الصحة العامة

أعراض لحمية الأحبال الصوتية | هل يمكن علاجها دون جراحة؟

تُعد لحمية الأحبال الصوتية أحد أشهر آفات الحنجرة غير السرطانية، التي تسبب بحة الصوت وحشرجته.

تصيب كلًا من الرجال والنساء على حد سواء؛ نتيجة المبالغة في استخدام الصوت أو استخدامه الخاطئ.

تعرف معنا إلى أعراض لحمية الأحبال الصوتية في السطور القادمة، وأسبابها وكيفية علاجها دون جراحة.

ما الأحبال الصوتية؟

لحمية الأحبال الصوتية

تُعرف الأحبال الصوتية بالأوتار الصوتية أو الطيات الصوتية، وهي زوجين من الأنسجة العضلية المرنة التي تقع في بداية القصبة الهوائية داخل الحنجرة (صندوق الصوت).

تبدأ في إصدار الأصوات عندما تهتز نتيجة مرور الهواء بها ويتحكم بها العصب الحائر، قد تحدث بحة أو اختلاف الصوت نتيجة نمو بعض النتوءات والآفات عليها.

تتكون تلك النتوءات من الأنسجة والأورام غير السرطانية، ولكنها تسبب ضررًا بها ومشكلات في الصوت، مثل:

لحمية الأحبال الصوتية

نتوء ينمو على أحد الأحبال الصوتية أو كلاهما، يمتلئ بالأوعية الدموية التي تكسبه اللون الأحمر، وتكون أكبر حجمًا من عقيدات الأحبال الصوتية.

تنمو اللحمية نتيجة المبالغة في استخدام الصوت كالصراخ أو الغناء باستمرار، أو فجأة نتيجة الصراخ بشدة في تشجيع حدث رياضي مثلًا.

عقيدات الأحبال الصوتية (عقيدات المغنيين)

تكتل نسيجي صلب ينمو في منتصف الأحبال الصوتية نتيجة المبالغة في الاستخدام غير السليم للصوت.

تعد النساء أكثر عرضة بين عمر 20 إلى 50 عامًا، ولكنه يصيب الرجال أيضًا.

حبيبات الأحبال الصوتية

نتوء كيسي ينمو على الحبال الصوتية، يمتلئ بالسوائل أو المواد شبه السائلة، ويعد أقل شيوعًا من لحمية وعقيدات الحبال الصوتية.

أسباب لحمية الأحبال الصوتية

تتكون اللحمية على الأوتار الصوتية بسبب المبالغة في استخدام الصوت أو استخدامه خطأً، مثل:

  • الصراخ (خاصةً في أثناء تشجيع حدث رياضي).
  • الغناء بصوت عالٍ مدة طويلة.
  • التحدث بصوت عالٍ مدة طويلة (مثل مهنة المدرس).
  • شرب الكحوليات.
  • التدخين.
  • الحساسية.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • قصور الغدة الدرقية في أحيانٍ نادرة.
  • عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
  • التهاب الحنجرة.

يسبب التدخين أيضًا نوعًا آخرًا من لحمية الحبال الصوتية يُعرف بوذمة رينكه.

قد يصاب باللحمية أيضًا الأشخاص غير المستجيبين لعلاج عقيدات الأحبال الصوتية.

أعراض لحمية الأحبال الصوتية

تسبب اللحمية عدة أعراض مشابهة لآفات الحبال الصوتية (العقيدات والأورام)، منها:

  • بحة الصوت.
  • خفتان الصوت.
  • تغير نبرة الصوت.
  • ضعف الصوت أو فقدانه.
  • خشونة الصوت.
  • الشعور بألم مفاجئ من الأذن للأذن.
  • ألم الرقبة.
  • الشعور بتورم الحلق.

قد يشعر بعض الناس بعدة أعراض أخرى، مثل:

  • السعال.
  • الإرهاق العام.
  • حشرجة الصوت.

هناك أيضًا بعض الأمراض التي تزيد حدة الأعراض مثل ارتجاع المريء.

هل يمكن علاج لحمية الأحبال الصوتية دون جراحة؟

يجب أولًا علاج مسببات لحمية الحبال الصوتية، إذا كانت بسبب الحساسية أو التهاب، ويجب أن يتوقف الشخص عن التدخين أيضًا.

يأتي بعد ذلك دور العلاج الصوتي، إذ إن اللحمية تنشأ في الأصل نتيجة المبالغة في استخدام الصوت والاستخدام الخاطئ له.

إذًا لا بد من العلاج الصوتي في جميع الأحوال، خاصةً إن كانت اللحمية صغيرة الحجم.

إذ لم يستجب المريض بعد العلاج الصوتي؛ يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية استئصال لحمية الحبال الصوتية.

عملية استئصال لحمية الأحبال الصوتية

تُجرى باستخدام الليزر أو منظار الحنجرة المجهري وهو ما يُفضله الأطباء لمنع تكوين اللحمية مرة أخرى.

1. الجراحة بالليزر 

تُعد الجراحة بالليزر لإزالة لحمية الأحبال الصوتية أكثر أمانًا وراحةً للمرضى، إذ إن الطبيب لا يحتاج لفتح جراحي لإزالة اللحمية.

يمكن للطبيب إجراءها بعد التشخيص مباشرةً دون الحاجة لإعداد المريض، إذ يضع البنج الموضعي في الحلق لتخدير الأحبال الصوتية.

يدخِل بعد ذلك منظار بأخره شعاع الليزر من الأنف إلى أن يصل إلى اللحمية في الحلق ثم يستأصلها.

تتميز جراحة الليزر بأنها لا تستغرق وقتًا طويًلا، ولا تسبب ألمًا شديدًا، بالإضافة إلى قلة آثارها الجانبية.

2. عملية استئصال اللحمية بمنظار الحنجرة المجهري

يقرِر الطبيب تلك الجراحة بدلًا من الليزر إذا كانت اللحمية أكبر حجمًا، أو موجودة بمكان يصعب الوصول إليه بمنظار الليزر.

تحتاج تلك الجراحة لتحضير المريض من قبل وحجز دورًا له في غرفة العمليات، وتستغرق وقتًا من 30 إلى 60 دقيقة.

يخضع المريض لتخدير عام، ثم يدخِل الطبيب منظار الحنجرة من الفم إلى أن يصل إلى مكان اللحمية، ومن ثًم يستأصلها باستخدام أدوات جراحية دقيقة.

لا يحتاج الجرح إلى خياطة، ويمكن للمريض الذهاب لمنزله في نفس اليوم.

يتميز منظار الحنجرة المجهري بقدرته على تحديد مكان اللحمية ورؤية الحبال الصوتية وما حولها بوضوحٍ شديد.

يتحسن الصوت مع مرور الوقت ولكن لا بد من العلاج الصوتي أيضًا لتمام الشفاء.

يجب على المريض المتابعة مع طبيب مختص ما بعد لحمية الحبال الصوتية، لتجنب فرط استخدام الصوت والإصابة باللحمية مرة أخرى.

ما بعد عملية لحمية الحبال الصوتية

تختلف متابعة ما بعد لحمية الأحبال الصوتية وفقًا للعلاج:

  • إذا كان العلاج صوتي فقط؛ ستكون المتابعة الأولية تقريبًا 3 شهور بعد بدء العلاج لتقييم الاستجابة له.
  • أما بعد الجراحة فتكون مع طبيب تخاطب مختص على فترات متتالية وهي شهر و3 أشهر و6 أشهر و12 شهرًا من الجراحة.

هل تتحول لحمية الأحبال الصوتية إلى ورم سرطاني؟

جميع آفات (سلائل) الحبال الصوتية سواء كانت لحمية أو عقيدات أو أورام آفات حميدة غير سرطانية.

لكن قد يخطئ بعض الأطباء متخصصي الأنف والأذن والحنجرة في تشخيص أي كتلة بالحبال الصوتية على أنها لحمية.

لذلك يلزم الفحص الدقيق وأخذ عينة من نسيج الكتلة لمعرفة إذا ما كان لحمية وورم حميد أم ورم سرطاني، لتجنب الخطأ في التشخيص والعلاج.

تشخيص لحمية الحبال الصوتية

يجب على المريض أولًا الذهاب لطبيب اختصاصي أنف وأذن وحنجرة إذا ظهر عليه أحد الأعراض لأسبوعين أو ثلاثة متتالية.

يبدأ الطبيب بتشخيص الأعراض وفحص الدماغ والرقبة أولًا، ثم يُقيّم قوة الأحبال الصوتية للمريض.

يستخدم الطبيب أيًا من التقنيات الآتية لفحص الحنجرة (صندوق الصوت)، وقياس قوة الأحبال الصوتية، مثل:

1. منظار الحنجرة

يشبه المعكرونة الإسباجتي، ويدخله الطبيب من أنف المريض إلى حلقه لفحص الحنجرة.

2. الستروبوسكوب (المصباح الرعاش) 

منظار صغير مرن ذا كاميرا يدخله الطبيب من أنف المريض إلى أخر الحلق فوق الأحبال الصوتية، لقياس قوة الأحبال الصوتية وسرعتها وترددها.

3. منظار الحنجرة المجهري

منظار الحنجرة المجهري

نادرًا ما يستخدم، إذ يخضع المريض للتخدير لفحص الأحبال الصوتية بدقة أكثر في الحالات المستعصية.

قد يُجري الطبيب أيضًا عدة اختبارات إضافية، لتقييم قوة الأحبال الصوتية وتحديد العلاج المناسب.

في الختام، -عزيزي القارئ- إذا كنت تعاني أعراض لحمية الأحبال الصوتية مثل بحة الصوت أو فقدانه، فلا تقلق وعليك الذهاب إلى الطبيب في الحال لاتخاذ اللازم تجاهها.

المصدر
jamanetwork.comclevelandclinic.orgchop.eduvoice.weill.cornell.edunyulangone.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى