صحة المرأة

هل داء القطط يسبب موت الجنين؟ | أعراضه ومدى خطورته للحامل

تُعد القطط من أجمل الحيوانات الأليفة التي يمكن اقتنائها بالمنزل، لكن يظل داء القطط مشكلة تؤرق كثير من الفتيات، وربما تتراجع بسببه.

تكمن المشكلة في اعتقاد كثير من الأشخاص أن الإصابة بهذا المرض سببًا في إجهاض الحامل، أو حدوث تشوهات جنينية في أثناء الحمل. سوف نتناول في هذا المقال أهم الحقائق حول داء القطط وهل يسبب موت الجنين؟.

داء القطط عند النساء

يسمى داء المقوسات أو Toxoplasmosis، يحدث بسبب العدوى بطفيل التوكسوبلازما جوندي (Toxoplasma Gondii).

أعراض داء القطط للحامل

لا تعاني أغلب الحالات أعراضًا، لكن ربما يشعر المصاب بالآتي:

  1. تضخم العقد الليمفاوية بالرقبة، غير المؤلمة عادةً ولا يزيد قطرها عن 3 سم.
  2. الحمى.
  3. التوعك.
  4. التعرق الليلي.
  5. الألم العضلي.
  6. التهاب الحلق.
  7. التهاب الشبكية.

يبقى الطفيل في جسم الشخص في حالة غير نشطة، ويمكن إعادة تنشيطه إذا أصيب الشخص بضعف المناعة.

داء القطط والحمل

هل داء القطط يسبب موت الجنين

إذا أصيبت المرأة بالعدوى قبل الحمل، فسيحمى الطفل الذي لم يولد بعد لأن الأم قد أنتجت أجسامًا مُضادة للطفيل، ما لم تصاب الأم في أثناء الحمل.

إذا أصيبت المرأة حديثًا بعدوى التوكسوبلازما في أثناء الحمل أو قبله مباشرةً، يمكنها نقل العدوى إلى طفلها الذي لم يولد بعد (انتقال خلقي).

يكون غالبًا الضرر الذي يلحق بالجنين أكثر حدةً كلما حدث انتقال المرض في وقت مبكر من الحمل.

داء القطط والإجهاض

تعد أشهر الحمل الأولى الأكثر أهمية، لتكوُن الأعضاء الجنينية فيها.

ربما تقل فرصة انتقال الطفيل النشط إلى الجنين بإصابة الأم، لكن يظل هناك احتمالية للإصابة.

وإن حدثت ربما تؤدي إلى الإجهاض المبكر، أو تشوهات جنينية في الجهاز العصبي والعين وباقي أعضاء الجنين.

هل داء القطط يسبب موت الجنين؟

إذا أصيبت الأم بداء القطط بعد الشهر الثالث، أي بعد تكوين المشيمة، فستزيد فرصة انتقال الطفيل إلى الجنين.

لكن نادرًا ما تحدث مشكلات، مثل ولادة الطفل ميتًا.

تظهر علامات العدوى الخلقية بنسبة 10- 15% فقط من الأطفال المصابين.

لسوء الحظ، تظل هذه المجموعة الكبيرة من الأطفال الذين ليس لديهم أعراض ملحوظة عند الولادة، معرضةً لخطر كبير لتطور الأعراض بعد شهور أو حتى سنوات من الولادة.

يُظهر معظم الأطفال المصابين بداء المقوسات الخلقي عند الولادة علامات غير محددة، مثل: الخداج وتأخر النمو.

الأعراض الأكثر شيوعًا وخطورة

  1. التهاب الشبكية.
  2. التكلسات الدماغية.
  3. استسقاء الرأس.

يمكن أن يؤدي داء المقوسات العصبي الخلقي إلى التخلف العقلي أو العمى في وقتٍ لاحقٍ من الحياة.

تحليل داء القطط

لا يظهر داء المقوسات في الأشخاص الأصحاء؛ لذلك يعتمد تشخيص العدوى في المقام الأول على تحليل نسبة داء القطط.

يحدد اختبار الدم وجود أجسام مضادة لطفيل التوكسوبلازما، نتيجة عدوى سابقة.

يشير عدد ونوع الأجسام المضادة لديكِ إلى ما إذا كانت إصابتكِ حديثة أم لا، ويوجد نوعان من الأجسام المضادة، هما:

  • IgM: يعني الإصابة حديثة.
  • IgG: تعني تكوين مناعة ضد المرض والإصابة قديمة.

ترتفع مستويات IgG في أثناء العدوى النشطة، وتستقر مع زوال العدوى ويصبح الطفيل خاملًا، ويستخدم تتر (IgG Titre) في تشخيص الإصابة في أثناء الحمل.

من يحتاج تحليل التوكسوبلازما؟

  1. الحامل المصابة قبل  الحمل أو في أثنائه.
  2. الطفل المولود لأم مصابة.
  3. مريض نقص المناعة.

نسبة داء القطط 

9 وحدة دولية (IU) / مللي أو أقل.سلبي؛ تعد نسبة داء القطط الطبيعية.
10 إلى 11 (IU) / مللي.ملتبس
12 (IU) فأكثر / مللي.إيجابي

تشير النسب السابقة إلى النسب المحتملة في الأشخاص العاديين، أو نسبة داء القطط للحامل المحتمل وجودها.

تشخيص داء القطط في الحامل

بالإضافة إلى تحليل داء القطط للحامل، يمكن تشخيص العدوى في أثناء الحمل بالوسائل الآتية:

الموجات فوق الصوتية

تستخدم لمراقبة نمو الجنين وتحديد مظاهر العدوى الخلقية، مثل: استسقاء الرأس وتضخم البطين والتكلسات داخل الجمجمة.

تحليل السائل الامينوسي للجنين (Amniocentesis)

يستخدم تحليل PCR للسائل الأمنيوسي للكشف الجيني عن وجود الطفيل.

تحليل نسبة داء القطط في الطفل حديث الولادة

يعتمد على تحليل نسبة الجسم المضاد IgM في دم الطفل، إذ يدل وجوده على إصابة الطفل الحديثة، إذ إنه لا ينتقل من الأم للطفل المصاب عبر المشيمة.

علاج داء القطط بعد الإجهاض

لا يحتاج المصاب إلى العلاج، باستثناء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

تعمل أدوية التوكسوبلازما -في المقام الأول- ضد الطور النشط (Tachyzoite) فقط، وتشمل:

البيرميثامين (Pyrimethamine)

يُعد أحد مضادات الملاريا، والدواء الأكثر فعالية ضد التوكسوبلازما.

ليكوفورين (Leucovorin)

يستخدم بالتزامن  مع بيريميثامين لمنع تثبيط نخاع العظم.

يعد الاهتمام الدقيق بنظام الجرعات ضروريًا، لأنه يختلف اعتمادًا على متغيرات المريض، مثل الحالة المناعية والحمل.

يمكن استخدام البيريميثامين مع السلفوناميدات والكينين ومضادات الملاريا الأخرى والمضادات الحيوية الأخرى.

هل يمكن علاج داء القطط في الحمل؟

يوجد جدل كبير حول فعالية العلاج في أثناء الحمل من حيث تقليل مخاطر تعرض الجنين، والتطور اللاحق للمرض، مثل: التهاب الشبكية، أو تشوهات الجهاز العصبي المركزي.

نظام الجرعات للمرضى الحوامل

سبيرامايسين (Spiramycin)1 جرام جرعة فموية كل 8 ساعات يوميًا.
إذا كانت نتيجة اختبار السائل الأمنيوسي لـ T gondii إيجابيةالبييريميثامين
السلفاديازين
سبيرامايسين
ليوكوفورين
لمدة 3 أسابيع
50 مللي جرامًا جرعة فموية يوميًا.
3 جرامٍ جرعة فموية يوميًا مُقسمة إلى 2-3 جرعات.
1 جرام جرعة فموية 3 مرات يوميًا.
10-25 مللي جرامًا / يوم جرعة فموية.
البييريميثامين
السلفاديازين
ليوكوفورين، لمنع تثبيط نخاع العظام.
حتى ميعاد الولادة
25 مللي جرامًا جرعة فموية يوميًا.
4 جرامٍ جرعة فموية يوميًا مُقسمة إلى 2-4 جرعات.
10-25 مللي جرامًا / يوم جرعة فموية.

يجب استشارة الطبيب لتحديد نظام العلاج المستخَدم، والجرعات المناسبة.

مدى انتشار داء القطط

تشير التقديرات إلى إصابة نحو %11 من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فأكثر.

تبين كذلك أن أكثر من 60% من سكان العالم أصيبوا بالمقوسات.

غالبًا تكون العدوى أكثر انتشارًا في مناطق العالم ذات المناخ الحار، والرطب والارتفاعات المنخفضة، إذ تعيش البويضات معيشة أفضل في هذه البيئات.

يعد الطفيل من الكائنات الانتهازية؛ إذ إن الإصابة لا تظهر على أغلب المصابين ذوي المناعة السليمة، بينما يتدهور المصابون أصحاب المناعة المنخفضة.

داء-القطط-والإجهاض

كيف تعرف انك مصاب بداء القطط؟

لحسن الحظ، يعد الطفيل ضمن الكائنات الانتهازية، فلا يسبب أعراضًا إلّا في الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

تختلف الأعراض باختلاف الحالة الصحية للمريض:

الأعراض في ذوي المناعة الضعيفة (غير مصابي الإيدز)

ربما يكون المرض لدى هؤلاء المرضى مكتسبًا حديثًا أو إعادة تنشيط لعدوى كامنة.

غالبًا  يصيب الطفيل في أثناء الإصابة الحادة الجهاز العصبي أو العين أو القلب والرئة، أو العضلات.

في الجهاز العصبي المركزي

يحدث في 50% من المرضى، وتشمل الأعراض ما يلي:

  1. نوبات الصرع.
  2. عجز العصب القحفي.
  3. تغير الحالة العقلية.
  4. العجز العصبي البؤري.
  5. الصداع.
  6. التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.
  7. شلل نصفي.

التهاب الرئة

يمكن أن يحدث التهاب رئوي، تشمل أعراضه الآتي:

  1. السعال غير المصاحب للبلغم.
  2. عدم الراحة في الصدر، أو ضيق التنفس.
  3. الحمى.

وربما يحدث التهاب عضلة القلب أيضًا.

الأعراض في مرضى الإيدز

تعد إصابة الدماغ -مع أو دون وجود طور الأكياس النسيجية في الجهاز العصبي المركزي- أكثر مظاهر داء المقوسات شيوعًا في مرضى الإيدز.

تشمل الأعراض ما يلي:

  1. تغيرات الحالة العقلية.
  2. نوبات الصرع.
  3. اضطرابات العصب القحفي.
  4. مرض السحايا.
  5. اضطرابات الحركة.

التوكسوبلازما تحت المجهر

توجد ثلاث مراحل معدية من التوكسوبلازما، وهم: تاكيزويت، وبراديزويت والمرحلة البيئية.

تتميز جميعها بشكلها الهلالي، يبلغ طولها حوالي 5 ميكرون وعرضها 2 ميكرومتر مع نهاية قِميَة مُدببة ونهاية خلفية مستديرة.

تاكيزويت (Tachyzoite)

يعد الطور المسؤول عن التغيرات الباثولوجية المصاحبة لداء المقوسات، ويتميز بكونه سريع الانقسام.

براديزويت (Bradyzoite)

يعد الطور الكامن، وينقسم ببطء في أكياس الأنسجة، ولا يسبب تغيرات باثولوجية في جسم العائل المُصاب.

سبوروزويت (Sporozoite)

يعد المرحلة البيئية، ويوجد في براز العائل الأساسي (القطط)، محمية داخل بويضة.

دورة حياة طفيل التوكسوبلازما

قبل أن نتعرف إلى المرض، من المهم جدًا التعرف إلى دورة حياة الطفيل المسبب، وكيفية الإصابة، لتجنب العدوى.

تعد العائلة القططية (Feline Family)، التي تشمل (القطط، والأسود، والنمور وغيرها)، العوائل النهائية الوحيدة المعروفة للطفيل، إذ يعيش في أمعائها.

  • يحتوي براز القطة على بويضات بها طور السبوروزويت، ويستمر تواجده عادةً مدة أسبوع إلى ثلاث أسابيع، لكنه يُفرز بكمياتٍ كبيرةٍ.
  • تستغرق البويضات من 1 إلى 5 أيام، حتى تنضج في البيئة وتصبح معدية.
  • يصاب العائل الوسيط (الحيوانات ذوات الدم الحار، وتشمل الطيور والقوارض)، بالعدوى بعد تناول البويضات الناضجة.
  • تتطور البويضات إلى (Tachyzoites)، بعد وقت قصير من تناولها وتنتشر في جميع أنحاء الجسم وتُكَون براديزويت أكياس الأنسجة (Tissue Cyst)، في الأنسجة العصبية والعضلية والعين.
  • في المضيف البشري، ربما تبقى هذه الأكياس طوال حياة العائل ويمكن إعادة تنشيطها إذا أصبح المضيف ضعيف مناعيًا.

كيف تحدث الإصابة؟

لنتحدث عن كيفية الإصابة بطفيل التوكسوبلازما، لا بُد أن نتعرف إلى كيفية إصابة الإنسان والحيوان الأليف (القطة).

في الإنسان

يمكن أن يصاب الإنسان في الحالات الآتية:

  • تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا للحيوانات التي تحتوي على أكياس نسيجية (Tissue Cysts).
  • استهلاك طعام أو ماء ملوث ببراز القطط أو عينات بيئية ملوثة، مثل: التربة الملوثة بالبراز أو تغيير صندوق القمامة الخاص بقطك الأليف.
  • نقل الدم أو زرع الأعضاء (نادر).
  • عبر المشيمة من الأم إلى الجنين.

لحسن الحظ، فإن طفيل التوكسوبلازما غير معدٍ بين البشر؛ إذ لا تنتقل العدوى من إنسان لآخر.

في القطة

يمكن أن تصاب القطط بالطفيل بتناول الآتي:

  • اللحوم غير المطبوخة جيدًا للحيوانات المصابة.
  • العوائل الوسيطة المصابة بالطفيل، مثل الفئران.
  • طعام أو ماء ملوث ببراز القطط المصابة.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بداء القطط

يشمل الآتي:

  1. الرضع الذين أُصيبت أمهاتهم حديثًا بالمقوسات في أثناء الحمل أو قبله مباشرةً.
  2. الأشخاص الذين يعانون ضعفًا شديدًا في جهاز المناعة، مثل:
  • مرضى الإيدز.
  • المرضى الذين يتلقون أدوية مُثبطات المناعة.
  • من أجروا مؤخرًا عملية زرع الأعضاء.
  • من يتلقون العلاج الكيميائي.

ختامًا، تعد تربية حيوان أليف مثل القطط مسئولية عظيمة، لذا لا تخافي عزيزتي، إليكِ بعض النصائح لتجنب عدوى داء القطط:

  • المحافظة على النظافة الشخصية، وغسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع القطة.
  • المحافظة على صحة حيوانكِ الأليف وتطعيماته.
  • تجنب تناول اللحوم غير المطهية جيدًا.
  • متابعة الحمل وإجراء تحليل التوكسوبلازما قبل الحمل وفي أثنائه.
  • تجنب تعامل الحامل مع مخلفات القطط في أثناء الحمل.

المصدر
healthlinecdcmedscapemedscapehealthlinencbimedscapechildrenshospital

د. خلود زكريا

معيدة طفيليات طبية جامعة سوهاج، حاصلة على بكالوريوس الطب البشري جامعة سوهاج، مهتمة بالبحث العلمي والترجمة الطبية وكتابة المحتوى الطبي أسعى لإثراء المحتوى الطبي باللغة العربية ليصل للقارئ بأسلوب بسيط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى