صحة الطفل

أعراض الحصبة عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل المصاب

الحصبة عند الأطفال

الحصبة عند الأطفال..

ذهبت لغرفة ابنتي مناديةً “هيا عزيزتي استيقظي”، لكنها لم تجب، اقتربت من سريرها لأجد وجهها مليئًا بالبقع الحمراء الغريبة! تحسست رأسها، تكاد تشتعل من الحمى! أسرعت بها للطبيب، فأخبرني أنها مصابة بمرض الحصبة.

سنتناول في هذا المقال مرض الحصبة عند الأطفال، وأعراضه وكيفية الوقاية منه.

أعراض الحصبة عند الأطفال

تبدأ أعراض الحصبة عند الأطفال في الظهور خلال 10 إلى 12 يومًا من التعرض للفيروس، وتتضمن الآتي:

  1. الحمى.
  2. السعال الجاف.
  3. الرشح.
  4. احتقان الحلق.
  5. احمرار العينين.
  6. بقع بيضاء صغيرة داخل الفم.
  7. طفح جلدي يتكون من بقع مسطحة كبيرة، تتصل أحيانًا ببعضها البعض.

شكل الحصبة

يُعد الطفح الجلدي العرض الأساسي للحصبة عند الأطفال، ويستمر حتى 7 أيام في غالب الأمر، ويبدأ ظهوره في الرأس ثم ينتشر لسائر أجزاء الجسد.

يتكون من بقع حمراء صغيرة بعضها يرتفع قليلًا عن سطح الجلد، تُعطي تجمعات هذه البقع والبثور الشكل المميز للبقع الحمراء المصاحبة للحصبة.

علاج الحصبة عند الأطفال

لا يوجد علاج محدد لمرض الحصبة، لكن هناك بعض الأدوية التي تعالج الأعراض وتساعد على الحد منها، مثل:

  • خوافض الحرارة: تقلل حدة الحمى المصاحبة للحصبة، مثل: بنادول ومجموعة الإيبوبروفين وغيرها من الأدوية بعد استشارة الطبيب.
  • المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب المضادات الحيوية عند حدوث بعض المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن.
  • فيتامين A: يؤخذ فيتامين A – تحت إشراف طبي- للحد من المضاعفات الناتجة عن الحصبة، ويؤخذ بجرعة عالية (200000IU) للأطفال الأكبر من عمر سنة.

كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالحصبة

إذا كان طفلك مريضًا بالحصبة ينبغي لك الآتي:

  • الالتزام بالجلوس في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة أو الأماكن العامة، حتى يصبح غير معدٍ، أي بعد مرور أربعة أيام منذ ظهور الطفح الجلدي.
  • تجنب الاختلاط مع الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى، مثل الأطفال الرضع الذين لم يتلقوا اللقاح بعد، أو بعض الأشخاص مِمَّن يعانون نقص المناعة.
  • تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، والتخلص من المناديل الورقية المستخدمة بطريقة صحيحة، واستخدام الكوع أو أعلى الذراع في العطس بدلًا من اليد، في حالة عدم توفر المناديل الورقية.
  • غسل اليدين باستمرار قبل لمس الأسطح، لتجنب نقل العدوى للآخرين.

متى تكون الحصبة خطيرة؟

قد ترتفع خطورة مرض الحصبة عند معظم الفئات العمرية، ولكن بعض الفئات معرضة أكثر لحدوث مضاعفات، مثل الأطفال تحت سن 5 سنوات، وتشمل مضاعفات الحصبة عند الأطفال الآتي:

  • التهابات الأذن: يصيب الالتهاب البكتيري 1 من كل 10 أطفال من مصابين الحصبة، وهي من المضاعفات الشائعة.
  • الالتهاب الرئوي: يُصاب 1 من 20 من الأطفال المصابين بالحصبة بالالتهاب الرئوي، وذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي ويعد السبب الرئيسي للوفاة.
  • التهاب الدماغ: يُصيب التهاب الدماغ 1 من 1000 طفل من مصابي مرض الحصبة، وقد يتسبب هذا الالتهاب في حدوث التشنجات، وأحيانًا يسبب فقدان السمع أو حتى الإعاقة الذهنية.
  • الوفاة: تؤدي مضاعفات الجهاز التنفسي والجهاز العصبي إلى الوفاة لما يقارب 1 إلى 3 أطفال من 1000 طفل مصاب بالحصبة.

الفرق بين الحصبة والحصبة الألماني

يختلط الأمر كثيرًا في الفرق بين الحصبة والحصبة الألماني، بل يظن كثير من المرضى أنهما نفس المرض، لكنهما مرضان مختلفان، ويتسبب في حدوث كل منهما فيروس مختلف عن الآخر.

لا يتسبب مرض الحصبة الألماني بحدوث العدوى بنفس قدر مرض الحصبة، ولكن مضاعفاته قد تكون شديدة الخطورة خاصةً للمرأة الحامل.

على الرغم من اختلاف نوع الفيروس المسبب للحصبة والحصبة الألماني، إلا أنهما يتشابهان في بعض التأثيرات، مثل:

  • الانتقال بواسطة الهواء عند انتشار الرذاذ بسبب العطس أو السعال.
  • حدوث بعض الأعراض المشابهة مثل الحمى والطفح الجلدي المميز.
  • اقتصار المرض على الإنسان.

أسباب الحصبة

يتسبب فيروس من عائلة الفيروسات المخاطية في الإصابة بمرض الحصبة، تنتقل العدوى عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب.

ينتشر الرذاذ المحمَّل بالفيروس ليستنشقه شخص آخر.

يسقط أحيانًا الرذاذ على الأسطح ويظل معديًا لساعاتٍ طويلة، وينتقل الفيروس مسببًا الإصابة عند وضع اليد على الأنف أو الفم أو العينين بعد ملامسة السطح الملوث.

يصيب الفيروس الجهاز التنفسي أولًا، ولكن سرعان ما ينتشر لباقي أجزاء الجسم خلال مجرى الدم.

مراحل الإصابة

تبدأ مراحل الإصابة في التتابُع، بدءًا من حدوث العدوى ولمدّة من أسبوعين لثلاثة أسابيع.

  1. العدوى: ينتقل الفيروس من البيئة المحيطة إلى الجهاز التنفسي ثم إلى مجرى الدم.
  2. الحضانة: تبدأ مدّة الحضانة منذ حدوث العدوى حتى 10 إلى 14 يومًا بعد الإصابة، ولا تظهر على المصاب أي أعراض في هذه المدة.
  3. أعراض غير محددة: تظهر بعض الأعراض مثل حمى خفيفة إلى متوسطة، وقد يصاحبها رشح بالأنف وسعال جاف، وكذلك احتقان بالحلق واحمرار بالعينين. وتستمر هذه الأعراض مدة يومين أو ثلاثة أيام.
  1. الطفح الجلدي والأعراض الحادة: يبدأ الطفح الجلدي في الظهور على الوجه أولًا، ثم ينتشر في الأيام التالية ليصل إلى الذراعين وجذع الجسم، ثم يمتد حتى فوق الفخذين وأسفل الساقين والقدمين، بالمزامنة مع ذلك تزداد الحمى وتصل درجة حرارة الجسم إلى 40-41 درجة مئوية، ثم يبدأ الطفح الجلدي في الانحسار من الجسم تدريجيًا، فيختفي أولًا من الوجه حتى يتلاشى أخيرًا من الساقين والقدمين.
  1. انتقال العدوى: يتسبب الشخص المصاب في نقل العدوى للآخرين خلال 8 أيام، وتبدأ قبل ظهور الطفح الجلدي بأربعة أيام وتنتهي بعد ظهوره بأربعة أيام أخرى.

العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة

تزداد احتمالية الإصابة بالحصبة عند توفر بعض العوامل، مثل:

  • عدم التطعيم: يُعد التطعيم حاجزًا بين الطفل والحصبة، لذا بتفويت الجرعة تزداد احتمالية الإصابة.
  • نقص فيتامين A: يتسبب نقص فيتامين A في زيادة حدة أعراض الحصبة عند الأطفال والمضاعفات المصاحبة للإصابة بالمرض.
  • السفر حول العالم: يُعد مرض الحصبة أكثر شيوعًا في الدول النامية، لذا عند السفر إليها تزيد فرصة الإصابة به.

الوقاية من الحصبة عند الأطفال

تتنوع طرق الوقاية من الحصبة عند الأطفال لكن أهمها هو لقاح الحصبة، فهو يمنع حدوث العدوى بنسبة كبيرة 97% تقريبًا.

لقاح الحصبة للأطفال

علاج الحصبة عند الأطفال
علاج الحصبة عند الأطفال

يعطي الطبيب الأطفال الرضع أول جرعة من اللقاح في الشهر 12، وأحيانًا قبل ذلك في حالة السفر المتكرر حول العالم.

تؤخذ الجرعة الثانية للوقاية من الحصبة عند الأطفال في سن من 4 إلى 6 سنوات.

سيحتاج طفلك إلى أخذ جرعتين من اللقاح -بفاصل 4 أسابيع بينهما – إذا وصل لمرحلة المراهقة دون أخذ اللقاح.

الآثار الجانبية للقاح الحصبة للأطفال

الآثار الجانبية للقاح الحصبة غالبًا ما تكون خفيفة وتنتهي خلال عدة أيام، قد تتضمن أعراض مثل ارتفاع  درجة الحرارة وأحيانًا طفح جلدي خفيف.

لكن معظم الأطفال التي تتلقى اللقاح لا تعاني أي آثار جانبية.

يعتقد بعض الآباء أن لقاح الحصبة قد يسبب مرض التوحد، لكن أثبتت الدراسات العلمية على مدار سنين عدّة، أنه لا يوجد رابط بين لقاح الحصبة ومرض التوحد.

لا تكمُن أهمية لقاح الحصبة في حماية طفلك فقط لكنه مهم أيضًا لحماية من لا يستطيع تلقي اللقاح، فعند تلقي عدد أكبر للقاح الحصبة تقل فرصة انتشار العدوى في السكان، ويسمى ذلك بمناعة القطيع

توجد طرق أخرى للوقاية من الحصبة في حالة عدم تلقي لقاح الحصبة.

إذا كان طفلك عرضة للعدوى:

  • اتباع العادات الصحية السليمة مثل غسل اليدين قبل الأكل، وبعد استخدام دورة المياه، وقبل لمس الوجه والفم، والأنف والعينين.
  • عدم مشاركة الأغراض الشخصية مع الأطفال المحتمل إصابتهم بالمرض، مثل أدوات الطعام، وأكواب الشرب، وفرشاة الأسنان.
  • تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص الحاملين للمرض.

ختامًا..

تذكر “عزيزي القارئ” أن تلقي اللقاح هو أفضل وقاية لطفلك من مرض الحصبة عند الأطفال، وفي حالة إصابته بالطفح الجلدي المميز لا تشعر بالهلع، وتوجه إلى الطبيب ليصف العلاج المناسب لأعراض طفلك.

تذكر أن الحصبة لا يصاب بها الإنسان إلا مرة واحدة بالعمر، ثم تتكون لديه مناعة مدى الحياة.

اقرأ أيضًا:

7 علامات تدل على أعراض نقص فيتامين د للأطفال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى