تجربتي مع التهاب العصب البصري | بين الألم والأمل
بقلم د. مي نادر
يعد التهاب العصب البصري العلامة الأولى التي تظهر لدى 15-20% من مصابي التصلب اللويحي، وبالبحث عن تجارب التهاب العصب البصري تبين أنه تتراوح حالات الإصابة الجديدة بين 0.56-5.1 حالة بين كل 100,000 شخص سنويًا.
تجربتي مع التهاب العصب البصري
أخبر مرضى التهاب عصب العين أنه يؤثر في النظر مسببًا الألم وتشوش الرؤية،
والخبر السار أنه يتعافى أكثر المصابون بعد العلاج.لكن في حالة الإهمال قد يصل الأمر إلى فقدان البصر، فالعصب البصري مسؤول عن إرسال الإشارات من العين إلى الدماغ.
أعراض التهاب عصب العين
تتضمن الأعراض الآتي:
- غالبًا ما تتأثر إحدى العينين، لكن يمكن أن تتأثر كلاهما بنسبة 1:10.
- الشعور بالألم حول العين، خاصةً في أثناء تحريكها.
- ضبابية الرؤية، ويمكن أن يحدث فقدان للبصر خلال ساعات أو أيام.
- تأثر القدرة على رؤية الألوان، إذ تظهر الألوان أقل زهوًا.
- رؤية الومضات جانبيًا.
- تأثر رد فعل الحدقة للضوء الساطع.
- صعوبة الرؤية ليلًا.
- زيادة سوء الإبصار مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتسمى هذه الظاهرة بظاهرة أوتهوف.
هل يشفى مريض التهاب العصب البصري؟
غالبًا ما يشفى تلقائيًا، لكن يمكن أن يحتاج المريض إلى أحد العلاجات الآتية بناءً على وصف الطبيب:
أدوية علاج التهاب العصب البصري
توجد بعض الخيارات، مثل:
1- الستيرويد (الكورنيزون)
يمكن علاج التهاب العصب البصري بالكورتيزون وريديًا للحد من الالتهاب والتورم لزيادة سرعة الشفاء.
2- تبادل البلازما العلاجي
يستَخدم في حالة فشل العلاج بالستيرويد، لكن لم تثبت الدراسات فاعليته حتى الآن.
3- حقن فيتامين ب 12
يمكن أن ينتج التهاب العصب البصري عن نقص فيتامين ب 12؛ لذا يحتاج المريض إلى تعويضه في هذه الحالة.
4- علاج الأمراض المسببة
يجب علاج الحالات المرضية المتسببة في التهاب العصب البصري، مثل التصلب اللويحي والعدوى الفيروسية أو البكتيرية.
على سبيل المثال، يستَخدم انترفيرون بيتا (حقن ريبيف) والعلاجات المثبطة للمناعة للوقاية من التصلب اللويحي.
علاج التهاب العصب البصري بالأعشاب
تساعد بعض الأعشاب الطبيعية في العلاج، مثل:
1- زيت اللافندر
يمتاز زيت اللافندر بخصائصه المضادة للالتهاب وقدرته على تسكين الألم، لذا يمكن استخدامه في معالجة التهاب العصب البصري وتسكين الصداع المصاحب له.
2- زيت النعناع
يحتوي زيت النعناع على المنثول؛ لذا يلطف ويسكن الألم، وأيضًا يساعد على الحد من الالتهاب.
3- حليب الصويا
تساعد خصائص حليب الصويا على الحد من الالتهاب وتسكين الألم؛ لذا يمكن تناوله بانتظام للحصول على نتائج مذهلة.
4- الشعير
يعد الشعير من المصادر الغنية بالسيلينيوم والمغنيسيوم، اللذان لهما قدرة على علاج الالتهاب.
5- أملاح إبسوم (Epsom Salts)
تحتوي أملاح إبسوم أيضًا على المغنيسيوم، لذا لها قدرة على الحد من الالتهاب.
6- الشاي الأخضر
يتميز الشاي الأخضر بفوائده العديدة، التي من ضمنها احتوائه على البوليفينول (Polyphenols)؛ لذا فله القدرة على علاج الالتهاب وتسكين الألم.
هل التهاب العصب البصري خطير؟
توجد بعض المضاعفات المحتملة، مثل:
- تلف العصب البصري: يعاني معظم المصابين التلف الدائم للعصب البصري، لكن قد لا يتسبب هذا التلف في أعراض دائمة.
- تأثر حدة الإبصار: يمكن أن يستمر تأثر رؤية الألوان، وأيضًا يمكن أن يستمر فقدان البصر عند البعض.
- الآثار الجانبية للعلاج: يتسبب الستيرويد في ضعف المناعة، إلى جانب زيادة الوزن والتقلبات المزاجية والأرق واضطرابات المعدة.
كيف يتم الكشف عن التهاب العصب البصري؟
يحتاج اختصاصي جراحة أعصاب العيون إلى إجراء بعض الفحوصات للتشخيص، مثل:
1- فحص العين الروتيني
وذلك للتحقق من:
- قدرة المريض على رؤية الألوان.
- أصغر حجم للحروف التي يستطيع المريض قراءتها.
- الرؤية المحيطية أو الجانبية.
2- التصوير بالرنين المغناطيسي
لتكوين صور مفصلة للدماغ، والتحقق من وجود تضرر في بعض المناطق. يمكن حقن الصبغة وريديًا لسهولة رؤية العصب البصري.
3- اختبار رد فعل حدقة العين
يستخدم الطبيب في هذا الاختبار الضوء الساطع ويلاحظ رد فعل حدقة العين.
4- تنظير العين (Ophthalmoscopy)
يستَخدم هذا الفحص لتقييم حالة القرص البصري، الذي يطلق عليه أيضًا رأس العصب البصري، إذ يكون متورمًا في حالة التهاب العصب البصري.
5- فحوصات الدم
تستَخدم للكشف عن وجود عدوى، أو أجسام مضادة مثلما الحال في التهاب النخاع والعصب البصري.
6- البزل القطني (Lumbar Puncture)
يستَخدم في حالة العدوى؛ للتحقق من السائل الموجود حول المخ والنخاع الشوكي.
7- التصوير المقطعي للترابط البصري (Optical coherence tomography)
يقيس سمك طبقة الألياف العصبية الشبكية، التي يقل سمكها عند الأشخاص المصابين بالتهاب عصب العين.
8- الاستجابة البصرية المستثارة
يضع الطبيب أسلاك على رأس المريض بواسطة لاصقات، وتعرض شاشة أمام المريض نمط رقعة الشطرنج المتبادل.
يهدف هذا الاختبار إلى قياس سرعة العصب البصري في إرسال الإشارات للدماغ، إذ تصبح السرعة أقل في حالة التهاب العصب البصري.
9- اختبار مجال الرؤية
يستَخدم لقياس الرؤية المحيطية لكلتا العينين؛ لتبين ما إذا كان هناك فقدان للبصر.
أسباب التهاب العصب البصري
لم يتوصل العلماء إلى سبب واضح للإصابة به، لكن هناك احتمالية أن يكون نتيجة مناعة ذاتية تجاه المادة التي تغلف العصب البصري.
يمكن أيضًا أن ينتج عن بعض أشكال العدوى الفيروسية أو البكتيرية.
تتضمن الأمراض التي تؤثر في العصب البصري الآتي:
أمراض المناعة الذاتية
- التصلب اللويحي الذي ينتج عن مهاجمة جهاز المناعة للغمد المياليني (Myelin Sheath)، الذي يغلف الأعصاب الموجودة في المخ.
- التهاب النخاع والعصب البصري، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويتسبب في التهاب الحبل النخاعي والعصب البصري.
- داء شيلدر، وهو مرض يظهر في أثناء الطفولة، ويتسبب في إزالة الميالين.
- متلازمة غيلان باريه، ويتمثل في مهاجمة جهاز المناعة للجهاز العصبي.
- الساركويد (Sarcoidosis)، وهو مرض التهابي يؤثر في بعض أعضاء الجسم، خاصةً الرئتين والغدد اللمفاوية.
- مرض بهجت.
- مرض الذئبة.
أمراض العدوى الفيروسية
يمكن أن تتسبب العدوى الفيروسية في الإصابة، مثل:
- النكاف.
- الحصبة.
- الهربس النطاقي.
إلى جانب بعض الأمراض التي تنتج عن العدوى الفيروسية، مثل:
- التهاب الجيوب الحاد.
- التهاب الدماغ.
أمراض العدوى البكتيرية
أيضًا يمكن أن تتسبب بعض أشكال العدوى البكتيرية في الإصابة، مثل:
- السل.
- داء لايم.
- مرض خدش القطة.
- مرض الزهري.
أسباب أخرى
توجد أيضًا بعض الأسباب المتنوعة، مثل:
- تفاعل ما بعد التطعيم.
- بعض الأدوية مثل: الإيثامبوتول، الذي يستخدم في علاج السل.
- بعض الكيماويات، مثل: مواد الطلاء أو المواد المذيبة.
إلى جانب ما تطرقنا إليه، هناك بعض العوامل التي ربما تزيد معها فرصة الإصابة بالتهاب العصب البصري، مثل:
- الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20-40 عام.
- النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
- الأشخاص الذين ينتمون للعرق الأبيض.
- يمكن أن تتسبب بعض الطفرات الجينية في الإصابة.
كيف تقوي العصب البصري؟
إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها:
- يجب البدء في العلاج دون تأخير؛ تجنبًا لتفاقم الأعراض.
- تجنب الممارسات التي قد تزيد درجة حرارة الجسم، مثل: حمامات الماء الساخنة، أو ممارسة الرياضة العنيفة، أو التواجد خارج المنزل في الطقس الحار.
- يمكنك اللجوء لمسكنات الألم الطبيعية، مثل: زيت اللافندر وزيت النعناع.
- إذا كنت تعاني الصداع، يمكنك استخدام الكمادات الباردة على الرأس أو خلف الرقبة.
- حاول أن تحصل على القدر الكافي من النوم والاسترخاء.
- مارس النشاطات التي من شأنها تخفيف الضغط والتوتر، مثل: اليوجا أو التنفس بعمق، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة.
- تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.
- تناول الأطعمة التي يمكنها محاربة الالتهاب، مثل: الخضراوات والفاكهة والمكسرات والدهون المفيدة والبروتينات الصحية.
تعرفنا في هذا المقال إلى التهاب العصب البصري، إذ انتقلنا معًا من الأسباب إلى العلاج، وختامًا، إذا شعرت بأي من الأعراض، لا تتردد في زيارة الطبيب فورًا.