يعاني ملايين حول العالم الإنفلونزا الموسمية كل شتاء وتتعطل مصالحهم وقد تهدد حياتهم، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن لقاح الإنفلونزا الموسمية. وما فاعليته؟ وما مدى أمانه للحوامل والأطفال؟ ولماذا يجب تكرار تلقي اللقاح كل موسم؟
ما فوائد لقاح الإنفلونزا الموسمية؟
تتعدد فوائد لقاح الإنفلونزا الموسمية، ومنها:
- الوقاية من الإنفلونزا: وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض (CDC) فإن تلقي اللقاح هي الطريقة الأكثر فاعلية لمنع نفسك من الإصابة بالإنفلونزا.
- تخفيف حدة الأعراض: إذا أُصبت بالإنفلونزا بعد تلقي اللقاح، فسيساعد اللقاح على جعل الأعراض أخف.
- تقليل مخاطر المضاعفات خاصةً عند كبار السن والنساء الحوامل، والأطفال، والأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الرئة المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- حماية المجتمع: عندما تحمي نفسك من الإنفلونزا بتلقي اللقاح، فإنك أيضًا تحمي الذين تمنعهم ظروفهم الصحية تلقي اللقاح، وهذا يسمى مناعة القطيع وهي مهمة للغاية.
فاعلية لقاح الإنفلونزا الموسمية
تتغير أنواع الفيروسات المسببة للإنفلونزا كل عام، مما يجعل اللقاح المستخدم في السنوات السابقة غير فعال.
لذلك يجب تحضير لقاح جديد يكون فعالًا ضد أنواع فيروسات الإنفلونزا، التي من المتوقع أن تنتشر في موسم الإنفلونزا القادم.
يرجع سبب اختلاف سلالات في فيروس الإنفلونزا المنتشرة إلى قدرة الفيروس على التحور بسرعة، مما يؤدي إلى ظهور أنواع فرعية جديدة من الفيروس.
يتنبأ العلماء عادةً بدقة أنواع فيروسات الإنفلونزا التي ستسبب العدوى في كل موسم، ومن ثم يعدوا اللقاح المناسب لها. لكن في بعض الأحيان لا تتطابق التنبؤات مع أنواع الفيروسات المنتشرة في موسم الإنفلونزا، مما يقلل فاعلية اللقاح.
لقاح الإنفلونزا الموسمية للحامل
يُعد لقاح الإنفلونزا الموسمية آمنًا للحامل، بل ويجب أن تحصل عليه المرأة الحامل كل موسم للإنفلونزا.
إذ تؤدي التغيرات في جهاز المناعة في أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة ودخول المستشفى بسبب الإنفلونزا.
توصي الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد النساء الحوامل بالحصول على اللقاح في أي شهر من شهور الحمل.
بالإضافة إلى ذلك يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية على حماية طفلك، إذ تنتقل الأجسام المضادة للإنفلونزا بالرضاعة الطبيعية للطفل في الأشهر التالية للولادة.
لقاح الإنفلونزا الموسمية للأطفال
يعد لقاح الإنفلونزا الموسمية آمنًا للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر.
تشبه الآثار الجانبية للقاح عند الأطفال نظيرتها الموجودة عند البالغين، ومنها:
- الحمى.
- آلام العضلات.
- ألم في موضع الحقن.
قد يحتاج بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و8 سنوات إلى جرعتين، اسأل طبيب الأطفال عن عدد الجرعات التي يحتاج إليها طفلك.
متى موعد تطعيم الانفلونزا الموسميه؟
يجب أن تأخذ اللقاح قبل أن تبدأ فيروسات الإنفلونزا بالانتشار، إذ يستغرق اللقاح حوالي أسبوعين ليبدأ بالعمل وتبدأ الأجسام المضادة في توفير الحماية من الإنفلونزا.
يوصى مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن يحصل الناس على اللقاح في نهاية شهر أكتوبر، وليس قبل ذلك حتى لا تنخفض الحماية من العدوى خلال موسم الإنفلونزا خاصةً عند كبار السن.
هل يسبب لقاح الإنفلونزا الإصابة بالإنفلونزا؟
لا يتسبب لقاح الإنفلونزا الموسمية في الإصابة بها، لأن اللقاحات تصنع حاليًا بطريقتين:
- فيروسات الإنفلونزا التي قُتلت، وبهذا تكون غير معدية.
- فيروسات الإنفلونزا الحية الضعيفة كما في حالة الرذاذ الأنفي، التي لا يمكن أن تسبب المرض.
تتكيف الفيروسات الضعيفة مع البرودة، لذلك صممت لتسبب العدوى فقط في درجات الحرارة المنخفضة الموجودة داخل الأنف.
لا يمكن لهذه الفيروسات الضعيفة أن تسبب العدوى في الرئتين أو المناطق الأخرى التي تزيد فيها درجة الحرارة.
هل تطعيم الانفلونزا الموسمية له اضرار؟
مع أن لقاح الإنفلونزا الموسمية لا يمكن أن يصيبك بالإنفلونزا، لكن قد تحدث آثار جانبية بعد أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية إما حقنًا أو برذاذ الأنف.
هذه الآثار الجانبية خفيفة وقصيرة المدى، خاصةً عند مقارنتها بآثار الإنفلونزا السيئة.
الآثار الجانبية لحقن اللقاح
قد تحدث بعض الآثار الجانبية الطفيفة بعد حقن اللقاح في الجلد أو العضلات، ومنها:
- وجع واحمرار وتورم في مكان الحقن.
- الحمى وآلام العضلات.
- الغثيان والصداع.
الآثار الجانبية لرذاذ الأنف
تشمل الآثار الجانبية للقاح بخاخ الأنف في البالغين ما يلي:
- سيلان الأنف.
- صداع الرأس.
- التهاب الحلق.
- السعال.
إذا حدثت هذه المشكلات، فإنها تبدأ بعد التطعيم بوقت قصير وعادةً ما تكون خفيفة وقصيرة الأجل.
أما إذا شعرت بالدوار أو تغيرات في الرؤية أو رنين في الأذنين، فأخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
هل يمكن الإصابة بالإنفلونزا رغم تلقي اللقاح؟
نعم، قد تصاب بالإنفلونزا حتى لو تلقيت اللقاح، وذلك للأسباب الآتية:
- قد تتعرض لفيروس الإنفلونزا قبل وقت قصير من تلقي التطعيم، أو خلال المدة التي يستغرقها اللقاح ليبدأ بالعمل وإنتاج الأجسام المضادة في الجسم.
- أيضًا قد تتعرض لفيروس إنفلونزا غير مشمول في لقاح الإنفلونزا الموسمية.
- يصاب بعض الأشخاص بفيروسات الإنفلونزا المشمولة في اللقاح، على الرغم من تلقي اللقاح، ويرجع ذلك إلى اعتماد اللقاح جزئيًا على عوامل الصحة والعمر للشخص الذي يتلقى اللقاح.
ولهذه الأسباب فإن التطعيم ضد الإنفلونزا ليس وسيلة مثالية، ولكنه أفضل طريقة للوقاية من الإنفلونزا.
هل يساعد لقاح الإنفلونزا على مكافحة فيروس كورونا؟
يُعد فيروس كورونا والإنفلونزا مرضين مختلفين، لذلك لن يساعد لقاح الإنفلونزا على مكافحة فيروس كورونا.
لكن يظل الحصول على لقاح الإنفلونزا خطوة مهمة للحفاظ على صحتك وصحة من حولك، إذ يضمن إخلاء مساحة كافية لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا.
لماذا تحتاج إلى لقاح الإنفلونزا كل عام؟
يجب تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية كل موسم لسببين:
- انخفاض الحماية المناعية من التطعيم بمرور الوقت، لذلك يلزم لقاح سنوي لتوفير الحماية المُثلى.
- تغير فيروسات الإنفلونزا باستمرار، والحاجة إلى تحديث اللقاح كل موسم للحماية من الفيروسات التي تشير الأبحاث إلى أنها ستكون أكثر شيوعًا خلال الموسم القادم.
ما أنواع لقاحات الإنفلونزا المتوفرة؟
يتوفر لقاح الإنفلونزا الموسمية في صور مختلفة منها الحقن وبخاخ الأنف، سنتحدث عن مميزات وعيوب كل نوع.
لقاح الحقن
لقاح معطل أي أنه يحتوي على فيروس الإنفلونزا الميت، وقد يكون مؤتلف أي أنه لا يحتوي على أي جزيئات من الفيروس على الإطلاق.
يحقن مقدمو الرعاية الصحية اللقاح في العضلات أو الجلد، مما يحفز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة لفيروس الإنفلونزا.
يتوفر نوعان من تركيبات اللقاح: لقاح ثلاثي التكافؤ يستهدف ثلاث سلالات من فيروس الإنفلونزا، ولقاح رباعي التكافؤ يستهدف أربع سلالات من فيروس الإنفلونزا.
يتوفر كلا النوعين كحقن عضلي.
لقاح الرذاذ الأنفي
يحتوي على فيروسات إنفلونزا حية ضعيفة بدلًا من الفيروسات المقتولة. ولكن تكون الفيروسات بدرجة شديدة الضعف كي لا تسبب أعراض إنفلونزا شديدة.
يناسب الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 49 عامًا، ولا يستخدم للحوامل.
لماذا يجب أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية؟
الإنفلونزا مرض فيروسي شديد العدوى، قد يهدد الحياة.
يتفاوت تأثير الإنفلونزا الموسمية في الأشخاص، إذ يصاب ملايين الأشخاص بالإنفلونزا كل عام، ويدخل مئات الآلاف المستشفى.
يتراوح عدد الموتى لأسباب متعلقة بالإنفلونزا من الآلاف إلى عشرات الآلاف سنويًا، لذلك يُعد لقاح الإنفلونزا الموسمية أفضل خيار للحماية من عدوى الإنفلونزا.
فقد ثبت أن له فوائد عدة منها الحد من خطر الإصابة بأمراض الإنفلونزا وكذلك الحد من خطر الوفاة نتيجة الإنفلونزا خاصةً عند الأطفال.
وختامًا -عزيزي القارئ- فإن الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية هو أفضل طريقة لتقليل فرص إصابتك بالإنفلونزا.
فاحرص على تلقي اللقاح كل خريف قبل أن يبدأ نشاط الفيروس بالظهور في منطقتك.
