الصحة العامة

هل الانزلاق الغضروفي مرض مزمن أم يمكن الشفاء منه؟ | تجربتي

هل الانزلاق الغضروفي مرض مزمن

هل الانزلاق الغضروفي مرض مزمن أم يمكن شفاؤه؟

كان هذا سؤالي للطبيب بعد تجربتي مع الانزلاق الغضروفي فهل يمكن الشفاء منه نهائيًا أم هو مرض مزمن؟

تجربتي مع الانزلاق الغضروفي

عانيت ألمًا مبرحًا أسفل الظهر مصحوبًا بتنميل ووخز في الأرداف والساق، وبعد الفحوصات البدنية والتصويرية أكد لي الطبيب إصابتي بالانزلاق الغضروفي. 

يسبب الانزلاق ألمًا، ولكن إذا لامس أحد الأعصاب الشوكية يسبب تنميلًا وألمًا شديدًا في مكان العصب المصاب، ونادرًا ما يكون السقوط أو الضرب على الظهر سببًا في الانزلاق.

يحدث الانزلاق الغضروفي في أي جزء من العمود الفقري من الرقبة إلى أسفل الظهر، لكنه أكثر شيوعًا أسفل الظهر خاصة في الفقرات القطنية. 

يصاب به الرجال أكثر من النساء، وفي الأعمار ما بين 25 إلى 50 عامًا تقريبًا.

هل الانزلاق الغضروفي مرض مزمن أم يمكن الشفاء منه نهائيًا؟

لا يعد الانزلاق الغضروفي مرضًا مزمنًا بل يمكن العلاج منه، مع اتباع نظام حياة صحي وحركي مناسب.

تختلف علاجات الانزلاق الغضروفي من العلاج التحفٌظي إلى الجراحي، تعتمد على مدى انزلاق القرص من مكانه والاستجابة للعلاج.

أعراض الانزلاق الغضروفي

  • تنميل مع ألم في جانب واحد من الجسم.
  • ألم يزداد سوءًا ليلًا أو عند أداء بحركات معينة.
  • ألم يتفاقم بعد الوقوف أو الجلوس.
  • وخز وألم وحرقان في المنطقة المصابة.
  • ألم عند المشي مسافات قصيرة.
  • ألم في الظهر في أثناء العطس أو السعال نتيجة الضغط على البطن فيمتد إلى الظهر.
  • فقدان القدرة على مسك الأشياء ورفعها، لضعف الإمداد العصبي للعضلات المجاورة للعصب التالف. 
  • امتداد الألم إلى الكتف والذراع إذا كان الانزلاق في الرقبة، بينما يمتد إلى الأرداف والفخذ والساق إذا كان أسفل الظهر.

مدة علاج الانزلاق الغضروفي

يبدأ الطبيب مع المريض بالعلاج التحفٌظي (مثل: الراحة التامة، واستخدام كمادات باردة أو ساخنة لتقليل الألم والتورم، مع فقدان الوزن واستخدام مسكنات إذا لزم الأمر).

إذا لم تتحسن الأعراض في غضون ٦ أسابيع بعد العلاج التحفظي يلجأ الطبيب إلى العلاج بالأدوية، وفي حالة استمرار الألم يلزم التدخل الجراحي، إما لإصلاح القرص أو لإزالته واستبداله بآخر صناعي.

أدوية علاج الانزلاق الغضروفي

  1.  مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: (مثل الإيبوبروفين، والنابروكسين).
  2.  مرخيات العضلات: لتخفيف ألم العضلات مثل باكلوفين.
  3.  مسكنات ألم الأعصاب: (مثل: جابتين، ودولوكستين).
  4.  حقن البلازما أو الكورتيزون: في مكان الإصابة.
  5.  الأدوية الناركوتية (المخدرة): لا يلجأ إليها الطبيب إلا إذا لم يتحسن الألم بالأدوية السابق ذكرها، لاحتمالية إدمانها (مثل: الكوديين، والترامادول). 

العلاج الجراحي

يعد العلاج الجراحي آخر وسيلة لعلاج الانزلاق، ويشمل ما يلي:

استئصال الصفيحة الفقرية: يحدث الجراح شقًا فوق الفقرة المصابة، ويزيل الصفيحة كلها أو جزء منها، فيخف الضغط على الحبل الشوكي المقابل وجذوره.

جراحة القرص الاصطناعي: تستخدم لتغيير قرص واحد منفتق ولا تفضل إذا كان المريض يعاني هشاشة العظام أو التهاب المفاصل، أو إذا كان الانزلاق في أكثر من فقرة.

يُستبدل القرص التالف بقرص آخر صناعي مصنوع من البلاستيك أو المعدن، قد تضطر للبقاء في المستشفى عدة أيام بعد العملية.

الاستئصال المجهري للقرص: يحدث الجراح شقًا صغيرًا بالظهر، فيدخل أداة دقيقة من خلال مجس المنظار إلى القرص المنفتق لإزالة الجزء التالف من القرص.

يشعر المريض غالبًا بالراحة بعد الإجراء، ويغادر المستشفى في غضون 48 ساعة، ويمكنه ممارسة الأنشطة الطبيعية دون مجهود بعد أسبوع، ونسبة نجاحها تفوق العملية التقليدية بكثير.

الدمج العنقي الخلفي: هي عملية جراحية يضع الجراح فيها عظمًا أو مادة تشبه العظم في المسافة بين الفقرتين بعد إزالة القرص التالف، ثم يصلهما مع بعضهما، ويثبت الفقرات معًا باستخدام ألواح معدنية أو مسامير، حتى تلتئم الفقرات في وحدة واحدة قوية.

استنادًا للعلاجات السابقة يمكننا القول أن الانزلاق الغروفي لا يعد مرضًا مزمنًا ويمكن شفاؤه.

علاج الانزلاق الغضروفي بالطب البديل

يوجد علاج بالطب البديل للانزلاق الغضروفي، ويشمل الآتي:

  1. العلاج بالإبر (Acupuncture): يخفف الوخز بالإبر ألم الظهر والرقبة.
  2. الإرجاع الموضعي للفقرات (Chiropractic): المعالجة بتقويم الفقرات يدويًا أو بأداة صغيرة دون اللجوء إلى الأدوية أو الجراحة، يستمر مفعولها مدة شهر على الأقل.
  3. العلاج بالتردد الحراري: تقنية من الأشعة التداخلية يدخل الطبيب قسطرة صغيرة في مكان الألم تحت تأثير التخدير الموضعي مولدًا ذبذبات كهرومغناطيسية حول الأعصاب المسببة للألم، فتقل إشارات الألم تدريجيًا إلى أن تختفي، دون أي تدخل جراحي.
  4. العلاج الطبيعي (Physical Therapy): بالمساج لكنه يوفر راحة قصيرة الأمد.

هل الانزلاق الغضروفي خطير ويسبب الشلل؟

ذكرنا أن الانزلاق الغضروفي ليس مرض مزمن لكن إذا لم يُعالج فقد تحدث المضاعفات الآتية:

  1. التلف الدائم للأعصاب المصابة: إذا لم يعالج الانزلاق الشديد.
  2. متلازمة ذيل الفرس: تصاب حالات نادرة بالمتلازمة، وإذا لم تعالج سريعًا تتسبب في الإصابة بسلس البول أو صعوبة التبول حتى مع امتلاء المثانة، ومشكلات الحركة قد تصل إلى شلل، لتضرر الحزمة العصبية أسفل الظهر.
  3. الخدر السرجي: يضغط القرص على الأعصاب السفلية من الظهر، فيسبب فقدان الإحساس في باطن الفخذين، وظهر الساق وحول المستقيم.

أسباب الانزلاق الغضروفي

  1. التقدم في العمر: يفقد القرص محتوياته المائية فيصيبه ضمور، مما يجعله ضعيفًا وأكثر عرضة للتمزق.
  2. أداء حركات معينة خاطئة: (مثل الالتواء، أو الدوران لرفع شيءٍ ما).
  3. رفع الأشياء الثقيلة: يُحدث ضغطًا كبيرًا أسفل الظهر.
  4. الأشغال الشاقة: من تتطلب أشغالهم مجهودًا كبيرًا.
  5. ضعف عضلات الظهر: نتيجة الحمل.
  6. ارتداء النساء الكعب العالي.
  7. الاعتماد على عضلات الظهر: في رفع الأشياء الثقيلة بدلًا من عضلات الساقين والفخذين.
  8. زيادة الوزن: تتحمل الأقراص الوزن الزائد، فيزداد ضغط الفقرات على بعضهم البعض.
  9.  المصابون بإصابة سابقة: في العمود الفقري، أو هشاشة العظام، أو التهابات المفاصل، لكونهم أكثر عرضة للإصابة.

الانزلاق الغضروفي والحمل

الانزلاق الغضروفي والحمل

أسباب ألم الظهر للحامل

تعاني الحامل ألم أسفل الظهر والحوض والفخذين خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، فمع نمو الجنين تضعف عضلات الظهر، ويزداد الضغط على الفقرات، فينحني العمود الفقري للأمام.

تؤثر التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل في المفاصل، فليس بالضرورة أن يكون سبب الألم انزلاقًا غضروفيًا.

عوامل قد تزيد فرصة إصابة الحامل بالانزلاق، ومنها:

  1. الحمل في أكثر من جنين.
  2. هشاشة العظام.
  3. التعرض لإصابة أسفل الظهر.

إذا تأكد الطبيب أن ألم أسفل الظهر نتيجة الإصابة بانزلاق غضروفي، فسيعطيكِ علاجًا تحفٌظيًا حتى الولادة لضمان صحة الجنين، وتخفيف الألم. ولا تقلقي الانزلاق الغضروفي ليس مرض مزمن.

العلاج في أثناء الحمل

  1.  مسكن الباراسيتامول.
  2. العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الآمنة.
  3. الراحة التامة في الفراش حتى الولادة لمنع تفاقم الانزلاق والألم.
  4. العلاج بالإبر.
  5. العلاج بالحرارة والتبريد.
  6. تدليك ما قبل الولادة.

الانزلاق الغضروفي والجماع

هل يوجد علاقة بين الانزلاق الغضروفي والعلاقة الجنسية؟

أجريت دراسة على 43 مريضًا متوسط أعمارهم 41.4عامًا لتقييم الألم والضعف الجنسي، وجد أن 55% من الرجال و84% من النساء عانوا مشكلات جنسية بعد الإصابة بالانزلاق.

كانت أكثر المشكلات الجنسية شيوعًا عند الرجال انخفاض الرغبة الجنسية وسرعة القذف مع ضعف الانتصاب بنسبة (18%)، وعند النساء انخفاض الرغبة الجنسية بنسبة (48%).

بعد مرور 26.5 يومًا، لوحظ زيادة في معدل الجماع، مع انخفاض المشكلات الجنسية.

وعلى ذلك يؤثر الانزلاق الغضروفي سلبًا في الرغبة الجنسية ومعدل الجماع، فعلى الطبيب إعطاء المريض توصيات لحياة جنسية أفضل.

تشخيص الانزلاق الغضروفي

تشخيص الانزلاق الغضروفي

يشخص الطبيب الحالة من خلال الآتي:

  1. الفحص البدني لفحص وظيفة الأعصاب وقوة العضلات وكذلك التوصل لمكان الألم.
  2. معرفة التاريخ المهني والصحي والأعراض.
  3. تحديد وقت ظهور الأعراض، والأنشطة التي تتفاقم معها.
  4. فحوصات تصويرية لتحديد المناطق التالفة من العظام والأعصاب، وتشمل ما يلي:

الأشعة السينية: لا تكشف مكان الانزلاق، لكن يمكنها استبعاد الأسباب الأخرى مثل: العدوى والأورام، والكسر في العظام).

الأشعة المقطعية المحوسبة: فيها تُجمع سلسلة من صور الأشعة السينية من زوايا مختلفة من الجسم، وبمساعدة معالجة الحاسوب.

ينتج صورة مقطعية للعظام والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة داخل الجسم، فيوفر معلومات أكثر دقة.

أشعة الرنين المغناطيسي: تستخدم موجات المجال المغناطيسي القوي لتصوير الأجزاء الداخلية للجسم، للتأكد من مكان الانزلاق والأعصاب المصابة.

تصوير النخاع: تحقن صبغة في النخاع العظمي قبل إجراء الأشعة السينية، فيظهر الضغط على الحبل الشوكي أو الأعصاب نتيجة الانزلاق أو لأسباب أخرى.

من الفحوصات السابقة يمكن للطبيب تحديد سبب الألم ومكانه، وهل الوضع يستدعي تدخل جراحي أم لا؟

الوقاية من الانزلاق الغضروفي

لأن الانزلاق الغضروفي ليس مرض مزمن يمكنك اتباع هذه الخطوات لتقلل حدوثه، ومنها:

  1. الحفاظ على وزن مثالي.
  2. عدم الجلوس فترات طويلة.
  3.  يجب الحفاظ على استقامة الظهر، إذا لزم الأمر الجلوس فترات طويلة.
  4.  ممارسة التمارين لتقوية عضلات الظهر والرجل والبطن.
  5. تجنب رفع الأشياء الثقيلة لكن إذا لزم الأمر، يجب الاعتماد على عضلات الساقين. 
  6. الإقلاع عن التدخين؛ إذ يقلل التدخين وصول الأكسجين والمواد الغذائية من الأوعية الدموية إلى الغضاريف، فتصبح ضعيفة وأكثر عرضة للتمزق.
  7. تعديل طريقة النوم، ومنها:
  • النوم على جانبك مع وضع وسادة بين ركبتيك.
  • النوم على جانبك مثل الجنين.
  • وضع وسادة تحت ركبتيك، والنوم على ظهرك.
  • النوم على بطنك مع وضع وسادة تحتها.
  • النوم على الظهر في وضع الاستلقاء.

مم يتكون العمود الفقري؟

يُعد العمود الفقري من أهم أجزاء الجسم، فهو الداعم المحوري للظهر والجسم، فدعنا في البداية نتعرف إلى تكوين العمود الفقري.

يتكون من فقرات وهم: 7 فقرات عنقية، و12 فقرة صدرية، و5 فقرات قطنية، و5 فقرات عجزية، و4 فقرات عصعصية.

يوجد الحبل الشوكي داخل القناة الفقرية، ويتكون من مجموعة معقدة من الأوعية الدموية والأعصاب الشوكية الناقلة للإشارات الكهربائية من الدماغ إلى الأطراف.

يفصل بين كل فقرة وأخرى غضاريف (Discs) تمنح الجسم مرونة للانحناء والتحرك في اتجاهات مختلفة، وأيضًا تمتص الصدمات الناتجة عن الأنشطة اليومية (مثل: الجري والمشي وغيرهما).

للغضروف طبقتين:

طبقة خارجية صلبة: يطلق عليها (الحلقة الليفية).

طبقة داخلية لينة: يطلق عليها (النواة اللبية).

يعد الانزلاق بروز الجزء اللين الداخلي من القرص (النواة اللبية) خلال الطبقة الخارجية الصلبة (الحلقة الليفية) نتيجة ضعف أو تمزق في الحلقة، مسببًا فتقًا.

ختامًا، يجب اتباع نظام صحي مناسب لتجنب مخاطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي، وعند الشعور بألم شديد أسفل الظهر عليك التوجه إلى الطبيب لمعرفة سببه، وعند تشخيصك بالانزلاق فلا داعي للقلق فهو ليس مرض مزمن وعليك اتباع تعليماته للوقاية من مضاعفاته.

د. سارة كامل

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي. هدفي هو نشر الثقافة الطبية بين الشعوب العربية، من خلال توصيل المعلومات الطبية باللغة العربية بطريقة مبسطة دون تعقيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى