تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة كانت قاسية، مررت بنوبة تشنجاتٍ ولا أستطيع معرفة ماذا يحدث لي؟ إلى أن أخبرتني طبيبتي أني أُعاني تسمم الحمل بعد الولادة.
لا أستطيع التعافي ورعاية صغيري والرجوع إلى حياتي الطبيعية، أُعاني دائمًا ارتفاعًا في ضغط الدم وصداعًا يكاد يفْتِكُ برأسي.
سنتطرق إلى أسباب وعلامات تسمم الحمل بعد الولادة، وأيضًا تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.
تسمم الحمل بعد الولادة (Postpartum Preeclampsia)
حالة نادرة قد تحدث للمرأة بعد الولادة ويُطلق عليه أيضًا (ارتعاج ما بعد الولادة)، إذ تصاب بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول (الزلال).
في بعض الحالات قد يتطور الأمر إلى تلف خلايا المخ، والسكتات الدماغية إذا لم يعالَج.
أسباب تسمم الحمل بعد الولادة
من الصعب تحديد سبب ارتعاج ما بعد الولادة، ولم تُثبت الدراسات أي أسباب محددة لذلك، لكن توجد بعض العوامل التي تزيد فرص حدوث هذه الحالة.
عوامل الخطر لحدوث ارتعاج ما بعد الولادة
أشارت بعض الدراسات إلى وجود بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة، منها:
- ضغط الدم المزمن قبل الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل.
- السمنة.
- التاريخ العائلي.
- الحمل بتوائم.
- الإصابة بمرض السكري (النوع الأول أو الثاني).
- العمر تحت سن 20 عامًا أو أكبر من 40 عامًا.
تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة
عانيت ارتفاعًا بضغط الدم مع صداع يفتك برأسي مع تشنجات ولاحظت تورم قدماي.
أهملت صغيري ولا أعلم ماذا ألمَ بي، إلى أن ذهبت للطبيبة وأخبرتني معاناتي تسمم الحمل بعد الوِلادة.
لا تقلقي -عزيزي الأم- بعد الانتظام على تناول مضاد التجلط وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم تحسنت حالتي.
أعراض تسمم الحمل بعد الولادة
توجد بعض الأعراض التي توضح الإصابة بارتعاج ما بعد الولادة، أهمها:
- ارتفاع ضغط الدم (Hypertension).
- زيادة نسبة البروتين في البول (Proteinuriea).
- صداع شديد.
- حدوث بعض التغيرات في الرؤية مثل عدم وضوح الرؤية أو رؤية بقع سوداء أو الحساسية للضوء.
- زيادة الوزن.
- قلة التبول.
- ألم في الجزء العلوي من البطن خاصةً الجانب الأيمن.
- الغثيان والقيء.
- ضيق مفاجئ في التنفس.
- تورم الوجه والأطراف (اليدين والقدمين).
يعد تسمم الحمل من الحالات الخطيرة، التي يمكن تطورها سريعًا لأعراض أكثر خطورة، لذا يجب عليكِ الذهاب للطبيب إذا لاحظتِ ظهور أحد هذه الأعراض.
متى يحدث تسمم الحمل بعد الولادة؟
تصاب النساء بارتعاج ما بعد الولادة غالبًا في خلال (48 – 72) ساعة من الوِلادة ، لكن في بعض الأحيان قد يتأخر ظهوره إلى 6 أسابيع بعد الوِلادة ويطلق عليه (تسمم الحمل المتأخر بعد الولادة) وسنتطرق إليه لاحقًا.
أما عن سؤال متى ينتهي تسمم الحمل بعد الولادة، نجيب أنه تختلف الحالة المرضية من سيدة لأخرى ولا يمكننا توقع متى ينتهي.
هل تسمم الحمل بعد الولادة يسبب الوفاة؟
لا بُد من تدخل علاجي سريع لتفادي حدوث مضاعفات تسمم الحمل بعد الولادة الخطيرة التي قد تهدد الحياة، وتشمل هذه المضاعفات:
- السكتات الدماغية (Stroke).
- الجلطات الدموية (Thromboembolism)، التي تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية وهذا ما حدث خلال تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.
- الوذمة الرئوية (Pulmonary edema)؛ إذ تتجمع السوائل في الرئة.
- تلف الكبد والكُلى.
- تلف خلايا المخ، الذي قد ينتج عنه نوبات تشنجية.
- متلازمة هيلب (HELLP)، وتعني انحلال الدم؛ إذ يحدث تكسير لكرات الدم الحمراء وانخفاض نسبة الصفائح الدموية بالإضافة لارتفاع إنزيمات الكبد وقد تهدد الحياة.
- الموت.
علاج تسمم الحمل بعد الولادة
توجد بعض الأدوية التي تسهم في علاج تسمم الحمل بعد الوِلادة، وقد يصف لكِ الطبيب الدواء المناسب بناءً على حالتكِ، منها:
- أدوية ضغط الدم المرتفع (Anti-hypertensive drugs)
للتحكم في ضغط الدم المرتفع والمحافظة على المعدل الطبيعي له (120\80).
- الأدوية المضادة للتخثر (Anti-coagulants)
لمنع تخثر الدم، الذي يؤدي إلى حدوث جلطات.
- الأدوية المضادة للتشنجات (Anti-seizure drugs)
- مثل كبريتات الماغنسيوم لمنع حدوث نوبات التشنج أحد أهم مخاطر تسمم الحمل.
أخبري طبيبكِ إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعةً طبيعيةً لإعطائك النصيحة المناسبة بشأن هذه الأدوية كي لا يتضرر طفلك.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
يجب عليكِ استشارة الطبيب إذا لاحظتِ ظهور أحد الأعراض التي ذكرناها من قبل ولا تتجاهلي تلك المؤشرات؛ إذ إن التدخل العلاجي السريع يمنع حدوث هذه المضاعفات الخطيرة، التي قد تؤدي إلى الموت.
تشخيص تسمم الحمل بعد الولادة
عادةً ما يُشخص ارتعاج ما بعد الولادة من خلال بعض الفحوصات المعملية، منها:
- تحليل البول
يقيس نسبة البروتين في البول، وقد يُجمع البول خلال 24 ساعة لمعرفة الكمية الإجمالية للبروتين.
- تحليل الدم
لمعرفة عدد الصفائح الدموية، والتحقق من وظائف الكبد والكُلى.
- فحص ضغط الدم
متابعة ضغط الدم باستمرار لمراقبة أي تغيرات تطرأ على ضغط الدم.
- فحص الدماغ
خاصةً إذا كنتِ قد تعرضتِ لنوباتٍ تشنجيةٍ مثل ما حدث خلال تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة، لمعرفة حجم التلف المحتمل في الدماغ.
أسباب تسمم الحمل المتأخر بعد الولادة
يقول جيمس إن مارتن “الرئيس السابق للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد”: قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا كي يتخلص الرحم من البطانة بعد الولادة.
يعد هذا السبب وراء تأخر حدوث تسمم الحمل إلى ما بعد الوِلادة، لذا من الممكن أن يحدث التسمم في أثناء الحمل، لكن لا تظهر أي أعراض إلا بعد الوِلادة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث في أثناء الحمل وتصاب الحامل بمقدمات التسمم، لكن لا يؤثر ذلك في الجنين، ويؤدي هذا التسمم إلى إطالة مدة التعافي بعد الوِلادة.
لكن انتبهي جيدًا -عزيزتي- قد يصبح الأمر في غاية الخطورة إذا تُرك دون علاج.
الفرق بين تسمم الحمل قبل وبعد الولادة
تسمم الحمل حالة خطيرة تحدث في أثناء الحمل غالبًا بعد 20 أسبوعًا من عمر الجنين، وتشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 10% من النساء يعانين تسمم الحمل.
تسبب هذه الحالة ارتفاعًا شديدًا في ضغط الدم قد يهدد الحياة، وتتطلب اتخاذ بعض الإجراءات السريعة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع وتجنبكِ عديد من المشكلات الخطيرة.
أما تسمم الحمل بعد الوِلادة فهو محور حديثنا.
التعافي بعد تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة
في أثناء التعافي من ارتعاج ما بعد الولادة، سوف تتعافين من مرحلة الولادة نفسها أيضًا ويشمل ذلك بعض التغييرات الجسدية والعاطفية، منها:
- إحساس بالإرهاق والتعب الجسدي.
- ألم في البطن خاصةً إذا كنتِ قد خضعتِ لولادةٍ قيصريةٍ.
- مشكلات في النوم (الأرق).
- فقدان الشهية.
- تقلبات مزاجية وشعور بالبكاء.
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- تشققات الحلمة إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.
- إفرازات مهبلية وتقلصات.
- الإمساك.
كيف يمكنني الوقاية بعد الوِلادة من تسمم الحمل؟
لا يمكننا منع حدوث تسمم ما بعد الولادة؛ نظرًا لعدم وجود أسبابٍ واضحةٍ لحدوثه، لكن يمكننا الانتباه لأعراض ظهوره وإبلاغ الطبيب.
يقي الاكتشاف المبكر لهذه الأعراض وبدء العلاج فورًا، المضاعفات الخطيرة التي ربما تهدد الحياة.
إذا كنتِ تعانين ارتفاعًا في ضغط الدم أو أُصبتِ بهذا التسمم من قبل، أخبري طبيبكِ كي يقدم لكِ النصائح المناسبة للتحكم في ضغط الدم في أثناء الحمل.
لذا انتبهي جيدًا -عزيزتي- ولاحظي أي تغيرات أو أعراض قد تظهر عليكِ، وأخبري طبيبك لبدء العلاج على الفور وتجنب عديد من المشكلات.
في الختام، من خلال تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة لا تتجاهلي -عزيزتي- أي أعراض تظهر عليكِ وأخبري طبيبكِ بها، واطلبي الدعم والمساعدة ممن حولكِ.
اجعلي تعافيكِ أولى اهتماماتكِ وركزي على استعادة قوتكِ كي تتمكني من رعاية طفلكِ والرجوع لحياتكِ الطبيعية والتعافي من تسمم الحمل بعد الولادة.
والآن نريد تجارب النساء مع تسمم الحمل بعد الولادة..
