الصحة العامة

مرض النقرس | بين الأعراض والعلاج

مرض النقرس

لقد أبدع الفنان جيمس جيلري عندما رسم في لوحته سنة 1799 النقرس على شكل تنين في مفصل أسفل إصبع القدم الكبير. يُعد هذا وصفًا دقيقًا لما يمكن أن يسببه مرض النقرس للإنسان من ألم وشعور بالاشتعال في المفصل المصاب.

وقد أُطلق عليه قديمًا داء الملوك أو مرض الأغنياء، فقد شاع انتشاره في الطبقة الراقية.

سوف أصطحبك -عزيزي القارئ- معي في هذا المقال للتعرف إلى مرض النقرس وأعراضه وعلاجه.

ما مرض النقرس؟

هو نوع شائع وشديد الألم من التهاب المفاصل، يسبب تورمها واحمرارها وتصلبها.

يمكن أن يصيب أي مفصل في الجسم مثل: مفصل الركبة أو القدم أو الكوع، لكنه غالبًا يصيب المفصل عند قاعدة إصبع القدم الكبير.

يحدث نتيجة تراكم بلورات اليورات في المفاصل، وتكون نوبات النقرس مفاجئةً وحادة.

أعراض مرض النقرس

تحدث أعراضه فجأةً ومن الممكن أن تستمر لأيام أو أسابيع، وغالبًا ما تظهر ليلًا أو في الصباح الباكر، وتشمل الآتي:

  • ألم شديد.
  • تورم في المفصل المصاب.
  • احمرار المفصل والتهابه.
  • إحساس بالاشتعال فيشعر المريض بحرارة تنبعث من المفصل، ولا يستطيع تحمل أي شيء عليه.
  • ظهور تكتلات تحت الجلد حول المفصل إذا لم يُعالج، وتسمى هذه التكتلات التوفة (tophi)، مما يغير شكل المفصل.
  • صعوبة تحريك المفصل.

أسباب مرض النقرس

تتراكم بلورات اليورات (تتكون عند ارتفاع حمض اليوريك في الدم) في المفاصل، مسببةً ألم لا يحتمل عندها يحدث النقرس.

يتكون حمض اليوريك من تكسير الجسم للبيورين وهي مادة طبيعية موجودة في الجسم، وتوجد في كثير من الأطعمة، مثل: اللحوم الحمراء، أو الفاصوليا، والفطر.

يخرج حمض اليوريك من الجسم عن طريق الكلى، فترتفع نسبته في الدم عندما يزيد إنتاجه في الجسم أو يقل خروجه منه. ثم يتراكم حمض اليوريك على شكل بلورات تتجمع في المفصل مسببة النقرس.

تنويه: يختلف مرض النقرس عن مرض الشوكة العظمية.

أسباب ارتفاع حمض اليوريك في الدم

  • تناول كثير من الأطعمة التي تحتوي على البيورين.
  • اضطراب عمليات الأيض.
  • الجفاف.
  • مشكلات الكلى أو الغدة الدرقية.

عوامل الخطر

توجد عوامل تجعلك أكثر عرضةً للنقرس من غيرك، منها: 

  1. نوع الجنس: الذكور أكثر عرضةً للإصابة من الإناث، إذ ينتج الذكور كمية أكبر من حمض اليوريك من الإناث.
  1. العمر: يظهر النقرس في الأغلب عند الرجال فيما بين سن 30 وسن 50 عامًا، ويكون أكثر شيوعًا عند النساء بعد انقطاع الطمث.

يندر ظهوره في الأطفال والبالغين الأقل من 30 عامًا. 

  1. وجود تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس. 
  2. السمنة.
  3. ضغط الدم المرتفع، أو داء السكري. 
  4. أمراض الكلى.
  5. بعض الأدوية، مثل: مدرات البول أو الأسبرين.
  6. النظام الغذائي: ترتفع احتمالية الإصابة بمرض النقرس إذا كان النظام الغذائي يحتوي على كمية كبيرة من الأطعمة المحتوية على البيورين.
  7. تناول أطعمة أو مشروبات تحتوي على سكر الفركتوز.

مضاعفات مرض النقرس

يمكن أن يتطور النقرس إلي مضاعفات أكثر خطورة، مثل:

  1. حصوات في الكلى

 تحدث نتيجة تراكم بلورات اليورات في المسالك البولية.

  1. النقرس المتكرر

قد يعاني بعض الأشخاص أعراض النقرس مرة واحدة ولا تتكرر، وقد يعاني آخرون هجمات متكررة منه مما يسبب تآكل المفصل وضرر الأنسجة المحيطة.

  1. النقرس المتقدم

يحدث عند ترك النقرس دون علاج، فتتراكم بلورات اليورات في الأنسجة حول المفصل وتظهر التوفة (tophi) حول المفصل.

يكون غير مؤلم في الطبيعة وتؤلم فقط خلال هجمات النقرس.

التشخيص

توجد كثير من الفحوص التي تساعد على تشخيص النقرس، منها:

  1. اختبار سائل المفصل

هو اختبار تسحب فيه عينة من سائل المفصل المصاب، ويُبحث فيه عن وجود البلورات اليوراتية.

  1. اختبار الدم

يقيس مستوى حمض اليوريك في الدم، ولا يعنى بالضرورة ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم وجود النقرس.

  1. الفحص بالأشعة السينية

يساعد على استبعاد المسببات الأخرى لالتهاب المفاصل.

  1. الفحص بالموجات فوق الصوتية

هو فحص غير مؤلم ويظهر أماكن تواجد حمض اليوريك في المفاصل.

علاج مرض النقرس

إذا أُهمل ولم يعالج من الممكن أن يتطور إلى التهاب وتورم دائم في المفصل أو حصوات الكلى.

تعتمد خطة الطبيب في العلاج على مدى شدة المرض، وفي أي مرحلة من المرض يوجد المريض، فالهدف من العلاج هو تقليل الألم والالتهابات وتقليل المضاعفات.

يعتمد علاج النقرس على الأدوية، وتنقسم إلى: أدوية تقلل الألم والالتهاب، وأدوية تمنع النوبات المستقبلية بتقليل حمض اليوريك في الدم.

الأدوية التي تقلل الألم والالتهاب

  • مضادات الالتهاب غير الستيرودية (NSAID)، مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen)، أو نبروكسين (Naproxen).
  • الكولشيسين (Colchicine).
  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids).

الأدوية التي تمنع النوبات المستقبلية

  • مثبطات أوكسيديز الزانثين (xanthine oxidase inhibitors) التي تحد من إنتاج حمض اليوريك، مثل: ألوبيورينول (allopurinol)، وفيبوكسوستات (febuxostat).
  • البروبينسيد (probenecid) وهو يحسن قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك.

علاج مرض النقرس بالأعشاب

علاج النقرس بالأعشاب

تساعد عديد من الأعشاب على علاج النقرس، منها:

  1. الكرز

يُستخدم الكرز بجميع أشكاله للحد من نوبات النقرس الحادة.

  1. الزنجبيل

يقلل الإلتهابات المصاحبة لمرض النقرس.

  1. عصير الليمون

يقلِل عصير الليمون حمض اليوريك في الدم.

  1. الكركم

يقلل الألم، له تأثير مماثل لتأثير الإيبوبروفين في تسكين الآلام.

  1. الكرفس

يُستخدم لتقليل الالتهابات.

  1. الأفوكادو، والشوكولاتة الداكنة والمكسرات

تحتوي هذه الأغذية على عنصر المغنيسيوم الذي يقلل حمض اليوريك في الدم، وكذلك يقلل خطر الإصابة بمرض النقرس.

  1. الكركديه

يخفض نسبة حمض اليوريك في الدم.

  1. تستخدم بعض الزيوت العطرية لتخفيف الألم

مثل: زيت اللافندر، أو زيت النعناع، وزيت إكليل الجبل، وزيت الكافور.

كيفية التعامل مع مرض النقرس

يعالج النقرس بالأدوية، وكذلك يمكننا تقليل الألم المصاحب له باستخدام مسكنات الآلام أو الزيوت العطرية أو الراحة.

نستخدم هذه الخطوات لتقليل الإصابة بنوبات مستقبلية من النقرس:

  1. ممارسة الرياضة.
  2. تقليل الوزن والحفاظ على الوزن المثالي.
  3. الإكثار من تناول المياه (2-4 لترات من المياه يوميًا).
  4. تجنب الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من السكريات.
  5. الحد من تناول المشروبات الكحولية.
  6. التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالبيورين مثل المأكولات البحرية أو اللحوم الحمراء.
  7. تناول الأدوية التي تخفض حمض اليوريك في الدم.
  8. الحد من التدخين.

وختامًا -عزيزي القارئ- يسهل السيطرة على مرض النقرس؛ فلا تقلق إذا كنت مريضًا أو تخشى الإصابة به. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى