تحاليل السمنة عند الأطفال | خطر يهدد أطفال العالم
بقلم د. الشيماء بلال
تعد السمنة عند الأطفال الاضطراب الغذائي الأكثر انتشارًا بين الأطفال، وتهدد زيادة الدهون في الجسم صحة الأطفال وتعرضهم للإصابة بعديد من الأمراض المزمنة.
لا تُؤثر السمنة المفرطة فقط في صحة الطفل البدنية لكن يمتد تأثيرها إلى صحته النفسية وتقبُّله لنفسه وذاته، وغالبًا تستمر السمنة مع الطفل حتى مرحلة البلوغ إذا لم تُعالج.
علامات السمنة عند الأطفال
قد نلاحظ زيادة الوزن من الشكل الخارجي للطفل، ولكن لا نستطيع الحسم بإصابته بالسمنة.
نستطيع قياس معدل السمنة عند الأطفال من عمر سنتين إلى 19 سنة بقياس مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index percentile) الذي يعتمد على وزن الطفل بالكيلو جرام مقسومًا على مربع طوله بالمتر.
متى يعتبر وزن الطفل غير طبيعي؟
يصنف الأطفال من عمر سنتين إلى 19 سنة تحت واحدة من الفئات الآتية:
- الوزن طبيعي: مؤشر كتلة الجسم ما بين المعدلين 5 إلى 85.
- الوزن فوق الطبيعي: مؤشر كتلة الجسم ما بين المعدلين 85 إلى 95.
- مصاب بالسمنة: مؤشر كتلة الجسم فوق المعدل المئوي 95.
- الوزن أقل من الطبيعي: مؤشر كتلة الجسم تحت المعدل المئوي الخامس.
يستبدل مقياس كتلة الجسم في الأطفال تحت سن السنتين بمخطط الوزن والطول، لتحديد إذا كان الوزن الطفل طبيعيًا أم لا.
تحاليل السمنة للأطفال
ربما يطلب الطبيب الفحوصات الآتية:
- فحص سكر الدم للطفل.
- فحص الكوليسترول.
- فحوصات دم أخرى لفحص اختلال التوازن الهرموني أو أي أمراض أخرى تتزامن مع بالسمنة.
يمكن أن تتطلب بعض الفحوصات صيام الطقل قبلها.
هل السمنة عند الأطفال وراثية؟
قد تؤدّي الجينات دورًا في تحديد تعامل الجسم مع الطعام وكيفيه تخزين وحرق الدهون، ولكن لا نستطيع قول إن للجينات دورًا أساسيًا في زيادة الوزن عند الأطفال، وسنذكر عوامل لها تأثير في وزن الطفل.
كيف تتخلص من سمنة الأطفال المفرطة؟
يعتمد على عمر الطفل وحالته الصحية ومقدار الوزن الزائد، وهناك عدة طرق لعلاج زيادة الوزن عند الأطفال منها ما يلي:
نظام غذائي لعلاج زيادة الوزن عند الأطفال
يُعد اتباع نظام غذائي صحي هو الخِيار الأول خاصةً عند الأطفال الذين لديهم المعدل المئوي لمؤشر كتلة الجسم بين 85 إلى 95.
ينصح بتناول الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضراوات والبروتينات والدهون الصحية ومنع الأطعمة ذات السعرات الحرارية مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة والحلوى.
كيفية حرق الدهون عند الأطفال
تعد الأنشطة البدنية من أكثر العوامل التي تؤثر في وزن الطفل لكونها تزيد حرق السعرات الحرارية.
يجب حث الطفل على أداء الأنشطة البدنية وتحديد وقت محدد لمشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية.
لا يلزم نظام تدريب مكثف للأطفال، ولكن يستطيع الطفل أداء تمارين رياضية معتدلة إلى قوية مدة ساعة يوميًا.
كذلك يحتاج الطفل المصاب بالسمنة إلى الدعم النفسي وتعزيز حب الذات والثقة بالنفس من الوالدين.
قد يصف الطبيب أدوية تخسيس الأطفال لتساعد الطفل على فقد الوزن وذلك في حالة عدم استجابة الجسم إلى الأنظمة الغذائية في الأطفال المصابين بالسمنة المفرطة.
قد يضطر الطبيب إلى إجراء جراحة لعلاج السمنة المفرطة، ولكن لا يوصى بها إلا إذا كانت السمنة تهدد حياة الطفل.
علاج السمنة عند الأطفال بالأعشاب
لا يعد علاج زيادة الوزن عند الأطفال بالأعشاب إلا عامل مساعد مع النظام الغذائي الصحي والأنشطة البدنية.
يجب الحذر عند استخدام مشروبات تخسيس الأطفال والتأكد من سلامتها وكونها آمنة عليهم.
يوجد عديد من الأعشاب الآمنة على الأطفال التي قد تساهم في فقد الوزن بزيادة حرق الدهون وتعزيز عملية التمثيل الغذائي والهضم ومنها:
- البابونج.
- اليانسون.
- الشمر.
- الحلبة.
- الزنجبيل.
- الشاي الأخضر.
- القرفة.
- الهيل.
أضرار السمنة عند الأطفال
تُشكل زيادة الوزن عند الأطفال إنذارًا بالخطر، فالأطفال المصابون بها أكثر تعرضًا لكثير من المشكلات الصحية ومنها ما يلي:
مرض السكري من النوع الثاني
لا يستطيع الطفل مريض السكري من النوع الثاني حرق الجلوكوز بالمعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدَّم مسببًا مشكلات في العين وتلف الأعصاب وخلل في الكلى.
أمراض القلب
قد يؤدي تناول الأطعمة ذات الدهون والأملاح العالية إلى زيادة مستوى الكوليسترول في الدَّم وارتفاع ضغط الدم، وتزيد احتمالية خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
مشكلات التنفس
يُعد الإصابة بالربو أكثر شيوعًا في الأطفال المصابين بالسمنة المفرطة.
لا يوجد ما يؤكد ارتباط الربو بالسمنة، لكن الدراسة الحديثة تؤكد أن 38% من البالغين المصابين بالربو يعانون السمنة. وتوكد أيضًا أن السمنة قد تكون عاملًا خطرًا في عديد من حالات الربو.
اضطراب النوم
قد يعاني الأطفال المصابون بالسمنة المفرطة اضطرابًا في نومهم بسبب زيادة الشخير وانقطاع النفس في أثناء النوم.
ألم المفاصل
تؤدي زيادة وزن الطفل إلى زيادة الضغط على المفاصل، مما يتسبب في ألم الحركة وصعوبتها عند الأطفال.
أسباب السمنة عند الأطفال
يُعد السبب المحوري لزيادة الوزن عند الأطفال عدم التوازن بين ما يكتسبه الطفل من سعرات حرارية من غذائه والسعرات الحرارية التي يستهلكها خلال نشاطه البدني، ويرجع هذا إلى عدة عوامل منها:
1. النظام الغذائي
تناول الطعام المحتوي على كثير من الدهون والسكريات وقليل من البروتينات والفيتامينات والمعادن مثل الوجبات السريعة والحلوى والمشروبات الغازية، سيؤدي إلى اكتساب الطفل كثير من السعرات الحرارية، التي تتراكم في الجسم على شكل دهون.
2. التمارين الرياضية
يميل الأطفال إلى قضاء الوقت في مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية، مما أدى إلى قلة نشاطهم البدني وعدم ممارسة التمارين الرياضية التي تزيد حرق السعرات الحرارية.
3. العامل العائلي
إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما أو أحد أفراد العائلة مصابين بالسمنة فغالبًا يصاب الطفل بالسمنة، خصوصًا عند توافر الأطعمة المحتوية على سعرات حرارية عالية وقلة النشاط البدني.
4. العامل الاجتماعي والاقتصادي
لا تتوفر الأطعمة الصحية في بعض المجتمعات، ويرجع ذلك إلى كثير من الأسباب مثل الموارد المحدودة وبعد الأماكن النائية وضعف الدخل، بالإضافة إلى عدم وجود رَفَاهيَة ممارسة الأنشطة الرياضية.
5. العامل النفسي
قد يؤدي الضغط النفسي والمشكلات العائلية إلى الإصابة بها، فيتناول الطفل الطعام بدرجة مفرطة للتغلب على الاكتئاب والمشاعر السلبية مثل التوتر والملل.
5. الأدوية
قد يزيد استعمال بعض الأدوية خطر الإصابة بزيادة الوزن عند الأطفال مثل البريدنيزون والليثيوم والأميتريبتيلين، وباروكستين وغابابينتين وبروبرانولول.
كيف اتعامل مع الطفل الذي يعاني من السمنة المفرطة؟
تمثل السمنة المفرطة عند الأطفال تحديًا كبيرًا للصحة العامة، ففي القرن الحادي عشر زادت أعداد الأطفال المصابين بالسمنة عالميًا بمعدل ينذر بالخطر، إذ قُدِّر عدد الأطفال الذين يعانون السمنة دون سن الخامسة أكثر من 41 مليون طفل في عام 2016.
الوقاية دائمًا خير من العلاج، لذا يجب على الأسرة اتباع نمط حياة صحي يتربى عليه الطفل منذ نعومة أظافره حتى نتجنب السمنة عند الأطفال، ومن أهم طرق الوقاية ما يلي:
- اتباع الأسرة نظامًا غذائيًا صحيًا بالاهتمام بالأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات والحد من الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون.
- تجنب الوجبات السريعة والحلويات المحفوظة المليئة بالسعرات الحرارية.
- الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية باستمرار فيما لا يقل عن 60 دقيقة يوميًا.
- حث الطفل على شرب كميات كافية من الماء.
- الحرص على عدم تناول الطعام أمام شاشات التلفاز والإلكترونيات.
- الحرص على أخذ الطفل القسط الكافي من النوم.
- عدم اتباع نظام المكافآت المتعلقة بالطعام.
ختامًا عزيزي القارئ لا يوجد لدينا ما هو أهم من صحة أطفالنا، لذلك لا بد من الاهتمام بالغذاء الصحي والنشاط البدني فهما طريق السلامة لتجنب السمنة عند الأطفال وعديد من الأمراض الأخرى، ولنكن نحن الوالدان قدوة لهم، وليكن النظام الصحي أسلوب حياة لأسرنا.