درجات تليف الكبد وعلاجه | أبسط المراحل وأخطرها
بقلم د. سارة غازي
يتعرض الكبد يوميًا لعدة عوامل مضرة كإدمان الكحول وتناول الأدوية، لذا يعمل على إصلاح خلاياه وتجديدها.
ومع زيادة التعرض لهذه العوامل وزيادة معدل الإصلاح الكبدي، يُصاب بما يسمى تليف الكبد؛ وتتأثر الوظائف الحيوية للكبد تدريجيًا، فما مراحل تليف الكبد وهل يمكن الشفاء نهائيًا؟
درجات تليف الكبد
يمر المريض بعدة مراحل مع هذا المرض بدايةً من كبد سليم معافى إلى التشمع الكبدي الخطير الذي يؤدي إلى فشل الكبد تمامًا، ويوجد أربع مراحل من التليف الكبدي، وهم:
- المرحلة الأولى F1
تعد أبسط مراحل التليف ويسهل علاجها، لكن تكمن خطورتها في عدم ظهور أي أعراض على المريض، وتكون نسبة التليف فيها أقل من 25% من الكبد.
- المرحلة الثانية F2
يبدأ النسيج المتليف في هذه المرحلة في التفشي تدريجيًا فيصل نسبته ما بين 25% إلى 50%.
- المرحلة الثالثة F3
تزداد نسبة النسيج المتليف في هذه المرحلة زيادة ملحوظة، فتصل تقريبًا إلى 75% من الكبد، وتعد المرحلة الثالثة مرحلة الأعراض وفيها يبدأ الكبد فقدان وظائفه.
- المرحلة الرابعة F4
مرحلة التليف التام للكبد التي يحتاج المريض فيها إلى زراعة الكبد وإلّا ستودي هذه المرحلة بحياته.
هل تليف الكبد يؤدي للوفاة؟
قد تؤدي المضاعفات إلي تدهور الحالة الصحية للمريض، ويزداد معدل حدوث الغيبوبة الكبدية وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.
لذا يعالج الطبيب المضاعفات الآتية:
علاج استسقاء البطن
يصف الطبيب مدرات البول، مثل الكلوروثيازايد (Chlorothiazide) و الفوروسيميد (Furosemide)، كذلك يوصى باتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم.
قد يلجأ الطبيب أحيانًا إلي بزل سوائل البطن في حالة عدم تحسن المريض.
علاج الغيبوبة الكبدية
عند ظهور أعراض مثل: اضطراب الوعي أو الهياج، فإنه يجب الذهاب فورًا إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
في الحالات الشديدة والمتقدمة، فإن زراعة الكبد قد تكون الحل العلاجي الوحيد.
هل يمكن الشفاء من تليف الكبد؟
يعالج السبب الكامن وراء التليف الكبدي خاصةً في مراحله الأولى لمساعدة الكبد على الرجوع لحالته الطبيعية، ومن ضمن هذه العلاجات:
علاج إدمان الكحول
يجب التوقف عن تعاطي الكحول نهائيًَا، وعندما يصعب على المريض فإن الطبيب يوصي ببرنامج علاجي للإقلاع عن تناول الكحول.
علاج السمنة والوزن الزائد
إذا كنت مصابًا بالكبد الدهني فإن الطبيب يصف لك بعض المكملات الغذائية مثل السيليمارين، فيتامين E، وينصحك باتباع نظامًا غذائيًا صحيًا لإنقاص الوزن وخفض معدل السكر الدم.
علاج التهاب الكبد
يصف الطبيب مضادات للفيروسات في حالة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي B ، C.
علاج الإرهاق وضعف العظام
يلجأ الطبيب إلى المكملات الغذائية أو الفيتامينات لتخفيف هذه الأعراض.
علاج التليف بالتغذية الصحيحة
تلعب الحمية الغذائية دورًا فعالًا في الحفاظ على وظائف الكبد والحد من درجات التليف.
يجب تقليل كمية الملح في الطعام قدر الإمكان في حالة حدوث الاستسقاء أو تورم القدمين.
أيضًا يحدد الطبيب كميات محسوبة من السوائل على مدار اليوم، كي لا تصاب بالجفاف.
تناول أطعمة تحتوي علي نسبة عالية من الألياف، كي تتجنب حدوث الإمساك الذي قد يؤدي إلى حدوث غيبوبة كبدية.
علاج التليف بالطب البديل
تستخدم بعض النباتات في الطب البديل على نطاق واسع في علاج أمراض الكبد وأهمها نبتة الخرفيش (Silybum Marianum).
تعمل المادة الفعالة لهذا النبات كمضاد للأكسدة والالتهابات، وأيضًا تمنع تطور تليف الكبد وتساعد على إصلاح الجزء المتضرر.
ما مضاعفات تليف الكبد؟
تتمثل المضاعفات في ما يلي:
- تضخم الطحال.
- ضعف العظام.
- اليرقان (الصفراء).
- النزيف نتيجة نقص عوامل التجلط.
- فرط ضغط الدم في الأوردة الكبدية.
- الوذمة والاستسقاء.
- تراكم السموم في الدم.
- حدوث السرطانات الكبدية.
أسباب تليف الكبد
يرجع عادةً إلى تكرار الضرر الواقع عليه نتيجة لبعض العوامل التي تؤثر في وظائفه ومعدل تجدد خلاياه، وأكثرها شيوعًا:
- الالتهاب الكبدي الفيروسي
توجد عدة أنواع من الفيروسات التي تسبب التهاب الكبد الوبائي، وتؤدي إلى حدوث خللًا في وظائفه الطبيعية، منها فيروس أ، ب، سي، دي، إي.
يعد فيروس التهاب الكبد “سي” الأكثر شيوعًا، لكن أشدهم خطرًا هو فيروس التهاب الكبد “ب”.
- الكبد الدهني
غالبًا ما يتطور الكبد الدهني إلى تليف الكبد.
- التناول المفرط للأدوية
يتخلص الجسم من الأدوية داخل الكبد، لكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى التليف الكبدي، مثل: الستيرويدات القشرية، والميثوتريكسات والكلوروبرومازين.
- أسباب أخرى
- متلازمة بود كياري.
- اضطرابات الأيض.
- إدمان الكحول.
- المناعة الذاتية.
- تراكم الحديد والنحاس بالجسم.
أعراض تليف الكبد
لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، غالبًا تظهر أعراضه بعد وصوله إلى المرحلة الثالثة، أبرزها:
- النزيف
بسبب خلل وظائف الكبد التي من أهمها تصنيع عوامل التجلط المسؤولة عن التوازن بين تجلط الدم والنزيف.
- اصفرار الجلد وملتحمة العينين
يرجع اصفرار لون الجلد إلى تراكم البيليروبين في الدم.
- الاعتلال الدماغي الكبدي
إذ يحدث تشوش ونعاس ونقص تركيز مع ثقل اللسان.
- الوذمة
إذ يحدث تورم في الساقين أو القدمين بسبب نقص إنتاج الألبومين.
- تجمع السوائل في تجويف البطن
يعد الاستسقاء أبرز الأعراض الدالة على تليف الكبد في مرحلة متقدمة.
- أسباب أخرى
- الإرهاق والغثيان مع فقدان الشهية.
- التثدي عند الرجال مع فقدان الرغبة الجنسية وتضاؤل حجم الخصيتين.
- اضطرابات في الدورة الشهرية أو انقطاعها.
كيف يمكن تشخيص تليف الكبد؟
يعد مرضًا صامتًا، لا تظهر أعراضه في المراحل الأولى، وعادةً ما يكتشفه الطبيب أول مرة من خلال بعض الفحوصات الطبية.
لذا قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات التي توضح أي اعتلال الكبد، ومنها:
- التحاليل المعملية
تُجرى بعض التحاليل للتأكد من وجود اعتلال بوظائف الكبد، وأهمها:
- قلة نسبة الألبومين.
- زيادة نسبة البيليروبين.
- زيادة نسبة بعض الأنزيمات الكبدية.
- الفحوصات الطبية
يخضع المريض لبعض الفحوصات الطبية لفيروسات الالتهاب الكبدي، مثل: فيروس سي.
- التشخيص بالتصوير
يؤكد هذا الفحص وجود أي تليف أو تصلب في الكبد أو وجود بعض الأورام السرطانية أيضًا.
وذلك باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، أو الموجات فوق الصوتية (Ultra Sound)، أو التصوير المقطعي.
- خزعة الكبد
إذ تؤخذ عينة من أنسجة الكبد وتفحَص تحت الميكروسكوب، ولا توجد ضرورة لإجراء الخزعة للتشخيص، لكن يستخدمها الطبيب لتحديد درجة التليف.
كيف يمكن الوقاية من تليف الكبد؟
إليك بعض العوامل التي تساعد على الحد من التليف وتقلل الإصابة به:
- تجنب المشروبات الكحولية، لأنها ترهق الكبد وتعيق أداء وظائفه الطبيعية.
- الحذر من تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، وذلك لتجنب آثارها الجانبية على الكبد خاصةً وباقي أعضاء الجسم عامةً.
- الحرص على التغذية السليمة والبعد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة والتغذية غير الصحية.
- تناول كمية أكبر من الخضروات والفواكه مع المشروبات العشبية المفيدة، مثل: الينسون والنعناع والزنجبيل.
- الحرص على تناول التطعيمات ضد فيروسات الكبد، وينصح باستشارة الطبيب بشأن التطعيمات قبل أخذها.
- شرب الماء يوميًا بمعدل لا يقل عن 2 لتر، لمساعدة الكبد على تنقية الجسم من السموم.
- يعد الحفاظ على وزن الجسم من الزيادة درعًا واقيًا ضد سرطان الكبد وتليفه.
- في حالة ظهور أي من الأعراض السابقة يجب التوجه لطبيبك مباشرةً وإجراء الفحوصات اللازمة.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية، لأنها تحتوي علي مركبات سامة تؤذي الكبد.
- إجراء الفحوصات الدورية لتقييم حالة الجسم ومدى كفاءة الأعضاء، وتعد أهم التوصيات وذلك لأن اكتشاف تليف الكبد في حالة مبكرة يُزيد معدل الشفاء.
ختامًا، -عزيزي القارئ- أوصيك بالحفاظ على هذا العضو الفعال صاحب الدور البطولي داخل أجسامنا وحمايته من الإصابة بما يسمى “تليف الكبد”.
أيضًا أوصيك بعدم الإهمال في الفحوصات الدورية للاطمئنان على صحة الكبد وباقي الأعضاء عامةً.