الصحة العامة

هل يمكن الشفاء من مرض الروماتويد؟ | مواجهة مؤلمة وفقًا لتجربتي

بقلم د. أسماء علي

يعد مرض الروماتويد أو التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة، التي تصيب المفاصل وتسبب الألم والتصلب في المفصل المصاب.

يصيب غالبًا جانبي الجسم معًا، لذا إذا أصيب أحد مفاصل ذراعيك أو ساقيك، من المحتمل جدًا أن يصاب المفصل المقابل في الجانب الآخر للجسم.

ربما يستخدم الطبيب هذه الميزة للتفريق بين التهاب المفاصل الروماتويدي عن باقي أنواع التهابات المفاصل الأخرى مثل خشونة الركبة.

تجربتي مع مرض الروماتويد

أشعر منذ وقتٍ بألم في مفاصل أصابع يدي، لم أُعطِ الأمر أهميةً في البداية، لكن بعد مدةٍ شعرت بألمٍ حادٍ انتشر إلى المفاصل الأخرى.

أصبحت ركبتي متورمة وتؤلمني بشدة، لا أستطيع التحرك مباشرة بعد استيقاظي لتيبسها؛ لا بُد أن أنتظر وقتًا حتى تلين.

رجّح الطبيب عند الفحص إصابتي بمرض الروماتويد، وأخبرني أنه لا يمكن الشفاء من الروماتويد.

هل يمكن الشفاء من الروماتويد؟

يساعد التدخل العلاجي المبكر على إعطاء نتائج أفضل على المدى البعيد.

مرض الروماتويد ليس له علاج إلى الآن لكن يهدف الدواء إلى:

  • تقليل الالتهاب.
  • الحد من ألم المفاصل وتورمها. 
  • التحسين من قدرتك على أداء مهامك اليومية.
  • إبطاء تلف المفصل أو منعه.

مرض الروماتويد

أعراض مرض الروماتويد

تتضمن أعراض مرض الروماتويد الآتي:

  • ألم المفصل وتورمه.
  • تصلب المفصل وتيبسه، خاصة عند الاستيقاظ يدوم أكثر من ٣٠ دقيقة.
  • تتأثر المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين أولًا، ثم ينتشر الالتهاب إلى باقي المفاصل، مثل: الرسغ والركبة.
  • يتأثر أكثر من مفصل في وقت واحد.
  • الإجهاد.
  • فقد الشهية.

 يعاني مرضى الروماتويد أوقات نوبات حادة (flares)، تتناوب مع أوقات هدوء للأعراض (Remission).

لا يستطيع المريض التنبؤ بوقت حدة الأعراض. يتغير شكل المفصل، وربما يتحرك من مكانه بالتقدم في مراحل المرض.

هل مرض الروماتويد خطير؟

من المضاعفات التي تحدث بسبب مرض الروماتويد ما يلي:

متلازمة النفق الرسغي (Carpal Tunnel Syndrome)

تلف العصب في مفصل الرسغ نتيجة الالتهاب، والضغط على عصب الرسغ، ومن أعراضه الشعور بوخز، أو تنميل الأطراف مثل اليد والأصابع.

الاعتلال النخاعي العنقي (Cervical Myelopathy)

يؤدي تحرك المفاصل في الرقبة أو الفقرات العنقية إلى زيادة الضغط على الحبل الشوكي، مما يتسبب في قلة الحركة، والألم عند التحرك.

كلما زاد تقدم مراحل التهاب المفاصل الروماتويدي، زاد خطر حدوث الاعتلال النخاعي العنقي.

الالتهابات 

يؤثر الالتهاب الناتج في كثير من أعضاء الجسم مثل الرئة أو القلب والعين وغيرها من الأعضاء.

زيادة فرصة التعرض للعدوى 

يؤثر مرض الروماتويد والأدوية التي تستخدم لعلاجه أيضًا في الجهاز المناعي، مما يزيد فرصة الإصابة بنزلات البرد أو الالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض.

عقيدات روماتويدية (Rheumatoid Nodules)

هو نتوء ثابت يظهر غالبًا على مناطق الضغط مثل المرفقين، ويمكن أن يظهر أيضًا في أي مكان بالجسم.

جفاف العين والفم

يزيد الروماتويد معدل الإصابة بمتلازمة شوغرن (Sjogren’s Syndrome) وهو اضطراب يقلل رطوبة العين والفم.

علاج مرض الروماتويد 

تشمل خطة العلاج أكثر من طريقة كما يلي:

أدوية علاج مرض الروماتويد

علاج مرض الروماتويد بالأدوية

تنقسم الأدوية المستخدمة في العلاج إلى:

أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS)

  • تتوفر هذه الأدوية دون وصفة طبية في الصيدليات.
  • تسبب آثارًا جانبية كثيرة من أهمها قرحة المعدة، ومشكلات بالكلى عند استخدامها مدة طويلة بجرعات عالية.

الستيرويدات القشرية (Corticosteroids)

  • تقلل الالتهاب وتساعد على علاج نوبات الأعراض الحادة، ويمكن أن يحقنها الطبيب في المفصل.
  • تستخدم فقط وفقًا لوصف الطبيب، والجرعة الموصوفة لآثارها الجانبية الخطيرة على المدى البعيد.

الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs)

  • تَحد من زيادة نشاط الجهاز المناعي وبذلك تُبطئ سرعة تقدم المرض وتلف المفاصل.
  • قد يجرب الطبيب أنواع مختلفة منها إلى أن يختار أكثر نوع مناسب للمريض.
  • من أمثلتها ميثوتريكسات (Methotrexate).

الأدوية البيولوجية

بروتينات معدلة وراثيًا، ربما يصفها الطبيب للاستخدام حال عدم الاستجابة للأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض منها: ريتوكيسيماب (Rituximab)، أو اكتيمرا (Tocilizumab).

علاج مرض الروماتويد بالأعشاب

يجب عليك -عزيزي القارئ- عدم تناول أي أعشاب دون معرفة الطبيب؛ فربما تتداخل مع أدويتك، وتَذكّر لا تغني هذه الأعشاب عن الأدوية الموصوفة من الطبيب.

من الأعشاب التي تستخدم في العلاج الآتي:

١- الفلفل الحار

المادة الفعالة كابسيسين يستخدم موضعيًا على نطاق واسع لتخفيف الألم.

٢- مخلب القط (Cat’s claw)

تساعد خصائص هذا النبات المضادة للالتهاب على تخفيف آلام المفاصل وتيبسها صباحًا.

٣- زهرة الربيع المسائية (Evening primrose)

من الأعشاب الشائع استخدامها في عديد من الحالات الطبية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وتحتوي على أحماض أمينية لها خصائص مضادة للالتهاب.

٤- الكركم والزنجبيل والقرفة 

يوجد لهم تأثير مضاد للالتهابات.

٥- الشاي الأخضر

يعد غنيًا بمضادات الأكسدة، وفعالًا في تقليل التهاب المفاصل الروماتويدي.

٦- لحاء الصفصاف (Willow bark)

يحتوي على خصائص كبيرة مضادة للالتهابات.

العلاجات المنزلية

قد يقترح عليك الطبيب بعض التمارين في المنزل، لتساعد على مرونة المفاصل، وبعض العلاجات المنزلية أيضًا مثل استخدام الحرارة.

الجراحة 

تعد آخر مرحلة إذا أصبحت الأدوية لا تجدي نفعًا، أو حدث تلف بالمفصل، مثل إصلاح الأوتار، أو الاستبدال الكلي للمفصل.

أسباب مرض الروماتويد

يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة التي تحيط بالمفصل؛ فيحدث التهاب وألم أو تورم بالمفصل.

يؤدي استمرار الالتهابات مدةٍ طويلة دون تدخل علاجي إلى تلف المفاصل والغضاريف.

لم يكتشف بعد السبب الرئيسي في مهاجمة الجهاز المناعي خلايا الجسم إلى الآن، إلا أن هناك عوامل تزيد احتمالية إصابتك بمرض الروماتويد.

عوامل زيادة خطر الإصابة

توجد عدة عوامل تزيد فرص الإصابة من أهمها ما يلي:

1. السن

قد يصاب الفرد بمرض الروماتويد في أي وقت، إلا أنه يشخص غالبًا في منتصف العمر (٤٠-٦٠ عامًا).

2. الجنس

يشيع التهاب المفاصل الروماتويدي في النساء أكثر من الرجال.

3. تاريخ عائلي للمرض

لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى أسباب مرض الروماتويد، إلا أن توفر العامل الوراثي مع العوامل البيئية ربما يساهم بقدرٍ كبيرٍ في حدوث المرض.

لذا إذا كان لديك قريب يعاني مرض الروماتويد فربما تزيد فرص إصابتك.

4. السمنة

تعرضك زيادة وزنك عن المعدل الطبيعي للإصابة أكثر من غيرك.

5. التدخين 

يزيد التدخين فرصة الإصابة.

كيفية اكتشاف مرض الروماتويد

ربما يكون التشخيص صعبًا في مراحل المرض الأولى، لذا يعتمد الطبيب على أكثر من اتجاه في التشخيص:

أولًا: الفحص السريري

يجري الطبيب تحاليل أخرى عند الاشتباه في مرض الروماتويد من الأعراض.

ثانيًا: تحاليل الدم

تجرى بعض تحاليل الدم من أهمها:

سرعة الترسيب (ESR)، وبروتين سي التفاعلي (CRP)

يدل ارتفاع مستواهما على وجود التهاب بالجسم.

العامل الروماتويدي (Rheumatoid factor)

ترتبط مستوياته العالية بالإصابة بالروماتويد.

الأجسام المضادة لبيبتيدات السيترولين الحلقية (Anti CCP)

يخص أكثر مرض التهاب المفاصل الروماتويدي عن العامل الروماتويدي.

ثالثًا: الأشعة الطبية

من أمثلتها:

الأشعة السينية (X-ray)

لتتبع تطور الالتهاب.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

تساعد الطبيب على تقييم شدة المرض.

ماذا يحدث في مرض الروماتويد؟

يتسبب هجوم جهازك المناعي على المفصل في حدوث الالتهابات مما يؤدي إلى تورمه أو انتفاخه، وزيادة تحرك السوائل والدم إلى المفصل، فيتسبب الالتهاب في مشكلات كثيرة.

يظل الغشاء الذي يحيط بالمفصل متمددًا بعد انتهاء الالتهاب؛ ويفقد قدرته على تثبيت المفصل في الوضع الصحيح؛ مما يعني حركة المفصل في اتجاهات غير سليمة.

يُعرف المفصل بالمكان الذي تتلاقى فيه عظمتان، تحاط نهاية كل عظمة في المفصل بالغضاريف، لتسمح بحركتها داخل المفصل دون احتكاك.

يَثْبت المفصل في مكانه بالغشاء الزليلي الذي يحتوي على سائل لحماية المفصل، وتعمل الطبقة الخارجية الصلبة للغشاء على تثبيت المفصل، وتحركه في اتجاهات معينة.

ختامًا -عزيزي القارئ- مرض الروماتويد يحتاج إلى متابعة دائمة، لذا احرص على شرح ما تعانيه جيدًا من أعراض عند زيارة الطبيب والتزم بتعليماته، وتناول أدويتك بانتظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى