تبحث الأمهات الجدد عن علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، إذ يعد من من المشكلات التي تؤرق الحامل وتتراجع حالتها المزاجية ويزداد قلقها.
تكمن مشكلات اكتئاب الحمل في ارتفاع حدة القلق، والتوتر، والخوف، وتتساءل النساء كيف اعرف أن عندي اكتئاب حمل؟ تابعي مقالنا لتعرفي.
تجربتي مع اكتئاب الحمل في الشهور الأولى
عانيت الاضطراب المزاجي وتسبب في شعوري المتواصل بالحزن والتوتر والقلق. وتتراوح أعراض الاكتئاب من خفيفة إلى شديدة، وفقًا لشدة الأعراض الجسدية التي تمر بها الحامل.
أخبرني الطبيب أن اكتئاب الحمل في الشهور الأولى يكون أشد، بسبب الاضطرابات الهرمونية وأعراض الغثيان وغيره من الأعراض الجسدية في بداية الحمل.
أعراض اكتئاب الحمل
من الطبيعي أن تشعر الحامل بمزيج من المشاعر المختلطة المتناقضة في أثناء الحمل.
لكن حينما يتطور الأمر إلى الشعور بالحزن فينبغي علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، ومن أعراضه الآخرى:
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة.
- صعوبة التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.
- البكاء المتكرر.
- عدم الاستمتاع بالأنشطة مثل السابق.
- اضطراب النوم (عدم القدرة على النوم أو النوم عدد ساعات طويلة).
- اضطرابات الأكل (فقدان الشهية أو على النقيض وجود شراهة للأكل).
- أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار.
- آلام لا تتحسن مع العلاج.
- الشعور بالغضب غير المبرر.
- فقدان الطاقة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- مشكلات سلوكية أو نفسية عند الطفل.
- تغيرات في نمو دماغ الطفل.
- ضعف التكيف خارج الرحم، بما في ذلك الضائقة التنفسية والعصبية.
أدوية علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى
تعد بعض مضادات الاكتئاب أكثر أمانًا للحوامل من غيرها في علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، وتشمل الآتي:
- فلوكستين ( Fluoxetine)، مثل: بروزاك.
- سيتالوبرام (Citalopram)، مثل: سيليكسا.
- سيرترالين (Sertraline)، مثل: زولوفت.
- أميتريبتيلين (Amitriptyline)، مثل: ايلافيل.
- ديسيبرامين (Desipramine)، مثل: نوربرامين.
- نورتريبتيلين (Nortriptyline)، مثل: باميلور.
- بوبروبيون (Bupropion)، مثل: ويلبوترين.
لكن لا تقلقي، -عزيزتي الحامل- إذا كنتِ تتناولين مضادًا للاكتئاب غير مذكور في القائمة، إذا وصفه الطبيب لكِ وفقًا لما تتطلبه حالتك.
كيف اتغلب على الاكتئاب أثناء الحمل في الشهور الأولى بدون أدوية؟
أثبتت الدراسات أن العلاجات غير الطبية تساعد الحوامل المصابات باكتئاب خفيف إلى متوسط، مثل:
1. العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)
أظهرت الدراسات الحديثة انخفاضًا ملحوظًا لأعراض الاكتئاب لدى الحوامل اللاتي تلقين علاج سلوكي معرفي (CBT)، بالمقارنة بغيرهن اللاتي تلقين الرعاية المعتادة.
2. العلاج النفسي التفاعلي (Interpersonal Psychotherapy)
يهدف هذا العلاج إلى فهم الأعراض النفسية التي تعانيها الحامل، ومحاولة التأثير في هذه الأعراض وزيادة تفاعل المرأة مع من حولها، مما سيؤدي إلى تحسن حالتها وتخفيف الأعراض.
3. العلاج بالضوء
يهدف العلاج بالضوء إلى تعويض نقص التعرض إلى أشعة الشمس، الذي يُعتقد أنه مرتبط بالإصابة بالاكتئاب.
أثبتت الدراسات الحديثة أن الضوء يساعد على إفراز مادة السيروتونين في الدماغ.
4. الوخز بالإبر
أثبتت الدراسات انخفاض شدة الاكتئاب مع العلاج بالوخز الإبري.
5. التأمل
يُعد التأمل عاملًا من العوامل التي تساعد على الشعور بالاسترخاء.
6. اليوجا
نوع من أنواع التمارين والممارسة الروحية.
7. تمارين التنفس العميق
تتضمن أخذ أنفاس بطيئة وعميقة ثم الزفير ببطء، فتمتلئ الرئتان بالأكسجين، مما يساعد على خفض معدل ضربات القلب.
يحدث ذلك بتركيز أذهاننا على عملية التنفس، مما يتسبب في تحول التركيز بعيدًا عن جميع أسباب التوتر.
8. ممارسة بعض التمارين الرياضية
تساهم ممارسة بعض التمارين الرياضية المناسبة للحمل، في تقليل حدة الاكتئاب، وزيادة مرونة الجسم وطاقته، مما يعني زيادة القدرة على الاسترخاء.
علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى بالأعشاب
تساهم بعض الأعشاب في علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، وهي ليست بديلًا عن العلاج النفسي أو الأدوية، لكنها قد تساعد على تحسين الحالة المزاجية.
ينصَح باستشارة الطبيب أولًا لتحديد الجرعة المناسبة، والتأكد من عدم وجود أي تداخلات دوائية.
إليكم أشهر الأعشاب المستخدمة في علاج الاكتئاب:
1. عشبة سان جون (St. John warts)
تعد أحد مضادات الاكتئاب القوية وتحسن الحالة المزاجية لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.
يُطلق عليها أيضًا نبتة العرن المثقوب ولا ينصَح بها في حالة الإصابة بالاكتئاب الشديد.
تحتوي على المادة الفعالة الهيبرسين (Hypericin)، التي تحسن الحالة المزاجية.
إذا كانت الحامل تعاني اكتئابًا خفيفًا أو متوسطًا، فإن الجرعة الموصى بتناولها 300 ملليجرام مرتين أو 3 مرات يوميًا.
حذرت بعض الدراسات من تناول عشبة سان جون دون استشارة الطبيب، لما لها من تداخلات محتملة مع بعض الأدوية، قد تؤدي إلى مضاعفات أو فقدان الدواء فاعليته.
2. الزعفران
يُعد الزعفران من التوابل الغنية بمركبات مضادة للأكسدة بما في ذلك الكاروتينات.
أثبتت الدراسات أنه يزيد مستويات الناقل العصبي السيروتونين المعروف بقدرته على تعديل الحالة المزاجية.
يُعتقد أن الزعفران يساعد على منع امتصاص السيروتونين، وبذلك يظل في الدماغ مدة أطول.
أثبتت الدراسات أن تأثير الزعفران في علاج الاكتئاب يماثل كثيرًا تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب، لذلك ينصَح به لعلاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى.
3. عشبة رهوديولا الوردية
تستعد عشبة رهوديولا في علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، ومساعدة الجسم على التكيف مع المواقف العصيبة.
يظهر التأثير المضاد للاكتئاب لهذه العشبة من خلال قدرتها على تعزيز التواصل بين الخلايا العصبية.
بالرغم أن رهوديولا أقل فاعليةً من دواء سيرترالين المضاد للاكتئاب، إلا أن آثاره الجانبية أقل بكثير من سيرترالين.
هل يؤثر اكتئاب الحمل في الشهور الأولى على الحامل؟
نعم، قد تتعرض الحامل إلى بعض المخاطر نتيجة إصابتها باكتئاب الحمل، ومنها:
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- ضعف التعلق بالطفل.
- تسمم الحمل.
- إدمان المخدرات أو الكحوليات.
- عدم الاعتناء بصحتها الجسدية.
- الانتحار أو محاولة إنهاء الحمل.
يتعرض أكثر من 10% من الحوامل إلى اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، وهي حالة لا تُعرّض الأم فقط للخطر، بل الطفل أيضًا.
متى ينتهي اكتئاب الحمل؟
يستمر غالبًا اكتئاب الحمل مدة أسبوعين بعد الولادة، وأحيانًا يستمر عدة شهور بعد الولادة.
أثبتت الدراسات أن بعض النساء قد تظل تعاني الاكتئاب مدة ثلاث سنوات بعد الولادة.
لكن في أغلب الحالات تبدأ أعراض الاكتئاب في التحسن تدريجيًا، بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين بعد الولادة.
هل اكتئاب الجمل يؤثر على الجنين؟
لا توجد دراسات تثبت أن اكتئاب الحمل يؤثر في صحة الجنين.
لماذا تكتئب الحامل؟
تتمثل أسباب اكتئاب الحمل في الآتي:
- التغيرات الهرمونية والنفسية التي تمر بها الحامل في أثناء الحمل، إذ توجد علاقة بين هرمونات الحمل والاكتئاب.
- التغيرات الجسدية التي تحدث في أثناء الحمل، مثل: زيادة الوزن، وظهور الكلف، والقئ أو الشعور بالغثيان.
العوامل التي تسهم في حدوث اكتئاب الحمل في الشهور الأولى
تساهم عدة عوامل في حدوث اكتئاب الحمل في الشهور الأولى، مثل:
- وجود تاريخ مرضي من الاكتئاب سابقًا.
- الحمل في سن صغير.
- الحمل غير المخطط له.
- نقص الدعم الأسري.
- وجود صعوبة في الحمل أو تاريخ متكرر من الإجهاض.
- وجود مشكلات زوجية أو شخصية.
- تعاطي المخدرات.
ختامًا، -عزيزتي الحامل- إذا كان لديكِ عامل أو أكثر من عوامل الخطر السابق ذكرها وكنتِ تخططين للحمل، عليكِ طلب المشورة مسبقًا من طبيبك المعالج، لعلاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى.
والآن أخبرونا تجاربكم مع اكتئاب الحمل.
