تجربتي مع نقص الكورتيزول “مرض اديسون” | هل قابل الشفاء؟
يعد مرض اديسون أحد أمراض الغدة الكظرية النادرة نتيجة اعتلال قشرة الغدة الكظرية التي توجد أعلى الكلى؛ إذ تُصبح غير قادرة على إنتاج كميات كافية من هرمون الكورتيزول والألدوستيرون.
تجربتي مع مرض اديسون “نقص الكورتيزول”
اعترتني في الآونة الأخيرة عدة وعكات صحية، فأصبحت أعاني التعب والإرهاق، وانخفاض ضغط الدم، وانتابتني حالة من القلق عند تصبغ جلدي بألوان داكنة.
ذهبت مسرعًا إلى الطبيب لمعرفة ما الذي ألمَّ بي؟ وبعد إجراء عدة فحوصات؛ أخبرني أنني أعاني مرض اديسون.
يجدر بالذكر أن الإصابة تحدث في النساء والرجال على حدٍ سواء، ويصيب جميع الفئات العمرية، إلا أنه أكثر شيوعًا في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 30 إلى 50 عامًا.
أعراض مرض اديسون Addison disease
تنقسم أعراض الإصابة إلى الآتي:
- أعراض الإصابة الأولية
- انخفاض ضغط الدم.
- الشعور بالعطش.
- اضطراب المزاج أو التهيج.
- الإغماء في بعض الأحيان.
- الإصابة بالجفاف، نتيجة نقص هرمون الألدوستيرون المسؤول عن توازن الماء والأملاح داخل الجسم.
- التعب أو الإرهاق.
- فقدان الشهية.
- انخفاض مستوى سكر الدم.
- الشهية الشديدة للأملاح.
- الأعراض المتقدمة
عادةً يتطور مرض اديسون ببطء، وعند تجاهل الأعراض السابق ذكرها وعدم تلقي المريض العلاج المناسب؛ تتفاقم الأعراض الأولية أو تظهر أعراض أخرى، مثل:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- تصبغ الجلد باللون الداكن، وخاصةً المناطق المعرضة للشمس باستمرار.
- العجز الجنسي عند النساء. ويعد من أبرز أعراض مرض أديسون عند النساء.
- تساقط شعر الجسم.
- تأخر البلوغ، ويعد من أبرز المشكلات التي يسببها مرض اديسون عند الأطفال.
- صعوبة التذكر أو التركيز.
- الغثيان.
- الإسهال.
- الهلوسة السمعية والبصرية.
هل مرض أديسون خطير؟
ربما يكون خطير في حالة حدوث النوبة الكظرية، ويُطلق عليها أيضًا اسم “النوبة الاديسونية”، وتعد حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري، ومن أهم الأعراض التي تصاحب النوبة الكظرية:
- الضعف الشديد للعضلات.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- فقدان الوعي أو الهذيان.
- الصداع.
- القئ أو الإسهال الشديدين.
- التشوش.
- فرط نسبة البوتاسيوم في الدم.
- نقص نسبة الصوديوم في الدم.
- قد تؤدي هذه النوبة إلى الصدمة أو الموت.
هل يمكن الشفاء من داء اديسون؟
يعتمد العلاج على معرفة المسبب الرئيسي للمرض، وتخفيف حدة الأعراض التي يعانيها المصاب، ولا بد من تلقي العلاج مبكرًا قدر المستطاع.
تتركز الخطة العلاجية المستخدمة لكبح جماح داء اديسون على إعطاء الهرمونات البديلة، ومن ثم تعويض الجسم بالهرمونات التي تعجز الغدة الكظرية عن إفرازها بنسبها الطبيعية.
وفيما يلي بيان لأهم وسائل العلاج المتبعة:
أدوية علاج مرض اديسون
- الهيدروكورتيزون أو الميثيل بريدنيزولون: يستخدم عقار الهيدروكورتيزون أو الميثيل بريدنيزولون لتعويض نقص مستوى هرمون الكورتيزول. مثل: سولو ميدرول.
تؤخذ هذه الأدوية في أوقات محددة وبنمط موافق للإفراز الطبيعي لمستويات هرمون الكورتيزول داخل الجسم على مدار 24 ساعة، لتماثل التذبذب الطبيعي للهرمون.
- الفلودروكورتيزون: يوصف عقار الفلودروكورتيزون لتعويض نقص إفراز هرمون الألدوستيرون، وتنظيم نسبة السوائل وعنصر الصوديوم في الجسم.
يوصي الطبيب بزيادة الجرعة الدوائية في حالات الإجهاد، أو بعد إجراء العمليات الجراحية، أو عند الإصابة بالعدوى الشديدة، مما يمنع تفاقم الأعراض والإصابة بأزمة اديسون.
علاج مسببات مرض اديسون
بعد تعرف الطبيب إلى المسبب الرئيسي للإصابة؛ يتجه إلى معالجة هذه المسببات، فإذا كان المرض مرتبطًا بالإصابة بالعدوى؛ فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية أيضًا.
إن كان مرض اديسون ناجم عن الإصابة بمرض السل؛ فيصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للسل.
علاج مرض اديسون بالأعشاب
سنذكر بعض الأعشاب التي تساعد في تخفيف الأعراض، مثل:
- يعد الزنجبيل عامل تهدئة فعال، فهو يساعد على توقف الغثيان، وتهدئة بعض الأعراض المصاحبة لداء اديسون.
- يستخدم الشاي الأخضر في تنظيم الهرمونات والحفاظ على عملية التمثيل الغذائي، وتعزيز جهاز المناعة.
- يمكن استخدام الكركم في علاج داء اديسون، لقدرته على تعزيز المناعة.
- تؤخذ المكملات العشبية، وحليب الشوك، وعشبة يشيناسيا لتعزيز قدرة الجسم على مواجهة الأعراض التي يسببها داء اديسون وتخفيف حدتها.
هل يمكن التعايش مع مرض اديسون؟
سأسدي إليكم بعض النصائح:
- يجب مراجعة اختصاصي الغدد الصماء بانتظام، لكي يستطيع تقييم الحالة، ومعرفة مدى تطور المرض.
- الالتزام بتناول الأدوية في موعدها المحدد.
- يُنصح بحمل حقيبة صغيرة تحتوي على جميع الأدوية اللازمة للمريض، وضمان توفرها في حال السفر أو الخروج من المنزل.
- ممارسة رياضات التأمل واليوجا للتخلص من التوتر أو القلق.
- كذلك الاحتفاظ ببطاقة تنبيه بالإصابة بمرض اديسون تحتوي على نوع الرعاية التي يحتاجها المريض في حالة الطوارئ.
- إجراء فحص سنوي لعدد من أمراض المناعة الذاتية.
أسباب الإصابة بمرض اديسون
تكمن أهمية هرمون الكورتيزول في تنظيم استجابة الجسم في المواقف الانفعالية، كذلك التحكم في ضغط الدم ووظائف القلب.
أما هرمون الألدوستيرون فيعمل على تنظيم كمية الماء والأملاح في الجسم من خلال تنظيم عمل الكلى.
تنقسم أسباب الإصابة بمرض أديسون تبعًا لنوعه؛ إذ ينقسم هذا المرض إلى قصور الغدة الكظرية الأساسي، وقصور الغدة الكظرية الثانوي.
أسباب قصور الغدة الكظرية الأساسي
يحدث قصور الغدة الكظرية الأساسي نتيجة تلف الغدة الكظرية؛ وبذلك لا تستطيع إفراز ما يكفي من هرمونات القشرة الكظرية.
تحدث هذه الحالة نتيجة مهاجمة الجسم نفسه، وهو نوع من أمراض المناعة الذاتية؛ إذ يرى جهاز المناعة أن القشرة الكظرية جسم غريب فيهاجمها.
وتتضمن الأسباب الأخرى لقصور الغدة الكظرية الأساسي الآتي:
- عند تناول الكورتيزون مدة زمنية طويلة.
- سرطان الغدة الكظرية.
- وجود عدوى في الجسم.
- الإصابة بداء السل.
- نزيف الغدة الكظرية.
- تناول مميعات الدم المستخدمة لمنع تجلط الدم.
أسباب قصور الغدة الكظرية الثانوي
يحدث نتيجة قصور الغدة النخامية عن إنتاج الهرمون الموجه للغدة الكظرية، وهو الهرمون المنظم لإنتاج وإفراز هرمونات قشرة الكظر.
ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى قصور الغدة الكظرية الثانوي:
- العوامل الوراثية.
- الإصابات الدماغية.
- الأورام السرطانية.
- تناول بعض الأدوية.
يجدر بالذكر أن هناك تشابه بين أعراض قصور الغدة الكظرية الأساسي وقصور الغدة الكظرية الثانوي.
لكن لا يصاب الأشخاص الذين يعانون قصور الغدة الكظرية الثانوي بفرط التصبغ، ولكنهم أكثر عرضةً للإصابة بانخفاض سكر الدم.
الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بمرض اديسون
- المصابون بأمراض المناعة الذاتية.
- بعض المصابين بالأورام السرطانية.
- من يعاني عدوى مزمنة مثل داء الدرن أو السل.
- المرضى الذين يتناولون علاجات مضادات التجلط.
- الأشخاص الذين أُجرى لهم إزالة جزء من الغدة الكظرية جراحيًا.
تشخيص مرض اديسون
يستطيع الطبيب تشخيص الإصابة بمعرفة التاريخ الطبي للمصاب، وفحص الأعراض الظاهرة، ومن ثم يخضع المريض لبعض الفحوصات التي تساعد على تشخيص الحالة، منها:
اختبار تحفيز الهرمون الموجه لقشر الكظر (تحليل مرض اديسون)
يقيس هذا الاختبار مستوى الكورتيزول في الدم قبل وبعد حقن هرمون مصنَّع موجه للغدة الكظرية، ويعمل هذا الهرمون على تحفيز إفراز هرمون الكورتيزول.
يستخدم هذا الاختبار لتأكيد التشخيص، ويُعرف باسم تحليل مرض اديسون.
الفحوصات التصويرية
يجرَى عمل أشعة مقطعية على البطن، للبحث عن وجود أي خلل في الغدة الكظرية، ويستخدم أيضًا الرنين المغناطيسي لتصوير الغدة النخامية في حالة الإصابة بقصور الغدة الكظرية الثانوي.
اختبار الدم
يستخدم للكشف عن الاضطرابات التي تحدث في نسب أملاح الدم؛ إذ يُجرى قياس مستوى الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم في الدم.
يفحص الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH)، الذي يحفز القشرة الكظرية على إفراز هرموناتها، وقد يلجأ الطبيب أيضًا إلى عمل اختبار قياس الأجسام المضادة المصاحبة لمرض اديسون.
ختامًا، يمكننا القول أن التشخيص المبكر وعلاج المسبب الرئيسي لمرض اديسون هما طوق النجاة.
ما عليك -عزيزي القارئ- إلّا أن تتناول علاجك بانتظام، مع الاهتمام بإجراء الفحص الدوري، ومتابعة طبيبك باستمرار؛ وسوف يمن الله عليك بالشفاء عاجل غير آجل.