متلازمة الطفل الأوسط هل حقيقة!!
“لا أحد يفهمني أو يستمع إلى ما أقوله”
“يفعل أخي الأكبر كل الأشياء الممتعة أولًا، ويدلل الجميع أخي الأصغر، ولا أحد يراني!”
كانت هذه كلمات ابني الأوسط التي كتبها في مذكراته، توجهت إلى اختصاصي نفسي، وسردت له ما قرأت من كتابات ابني، فقال لي:
هذه متلازمة الطفل الأوسط عندما لا يجد التدليل والاهتمام من والديه.
هيا بنا لنتعرف سويًا إلى متلازمة الطفل الأوسط وأسبابه وحقيقة تواجده بين أفراد الأسرة.
أسباب متلازمة الطفل الأوسط
يؤثر ترتيب الطفل بين أسرته على شخصيته، وهناك عدة أسباب للإصابة بمتلازمة الطفل الأوسط.
فعلى سبيل المثال الطفل الأكبر يكون مصدر ثقة الوالدين؛ لذلك يبحث عن الكمال في تصرفاته حتى تظل صورته متميزة في نظر والديه.
والطفل الأصغر يعد الأكثر دلالًا ويميل للمرح والفكاهة، ويحاول أغلب الوقت جذب الانتباه إليه.
بينما الطفل الأوسط يشعر بـالإقصاء والإهمال العاطفي، ولا يتباهى الأهل بأفعاله وسلوكياته مثل أخيه الأكبر ولا يُدلل مثل الأخ الأصغر.
11 مفاجأة عن حقيقة متلازمة الطفل الأوسط
سنتناول ونتعرف إلى حقيقة متلازمة الطفل الأوسط وتحليل شخصية الطفل الأوسط وأيضًا أهم صفات الابن الأوسط كما يلي:
- يعد الطفل الأوسط مفاوضًا وصبورًا ودبلوماسيًا ومستمعًا جيدًا، نتيجة لخبراته التي اكتسبها من الأخ الأكبر، لذا يمتلك القدرة على القيادة والتعامل مع المواقف الصعبة.
- يوضع تحت ضغط أقل من الأخ الأكبر الذي ربما يصاب بمتلازمة الأخ الأكبر خاصةً في التعلم؛ لذا يكون أقل عرضة للاضطرابات العاطفية والنفسية مثل قلة التركيز وتشتت الانتباه.
- يتميز بالبساطة وذلك نتيجة لاسترخاء الأبوين ومعرفتهم كيفية التربية الصحيحة بعكس ما حدث مع الطفل البكر من عصبية وانفعال.
- مبتكر ومتميز لذا نلاحظ أن المشهورين ترتيبهم في عائلاتهم كان الأوسط.
- يتعلم مهارات المشاركة مع الآخرين والتعاون، لذا يحب الألعاب الجماعية ويتميز بها.
- يبني علاقات طويلة الأمد وصداقات قوية لتعويض ما فقده من إهمال من العائلة، كي يستمد الدعم العاطفي من أصدقائه.
- يكون أقل غرورًا لأنه يتعامل مع الرفض الذي حوله أفضل من غيره.
- توجد مقومات تجعل شخصية الطفل الأوسط الأقوى ولديه مهارات التفاوض والمرونة، التي تُنتج قائدًا قويًا (أغلب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية كان ترتيبهم الأوسط ضمن إخوتهم).
- الأسعد والأكثر رضا في العلاقات الزوجية.
- يزدهر الطفل الأوسط عندما يكون صديقه طفل أوسط وشريك حياته أيضًا، إذ يتولد بينهم التعاطف وانخفاض حب الذات.
- لا يحدد ترتيب الميلاد في العائلة شخصيتك تِلْقائيًا، لكن هناك عوامل أخرى بيئية ومادية ونفسية وتربوية تساهم في تشكيل شخصيتك.
كيفية التعامل مع متلازمة الطفل الأوسط وسلوكه
- طمني طفلك، واشرحي له سبب العقاب والتأكيد أن عقابه لا تتعلق بإخوته حتى تتجنبي عقدة الطفل الأوسط.
- امنحي طفلك الثناء حتى لا يضطر البحث عليه في الأوساط الخارجية.
- احتفي بإنجازاته الفردية، لأنها تستحق الاحتفال.
- تقبلي الاختلافات بين أبنائك سواء كانت أكاديمية أم رياضية أم فنية.
- حافظي على لغة الحِوَار والتواصل، وإعطاء الفرصة لهم وامنحي طفلك الفرصة للتعبير عن مشاعره وإخبارك عما يدور بداخلهم لتجنب معاناة الأخ الأوسط.
- أعطي طفلك حرية الاختيار، وادفعيه لممارسة الأعمال اليدوية المختلفة ليشعر بالتميز والثقة بالنفس عند تأديتها.
- احرصي على التقاط الصور التذكارية معه، كي لا يقع ضحية رؤية آلاف الصور لإخوته وهو لديه القليل من الذكريات مع والديه وإخوته.
نصائح للطفل الأوسط
- لا يحدد مقدار اهتمام والديك بك في طفولتك، معالم شخصيتك وأدائك في الكبر.
- لا تسمح باستغلال الآخرين لك لذا عليك الإبتعاد، وعليك تعلم التفاوض والمواجهة عند وجود صراعات بدلًا من تجنبه.
- واصل السير في طريقك، واجعل خطواتك محسوبة لكي تكون سعيدًا.
- تذكر دائمًا أنك تتميز بالسلوك المعتدل والمتوازن بطبيعتك، فلا تخف أي رياح تهب عليك بين الحين والآخر.
- أنعم الله عليك بنعمة الأبناء، لذا ينبغي لك عدم التفرقة بينهم قدر الإمكان، وبإعطاء كل طفل منهم ما يُشبع رغباته ومشاعره وبالبعد عن إثارة الغَيْرَة بينه وبين إخوته.
ختامًا -عزيزي القارئ- أطفالنا أمانة في أعناقنا، لذا ينبغي توخي الحذر عند التربية والتعامل معهم، كي لا نترك ندوب في ذاكرتهم وذكرياتهم ويصابوا بمتلازمة الطفل الأوسط، ونحظى بأطفال أسوياء.
