تجربتي في علاج الصرع الناجحة | إليكم قصة شفائي جزئيًا
”قبل تجربتي في علاج الصرع كنت أشعر أنني بين الحياة والموت، وكأن عاصفة رعدية كهربية عصفت برأسي، تخللتها تشنجات لا يمكن السيطرة عليها، وفقدان للوعي، مع صرخات مخيفة عالية تقرع الأذن، يتبعها فقدان السيطرة على المثانة، مع تداخل واضطراب في الألوان والرؤية، ثم أغطَّ بعدها في نوم عميق.“ هكذا سرد أحد المرضى معاناته.
سنضع بين يديك في السطور القادمة كل ما تود معرفته عن تجربتي في علاج الصرع.
تجربتي في علاج الصرع
وصف لي الطبيب أدوية تسهم في تخفيف حدة نوبات الصرع عند الالتزام والانتظام في تناولها طبقًا للخطة العلاجية.
ما ساعدني أيضًا اتباع حمية الكيتو التي أثبتت الدراسات نجاحها في علاج مرضى الصرع دون أدوية.
هل مرض الصرع نفسي أم عقلي؟
يعد اضطراب في الجهاز العصبي، وتحفز نشاط الدماغ غير طبيعي.
تتضمن نوبات الصرع وجود شحنات كهربية متسارعة في الدماغ؛ تؤدي إلى حركات لا إرادية متكررة ومفاجئة.
لا يعني حدوث نوبة واحدة أن الشخص يعاني الصرع، بل يحتاج التشخيص إلى نوبتين غير مُحرّضتين عمومًا، أي لم يكن هناك مُسببات أخرى، مثل: انخفاض سكر الدم، أو انخفاض ضغط الدم.
متى تتكرر نوبات الصرع؟
لا يوجد معدل ثابت لتكرار نوبات الصرع، فقد تظهر نوبة الصرع مرة واحدة في السنة أو قد تظهر عدة مرات في اليوم الواحد.
ومن الممكن أن تستمر نوبات الصرع الخفيفة أو المعتدلة عدة ثواني، وقد لا نستطيع تمييز حدوثها، أما نوبات الصرع القوية، تستمر عدة دقائق، وقد تسبب فقدان الوعي لدى المريض، وحدوث تشنجات في العضلات.
كيف شفيت من مرض الصرع جزئيًا؟
وفقًا لتجربتي في علاج الصرع يعتمد نوع العلاج وفعاليته على شدة المرض، ويتضمن الآتي:
- الأدوية المضادة للصرع
تشمل الأدوية الشائعة المضادة للصرع ما يلي: ليفيتيراسيتام (كيبرا)، ولاموتريجين (لاميكتال)، وتوبيراميت (توباماكس)، وحمض فالبرويك (ديباكين)، وكاربامازيبين (تيجريتول)، وإيثوسكسيميد (زارونتين).
- النظام الغذائي الكيتوني
تحقق هذه الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات والغنية بالدهون استفادة كبيرة لمرضى الصرع، خاصةً الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية.
تقنيات أخرى لعلاج الصرع
مثل:
- جهاز محفز العصب المبهم
يوضع جراحيًا تحت الجلد على الصدر، ثم يحفز العصب الذي يمر عبر العنق كهربيًا، لذا يمكنه منع حدوث نوبات الصرع.
- جراحة الدماغ
يتم فيها تغيير للمنطقة الدماغية المسببة لنوبات الصرع، أو تزال جراحيًا.
- التحفيز العميق للمخ
يعد من الأبحاث والطرق العلاجية الجديدة التي يمكن أن تتوفر في المستقبل، وهو إجراء جراحي تزرع فيه أقطاب كهربائية متخصصة في الدماغ، ثم يزرع مولد إشارات كهربائية في الصدر، ويرسل المولد نبضات كهربائية إلى الدماغ للمساعدة على تقليل نوبات الصرع.
هل يتم الشفاء من التشنجات؟
من المؤسف أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض الصرع، لكن يوجد عديد من العوامل التي تحفز ظهور نوبات الصرع، ومنها:
- الضغط العصبي، والتوتر المزمن.
- اضطرابات الشهية، سواء بالإفراط أو العزوف عن الأكل.
- تناول بعض الأدوية.
- عدم أخذ قسط كافي من النوم.
- التعرض لحمى شديدة.
هل مرض الصرع خطير؟
من مضاعفات الصرع الآتي:
- حوادث السيارات
قد يُسبب الصرع فقدانًا للوعي، وإذا ألمّت بالشخص نوبة الصرع؛ لا يستطيع التحكم في القيادة، ومن ثم تهوى به السيارة.
- السقوط
قد يتعرض الشخص في أثناء نوبة الصرع إلى السقوط، وتصاب رأسه أو تُكسر عظامه.
- مضاعفات الحمل
تعرِض نوبات الصرع حياة الأم والجنين للخطر، وتزيد بعض الأدوية المضادة للصرع خطر التشوهات الخلقية، لذلك تحتاج الأم الحامل إلى المراقبة الحذرة والمتابعة المستمرة مع الطبيب.
- التعرض لمشكلات نفسية
الأشخاص المصابون بالصرع أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات النفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق، والميول الانتحارية.
- يكمن السبب في مواجهة صعوبة التعامل مع مرض الصرع، ويمكن أيضًا أن يكون نتيجة الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.
هل الصرع يسبب الوفاة؟
يعد الموت المفاجئ من المضاعفات غير الشائعة، ولكنه محتمل الحدوث، إذ يتعرض نسبة قليلة من مرضى الصرع إلى الموت المفاجئ غير المتوقع، ومجهول السبب.
أعراض مرض الصرع
تعتمد الأعراض على نوع الصرع الذي يعانيه المريض، ومن هذه الأنواع:
- نوبات الصرع الجزئية
تؤثر في أجزاء معينة من الدماغ، ويمثلها نوعان أساسيان:
- النوبات الجزئية البسيطة
تتضمن أعراضها الآتي:
- حدوث تغيرات في حاسة الشم، أو التذوق، أو الإبصار، أو اللمس.
- الإحساس بوخز في الأطراف.
- الشعور بالدوار.
لا تتضمن أعراضها فقدان للوعي.
- النوبات الجزئية المعقدة
تشتمل على فقدان الوعي أو بقائه، ومن أعراضها:
- أداء حركات متكررة.
- التحديق بالأفق.
- فقدان القدرة على الاستجابة.
- نوبات التشنج الكلية
تعد من أنواع الصرع التي تشمل الدماغ كله، ولها ستة أنواع، وهم:
- نوبات الغياب
تسمى أيضًا بنوبات الصرع الصغيرة، ومن أعراضها: التحديق في الفضاء، نقص الوعي، القيام بحركات جسدية متكررة مثل: الرمش المتكرر أو العض على الشفاه.
- نوبات الصرع الارتخائية
تؤدي إلى فقدان السيطرة على العضلات، وسقوط المصاب على الأرض سقوطًا مفاجئًا.
- نوبات الصرع التوترية الرمعية
تسمى بنوبات الصرع الضخمة، ويعاني المصاب الآتي: فقدان الوعي، وتيبس الجسد، وعض اللسان، مع فقدان السيطرة على المثانة والإخراج.
- نوبات الرمع العضلي
تسبب الشعور بالوخز، وارتعاش الساقين والذراعين.
- نوبات الصرع الارتجاجي
تحدث فيها حركات عضلية غريبة متكررة من الوجه والعنق والذراعين.
- نوبات الصرع التوتري أو النشط
تسبب هذه النوبات شد العضلات أو تصلبها.
أعراض الصرع عند الأطفال
- تشنج الأطراف ورعشتها.
- تيبس جسم الطفل تيبسًا مفاجئًا.
- نوبات من تحديق العينين أو إغماضهما.
- رعشة عضلات الجسم، وخصوصًا الرقبة والكتفين والذراعين.
- شحوب الوجه والتعرق.
- حدوث نوبات من الصراخ أو البكاء.
- قليلًا ما يحدث فقدان للوعي.
أعراض الصرع أثناء النوم
يؤدي اضطراب المواد الكيميائية التي تُفرز خلال النوم إلى ارتفاع مفاجئ في النشاط الكهربي للدماغ؛ ومن ثم حدوث أنواع من نوبات الصرع.
تكون معظم نوبات الصرع من النوع التوتري الرمعي، وتستمر لأقل من 5 دقائق، وتحدث بعد النوم مباشرة، ويمكن أن تحدث أيضًا قبل الاستيقاظ أو بعده مباشرةً.
لا يعرف المصابون بالنوبات الصرعية التي تصيبهم في أثناء النوم، وإنهم يعانون هذه المشكلة، ويمكن أن يكون العرض الوحيد الملحوظ لديهم هو الصداع والكدمات عند الاستيقاظ، بسبب عدم تذكرهم للحادث.
تتضمن الأعراض التي تصاحب نوبات الصرع في أثناء النوم ما يلي:
- السقوط من السرير.
- ارتعاش الجسم.
- صعوبة الاستيقاظ بعد النوبة.
- الصراخ أو إصدار أصوات غير طبيعية.
- عض اللسان.
- فقدان السيطرة على المثانة.
- تيبس العضلات.
أسباب الصرع
يُعرف مرض الصرع منذ قديم الأزل، ولكن كان مبهمًا، إذ اعتقد الناس أن هذه الأعراض ”مس شيطاني“، ولكن أفادت الحقيقة العلمية فيما بعد أنها أعراض داء الصرع.
لا يوجد سبب محدد للإصابة بالصرع، لكن توجد بعض العوامل المحتملة للإصابة بمرض الصرع، وتشمل الآتي:
- الإصابات الرضحية في الرأس.
- وجود ورم في المخ.
- نقص أكسجين الدم.
- الإصابة بمرض ألزهايمر.
- الاضطرابات الوراثية.
- الأمراض المعدية، مثل: الإيدز، أو الالتهاب السحائي.
- حمى شديدة.
- التعرض لجرح أو تلف لدماغ الجنين قبل الولادة نتيجة سوء التغذية، أو نقص الأكسجين، أو وجود عدوى لدى الأم.
- اضطرابات النمو، مثل التوحد.
تشخيص مرض الصرع
إذا أُصيب الشخص بنوبةٍ واحدة في حياته، لا يمكن تشخيصها داء الصرع؛ تشير بعض الدراسات أن 10% من الأفراد يصابون بنوبةٍ واحدة خلال فترة حياتهم، ولكن عند إصابة الشخص بنوبتين أو أكثر دون سببٍ معروف، تُشخص بأنها نوبات مرض الصرع.
يعد مخطط الدماغ (EEG) أكثر الاختبارات شيوعًا في تشخيص مرض الصرع، ويُجرى في أثناء النوم، ويعمل على تسجيل النشاط الكهربي للدماغ.
قد يطلب الطبيب إجراء فحص عصبي لاختبار قدرات المريض الحركية، وتقييم أدائه العقلي.
كذلك تُجرى فحوصات التصوير للكشف عن الأورام والعيوب التي تُسبب نوبات الصرع، وذلك بناءً على خلال تجربتي في علاج الصرع، ومنها :
- التصوير المقطعي المحوسب بالانبعاث المنفرد بالفوتون.
- تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني.
- التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي.
- التصوير باستخدام الأشعة المقطعية.
وأخيرًا…
وفقًا لتجربتي في علاج الصرع يستطيع مريض الصرع ممارسة حياته طبيعيًا، عند اتباع تعليمات الطبيب باستمرار، وتناول الأدوية بانتظام، فلا تبتئس وتذكر عزيزي أن هذا الداء سُمي بمرض العظماء، وأن كثيرًا من المشاهير على مر التاريخ أُصيبوا به، مثل: الإسكندر الأكبر، وفان جوخ، وألفريد نوبل.