أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري | عندما ينضب جزء منك
ما أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري؟
هل التعبير الأدق أن أقول خفتت نجمتي أم انطفأت نجمتي!
تلك النجمة الصغيرة التي نمت بداخلي، لا أعلم متى أو كيف فقدتها، لكن ما أعلمه جيدًا أنها خفتت هنا لتضئ في مكانٍ آخر.
سنتناول اليوم الحديث عن الإجهاض المبكر وخاصةً أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري؟ والعوامل التي تزيد فرص حدوثه.
ما الإجهاض المبكر؟
يعرف مصطلح الإجهاض المبكّر (Early Miscarriage) أو فقدان الحمل المبكر أنه نزيف حاد يحدث بعد فترة وجيزة من تلقي نتيجة اختبار حمل (Pregnancy Test) إيجابية، أي خلال الأسابيع أو الأشهر الثلاثة الأولى للحمل.
يعد شائع الحدوث؛ فهو يحدث في حوالي 10% من حالات الحمل المعروفة، ولكن ما زالت النسبة الفعلية غير معروفة؛ لأن عديد من حالات الإجهاض تحدث قبل أن تدرك المرأة أنها حامل.
لكن لا تجزعي إذا كنت تعانين أي نزيف مهبلي أو تشنجات مؤلمة، لأن هذا لا يعني بالضرورة حدوث الإجهاض (Abortion).
ومع ذلك لا تترددي في الذهاب إلى أقرب مستشفى والتواصل مع طبيبك الخاص.
الفرق بين دم الدورة ودم الإجهاض
قد تتشابه بعض أعراض الاجهاض المبكر والدورة الشهرية، ومن أبرز تلك الأعراض:
- النزيف المهبلي الذي يشوبه بعض الجلطات الدموية، ويظهر في صورة كتل صغيرة مع الإفرازات المهبلية.
- تقلصات البطن وتشنجات، تتراوح شدتها من ألم يشبه ألم الدورة الشهرية إلى تقلصات قوية تشبه المخاض.
- خروج أنسجة الحمل من المهبل.
بعض الأعراض تبدأ بسيطة وتستغرق يوم أو اثنين على الأكثر، لذا لا داع للقلق. لكن إذا زادت حدة الأعراض فأصبح النزيف غزيرًا، وتقلصات البطن شديدة لا تُحتمل، أو ألم شديد في الظهر، لا يمكنك تجاهل هذه الأعراض.
اتصلي بطبيبك فورا، لأنها قد تكون إشارة للإجهاض المبكر أو حدوث حمل خارج الرحم.
أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري
ترجح الدراسات الأسباب الآتية:
1.عمر المرأة
تميل النساء اللواتي يخضعن لعمليات الحقن المجهري إلى أن يكونوا أكبر سناً من النساء اللواتي يحملن طبيعيًا، ويرتبط عمر الأم الأكبر سنًا بزيادة خطر الإجهاض.
على سبيل المثال، النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 45 عامًا لديهن فرصة 20٪ إلى 35٪ للإجهاض، والنساء فوق سن 45 قد تصل إلى 50٪ فرصة للإجهاض.
2.الحالة المرضية
تؤثر حالة المرأة الصحية في نجاح الحقن المجهري.
3.تحفيز المبيض
وجدت دراسة أجريت عام 2004 أن مقدار تحفيز المبيض الذي تتلقاه المرأة قي أثناء استخدام تقنية الإنجاب المساعدة قد يلعب دورًا. ورجح الباحثون أن زيادة تحفيز المبيض ربما يكون من أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري.
4.الوعي المبكر
عندما تجري المرأة الحقن المجهري فإنها تولي اهتمامًا لكل دورة وتكتشف أنها حامل في وقت مبكر جدًا من هذه العملية.
من ناحية أخرى، قد لا تعرف النساء اللائي يحملن طبيعيًا أنهن حامل في وقت مبكر.
نظرًا لأن خطر الإجهاض يكون أعلى خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل، فإن عديد من النساء اللائي يحملن طبيعيًا قد يتعرضن للإجهاض قبل أن يدركن أنهن حوامل. غالبًا ما يشار إلى هذا باسم الحمل الكيميائي.
هل فشل الحقن المجهري يعتبر إجهاض؟
إذا أتت الدورة الشهرية بعد العملية يعد فشلًا للحقن المجهري، وإذا لم تأتِ وظهر تحليل الحمل إيجابي ثم حدث نزيف بعدها يعد إجهاض.
هل يمكن إعادة الحقن المجهري بعد الإجهاض؟
ينبغي أولًا تحديد أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري ثم يمكنكِ إعادة المحاولة بعد 6 أشهر كما أوصت منظمة الصحة العالمية.
رجحت دراسات حديثًا أنه يمكن إعادة الحقن المجهري قبل مرور 6 أشهر على العملية الأولى إذا صرح الطبيب أن حالتك مناسبة للإجراء.
أسباب الإجهاض المبكر بعد الحمل الطبيعي
أحيانًا يحدث الإجهاض بدون سبب ومن أهم أسباب الإجهاض المبكر ما يلي:
1.وجود خلل في كروموسومات الجنين
في الهيكل الجيني للكروموسوم أو في عدده، إذ يتلقى الجنين عددًا غير طبيعيًا من الكروموسومات سواء من البويضة الخاصة بالأم أو من الحيوان المنوي للأب.
هذا الخلل يجعل اكتمال نمو الجنين غير طبيعيًا ويحدث الإجهاض في نهاية المطاف.
لذا يأخذ الطبيب جزءًا من الأنسجة التي خرجت مع دم الحيض لفحصها، وكذلك سيجري اختبار تشوهات الكروموسومات إذا كان لديك تاريخ سابق في الإجهاض المتكرر.
2.مشكلات تطور المشيمة
وهي العضو المسؤول عن الإمداد الدموي بين الأم والجنين.
3. لا يمكن أن يغفل الطبيب عن إجراء فحص فصيلة الدم، للتأكد من عامل ريسس (Rh) وهو بروتين يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء.
إذا كانت خلايا دمكِ تحمل هذا البروتين إذًا فإن العامل الريسوسي(Rh) لديكِ موجب. أما إذا كانت خلايا دمكِ لا تحمله إذًا العامل الريسوسي (Rh) لديك سالب.
قد تتعرضين للإجهاض إذا كان عامل ريسس (Rh) لديك سالبًا وكان عند الجنين موجبًا، ولكن يمكن منع هذه المعضلة بحصولك على حقنة من الغلوبولين المناعي للعامل الريسوسي.
بعض الحوامل يتملكهن الخوف والقلق في بداية الحمل أو إذا سبق لهن الإجهاض المبكر، وعند أداء الأعمال المنزلية، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو الأنشطة الحياتية اليومية، أو حتى الغثيان الصباحي في بداية فترة الحمل، لكن ذلك ليس صحيحًا ولا يسبب الإجهاض.
استنادًا لما سبق يمكننا القول أنه تختلف أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري عن الحمل الطبيعي.
هل الإجهاض المبكر يحتاج تنظيف الرحم؟
يحدد الطبيب أفضل طريقة للتعامل مع تنظيف الرحم بعض الإجهاض وفقًا للحالة الماثلة أمامه:
- إذا حدث الإجهاض المبكر ولم يبق شيء داخل الرحم: يتأكد الطبيب من ذلك أولًا باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ مستبعدًا أيًا من علامات حدوث عدوى، وهنا يتعامل الجسم طبيعيًا ولا حاجة للتدخل.
- إذا تبقت بعض أجزاء الحمل أو جميعها: وهنا يحدد الطبيب ثلاث طرق للتعامل:
- التعامل مع الأمر طبيعيًا وهذا ما تفضله بعض النساء، لكن يظل خيار التدخل قائمًا اعتمادًا على مدة استمرار النزيف ومدى غزارته، ومقدار الألم الذي تشعر به المرأة، وتظل المتابعة مستمرة حتى يستقر كلٌ من النزيف والألم.
- استخدام الدواء: أقراص عن طريق المهبل، تساعد على فتح عنق الرحم وخروج الحمل المتبقي وتسمى (Misoprostol)، وقد يصف الطبيب حبوب ميثرجين للإجهاض غير المكتمل لتنظيف الرحم.
يبدأ النزيف بعد 24 ساعة، ويستغرق عدة ساعات، وقد يصاحبه بعض الألم الذي قد يستدعي تناول مسكنات.
قد يستمر النزف مدة تصل إلى 3 أسابيع، وفي جميع الأحوال يجب إجراء اختبار حمل بعد 3 أسابيع، وإذا كان إيجابيًا يلجأ للإجراء الجراحي.
- التدخل الجراحي: يعتمد الطبيب التدخل الجراحي وفقًا للوضع القائم، فقد يجريها خلال عدة أيام بعد الإجهاض أو يجريها في الحال؛ إذا كان النزيف غزيرًا، أو علامات العدوى جلية، أو إذا فشل التدخل الدوائي.
تجرى العملية تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي.
من أمثلة التدخل الجراحي:
- الشفط بالتخلية: يُدخِل الطبيب أنبوب رفيع داخل الرحم، يتصل في الخارج بجهاز شفط يشفط الأنسجة المتبقية داخل الرحم.
- التمدد والكشط (D&C): تُستخدم أداة لتوسيع عنق الرحم وأخرى لإزالة أنسجة الحمل.
متى ينظف الرحم بعد الإجهاض؟
تختلف مدة تنظيف الرحم وفقًا للحالة المرضية وإجراء التنظيف. هل سيكون بالأدوية أم بالتدخل الجراحي.
ووفقًا للدراسات ينظف الرحم بعد أسبوعين.
متى تزداد فرص حدوث الإجهاض المبكر؟
- العمر: يعد من أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري والطبيعي كلما تقدمت المرأة في العمر كانت نسبة الإصابة بالإجهاض المبكر أعلى. تزيد هذه النسبة في عمر الأربعين.
- هناك عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة: مثل الوزن الزائد، أو التدخين أو الإدمان، أو الكحول.
- بعض الأمراض: مثل مرض السكري غير المنضبط.
- بعض أمراض الجهاز التناسلي: مثل عدوى الرحم أو تشوهات الرحم، أو ضعف أنسجة عنق الرحم أوالخلل الهرموني.
تشخيص الإجهاض المبكر
سيطرح الطبيب عليكِ أولًا بعض الأسئلة الهامة، لتحديد مدى خطورة الوضع مثل: وقت بداية النزيف، وكميته، وما إذا كان مصحوبًا بتقلصات أو ألم.
وبعد أن يتأكد من وجود جميع أعراض الإجهاض المبكر ستخضعين إلى:
- الفحص البدني.
- ثم الفحص بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من استمرار نمو الجنين داخل الرحم، وكذلك التحقق من ضربات قلبه.
- قياس نسبة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) في الدم، لأن نقص نسبته تعني خسارة الحمل.
وأخيرًا، يظل إجهاض الحمل هو الخاطر المسيطر على كيان المرأة خلال الحمل، لكن لا داعِ للقلق؛ ليس هناك ما يمكنك فعله لتجنب الإجهاض المبكر، لكن ببساطة ركزي على الاعتناء بنفسك وبجنينك واستمتعي بتلك الفترة ولا تفكري في أسباب الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري.