ربما تكون مصابًا سرطان الحنجرة إذا كنت تعاني صعوبة في أثناء البلع باستمرار وننصحك بإجراء أشعة تصويرية على الرقبة، وأخذ خزعة من الحنجرة وفحصها، ولا بد من إجراء الجراحة إذا ثبت إصابتك.
الآن، دعني عزيزي القارئ أخبرك أعراض سرطان الحنجرة؟ ووسائل علاجه وهل سرطان الحنجرة قاتل؟.
هل سرطان الحنجرة يسبب ألم؟
قد يشكو المريض من الأعراض الآتية:
- سعال مستمر.
- بحة الصوت.
- التهاب الحلق المزمن.
- ورم في الحلق أو الرقبة.
- صعوبة أو ألم عند البلع.
- صعوبة التنفس.
- ألم الأُذُن المزمن.
- فقدان الوزن فقدانًا كبيرًا وغير مخطط له.
- رائحة الفم الكريهة المستمرة.
هل سرطان الحنجرة قاتل؟
تعتمد نسبة الشفاء من سرطان الخنجرة على توقيت اكتشافه، وفي حالة اكتشافه مبكرًا يسهل السيطرة عليه باستئصاله.
ووفقًا للدراسات يعيش مرضى سرطان الحنجرة 5 سنوات وأكثر.
أسباب سرطان الحنجرة
يُعد تحور خلايا الحنجرة الطبيعية إلى خلايا سرطانية سريعة الانتشار السبب لحدوث السرطان، لكن ما سبب هذا التحور؟
لم يتوصل العلماء -حتى الآن- إلى السبب الرئيسي للتحور لكن هناك بعض الاحتمالات، منها:
التدخين والكحول
يعد التدخين وشرب الكحول السبب الرئيسي المسؤول عن تحور الخلايا إلى السرطان، كلما زاد التدخين أو شرب الكحول زاد خطر الإصابة.
تاريخ عائلي للإصابة
ربما تزداد فرصة الإصابة لديك إذا أصيب أحد أقاربك – خاصةً الدرجة الأولى مثل الوالدين أو الأشقاء أو الأبناء- بسرطَان الرقبة أو الحنجرة.
فيروس الورم الحليمي البشري(HPV)
أظهرت الدراسات في السنوات الأخيرة أن فيروس الورم الحليمي البشري قد يكون عاملًا خطيرًا للإصابة بهذا السرطان.
يعد الفيروس المسؤول عن تغيرات خلايا الحنجرة التي تؤدي إلى نشأة الخلايا السرطانية.
وفقًا لما سبق، فإن الاكتشاف المبكر للإصابة بالفيروس له دور مهم في الوقاية من السرطان.
التعرض المُزمن لبعض المواد
- الأسبستوس (Asbestos).
- الفحم أو غبار الخشب.
- الطلاء أو أبخرة الديزل.
- النيكل.
- أبخرة حامض الكبريتيك.
- الفورمالديهايد (Formaldehyde)، مادة كيميائية تستخدم في الصناعات، مثل صناعة الطلاء ومستحضرات التجميل.
النظام الغذائي
تشير الأدلة إلى أن اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمقلية، ربما يزيد خطر الإصابة.
ربما يؤدي اتباع نظام غذائي يحوي كثير من الفاكهة والخضراوات إلى تقليل مخاطر إصابتك.
هل يمكن الشفاء من سرطان الحنجرة؟
يعتمد علاج سرطان الحنجرة على أي مرحلة قد بلغها السرطان حال اكتشافه، ويشمل إحدى الطرق الآتية:
الجراحة
تتضمن الجراحة إزالة الورم السرطاني والأنسجة المجاورة، ربما يجري الجراح تشريحًا للرقبة لإزالة أي عقد ليمفاوية سرطانية موجودة.
تشمل جراحات سرطَان الحنجرة الاستئصال بالمنظار، والاستئصال الجزئي أو الكلي للحنجرة، وقد يحتاج بعض المرضى -بناءً على نوع الجراحة- إلى ثقب في القصبة الهوائية.
ربما يحتاج بعض المرضى إلى ثقب دائم يسمح لهم بالتنفس، سيتطلب هؤلاء الأفراد جهازًا مساعدًا للسماح بالكلام.
العلاج الإشعاعي
يقتل الخلايا السرطانية ويُقلص الورم، ومن الممكن أن يحرق الجلد بجانب أي خلايا سرطانية، مما قد يجعله مؤلمًا.
العلاج الكيميائي
قد يستخدم الأطباء العلاج الكيميائي لتقليل حجم الورم الكبير قبل الجراحة، مما يساعد على تحسين النتائج الجراحية والتجميلية.
تعطى هذه الأدوية على هيئة أقراص أو حقن.
يدخل العلاج الكيميائي إلى مجرى الدم وينتقل عبر الجسم، ويقتل أي خلايا سريعة النمو، سواء كانت سرطانية أو سليمة.
قد يؤدي العلاج الكيميائي إلى آثار جانبية قوية، مثل الغثيان وفقدان الوزن وتساقط الشعر.
كم يعيش مريض سرطان الحنجرة؟
تعتمد نسبة الشفاء من سرطان الحنجرة ومعدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات على عدة عوامل، ومنها:
التشخيص والعلاج المبكر
قد يصل معدل الشفاء إلى 77% في حالة التشخيص المبكر والعلاج قبل انتشار السرطان.
انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة
قد ينخفض معدل الشفاء إلى 45٪، إذا انتشر السرطان إلى الأنسجة المحيطة أو العُقد الليمفاوية الإقليمية.
انتشار السرطان إلى باقي أجزاء الجسم
قد يصل معدل الشفاء إلى 33%، إذا انتشر السرطان إلى باقي أجزاء الجسم بخلاف الأنسجة المحيطة بالسرطان أو العُقد الليمفاوية الإقليمية.
وبذلك أوضحنا بالتفصيل هل سرطان الحنجرة قاتل أم لا.
تشخيص سرطان الحنجرة
يعتمد التشخيص على الآتي:
التشخيص الإكلينيكي
يعتمد في المقام الأول على الأعراض السابق ذكرها، وعليك استشارة الطبيب إن استمرت الأعراض ثلاثة أسابيع أو أكثر
التشخيص بالتصوير
يعتمد على التصوير بالمنظار أو الأشعة أو الخزعة الاستئصالية كالأتي:
- المنظار الحنجري (Laryngoscopy): كاميرا صغيرة بها ضوء في نهايتها يسمح للطبيب النظر في الفم وأسفل الحلق.
- منظار الأنف بالألياف الضوئية (Fiber-optic nasal endoscopy): منظار رفيع يمرر من فتحة الأنف، ويسمح للطبيب رؤية البلعوم والحنجرة بالكامل.
عادةً ما يجرى المنظار في عيادة عندما يكون الفرد تحت التخدير الموضعي.
- الأشعة المقطعية للرقبة أو الرأس (CT head & neck): لمعرفة حجم الورم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): ربما يساعد الطبيب على تحديد ما إذا كان السرطان انتشر إلى الغدد الليمفاوية في الرقبة أم لا.
- الخزعة الاستئصالية: تحلل الخلايا لتشخيص الإصابة بالورم ودرجته.
درجات سرطان الحنجرة
تعتمد درجة السرطان على مدى ظهور الخلايا السرطانية كخلايا طبيعية تحت المجهر.
يستخدم الأطباء مصطلح التمايز (Differentiation)، لوصف مدى تطُور الخلية أو نضجها.
هناك ثلاث درجات من سرطان الحنجرة:
- الدرجة الأولى (المنخفضة)
تشبه الخلايا السرطانية خلايا الحنجرة الطبيعية (وهي متمايزة جيدًا)، إلى حد كبير، وعادةً ما تكون السرطانات -منخفضة الدرجة- أبطأ في النمو وأقل عرضة للانتشار.
- الدرجة الثانية (المتوسطة)
تبدو الخلايا السرطانية مثل خلايا الحنجرة الطبيعية قليلاً (وهي متمايزة بشكل معتدل).
- الدرجة الثالثة (العالية)
تبدو الخلايا السرطانية غير طبيعية تمامًا ولا تشبه خلايا الحنجرة الطبيعية (ضعيفة التمايز).
تعطي درجة السرطان الاختصاصي فكرة عن سلوك السرطان بالجسم ويمكن من خلالها تحديد نسبة الشفاء من سرطان الحنجرة.
أنواع سرطان الحنجرة
يمكن تقسيم السرطان -بناءً على تحليل خلايا الخزعة الاستئصالية- وفقًا لنوع الخلية التي نشأ منها، إلى:
- السرطانات التي تبدأ في خلايا تشبه نسيج الجلد (Squamous cell carcinoma)
يُعد أشهر الأنواع، ويتميز بتطور خلايا تشبه خلايا الجلد التي تغطي سطح لسان المزمار والحبال الصوتية وأجزاء أخرى من الحنجرة.
- السرطانات التي تبدأ في الخلايا الُغدِية (Adenocarcinoma)
رغم أن الورم الغُدِي غير شائع مقارنًة بسرطان الخلايا الحرشفية الحنجرية، إلا أنه انتشر بالآونة الأخيرة.
- السرطانات التي تبدأ في الأنسجة الضامة للحنجرة (Sarcomas)
ينشأ بالأنسجة الضامة مثل غضاريف الحنجرة، ويعد من أشرس الأنواع، لكن لحسن الحظ فهو نادر، وعند الإصابة بهذا النوع من سرطان الحنجرة ربما يكون قاتلًا.
مراحل سرطان الحنجرة
يستخدم الأطباء نظامًا يسمى نظام (TNM) لتحديد مرحلة السرطان.
يصف T حجم الورم، ويصف N انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية، بينما يعطي M مؤشرًا لانتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تعطى المرحلة T رقمًا من 1 إلى 4
T1: تمثل الأورام الصغيرة المحصورة في جزء واحد من الحنجرة.
T4: تمثل الأورام الكبيرة التي نمت إلى أنسجة خارج الحنجرة.
تعطى المرحلة N رقمًا من 0 إلى 3
N0 توضح عدم تأثر العقد الليمفاوية.
N3-N1: توضح تأثر مجموعة من العقد الليمفاوية.
تعطى المرحلة M على أنها إما M0 أو M1
M0: تشير إلى عدم انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
M1: تشير إلى انتشاره.
تساعد مراحل السرطان الطبيب على التنبؤ بحالة المريض ومدى استجابته إلى العلاج، وكذلك معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات أو أكثر.
ما الفرق بين الحنجرة والحلق؟
دعني أخبرك – عزيزي القارئ- ما الحنجرة؟ وما الفرق بينها وبين الحلق؟
الحلق (Throat)
يمثل أنبوبًا عضليًا يشبه الحلقة ويعمل ممرًا للهواء والطعام والسوائل، ويشتمل على البلعوم والحنجرة.
يقع الحلق خلف الأنف والفم، ويربطهم بممرات التنفس (القصبة الهوائية والرئتين)، والمريء (أنبوب الأكل)، يساعد الحلق أيضًا في تكوين الكلام عبر الحنجرة.
الحنجرة (Larynx)
تسمى صندوق الصوت، وهي هيكل غضروفي صغير يربط الحلق والقصبة الهوائية.
توجد الحنجرة في مقدمة العنق، وتضم الحبال الصوتية، وتصدر أصوات الكلام، وتساهم في التنفس.
الآن بعد أن عرفنا الفرق بين الحلق والحنجرة، دعنا نتعرف إلى سرطان الحنجرة.
سرطان الحنجرة (Laryngeal cancer)
يعد أحد أنواع سرطان الحلق، ويصيب الحنجرة.
هل يعادل سرطان الحنجرة سرطان الحلق؟
ربما يشار لذلك السرطان بسرطان الحلق، لكنه في الواقع نوع من أنواع سرطان الحلق.
أعراض سرطان الحنجرة الحميد
يمكن أن تظهر الأورام غير السرطانية في أي جزء من الحنجرة، وتشمل الأورام الحليمية، والأورام الوعائية، والأورام الليفية العصبية، والغضروفية.
تصبح الأورام الحليمية والأورام الليفية العصبية سرطانية في بعض الأحيان.
تشمل أعراض سرطان الحنجرة الحميد ما يلي:
- ضعف أو بحة الصوت.
- صعوبة التنفس.
- مشكلة في البلع.
- ألم الأذن.
إحصائيات حول سرطان الحنجرة
بعد الإجابة عن سؤال هل سرطان الحنجرة قاتل ننوه أنه يحتل المركز الثاني من حيث معدل الإصابة بأورام العنق والرقبة الخبيثة.
تبلغ عدد الإصابات ما يقارب 13000 إصابة سنويًا، بمعدل 3700 حالة وفاة سنوية بناءً على توصيات الجمعية الوطنية الأمريكية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة
هل تساءلت لماذا يحدث هذا السرطان لبعض الأشخاص دون غيرهم؟
للإجابة عن هذا السؤال، علينا أن نعرف من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة؟
بالإضافة للأسباب السابقة، هناك عوامل تزيد احتمالية الإصابة، ومنها:
جنس المريض: يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء بنسبة ١:٤ أو ١:٥.
العمر: الأشخاص ممن تتجاوز أعمارهم 55 عامًا فأكثر عرضة للإصابة، مع أن الشباب قد يصابون أيضًا بهذه الأنواع من السرطان.
العِرْق: الأشخاص السُود والبيض أكثر عرضة للإصابة من الآسيويين والأسبان.
مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): قد يسبب الارتجاع المزمن لحمض المعدة إلى الحنجرة أو ما يعرف بالحموضة تهيجًا مستمرًا في الخلايا، وبالنهاية تحورها إلى خلايا سرطانية.
مع ذلك، لم تظهر أي علاقة سببية محددة بينهما.
ختامًا، دعني أخبرك -عزيزي القارئ- في نهاية رحلتنا في هذا المقال بأهمية الوقاية من سرطان الحنجرة وتجنب الإصابة، لذا عليك تجنب عوامل الإصابة السابق ذكرها وأهمها التدخين.
عليك أيضًا سرعة استشارة الطبيب إن عانيت الأعراض السابق ذكرها خاصةً إن استمرت قرابة الثلاثة أسابيع أو أكثر.
ولا تقلق بشأن السؤال عن هل سرطان الحنجرة قاتل؟ يمكنك الشفاء منه في حال اكتشافه مبكرًا.
