عيوب استراتيجية لعب الأدوار للأطفال ومميزاتها | كنز لا يَنضُب
لعب الأدوار للأطفال..
يقول ألبرت أينشتاين: “الإبداع سيأخذك من الألف إلى الياء، أما الخيال سيأخذك في كل مكان”.
تعني هذه الجملة أن اكتشاف علاج لأمراض جديدة أو التقدم التكنولوجي والاختراعات مستوحاة من التخيل والإبداع.
سنسلط الضوء في هذا المقال على مميزات لعب الأدوار للأطفال، وأهميته في تطوير المهارات اللغوية والاجتماعية للأطفَال، فتابعوا معنا.
ماذا تعني استراتيجية لعب الأدوار للأطفال؟
تعد استراتيجية تمثيل الأدوار وما تتضمنه من محاكاة إحدى الطرق التعليمية المثالية والمألوفة أيضًا لدى الأطفال.
إذ يتقمص الأطفال الشخصيات الواقعية أو الخيالية، وذلك بنشاطٍ مُفعم بالمرح والحيوية.
تساعد هذه الطريقة الأطفال على فهم مواقف الحياة المختلفة، وتغذية الخيال والإبداع لديهم من عمرٍ مبكرٍ.
كذلك تُطور المهارات الاجتماعية، وتعزز روح التعاطف مع أصحاب المهن المختلفة، وتساعد الأطفال على فهم شخصياتهم والقدرة على التفاعل وفهم الآخرين.
مثال على لعب الأدوار
تعد لعبة القلاع من أشهر الأمثلة على لعب الأدوار للأطفال، إذ يصنع الأَطفال قلاعهم الخاصة من أغطية السرير، وبعض الوسائد والعُصي وتبدو مثل مملكتهم الخاصة.
يمكن لكل طفل أن يأخذ دوره في حكم المملكة، بينما الباقي يعيشون في المملكة تحت لوائه، وتستخدم هذه اللعبة في تعليم الأطفال التخطيط الاستراتيجي.
أنواع لعب الأدوار للأطفال
توجد عدة أمثلة للعب الأدوار، منها ما يلي:
1. الألعاب المهنية
يقلد الأطفال فيها أصحاب المهن المختلفة، فيتقمصون دور الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم.
2. الألعاب الخيالية
يقلد الأطفال الشخصيات الكرتونية والأبطال الخارقين، لافتنانهم بهم وذلك بسبب قوتهم الخارقة.
مثل: سوبرمان والديناصورات ووحيد القرن وسلاحف النينجا وأيضًا قصص الأميرات، مثل: روبانزل وسندريلا.
3. تمثيل مواقف الحياة الواقعية
نجد الأطفال من عمر مبكر لديهم شغف باللعب بالأدوات المنزلية، إذ يدخلون مع أمهاتهم المطبخ، أو يساعدنهن على ترتيب المنزل أو يذهبون للتسوق مع أمهاتهم.
أيضًا توجد ألعاب مصممة للعب الأدوار، مثل: لعبة أدوات المطبخ التي يقلد فيها الطفل أمه ويتخيل أنه يطبخ حقيقيًا.
نجد أيضًا لدى الأمهات الجدد وعيًا بالطرق التعليمية الجديدة، مثل: نظام منتسوري، كل ذلك يساعد على تطوير النمو العقلي، وتحفيز الأطفال وتعزيز الأداء المدرسي.
أهمية لعب الأدوار للأطفال
مع أن لعب الأدوار يغلب عليه طابع المرح إلا أن له أهمية كبيرة، منها ما يلي:
- التشجيع على الإبداع وتعزيز ملكة الخيال
وفقًا للأبحاث، توجد علاقة وثيقة بين قدرة الأطفَال على الإبداع والمرونة المعرفية أو الإدراكية ولعب الأدوار.
يتمرن عقل الطفل بلعب الأدوار على تطوير ملكة الخيال واستخدامها في عمرٍ مبكر.
يساعد التخيل الجيد على حل المشكلات وفض النزاعات، والتفكير في الخطط المستقبلية أو علي الأقل فهم وجهة نظر الآخرين.
أو فهم جوانب الحياة المختلفة ويكون ذلك أكثر أهمية فيما بعد في مراحل الحياة المختلفة.
- إثراء اللغة وتعزيز مهارات التواصل
يتيح لعب الأدوار فرصة جيدة لتعلم كلمات ومفردات جديدة، أو تحسين اللغة الأم أو تعلم لغة جديدة بالمشاركة أو الاستماع الجيد لبعضهم البعض أو للمعلم.
تساعد مشاركة الأطفَال مع بعضهم ولعب الأدوار على تنمية مهاراتهم اللغوية، وتعزيز الثقة بأنفسهم مع انتقاء كلماتهم جيدًا والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، والتعرف إلى البيئات المختلفة.
تظهر فوائد هذه المهارات فيما بعد عندما يبدأ الطفل في تعلم القراءة والكتابة.
- تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية
قد يوضع الأطفَال في أثناء لعب الأدوار في بيئة خيالية يجدون فيها متعة التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وكذلك التعاطف أيضًا مع أصحاب المهن المختلفة.
أحيانًا، يجد الطفل نفسه في مهنة معينة فعندما تسأل أحد الأطفال ماذا تحب أن تكون عندما تكبر؟ فيجيب أحب أن أصبح طبيبًا أو محاميًا أو مدرسًا أو غيرها من المهن.
يساعد لعب الأدوار على تخفيف التوتر، ويستخدمها بعض معالجي الأطفال لأنه يغلب عليها طابع المرح، وتعزز أيضًا أهمية العمل الاجتماعي، وتعدِل سوء السلوك عند الأطفال.
- تعزيز النمو البدني
يساعد لعب الأدوار للأطفال على تقوية أبدانهم وذلك بالركض وصعود السلالم، أو تقوية عضلات اليد على سبيل المثال عند أداء عمل يدوي، مثل: البناء أو الرسم.
تشجع كل هذه المميزات على تطوير لعب الأدوار، وابتكار ألعابًا جديدة.
عيوب استراتيجية لعب الأدوار
وبعد أن تعرفنا إلى مميزات لعب الأدوار للأطفال، فنجد أيضًا أن لها عيوب، ومنها ما يلي:
- شعور بعض الأطفال بالحرج والانزعاج
مع إن مواقف لعب الأدوار ممتعة ومرحة، إلا أن بعض الأطفال يشعرون بالحرج والتردد في أثناء تأدية دورهم بطريقة درامية.
ينتاب بعض الأطفال القلق بشأن رأي الآخرين في دورهم، مما يجعلهم لا يحبون المشاركة، وقد يعانون صعوبة فهم أدوارهم أو فهم الشخصيات التي يؤدونها.
كل ذلك يصعب معه جني الثمار المرغوبة من لعب الأدوار.
- الفوضى وعدم الانتباه
يعد لعب الأدوار في الفصول الكبرى غير فعال، لأن بعض الأطفال ليس لديهم خيارًا للمشاركة، إذ تحتاج بعض سيناريوهات لعب الأدوَار إلى شخصين أو ثلاثة أشخاص.
لذا إذا حاول المعلم مشاركتهم جميعًا سيؤدي ذلك إلى عدم اهتمامهم وقد ترتفع أصواتهم، وتحل الفوضى.
يمكن الاستفادة من لعب الأدوَار عندما يشرح المعلم الأهداف، ويحدد القواعد الأساسية ويقسم الأطفال إلى مجموعات.
- اعتماد لعب الأدوار بشدة على خيال الطفل
قد يمثل هذا أحيانًا صعوبة للطفل في أداء بعض الأدوار، وقدرته على الاستيعاب.
في نهاية المقال، يجب على الآباء، ومعلمي الصفوف الدراسية الأولى تفعيل لعب الأدوار للأطفال في عمر مبكر لما له من فوائد كثيرة.