مراحل تطور سرطان عنق الرحم | الداء بين اليأس والرجاء
سرطان عنق الرحم..
هل عانيتِ يومًا نزيفًا غير عادي بين أوقات الحيض أو بعد الجماع؟ هل تشعرين آلامًا مختلفةً في الحوض أو في أثناء التبول؟
انتبهي! تحتاجين استشارة طبيبكِ.
عزيزتي المرأة، نتحدث في هذا المقال عن مراحل سرطان عنق الرحم وأعراضه، ونشرح أسبابه، وكيفية علاجه.
ما سرطان عنق الرحم؟
يبدأ هذا النوع من السرطان في عنق الرحم، وهو أسطوانة مجوفة تربط الجزء السفلي من رحم المرأة بمهبلها.
تبدأ سرطانات عنق الرحم عادةً في الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم.
كان هذا النوع من السرطانات سببًا رئيسًا لوفاة النساء، لكن تغيرت الأمور منذ أن أصبحت اختبارات التقصي متاحة على نطاق واسع.
أسباب سرطان عنق الرحم
تحدث معظم الحالات بسبب فيروس الورم الحليمي (Human Papilloma Virus- HPV)، الذي ينتقل بالاتصال الجنسي، وهو الفيروس المسبب للثآليل التناسلية.
توجد حوالي 100 سلالة مختلفة من فيروس الورم الحليمي، تسبب أنواعًا معينة من السرطانات منها سرطان عنق الرحم.
يمثل HPV-16 و HPV-18 النوعان الأكثر شيوعًا للتسبب في الإصابة به.
لا تعني الإصابة بسلالة من سلالات فيروس الورم الحليمي المسببة للسرطان أنكِ ستصابين به.
يقضي جهازك المناعي على الغالبية العظمى من عدوى فيروس الورم الحليمي غالبًا في غضون عامين.
يمكن أن يسبب فيروس الورم الحليمي أيضًا سرطانات أخرى لدى النساء والرجال، مثل سرطان:
- الفرج والمهبل.
- القضيب.
- الشرج والمستقيم.
- الحنجرة.
يمثل فيروس الورم الحليمي عدوى شائعة جدًا.
مراحل سرطان عنق الرحم
يحدد طبيبكِ بعد تشخيصكِ مرحلة السرطان، التي توضح ما إذا كان السرطان انتشر ومدى انتشاره.
يمكن أن يساعد تحديد مراحل سرطان عنق الرحم طبيبكِ على اختيار العلاج المناسب. لكن لا يمكن معرفة كم سنة تعيش مريضة سرطان عنق الرحم.
يتكون من أربع مراحل:
المرحلة الأولى
السرطان صغير، وربما يكون قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية، لكنه لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
المرحلة الثانية
السرطان أكبر، وربما يكون انتشر خارج الرحم وعنق الرحم أو إلى الغدد الليمفاوية، لكنه لم يصل بعد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
المرحلة الثالثة
انتشر السرطان إلى أسفل المهبل أو الحوض، وربما يسبب انسداد الحالبين “أنابيب تنقل البول من الكلى إلى المثانة”، لكنه لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
المرحلة الرابعة
ربما ينتشر السرطان خارج الحوض إلى أعضاء مثل: الرئتين أو العظام أو الكبد.
أعراض سرطان عنق الرحم
لا تدرك النساء المصابات إصابتهن في وقت مبكر غالبًا، لأن الإصابة لا تسبب أعراضًا في غالب الأمر إلا في المراحل المتأخرة.
عندما تظهر الأعراض، من السهل الخلط بينها وبين بعض الأعراض الشائعة مثل أعراض الحيض والتهابات المسالك البولية.
نذكر هنا الأعراض الشائعة، وهي:
- نزيف غير عادي بين أوقات الحيض، أو بعد الجماع، أو بعد انقطاع الطمث.
- إفرازات مهبلية تظهر مختلفة في شكلها أو رائحتها عن المعتاد.
- آلام الحوض.
- تكرار التبول.
- ألم في أثناء التبول.
إذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض، استشيري طبيبكِ.
سرطان عنق الرحم والحمل
يندر أن تُشخص الإصابة بهذا النوع من السرطانات في أثناء الحمل.
ربما يكون العلاج في أثناء الحمل أمرًا معقدًا، ويمكن لطبيبكِ مساعدتكِ على اتخاذ القرار بشأن العلاج بناءً على مرحلة السرطان ومدة حملكِ.
ربما تتمكنين من الانتظار إلى موعد الولادة قبل بدء العلاج، إذا كان السرطان في مرحلة مبكرة جدًا.
إذا تطلب العلاج استئصال الرحم أو العلاج الإشعاعي في حالة السرطان الأكثر تقدمًا، ستحتاجين إلى تحديد ما إذا كنتِ ستستمرين في الحمل.
إذا استمر حملكِ، سيحدد الأطباء الموعد الأنسب لولادة طفلكِ بمجرد أن يتمكن من البقاء على قيد الحياة خارج الرحم.
اختبار سرطان عنق الرحم
يستخدم الأطباء مسحة عنق الرحم لتشخيصه.
يجمع طبيبكِ عينة من الخلايا من سطح عنق الرحم ويرسلها إلى المختبر لفحصها للكشف عن التغيرات السرطانية، ويصعب ظهور سرطان عنق الرحم بالسونار.
إذا عُثر على أي تغيرات سرطانية، ربما يقترح طبيبكِ التنظير الرحمي أو المهبلي، وهو إجراء لفحص عنق الرحم؛ إذ يأخذ عينة من خلايا عنق الرحم.
يوصي فريق عمل الخدمات الوقائية بالولايات المتحدة (USPSTF) بجدول الفحص الآتي للنساء وفقًا للعمر:
1- الأعمار من 21 إلى 29 عامًا: إجراء مسحة عنق الرحم مرة كل ثلاث سنوات.
2- الأعمار من 30 إلى 65 عامًا:
- إجراء مسحة عنق الرحم مرة كل ثلاث سنوات.
- اختبار فيروس الورم الحليمي عالي الخطورة (hrHPV) كل خمس سنوات.
- إجراء مسحة عنق الرحم بالإضافة إلى اختبار hrHPV كل خمس سنوات.
علاج سرطان عنق الرحم
تتساءل النساء هل يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم؟
يمكن علاجه إذا اكتُشف مبكرًا من خلال أربعة علاجات رئيسة، هي:
- الجراحة.
- علاج بالإشعاع.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الموجه.
يجمع الأطباء بين هذه العلاجات لجعلها أكثر فاعلية في بعض الأحيان.
الجراحة
يعد الغرض من الجراحة استئصال أكبر قدر ممكن من السرطان، إذ يزيل الطبيب منطقة عنق الرحم التي تحتوي على الخلايا السرطانية في بعض الأحيان.
تتضمن الجراحة إزالة عنق الرحم والأعضاء الأخرى في الحوض بالنسبة للسرطان الأكثر انتشارًا.
العلاج الإشعاعي
يقتل هذا النوع من العلاج الخلايا السرطانية بالأشعة السينية عالية الطاقة.
يمكن توصيلها بالجسم من خلال آلة خارجية، كذلك يمكن إيصالها من داخل الجسم بأنبوب معدني يوضع في الرحم أو المهبل.
العلاج الكيميائي
يقتل هذا العلاج الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
يعطي الأطباء العلاج الكيميائي في دورات؛ إذ تحصل المريضة على علاج كيميائي مدة من الزمن، تتوقف بعدها عن العلاج لمنح الجسم وقتًا للتعافي.
العلاج الموجه
بيفاسيزوماب (Bevacizumab) دواء جديد يمنع نمو الأوعية الدموية الجديدة التي تساعد السرطان على النمو والبقاء، يعطَى هذا الدواء غالبًا مع العلاج الكيميائي.
الجراحة
يعتمد اختيار طبيبكِ لنوع الجراحة المستخدمة على مدى انتشار السرطان وفي أي مراحل سرطان عنق الرحم.
- الجراحة بالتبريد (Cryosurgery): تجمد الخلايا السرطانية بمسبار يوضع في عنق الرحم.
- الجراحة بالليزر (Laser surgery): تحرق الخلايا غير الطبيعية بأشعة الليزر.
- الاستئصال المخروطي (Conization): يُستأصل قسمًا مخروطي الشكل من عنق الرحم بسكين جراحي، أو ليزر أو سلك رفيع يسخن بالكهرباء.
- استئصال الرحم (Hysterectomy): يستأصَل الرحم وعنق الرحم بالكامل، إذا أزيل الجزء العلوي من المهبل أيضًا، يُطلق عليه استئصال الرحم الجذري.
- استئصال عنق الرحم (Trachelectomy): يزال عنق الرحم وأعلى المهبل، لكن يترك الرحم في مكانه بحيث يمكن للمرأة أن تنجب أطفالًا في المستقبل.
- اجتثاث أحشاء الحوض (Pelvic Exenteration): من الممكن أن يزال الرحم، والمهبل، والمثانة، والمستقيم، والعقد الليمفاوية، وجزء من القولون، اعتمادًا على مكان انتشار السرطان.
نسبة الشفاء من سرطان عنق الرحم
إذا اكتُشف مبكرًا، ولا يزال محصورًا في عنق الرحم، فإن معدل البقاء على قيد الحياة مدة خمس سنوات هو 92 %.
ينخفض معدل البقاء على قيد الحياة مدة خمس سنوات إلى 56 % بمجرد انتشار السرطان في منطقة الحوض.
إذا انتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم، فإن البقاء على قيد الحياة يكون 17% فقط.
عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم
يمثل فيروس الورم الحليمي الخطر الأكبر للإصابة بهذا النوع من السرطان، وتشمل العوامل الأخرى المسببة ما يلي:
- فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- الكلاميديا (Chlamydia).
- التدخين.
- السمنة.
- تاريخ عائلي للإصابة.
- اتباع نظامًا غذائيًا منخفض الفواكه والخضراوات.
- تناول حبوب منع الحمل.
- أن تكون المرأة أصغر من 17 عامًا عند حملها لأول مرة.
الوقاية من سرطان عنق الرحم
يعد الفحص الدوري المنتظم باستخدام مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي أسهل وسائل الوقاية من سرطَان عنق الرحم.
إذ يلتقط الفحص الخلايا محتملة التسرطن، لذا يمكن علاجها قبل أن تتحول إلى سرطان.
تسبب عدوى فيروس الورم الحليمي معظم حالات سرطان عنق الرحم، ويمكن الوقاية منها بلقاح جاردازيل (Gardasil) وسيرفاريكس (Cervarix).
يكون التطعيم أكثر فاعلية قبل أن يصبح الشخص نشيطًا جنسيًا، أي أنه يمكن تطعيم الفتيان والفتيات ضد فيروس الورم الحليمي.
نذكر هنا بعض الوسائل الأخرى التي تقلل خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي وسرطَان عنق الرحم:
- الحد من عدد الشركاء الجنسيين لديكِ.
- اجعلي شريككِ يستخدم الواقي الذكري دائمًا في أثناء الجماع.
إحصائيات سرطان عنق الرحم
تُشخص معظم الحالات لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 44 عامًا.
تعد النساء اللاتينيات المجموعة العرقية الأكثر احتمالًا للإصابة في الولايات المتحدة، أما الهنود الأمريكيون وسكان ألاسكا الأصليين فلديهم أدنى المعدلات.
لوحظ انخفاض معدل الوفيات لتحسن اختبارات التقصي؛ إذ بلغ عدد الوفيات 2.3 لكل 100 ألف امرأة في السنة بين عامي 2002 و2016.
عزيزتي المرأة، انتبهي إلى صحتك، فهي الأغلى والأثمن، ألقينا الضوء في هذا المقال على مراحل سرطان عنق الرحم، وأسبابه، وأعراضه، ووسائل علاجه المختلفة.
أذكركِ بالفحص الدوري المنتظم، واللجوء فورًا إلى طبيبكِ إذا لاحظتِ أيًا من الأعراض التي ذكرناها.
تذكري أن معدل الشفاء الأمثل يكمن في الاكتشاف المبكر للمرض والتعامل معه.