يحتاج عدد كبير سنويًا من مرضى تليف الكبد إلى عملية زراعة الكبد، بسبب إصابتهم بفيروس سي.
يعد إجراء جراحي يُزال فيه الكبد المصاب بالكامل، ويُستبدل بكبد سليم من متبرع متوفى، أو بجزء من كبد سليم من متبرع حي.
سنتعرف في هذا المقال إلى شروط إجراء العملية ومضاعفاتها، وما موانع زراعة الكبد التي تمنع من إجراء العملية؟
ما شروط عملية زراعة الكبد؟
يُمكن زراعة الكبد من مُتبرع حي يُرزَق، لأن الكبد البشري يتجدد ويعود إلى حجمه الطبيعي بعد مدة وجيزة من الاستئصال الجراحي.
هناك شروط يجب توافرها في المتبرع بالكبد وفي المريض، ومنها ما يلي:
- أن يكون بصحة بدنية وعقلية جيدة.
- يجب أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 35.
- يجب أن تتوافق فصيلة دم المتبرع مع المريض.
- يتراوح عمره ما بين 18 إلى 60 عامًا.
يجب أن لا يعاني الأمراض الآتية:
- أمراض القلب والكلى.
- الأورام السرطانية الخبيثة.
- التهاب الكبد.
- تعاطي المخدرات والكحول.
ما موانع عملية زراعة الكبد؟
- إذا كان لديك سرطان منتشر في الجسم.
- إذا كنت تعاني عدوى مزمنة لا يمكن علاجها.
- لديك مشكلات قلبية حادة.
- إذا كنت تتعاطى المخدرات.
- أمراض القلب والرئة.
- إذا كنت تشرب كثير من الكحول.
نصائح قبل عملية زراعة الكبد
يجب عليك أن تبقى في صحة جيدة سواء كنت تنتظر الكبد من متبرع أو وجدت من يتبرع بالفعل، فالتمتع بصحة جيدة يزيد احتمالية استعدادك لعملية زراعة الكبد وقد يُسرع الشفاء من الجراحة.
إليك بعض النصائح لتحافظ على صحتك قبل العملية:
- مارس التمارين الرياضة بانتظام.
- اتبع النظام الغذائي الذي وصفه لك الطبيب.
- أخبر طبيبك بأي تغيرات مهمة في صحتك.
- تناول الأدوية في موعدها المحدد، أو حسب إرشادات الطبيب.
كم ساعة تستغرق عملية زراعة الكبد؟
تشمل عملية زراعة الكبد إزالة الكبد المُتَبَرَع به وتحضيره للزراعة، وتشمل أيضًا إزالة الكبد المصاب، وزرع العضو الجديد.
قد يستغرق إجراء عملية زراعة الكبد حوالي 8 ساعات أو أكثر.
خطوات إجراء عملية زراعة الكبد
بعد أن يطلع الطبيب على الفحوصات والتحاليل للمريض والمتبرع ويقرر عملية الزراعة، يكون تسلسل الأحداث في غرفة العمليات كالآتي:
- تخدير المريض تخديرًا كليًا في أثناء العملية.
- يشق الطبيب بطن المصاب ويكون الشق لأعلى باتجاه الصدر.
- يعزل الطبيب الأوردة والشرايين التي تحيط بالكبد.
- يعزل الطبيب الوريد الأجوف السفلي من أعلى ومن خلف ومن أسفل الكبد، والوريد البابي، والقناة الصفراوية المشتركة، والشريان الكبدي.
- يقطع الطبيب الشرايين والأوردة المعزولة تمهيدًا لإزالة الكبد المصاب.
- إزالة الكبد التالف واستبداله بآخر جديد.
- يُعيد الطبيب تدفق الدم الوريدي إلى الكبد من خلال ربط الوريد الأجوف السفلي والأوردة البابية بالكبد.
- يُعيد الطبيب تدفق الدم الشرياني من خلال خياطة الشرايين الكبدية للمتبرع والمتلقي.
- خياطة القنوات الصفراوية بالكبد للمتبرع والمتلقي.
- يتأكد الطبيب من عدم وجود نزيف داخلي.
- يُغلق الجرح بالخياطة.
- نقل المريض إلى وحدة العناية الفائقة.
يتجدد جزء الكبد المزروع في جسم المريض والجزء المتبقي في جسم المتبرع بسرعة، ويصل إلى الحجم الطبيعي في غضون عِدَّة أسابيع.
ماذا يحدث بعد عملية زراعة الكبد؟
سَتُنقَل بعد الجراحة إلى غرفة الإنعاش لبضع ساعات قبل نقلك إلى وحدة العناية المركزة (ICU)، وستظل في غرفة العناية المركزة لعدة أيام.
يفحص الطبيب داخل غرفة العناية المركزة ضربات القلب وضغط الدم، ومعدل التنفس ومستوى الأكسجين في الدم.
سيكون لديك على الأرجح أنبوب في حلقك حتى تتمكن من التنفس بمساعدة جهاز التنفس الصناعي، قد تحتاج جهاز التنفس لبضع ساعات أو لأيام حسب حالتك الصحية.
قد يضطر الطبيب لوضع أنبوب رفيع يمر من خلال أنفك إلى معدتك لإزالة الهواء الذي تبتلعه، ولن تتمكن من الأكل أو الشرب حتى يُزال الأنبوب.
سيُجري لك الطبيب فحوصات كثيرة للكبد المزروع، وفحوصات أُخرى ليتأكد من وظائف الكلى والرئتين.
يُمكنك البدء في شرب السوائل بمجرد إزالة أنابيب التنفس وأنبوب المعدة، قد يسمح لك الطبيب بتناول قليل من الأطعمة الصلبة.
سيراقب الطبيب وطاقم التمريض تأثير الأدوية المضادة للرفض، للتأكد من حصولك على الجرعات الصحية من الأدوية.
ستنتقل من وحدة العناية الفائقة إلى غرفة خاصة بعد استقرار حالتك، وسيتابعك الطبيب والممرضين باستمرار لمعرفة حالتك الصحية.
ستتمكن من التحرك ببطء والمشي لمدة أطول مع الوقت، ويمكنك أيضًا تناول مزيد من الأطعمة الصلبة.
ستتعلم كيف تتناول الأدوية الجديدة، وكيفية فحص ضغط الدم وكيفية فحص النبض في المنزل.
سيخبرك الطبيب عن علامات الرفض والعدوى ومتى يجب عليك الاتصال بالطبيب.
متوسط مدة الإقامة في المستشفى بعد زراعة الكبد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد تزيد هذه المدة أو تقل حسب حالة المريض.
قد تحتاج إلى الرجوع للمستشفى مرةً أخرى بعد خروجك منها لعلاج نوبة رفض الجسم للكبد المزروع، أو لعلاج العدوى.
الحياة بعد عملية زراعة الكبد
ستكون الأشهر الثلاثة الأولى بعد زراعة الكبد هي الأكثر صعوبة؛ وفيها يتأقلم الجسم مع الكبد المزروع والأدوية المضادة للرفض.
يمكن لمعظم المرضى العودة إلى العمل وممارسة الرياضة في غضون من ثلاثة إلى ستة أشهر بعد زراعة الكبد.
ماذا تعالج عملية زراعة الكبد؟
تُعد زراعة الكبد خيارًا علاجيًا للأشخاص المصابين بفشل الكبد ولا يمكن السيطرة على حالتهم بعلاجات أخرى.
تُعالج عملية زراعة الكبد أمراض الفشل الكبدي بأنواعه:
الفشل الكبدي الحاد
حالة مرضية غير شائعة تحدث سريعًا في غضون أسابيع، وتنتج غالبًا عن مضاعفات بعض الأدوية.
الفشل الكبدي المزمن
يحدث ببطء على مدى شهور وسنوات، ومن أكثر الأسباب شيوعًا لحدوثه هو تندب الكبد (تليف الكبد).
تليف الكبد
هو السبب الأكثر شيوعًا لزراعة الكبد، وفيه تحل الأنسجة المتندبة محل أنسجة الكبد الطبيعية، وتتسبب في تدهور وظائف الكبد.
مضاعفات وأضرار عملية زراعة الكبد
يوجد لعملية زراعة الكبد مضاعفات كبيرة مرتبطة بإجراء العملية بالإضافة إلى مضاعفات الأدوية اللازمة لمنع الجسم من رفض الكبد المزروع، ومنها الآتي:
مضاعفات العملية
- تجلط الدم.
- حدوث عدوى.
- رفض الجسم للكبد المتبرع به.
- التشوش الذهني.
- حدوث نزيف بعد العملية.
- مضاعفات القناة الصفراوية، وتشمل:
- تسريب القناة الصفراوية.
- تقلص القنوات الصفراوية.
قد تشمل المضاعفات طويلة المدى تكرار الإصابة بأمراض الكبد في الكبد المزروع.
مضاعفات الأدوية المضادة للرفض
ستتناول الأدوية المضادة للرفض بعد عملية زراعة الكبد مدى الحياة، وتعمل هذه الأدوية على تثبيط جهاز المناعة مما يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالعدوى، قد تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، ومنها:
- داء السكري.
- هشاشة العظام.
- الإسهال.
- الصداع.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الدهون بالجسم.
- خفض كفاءة الجهاز المناعي.
ما الفحوصات المطلوبة قبل إجراء عملية زراعة الكبد؟
- الأشعة المقطعية للكبد.
- فحوصات رسم القلب.
- فحوصات وظائف الرئة.
- الأشعة المقطعية والسينية للصدر والقلب والرئة.
- اختبارات الدم مثل اختبارات فيروس الإيدز وفيروس الهربس والتهاب الكبد الوبائي (B,C).
- الفحص بالأشعة فوق الصوتية بالدوبلر لمعرفة ما إذا كانت الأوعية الدموية من وإلى القلب مفتوحة أم لا؟
متى أتواصل مع الطبيب؟
يجب عليك الاتصال بالطبيب على الفور وطلب المساعدة إذا كنت تشعر-بعد عملية زراعة الكبد- بأيٍ من هذه الأعراض:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- القشعريرة.
- القئ.
- الإسهال.
- لون البراز الشاحب.
- لون البول الداكن.
- حكة شديدة مكان الجرح.
- انتفاخ البطن أو الكاحلين.
- احمرار الجرح أو تورمه.
- سخونة أو صديد حول الجرح.
- اصفرار الجلد أو اصفرار العينين (اليرقان).
أسئلة شائعة حول عملية زراعة الكبد
كيف أعتني بنفسي بعد عملية زراعة الكبد؟
يوجد بعض النصائح التي تساعدك على حماية صحتك بعد زراعة الكبد، ومنها:
- توقف عن التدخين.
- تناول غذاءً صحيًا ومتوازنًا.
- توقف عن شرب الكحول لأنه يسمم الكبد.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام.
- ابتعد عن الأشياء التي قد تحمل الجراثيم، مثل التربة والطيور، والزواحف.
- لا تتناول الجريب فروت لأنه يتعارض مع أدوية الرفض.
- قلل من الملح والدهون والسكر في نظامك الغذائي.
هل سأحتاج إلى تناول الأدوية بعد زراعة الكبد؟
يجب على المريض تناول عديد من الأدوية بعد زراعة الكبد، فبعض الأدوية مثبطات للمناعة -لمنع رفض الجسم الكبد الجديد- والبعض الآخر لعلاج الآثار الجانبية لتثبيط المناعة.
سيقلل الطبيب جرعات الأدوية وعددها بعد أن تتحسن صحتك، لكن ستظل تتناول أدوية تثبيط المناعة مدى الحياة.
يجب عليك تناول الأدوية كما وصفها الطبيب، فقد يؤدي نسيان جرعة أو التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب إلى رفض الجسم للكبد المزروع وفشل العملية.
هل سيصاب الكبد مرة أخرى بعد الزراعة؟
قد يُصاب الكبد الجديد ببعض أمراض الكبد مثل التهاب الكبد الوبائي (C).
هل سأكون قادرًا على الإنجاب بعد زراعة الكبد؟
يستطيع عديد من الأزواج إنجاب الأطفال بعد عملية زراعة الكبد مع وجود مخاطر قليلة على الأم والجنين، وينصح الطبيب النساء بالانتظار لمدة عام على الأقل بعد العملية قبل أن تفكر في الإنجاب.
قد يُغير الطبيب الأدوية المستخدمة بعد الزراعة لتتناسب مع الحمل، مع المتابعة الدورية طوال مدة الحمل.
يتمتع المواليد بصحة جيدة بعد الولادة، ولكن تكون أوزانهم أقل من المتوسط.
وظيفة الكبد
الكبد هو أكبر عضو في جسم الإنسان ويؤدي عديد من الوظائف الحيوية، ومن هذه الوظائف ما يلي:
- يصنع الكبد البروتينات التي تساعد على تجلط الدم.
- يُساعد في عمليات الأيض للمواد الغذائية والأدوية والهرمونات.
- يزيل البكتيريا والسموم من الدم.
- ينتج العصارة الصفراوية التي تساعد الجسم على امتصاص الدهون والكوليسترول، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.
ما الأسباب التي تؤدي إلى تليف الكبد؟
يوجد عديد من الأسباب تؤدي إلى تليف الكبد وهو السبب الأكثر شيوعًا لزراعة الكبد، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- التهاب الكبد الوبائي (B).
- التهاب الكبد الوبائي (C).
- سرطانات الكبد الأولية.
- مرض الكبد الدهني (تراكم الدهون في الكبد).
- مرض الكبد الكحولي (بسبب الإفراط في الكحول).
- التهاب الكبد المناعي الذاتي، وفيه يهاجم جهاز المناعة الكبد.
- الأمراض التي تصيب القنوات الصفراوية، مثل تليف الكبد الصفراوي الأولي، ورتق القناة الصفراوية.
- بعض الأمراض الوراثية التي تُصيب الكبد، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية ومرض ويلسون.
في النهاية، عملية زراعة الكبد من العمليات الخطيرة، لذا يجب عليك الالتزام بتعليمات الطبيب، وأن تحافظ على صحتك حتى تصل إلى بر الأمان.
