أهم فوائد العرقسوس واستخداماته
تعددت فوائد العرقسوس، إذ يعد العرقسوس من أقدم العلاجات العشبية في العالم، ويرجع استخدامه الطبي إلى مصر القديمة والإمبراطورية اليونانية.
استخدم قديمًا طاردًا للبلغم والغازات، ويستخدم حديثًا منكهًا ويدخل أيضًا في تركيبة أدوية السعال والبرد.
سنتعرف أكثر إلى فوائد العرقسوس وتركيبة جذوره وتفاعلاته الدوائية وكذلك آثاره الجانبية.
العرقسوس (Liquorice)
نبات عشبي، يعود موطنه الأصلي إلى جنوب شرق أوروبا وجنوب غرب آسيا حيث المناخ شبه الاستوائي.
يُستخلص العرقسوس التجاري من جذور نبات جلسرهيزا جلابرا (Glycyrrhiza glabra)، وتحتوي جذوره على -المادة الفعالة- الجلسرهيزين (glycyrrhizin).
يستخدم منكهًا للتبغ وبعض الأطعمة والأدوية والمشروبات الصناعية لحلاوة طعمه.
ثبُت أن معظم حلوى العرقسوس في الولايات المتحدة الأمريكية منكهة بزيت اليانسون، وليس العرقسوس لتشابه رائحتهما.
تركيبة جذور العرقسوس (Liquorice routes)
تحتوي جذور العرقسوس على أكثر من 300 مركب كيميائي، ومنها:
- الجلسرهيزين (Glycyrrhizin).
- تريتربينويد (Triterpenoid).
- بوليفينول (Polyphenol).
- السكريات المتعددة، مثل: النشا، والسكروز، والمانوز.
تتفاوت نسبة الجلسرهيزين (Glycyrrhizin) في الجذور وفقًا لظروف البيئة، التي ينمو بها بين 7% و10% أو أكثر.
يتوفر الجلسرهيزين في أشكال مختلفة، مثل: كبسولات أو مساحيق، ومكملات سائلة ولاصقات ومضمضات ومعاجين أسنان، ومحاليل وريدية ودهانات موضعية.
يصل العرقسوس إلى أعلى تركيز في الدم بعد تناوله بحوالي 12 ساعة.
أوصت كلٌ من منظمة الصحة العالمية (WHO) والجمعية العلمية الأوربية للغذاء (SCF) بألا تزيد الجرعة اليومية للجلسرهيزين (Glycyrrhizin) عن 100 ملليجرام.
ما فوائد العرقسوس؟
تتعدد فوائد العرقسوس، وتشمل ما يلي:
1. فوائد العرقسوس المغلي مع مشكلات الجهاز الهضمي
أولًا: ارتجاع المريء وسوء الهضم: قد يخفِف مستخلص العرقسوس أعراض عسر الهضم والارتجاع المعدي المريئي (GERD) عند تناوله بتركيز 75 ملليجرامًا مرتين يوميًا مدة 6 أسابيع.
ثانيًا: القرحة الهضمية: هي تقرحات مؤلمة أسفل المريء أو المعدة أو الأمعاء الغليظة.
قد يساعد تناول مستخلص العرقسوس بتركيز 380 ملليجرامًا مرتين يوميًا مع العلاج الثلاثي على علاج البكتيريا الملوية البوابية (H-Pylori) في غضون أسبوعين.
يفضل استخدام مستخلص العرقسوس منزوع الجلسرهيزين (Glycyrrhizin) في علاج القرحة الهضمية عن العرقسوس العادي، لتجنب الآثار الأيضية الضارة للجلسرهيزين.
ثالثًا: فوائد العرقسوس للقولون: يطهر العرقسوس الدم والقولون من المواد السامة، ويخفِف أعراض القولون العصبي ويساعد على علاج الإمساك، ويقلل أيضًا الإصابة بسرطان القولون.
الجرعة اليومية المفضلة لجذور العرقسوس هي 0.2 ملليجرام لكل كيلوجرام في اليوم.
كذلك يمكن استخدامه بجرعات يومية من 760 ملليجرامًا إلى 15 جرامًا في علاج تقرحات المعدة والأمعاء.
2. فوائد العرقسوس في علاج الأمراض الجلدية
أثبتت الدراسات فاعلية الجلسرهيزين (Glycyrrhizin) في علاج بعض الأمراض الجلدية، ومنها: الإكزيما وحب الشباب والصدفية.
قد يحسن الجلسرهيزين أعراض الإكزيما وحب الشباب والصدفية -لما له من دور في تقليل الاحمرار والتورم والحكة- عند استخدامه موضعيًا ثلاث مرات يوميًا مدة أسبوعين.
3. فوائد العرقسوس للبروستاتا
قد يقي العرقسوس من الإصابة بسرطان البروستاتا، ويساهم في العلاج منه في حالة الإصابة، لدوره في تعطيل نمو الخلايا السرطانية في البروستاتا.
4. فوائد العرقسوس في علاج السرطان
قد يقي من الإصابة بسرطانات الجلد والثدي والبنكرياس والقولون والمستقيم.
لوحظ تباطؤ نمو الخلايا السرطانية في الكبد لمرضى الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن، الذين لا يستجيبون للعلاج بالانترفيرون- عند إعطائهم 4 ملليجرامًا من الجلسرهيزين وريديًا.
5. فوائد العرقسوس لتقرحات الفم وجفافه
- قرح الفم (Canker sores): قد تساعد لاصقة أو غرغرة العرقسوس على تخفيف آلام تقرحات الفم والتئامها، الناتجة عن العلاج الكيميائي والإشعاعي لمرضى السرطان أو لأسباب أخرى.
- جفاف الفم (Dry mouth): تساعد غرغرة العرقسوس مرضى الغسيل الكلوي على تقليل جفاف الفم، إذا استخدمت قبل الوجبات بعشرة دقائق.
يقلل شاي العرقسوس أيضًا الشعور بالعطش.
6. فوائد العرقسوس للشعر
- يساعد على علاج معظم مشكلات الشعر، مثل: قشرة الشعر وتساقطه.
- قد يساعد على الحصول على شعر أقوى أو أكثر كثافة.
- مرطب لفروة الرأس الجافة والشعر الجاف.
- قد يقي من الإصابة بالصلع المبكر.
7. فوائد العرقسوس مع أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي
يستخدم في علاج بعض أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي.
يساعد شاي العرقسوس على تخفيف أعراض الربو عند تناوله مع العلاجات الدوائية، وقد يقلل أيضًا التهاب الحلق.
تقل الإصابة بالتهاب الحلق أو السعال بعد الخضوع لأي إجراء جراحي، عند الغرغرة بمحلول العرقسوس -بتركيز 0.5 جرام لكل 30 ملليلتر ماء- قبل التخدير بخمس دقائق.
العرقسوس والقلب
لوحظ ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي عند تناول مستحضر العرقسوس بتركيز من 290 إلى 370 ملليجرامًا يوميًا لأكثر من أسبوعين، لاحتباس السوائل وارتفاع الصوديوم في الدم.
يخفِض العرقسوس أيضًا الألدوستيرون والبوتاسيوم في الدم، لذا لا يستخدم مع مرضى ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب.
لم تُثبت فاعليته في خفض الدهون الثلاثية أو الكوليسترول الضار.
العرقسوس مع الحمل والرضاعة
يحفز العرقسوس نشاط الإستروجين، فقد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الإجهاض وقد يعبر المشيمة.
لذا يجب امتناع الحامل عن تناول مكملات العرقسوس، والحد منه في الأطعمة والأشربة.
تناول الحامل المفرط للعرقسوس يتسبب في مشكلات سلوكية وإدراكية للطفل عند بلوغه عمر 8 سنوات ومشكلات في النضج عند البلوغ، ويكون أكثر عرضة لاعتلال الدماغ فيما بعد.
لم يُثبت أمانه للمرضعات، لذا يفضل تجنبه طوال مدة الرضاعة.
فوائد أخرى للعرقسوس
- مضاد للالتهاب: يلعب الجلسرهيزين (Glycyrrhizin) دورًا في تثبيط بروستاجلاندين E2، لذا يستخدم مضادًا للالتهابات في أمراض الروماتيزم والروماتويد والتهابات المفاصل.
- مضاد للفيروسات: يمنع العرقسوس ارتباط الفيروس بأغشية الخلايا ويضعِف تكاثر الفيروسات، ويحفِز الجهاز المناعي لإنتاج الإنترفيرون.
قد يحسن محلول الجلسرهيزين (Neo- Minophagen C) الوريدي وظائف الكبد لمرضى الالتهاب الكبدي C.
قد يضعف العرقسوس أيضًا نشاط فيروس الهربس (Herpes viruses)، وثبت فاعليته ضد فيروس كورونا.
- مضاد للبكتيريا: يقلل شاي العرقسوس نمو البكتيريا في الفم وإفرازها الحمضي، فيُقلل تَكون الجير وتسوس الأسنان.
- التأثير الهرموني: لوحظ انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال الذين تناولوا العرقسوس بتركيز 0.5 جرام يوميًا مدة 7 أيام.
يستخدم العرقسوس في علاج متلازمة تكيس المبايض عند النساء مع السبيرونولاكتون (Spironolactone)، لدوره في تحفيز نشاط الإستروجين.
تناول النساء للعرقسوس بعد سن اليأس بجرعة يومية 1140 ملليجرامًا مع الهرمونات البديلة مدة 90 يومًا، يقلل عدد الهبات الساخنة ومدتها.
- حماية الكبد: يقلل العرقسوس سُمية الكبد، وكذلك يخفض إنزيمات الكبد (ALT، AST) لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي.
طريقة عمل العرقسوس؟
تعددت طرق تحضير مشروب العرقسوس، ومنها ما يلي:
العرقسوس البارد: يُحضر بترطيب 100 جرام من مسحوق العرقسوس بقليل من الماء وبيكربونات الصوديوم، ثم وضعه في قطعة شاش وإحكام غلقها، ثم وضعها في لتر من الماء مدة 4 إلى 6 ساعات، ثم نزعها ويصبح جاهزًا لتناوله.
العرقسوس الساخن: يحضر بوضع 100 جرام من مسحوق العرقسوس في لتر ماء وتركه حتى الغليان، ثم تركه مدة ساعة إلى ساعتين وتصفيته بقطعة شاش أو مصفاة ناعمة.
التفاعلات الدوائية للعرقسوس
يتفاعل العرقسوس مع أدوية مختلفة، ومنها ما يلي:
- أدوية مضادات التخثر: يتعارض تأثير العرقسوس مع الأدوية المضادة للتخثر، مما يؤدي إلى النزيف.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم: قد يقلل العرقسوس تأثير أدوية ضغط الدم المرتفع، مما يؤدي إلى رفع الضغط.
- جليكوسيدات القلب: قد يزيد العرقسوس سمية جليكوسيدات القلب.
- أدوية الكورتيزون: يزيد العرقسوس نسبة الكورتيزول في الدم، لذا يجب ضبط جرعة الكورتيزون الفموية.
- دواء كلوزابين: يقلل العرقسوس تركيز الكلوزابين في الدم.
- أدوية مشتقات الإستروجين: يحمل العرقسوس خصائص الإستروجين ويُحفِز نشاطه، فيزيد سمية مشتقات الإستروجين.
- أدوية مدرات البول العروية والثيازيدية: يزيد العرقسوس تأثير مدرات البول في نقص البوتاسيوم في الدم.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الساليسيلات: يزيد العرقسوس سمية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الساليسيلات، وقد يؤدي إلى نزيف، لذا يجب ضبط الجرعة.
الآثار الجانبية للعرقسوس
- ارتفاع ضغط الدم: يرتفع ضغط الدم عند تناول مرضى ضغط الدم المرتفع للعرقسوس بجرعة يومية 50 ملليجرامًا.
- تسمم الحمل: عند إفراط الحامل في تناوله بجرعات عالية.
- التأثير على العين: يتسبب تناول جرعات مرتفعة من العرقسوس في تشنجات الأوعية الدموية في العصب البصري.
فيؤدي إلى اضطرابات بصرية تتسبب في صداع نصفي في العين وليس صداع الدماغ.
- اعتلال شبكية العين: قد يتسبب في اعتلال شبكية العين الناتج عن ارتفاع ضغط الدم فيؤدي إلى ضعف البصر الحاد.
ختامًا، مع أن فوائد العرقسوس كثيرة، إلا أن يجب تناوله بأشكاله المختلفة في المعدل الطبيعي وعدم الإفراط في تناوله.