أهم النصائح لمرضى السكري في رمضان
في كل عامٍ يهل علينا شهر رمضان ويسعد الجميع بقدومه، لكن ينتاب مرضى السكري في رمضان وأهله مخاوف حول قدرتهم على الصيام، ومدى تأثير الصيام على صحتهم.
متى يجب عليهم الإفطار؟ وهل يمكنهم الصيام؟ وما نوع الطعام المناسب لمرضى السكري في رمضان في كلٍ من الإفطار والسحور؟
كل هذه التساؤلات وأكثر سنجد لها إجابة في هذا المقال، لكي نستطيع التعامل مع مرض السكري لا بُد أن نتعرف إلى طبيعة هذا المرض.
النظام الغذائي لمرضى السكري في رمضان
يتغير النظام الغذائي كليًا في رمضان، وتقل عدد الوجبات إلى وجبتين هما الفطور والسحور.
لذا يجب على مرضى السكري في رمضان الاهتمام بنوع الطعام، ومعرفة مقدار الكربوهيدرات والمعدل الجلايسيمي لها.
هذا سوف يساعدك على تنظيم نظامك الغذائي والتحكم في مستوى السكر في الدم.
فطور مرضى السكري في رمضان
هناك بعض النصائح الغذائية التي يجب أن يتبعها مرضى السكري في رمضان عند تناولهم وجبة الفطور، منها:
- يُفضل تناول وجبة خفيفة من التمر والحليب أو الماء قبل أداء صلاة المغرب.
- تناول الحبوب الكاملة، لاحتوائها على ألياف تساعد على تنظيم مستوى السكر مثل الأرز البني والخبز كامل الحبة.
- تناول الفواكه كاملةً أفضل من عصيرها.
- الإكثار من تناول الخضراوات التي تحتوي على كربوهيدرات قليلة.
- يجب احتواء وجبة الفطور على البروتين كمصدر للطاقة، وكذلك يتميز أنه يُهضم ويُمتص ببطء.
- تقليل الوجبات الدسمة والمالحة والحلويات.
- تناول المكسرات والزيتون وزيت الزيتون والأسماك الزيتية والأفوكادو كمصدر للطاقة، ويساعد على زيادة الكوليسترول الجيد.
- شرب كميات كافية من الماء وتجنب المشروبات المُحلاة والمحتوية على كافيين خلال ساعات الإفطار.
سحور مرضى السكري في رمضان
يهمل بعض الناس وجبة السحور، لعدم معرفة أهمية هذه الوجبة، ولكن يجب على مرضي السكري في رمضان إعطاء وجبة السَّحُور الأهمية القصوى.
إليكم بعض النصائح حول وجبة السَّحُور:
- الحرص على تأخير تناول وجبة السَّحُور إلى ما قبل الفجر.
- تناول الطعام ذات المعدل الجلايسيمي المنخفض، أي الذي يمتص ببطء مثل الحبوب الكاملة والخضراوات والبروتين والفواكه خاصةً التمر.
- عدم تناول المأكولات التي تحتوي على سكريات بسيطة مثل الحَلْوَيَات.
نصائح لمرضى السكري في رمضان
يجب على مرضى السكري استشارة الطبيب المختص قبل أخذ قرار الصوم، واتباع نصائح الطبيب.
إذا قررت الصوم فهناك بعض النصائح لا بُد من اتباعها، منها:
- المراقبة المستمرة لمستوى السكر في الدَّم عدة مرات في اليوم، خاصةً مرضى السكري من النوع الأول والثاني الذين يستخدمون الإنسولين.
- الرجوع إلى طبيبك لضبط الجرعات العلاجية.
- اتباع نظام غذائي مناسب لمرضى السكر في رمضان كما ذكرنا سابقًا.
- أداء بعض التمارين الرياضية البسيطة بعد الفطور (يمكن أن نعد صلاة التراويح من التمارين الرياضية).
- مراقبة ظهور علامات انخفاض مستوى السكر في الدم.
- إنهاء الصوم في حالة انخفاض مستوى السكر في الدَّم إلى 60 مللجرام/ ديسيلتر، أو ارتفاعه إلى 300 مللجرام/ ديسيلتر.
مخاطر الصوم على مرضى السكري في رمضان
يرتبط صوم مرضى السكري في رمضان بحدوث بعض المضاعفات، سنذكرها هنا عزيزي القارئ لكي تتجنبها، ومنها:
انخفاض مستوى السكر في الدَّم
يُعد عدم تناول الطعام أحد أسباب انخفاض مستوى السكر في الدم، ومن علاماته عدم انتظام ضربات القلب وسرعتها والتعرق والإرهاق وشحوب الجلد والارتعاش والجوع.
ارتفاع مستوى السكر في الدم
ربما يتسبب الإكثار من تناول الطعام غير المناسب لمرضي السكري في رمضان، أو خفض جرعة العلاجات في ارتفاع مستوى السكر في الدم.
الحماض الكيتوني السكري
يتعرض مرضى السكري في رمضان خاصةً مرضي السكري من النوع الأول لخطر الإصابة بحماض الكيتوني السكري.
كذلك يزيد الخطر إذا كانوا يعانون ارتفاعًا في مستوى السكر قبل رمضان، أو بسبب التخفيض المبالغ فيه لجرعات الإنسولين اعتمادًا على أن تناول الطعام ينخفض في رمضان.
الجفاف والتخثر
ربما يتسبب عدم تناول السوائل في أثناء الصيام وعدم تعويضها بعد الفطور في الجفاف خاصةً في المناطق الحارة.
قد يزيد ارتفاع مستوى السكر في الدم معدل إدرار البول، مما يساهم في حدوث الجفاف.
يتسبب الجفاف في انخفاض حجم الدم وضغط الدم المرتبط به وزيادة لزوجة الدم، مما يؤدي إلى تخثر الدم.
كذلك يعاني مرضى السكري زيادة تخثر الدم، بسبب زيادة عوامل التخثر وانخفاض مضادات التخثر الذاتية.
متى يفطر مريض السكري؟
يجب على مرضى السكري عدم الصوم، لتجنب حدوث مضاعفات خطرة، وذلك في حالة إصابتهم بواحد أو أكثر مما يلي:
- سكر الحمل.
- مرض السكري من النوع الأول.
- مرض السكري من النوع الثاني غير المسيطر عليه.
- أمراض الكلى (الشديدة والمتدهورة).
- أمراض الأوعية الدموية.
- تاريخ مرضي بانخفاض شديد في سكر الدم.
- تاريخ مرضي بالإصابة بالحماض الكيتوني السكري.
كيف يتعامل جسم مرضى السكري مع الصوم؟
يحفز تناول الطعام إفراز الإنسولين في الأشخاص الأصحاء، مما يعزز تخزين الجلوكوز في الكبد والعضلات على هيئة جليكوجين.
لكن مع الصوم يقل تركيز الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى تقليل إفراز الإنسولين وزيادة الجلوكاجون والكاتيكولامينات المسؤولة عن تكسير الجليكوجين إلى جلوكوز.
لأن كلً من هرموني الإنسولين والجلوكاجون يوازنان سكر الدم، إذ أحدهما يخفض سكر الدم بينما الآخر يرفعه.
مع زيادة مدة الصوم تكاد مخازن الجليكوجين أن تنضب، مما يعزز إفراز الخلايا الدهنية من الدهون المخزنة، التي ينتج من تأكسدها كيتونات.
تستخدم كلً من عضلات الهيكل العظمي والقلب والكبد والكلى الكيتونات مصدرًا للطاقة، مما يتيح لخلايا الدماغ وكرات الدم الحمراء الاستمرار في استخدام الجلوكوز.
يحدث كل ذلك بالتوازن الطبيعي بين مستويات الإنسولين والهرمونات المضادة، للحفاظ على تركيز الجلوكوز في الأشخاص غير المصابين بالسكري.
لكن لا يحدث ذلك التوازن الطبيعي في جسم مرضى السكري لاعتلال إفراز الإنسولين، وتأثير العلاجات الدوائية المعززة لإفراز الإنسولين أو تعويضه.
ربما لا يستجيب إفراز الجلوكاجون بدرجة مناسبة لنقص الجلوكوز في الدم خاصةً مع مرضى السكري من النوع الأول.
ربما يؤدي الصوم لساعات عدة إلى انهيار مفرط في مخزون الجليكوجين، وزيادة تكوين الجلوكوز والحماض الكيتوني.
لذا يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم والحماض الكيتوني.
ما مرض السكري وما أنواعه؟
يُعد مرض السكري اضطرابًا في التمثيل الغذائي، يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم.
عندما تتناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات يحولها الجسم إلى جلوكوز، ينتقل إلى الدم.
يفرِز البنكرياس الإنسولين في الدَّم، إذ يعمل على نقل الجلوكوز من الدَّم إلى الخلايا لتخزينه أو الحصول على الطاقة.
لكن في حالة داء السكري إما أن الإنسولين لا يُفرَز بكميات كافية أو يقاوم الجسم الإنسولين فلا يستطيع أداء دوره، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
أنواع مرض السكري
السكري من النوع الأول: يُعد مرضًا ذاتي المناعة، إذ يهاجم الجسم خلايا بيتا في البنكرياس المنتجة للإنسولين، وغير معروف السبب حتى الآن.
السكري من النوع الثاني: يحدث عادةً في سن متأخر، ويرتبط بالسمنة والعامل الوراثي.
سكر الحمل: تصاب به بعض النساء في أثناء الحمل، ويرتبط بالعامل الوراثي.
ختامًا، -عزيزي القارئ- اعلم أن الدين يسر وقد أذن الله للمرضى بعدم الصوم.
يجب على مرضى السكري في رمضان اتباع نصائح الطبيب وعدم الإصرار على الصوم إذا كان الصوم لا يتناسب مع حالتهم الصحية.