الصحة العامة

هل هناك حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري؟ | “ALS”

حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري

ربما سمعت عن معاناة لاعب كرة القدم الشهير “مؤمن زكريا” في الآونة الأخيرة؛ الذي ألم به مرض التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic Lateral Sclerosis)، فهل هناك حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري؟

فهو داء يؤثر في خلايا المخ والنخاع الشوكي، وينتج عنه فقدان التحكم في العضلات.

في هذا المقال -عزيزي القارئ- سنصحبك في رحلة قصيرة؛ نخبركم خلالها كل ما تحتاج معرفته عن مرض التصلب الجانبي الضموري، وأسبابه، ومضاعفاته، وكيفية علاجه.

هل هناك حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري؟

يُعرف مرض التصلب الجانبي الضموري بأنه مرض تقدمي؛ أي إن الأعراض تتفاقم وتزداد سوءًا تدريجيًا، وفي نهاية المطاف يفقد المريض قدرته على الحركة تمامًا.

يسبب هذا الداء فشل عضلات الصدر عن أداء وظائفها، مما يؤدي إلى عجز المصاب عن التنفس.

لذلك فأن معظم المصابين بهذا المرض يموتون بسبب فشل الجهاز التنفسي، لذا لا يوجد حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري.

كم يعيش مريض التصلب الجانبي الضموري؟

عادةً يحدث الموت في مدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات من بداية ظهور الأعراض، ولكن يعيش بعض الأشخاص مدة أكثر من ذلك تصل إلى 10 سنوات أو أكثر.

متى تظهر اعراض التصلب الضموري؟

عادةً يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 60 عامًا.

أعراض مرض التصلب الجانبي الضموري

تختلف الأعراض بين المصابين وفقًا لموقع اضطراب الأعصاب، وعادةً تكون علامات المرض في المراحل المبكرة من الإصابة بالكاد يمكن ملاحظتها، ولكن بمرور الوقت تتفاقم وتصبح أكثر وضوحًا.

فيما يلي بيان لأهم أعراض مرض التصلب الجانبي الضموري:

  • صعوبة المشي.
  • تعسر المصاب عن أداء مهامه اليومية.
  • تشنج الذراعين، أو الكتفين، أو اللسان.
  • التعثر والسقوط.
  • ضعف اليدين وصعوبة تحريكهما.
  • نوبات الضحك، أو البكاء، أو التثاؤب غير الملائمة للموقف.
  • مشكلات في البلع.
  • حدوث تغيرات معرفية وإدراكية للمصاب.
  • تداخل الكلام.

الجدير بالذكر أن مرض ضمور العضلات الشوكي يختلف عن التصلب الجانبي الضموري.

هل التصلب الجانبي الضموري خطير؟

بعد تفاقم المرض وتمكنه من المصاب تحدث عدة مضاعفات صحية، من أبرزها:

صعوبة الكلام ومشكلات التحدث

يعاني المصاب صعوبة الكلام، ويحدث تداخل بين الكلمات في بعض الأحيان، ومع مرور الوقت يصبح حديثه مع الآخرين غير مفهوم. 

لذا يعتمد المصابون على استخدام بعض التقنيات التي تساعدهم على التواصل مع الآخرين.

مشكلات التنفس

يؤدي هذا الداء إلى شلل عضلات التنفس، ويحتاج المصاب إلى أجهزة التنفس الصناعي لمساعدته على التنفس. 

في بعض الأحيان يلجأ المصاب إلى الخضوع لعمل ثقب في القصبة الهوائية (فغر الرغامى) جراحيًا في مقدمة الرقبة، لتجنب إصابة الرئتين بأي سوء.

تعد مشكلات التنفس والفشل التنفسي أكثر مسببات الموت شيوعًا بين المصابين بداء التصلب الجانبي الضموري. 

الخرف

يتعرض المصاب بهذا الداء إلى الإصابة بمشكلات في الذاكرة والإدراك، وينتهي المطاف بإصابتهم بالخرف، الذي يُطلق عليه اسم “الخرف الجبهي الصدغي”.

وجود مشكلات في تناول الطعام

يصاب مرضى التصلب الجانبي الضموري بسوء التغذية والجفاف، بسبب ضعف العضلات التي تتحكم في عملية البلع. 

قد تزداد الأمور سوءًا عند دخول الطعام أو السوائل إلى الرئتين، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي.

علاج مرض التصلب الجانبي الضموري

من المؤسف عدم وجود دواء يستطيع علاج هذا الداء وحتى الآن لم نجد حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري، ولكن يعتمد الأطباء خطة علاجية لإبطاء تطور الأعراض وتخفيف حدتها، ومن أبرز الوسائل العلاجية المتبعة:

الأدوية

يوجد نوعان من الأدوية تستخدم لتخفيف حِدة أعراض الإصابة بهذا الداء، وهما:

  1. ريلوزول، ويتناوله المريض بالفم.
  2. إدارافون، ويؤخذ من خلال جرعات وريدية.

العلاج التنفسي

تساعد أجهزة التنفس المريض على التنفس في أثناء الليل، وقد يحتاج بعض المرضى إلى التنفس الصناعي الميكانيكي.

علاج النطق

يمكن أن يساعد اختصاصي التخاطب المريض وتعليمه أساليب تكيفية، كي يستطيع من خلالها التواصل مع الآخرين، وجعل كلامه أكثر سهولة في الفهم.

العلاج الطبيعي

يقدم المعالج الفيزيائي المساعدات لمعالجة مشكلة الحركة، وممارسة التمارين التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية، ومساعدة العضلات على أداء وظائفها أطول مدة ممكنة.

الدعم الغذائي

يوصي خبراء التغذية بإعداد وجبات مغذية للمرضى يسهل ابتلاعها، ويمكن الاستعانة بأجهزة الشفط وأنابيب التغذية.

مع تعدد العلاجات لم تتوصل الدراسات إلى حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري.

التصلب الجانبي الضموري هل هو نفسه التصلب اللويحي؟

مرض-التصلب-الجانبي-الضموري-min

يُعرف مرض التصلب اللويحي بأنه اضطراب مناعي يهاجم فيه جهاز المناعة الغطاء الواقي للخلايا العصبية الذي يُعرف باسم مايلين ويدمره. 

ويؤدي هذا إلى تأخر الإشارات العصبية التي تنتقل على طول امتدادات الخلايا العصبية التي تُعرف باسم المحاور.

أما مرض التصلب الجانبي الضموري فيحدث نتيجة تلف الخلايا العصبية التي تتحكم في العضلات الإرادية، ولا تستطيع الإشارات العصبية أن تنتقل من الدماغ إلى العضلات.

أبرز الاختلافات بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي

لا يعد مرض التصلب اللويحي مرضًا وراثيًا، في حين تعد المشكلات الجينية الوراثية من أبرز أسباب الإصابة بالتصلب الجانبي الضموري.

تتدهور الحالة الصحية لمريض التصلب الجانبي الضموري سريعًا، وتتفاقم الأعراض تدريجيًا، ولكن يختلف مسار التصلب اللويحي من مصاب لآخر، ولا يمكن توقع شدته أو معدل تقدمه.

تؤثر المرحلة المتأخرة من الإصابة بالتصلب اللويحي في الحركة، والرؤية، والصحة النفسية.

ولكن التصلب الجانبي الضموري تؤدي المرحلة المتأخرة منه إلى الإصابة بالشلل التام، وفقد السيطرة الجسدية، وفشل التنفس، لذا يمكننا القول أن البحث عن حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري مستحيل.

يكون متوسط العمر المتوقع لمرضى التصلب اللويحي شبه طبيعي، في حين يتراوح متوسط مدة بقاء مرضى التصلب الجانبي الضموري على قيد الحياة من 3 إلى 5 سنوات.

يعد مرض التصلب اللويحي أكثر شيوعًا بين النساء بمعدل 2 إلى 3 مرات مقارنة بالرجال، في حين أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بداء التصلب الجانبي الضموري.

كيف يتم الكشف عن التصلب الجانبي الضموري؟

يمكن تشخيص هذا الداء بالفحص السريري، وملاحظة الإصابة بالتشنجات العضلية الواضحة أو الشلل.

يوصي الطبيب بإجراء عدة فحوصات لضمان الوصول إلى التشخيص الصحيح للمرض، واستبعاد الإصابة ببعض الأمراض العصبية الأخرى، وتشمل هذه الفحوصات:

  • الفحص الكهربائي للعضلات.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس، للوصول إلى بعض الاستنتاجات حول المرض.
  • دراسة التوصيل العصبي، لقياس قدرة الأعصاب على إرسال الإشارات إلى العضلات، ويمكن من خلاله تحديد سبب الإصابة إذا كانت نتيجة تلف الأعصاب أو الإصابة بأمراض عصبية وعضلية أخرى.

أسباب مرض التصلب الجانبي الضموري

كما لم يتوصل العلماء إلى الآن إلى حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري وأيضًا لم يعرفوا إلى سبب الإصابة بداء التصلب الجانبي الضموري، ولكن عُرضت عديد من الآليات التي قد تكون عوامل مسببة للمرض، مثل:

  • تراكم البروتينات: قد يحدث تراكم البروتينات وموت الخلايا العصبية في أثناء أداء الخلايا الناقلة العصبية مهامها في نقل البروتينات.
  • وجود خلل كيميائي: يرتبط مرض التصلب الجانبي الضموري بوجود مستوى عالي من النواقل الكيميائية؛ فعند ارتفاع مستوى الجلوتامات بالقرب من الخلايا العصبية؛ تُصاب هذه الخلايا بالتسمم.
  • الاستجابة غير المنتظمة المناعية: تحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا العصبية وقتلها.

هل مرض التصلب الجانبي الضموري وراثي؟

يمكن تقسيم هذا المرض إلى نوعين:

  1. النوع العائلي أو الوراثي

تعد المشكلات الجينية الوراثية هي السبب الرئيس في الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضمور، نتيجة توريث جينات معينة.

يجدر بالذكر أن هذه الجينات من النوع السائد، أي إن جينًا واحدًا كاف لتوريث المرض، وتمثل نسبة هذا النوع 10% من الحالات المصابة. 

  1. النوع الفردي

هو النوع الذي يعانيه غالبية المرضى بداء التصلب الجانبي الضموري، وتمثل نسبته 90% من الحالات تقريبًا.

لم يتوصل العلماء إلى معرفة أسبابه وعوامل الخطر.

العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري ALS

يُطلق عليه أيضًا اسم داء لوجيرينج؛ نسبةً إلى لاعب البيسبول “لو جريج”، الذي أصيب به في الثلاثينيات، وأصيب أيضًا عالم الفيزياء الشهير “ستيفين هوكينج”.

يعد أحد أمراض الجهاز العصبي النادرة؛ إذ يؤثر على الخلايا العصبية في المخ والنخاع الشوكي المسؤولة عن التحكم في العضلات الإرادية.

تشمل العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بداء التصلب الجانبي الضموري ALS الآتي:

الوراثة 

تتراوح نسبة المصابين الذين ورثوا هذا الداء من العائلة من 5 إلى 10%.

تشير الدراسات أن هناك احتمالية إصابة أطفال مرضى التصلب الجانبي الضموري بنسبة 50%.

العمر

تزداد خطورة الإصابة بهذا المرض بتقدم العمر.

الجنس 

إذ يصاب الرجال بنسبة أكثر قليلًا من النساء.

التعرض للسموم البيئية 

إذ تشير بعض الدراسات إلى أن هناك ارتباط بين التعرض إلى الرصاص أو بعض المواد الأخرى والإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري.

ختامًا…

مما لا شك فيه أن مرض التصلب الجانبي الضموري “ALS داء عضال ومصاب جلل، ويصعب إيجاد حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري لكن يجب أن نتذكر سيرة عالم الفيزياء (ستيفين هوكينج). 

إذ أخبره الأطباء أن حياته على المحك، وأنه لن يعيش أكثر من 5 سنوات، ولكن شاء الله أن يعيش نحو 55 عامًا بعد تشخيص إصابته بهذا الداء، ويزال إلى يومنا هذا رائدًا في مجاله.

المصدر
medlineplusmayoclinicwebmdwebmd

د. سارة حسن

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى. شغوفة بالاطلاع وكتابة المحتوى الطبي، هدفي تبسيط المعلومات الطبية، وأن تصل المعلومات بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة. وأسعى إلى ترك أثرًا طيبًا وعلمًا يُنتفع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى