًا ما يكون تليف الكبد سببًا رئيسًا في الإصابة. قد يصاحب استسقاء البطن تورمًا بالساقين والكاحلين.
يعد الغشاء البريتوني (Peritoneum) غشاء يغلِف تجويف البطن، ويتكون من طبقتين:
- طبقة خارجية (الصفاق الجداري): تبطن جدار تجويف البطن.
- طبقة داخلية (الصفاق الحشوي): تبطن الأعضاء الداخلية في تجويف البطن والحوض.
تتعدد وظائف الغشاء البريتوني، وتشمل ما يلي:
- الحفاظ على الأعضاء الداخلية في البطن.
- إيصال الدم والسائل الليمفاوي والأعصاب إلى الأحشاء الداخلية في البطن.
- يَقي من العدوى لتَوفر عقد ليمفاوية به.
يعد السائل البريتوني (Peritoneal fluid) سائل لزج في التجويف البريتوني من البطن يُقدَر حجمه حوالي 50 مليلتر.
يساعد على حركة الأعضاء بسلاسة، ويسمح أيضًا بتزحلق طبقتي الغشاء البريتوني على بعضهما البعض دون مقاومة أو احتكاك.
في نهاية رحلتنا عن تجربتي مع استسقاء البطن، إذا لاحظت -عزيزي القارئ- كبر حجم بطنك مصحوبة بزيادةٍ سريعة في الوزن دون سبب واضح، فعليك زيارة الطبيب لمعرفة سبب استسقاء البطن حتى لا يتفاقم الوضع.