أعراض الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية وعلاجها | متاهة المرأة
الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية! حقًا، هل تمزحين معي؟ كانت صديقتي تصيح في وجهي مرددة تلك الكلمات، ذلك بعد أن أخبرتها اعتقادي بأنها قد تعاني هذا الشيء.
غاضبة، قلقة، متوترة، هكذا تبدو لي صديقتي في الآونة الأخيرة وكأنها تعاني شيئًا مجهولًا، وتثور ثائرتها من أجل أتفه الأسباب، وعندما بحثت قليلًا في الشبكة العنكبوتية، عثرت على هذه النتيجة.
اقترحت عليها أن تزور الطبيب لتستشيره بخصوص هذا الأمر، أما الآن فدعوني أخبركم عن كل ما يجب أن معرفته عن هذه الاضطرابات.
اضطرابات تصيب المرأة بسبب الدورة الشهرية
تعاني المرأة أنواعًا عدّة من الاضطرابات بسبب الدورة الشهرية، نذكر منها الآتي:
المتلازمة السابقة للدورة الشهرية (PMS)
مجموعة من الأعراض التي قد تشعر بها المرأة خلال الأسبوع السابق للدورة الشهرية، مثل:
- الشعور بالانتفاخ والتقلصات.
- آلام الثدي.
- الإرهاق.
- الشراهة في الأكل.
- الأرق.
- التقلبات المزاجية.
تتوقف المرأة عن الشعور بتلك الأعراض بمجرد نزول دماء الدورة الشهرية.
الاضطراب المزعج السابق للدورة الشهرية (PMDD)
اضطراب يتشارك مع سابقه في الأعراض، كذلك تعاني المرأة هذا الاضطراب تقريبًا خلال الأسبوع السابق للدورة الشهرية.
لكن الأعراض تكون أكثر حدة إلى الدرجة التي تمثل عائقًا للمرأة عن ممارسة أنشطتها اليومية طبيعيًا، إلى جانب تسببها في فساد علاقاتها الشخصية.
الأعراض الأكثر شيوعًا هي:
- الشعور بالحزن والميل إلى البكاء.
- الغضب لأتفه الأسباب.
- الاكتئاب.
الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية
معظمنا سمع كثيرًا عن الاضطرابات السابقة، لكن الجديد هنا هو الاضطرابات النفسية التي تحدث بعد انتهاء الدورة الشهرية (Post Menstrual Syndrome)، وهذا ما سنشرحه في السطور القادمة.
هي مجموعة من الأعراض التي تشعر بها النساء بعد انتهاء الدورة الشهرية، وتشمل أعراضًا جسدية ونفسية، وإن كانت الأعراض النفسية تظهر بوضوح أكبر.
تشكو حوالي 10% من النساء فقط، على عكس الاضطرابات السابقة التي تصيب تقريبًا 90% من النساء. وهي اضطرابات تعانيها النساء منذ الأزل، لكنها غير مشهورة بما يكفي.
إذ لم يتطرق إليها العلم إلا حديثًا ولم تجرَ كثير من الأبحاث بعد بخصوصها، لكن عزيزي القارئ هذا لا يعني أن جعبتنا خاوية تمامًا من المعلومات التي قد تهمك.
نشرح في السطور القادمة أسباب تلك الاضطرابات وعلاجها.
أعراض الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية
إليكِ بعض الأعراض التي قد تعانيها:
- القلق والتوتر
- التقلبات المزاجية.
- الاكتئاب.
- انعدام الثقة بالنفس.
- الشعور بالغضب.
- مشكلات بالنوم.
- ضعف التركيز.
- فقدان القدرة على تناسق الحركة العضلية.
- آلام البطن والمفاصل والرقبة.
- آلام في أثناء ممارسة الجنس.
- الصداع.
- الشعور بالجفاف أو الحكة في منطقة المهبل.
ننوه إلى أنه لا تعاني كل امرأة بالضرورة هذه الأعراض بعد الدورة الشهرية، بل تنجو بعض النساء من هذه المعركة النفسية الصعبة.
إذا شعرتِ بتقلصات أسفل البطن بعد الدورة الشهرية، فاستشيري الطبيب على الفور إذ قد تكون علامة على إصابتك ببطانة الرحم المهاجرة Endometriosis.
تستمر الأعراض عادة بضعة أيام بعد انتهاء الدورة، لكن أحيانًا تستغرق أسبوعين كاملين.
علاج الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية
في البداية، يفحص الطبيب المريضة ويسألها عن الأعراض بدقة مع تدوين تاريخ حدوثها ومدة استمرارها.
يسأل الطبيب المريضة كذلك عن روتين يومها ونظامها الغذائي.
قد يشك الطبيب في حالات مرضية أخرى تسبب أعراضًا مشابهة مثل تكيس المبايض المتعدد PCOS واضطرابات الغدة الدرقية والاضطرابات النفسية المختلفة مثل الاكتئاب.
لذا يحاول الطبيب استبعاد الحالات الأخرى أولًا قبل تشخيص المريضة بالإصابة بالاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية.
لا تتوفر كثير من الأبحاث التي تلقي مزيدًا من الضوء على تلك الحالة، لكن قد يستعين الأطباء ببعض العلاجات التي أثبتت فاعليتها في علاج المتلازمة السابقة للدورة الشهرية، ونذكر منها الآتي:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- مضادات الاكتئاب:
لاحظ بعض الأطباء تحسن الأعراض بعد تناول المريضات للأدوية التي تنتمي لمجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI).
- موانع الحمل:
توقِف عملية التبويض، وقد أثبتت فاعلية في تحسين الحالة المزاجية لبعض النساء التي تعاني تلك الاضطرابات.
قد ينصح الأطباء بتجربة العلاج بالإبر والعلاج بالضوء إذا لم تثبت العلاجات السابقة فاعليتها.
أسباب الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية
غير معلوم إلى الآن الأسباب بدقة، لكن يرجع العلماء هذه المتلازمة إلى عدة نظريات (غير مثبتة علميًا بعد)، مثل:
- عدم توازن مستوى بعض الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون بالدم.
يشير العلماء إلى الدور الذي قد يلعبه هرمون الإنسولين في التأثير على الهرمونات السابقة وكيفية عملها، ومن ثمَ على صحة المرأة وتسببها في حصول الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية.
- نقص مستوى فيتامين ب6 بالدم.
- تغيرات بعملية أيض الجلوكوز بالجسم.
- عدم توازن الكهارل بالدم.
- نقص مستوى السيروتونين بالدم، وهو ما يُطلق عليه هرمون السعادة.
نصائح عامة لتحسين الحالة النفسية للمرأة أثناء الدورة الشهرية
نظرًا لتأثر الحالة النفسية للمرأة في أثناء الدورة الشهرية سلبًا، ينصح الأطباء السيدات دائمًا باتباع بعض الخطوات البسيطة لتحسينها، مثل:
- ممارسة الرياضة بانتظام، إذ تساعد على التخلص من مشاعر القلق وكثير من المشاعر السلبية.
- الحصول على قدر كاف من النوم الهادئ المنتظم.
- شرب الماء بكثرة.
- قد ينصح البعض بتجربة اليوجا، أو الخضوع للمساج أو التأمل وممارسة اليقظة للتخلص من التوتر.
- تقليل مستويات الملح بالطعام، والحد من تناول الكافيين.
- تناول الخضراوات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة بكثرة.
- تجنب مسببات التوتر مثل النقاش في الأمور المالية.
- فحص نسبة الحديد بالدم، وتعويض نقصه بتناول الطعام الغني به أو المكملات الغذائية التي تحتوي عليه.
إذ يتسبب نقص الحديد في الشعور بالألم في أجزاء مختلفة من الجسم والصداع.
- فحص نسبة الماغنسيوم بالدم، لأن نقصه قد يساهم في الإصابة بالاكتئاب مع تناول الأطعمة الغنية به لتعويض نقصه إن وجد.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب المركب وفيتامين ه.
- تدوين الأعراض التي قد تشعرين بها بدقة في مذكرة خاصة، مع ملاحظة تاريخ بدء الأعراض وانتهائها، وحِدتها حتى يسهل على الطبيب تشخيص حالتك واقتراح العلاج المناسب لكِ.
نُبْذَة عن الدورة الشهرية
بعد التطرق إلى الاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية، نحتاج إلى فهم ما نسميه بالدورة الشهرية (Menstrual Cycle).
في البداية تفرز الغدة النخامية هرمون الملوتن LH والهرمون المنشط للحويصلة FSH، اللذين يحفزان عملية التبويض.
تتكون البويضة وتخرج من أحد المبيضين ثم تمر خلال قناة فالوب للوصول إلى الرحم.
كذلك يحفز الهرمونين السابقين المبيضين على إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون، اللذين يحفزان زيادة سمك بطانة الرحم.
التي تتكون من الدماء والمخاط، ليكون مستعدًا لاستقبال البويضة المخصبة بالحيوان المنوي.
ثم نتوقع أحد السيناريوهات الآتية:
- إذا التقت البويضة بالحيوان المنوي في أثناء مرورها عبر قناة فالوب وخُصبت، تكمل طريقها إلى الرحم حيث تستقر.
تلتصق بالبطانة، وتنمو وتستمد غذاءها عبر المشيمة حتى تنمو وتصبح طفلًا سعيدًا يخرج إلى الدنيا بعد تسعة أشهر.
- أما إذا لم تخصَب البويضة يتخلص الرحم منها بالإضافة إلى بطانته، إذ لم يعد في احتياج إليها وتخرج تلك البطانة من خلال المَهْبِل في صورة دماء.
عادةً تستغرق الدورة الشهرية 28 يومًا، تبدأ من أول يوم تنزف فيه الفتاة في الدورة الأولى إلى أول يوم تنزف فيه في الدورة التي تليها.
قد يستمر الدم في النزول مدة 3 إلى 7 أيام.
وأخيرًا، لا تترددي في استشارة الطبيب إذا شعرتِ بالاضطرابات النفسية بعد الدورة الشهرية، وتذكري دائمًا أنه لا يوجد ما تخجلين منه، فدون الدورة الشهرية لم نكن لنعرف الحياة.