يعد توقف التنفس أثناء النوم أحد الاضطرابات التنفسية، ويحدث نتيجة ارتخاء مجرى الهواء العلوي؛ مما يؤدي إلى انقطاع التنفس مدة قليلة من الوقت لا تتجاوز الدقيقة.
يُسبب ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم، فترسل المستقبلات الكيميائية الموجودة إشارات إلى الدماغ ليستفيق المصاب من نومه، ليعاود التنفس طبيعيًا وينتظم مستوى الأكسجين لديه.
إذا كنت تعاني -عزيزي القارىء- نفس المشكلة وتود معرفة مزيد عن تجربتي مع توقف التنفس أثناء النوم؛ تابع معنا لتتعرف إلى أسباب هذا الداء، ومضاعفاته، وكيفية علاجه.
تجربتي مع توقف التنفس أثناء النوم
منذ إصابتي بداء توقف التنفس أثناء النوم؛ وأصبح خلودي إلى النوم بمثابة طامة كبرى فلم أعد أهنأ بنومٍ ولا راحة، وصرت أخشى أن تغمض عيني ويحل بي هذا الداء.
علاوة على ذلك، أصبحت أستيقظ في أثناء نومي مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الهواء، نتيجة إحساسي بالضيق والاختناق إلى أن وصف لي الطبيب أدوية موسعة للشعب الهوائية وشعرت بالراحة بعدها.
هل انقطاع النفس له علاقه بالقلب؟
تكمن خطورة انقطاع التنفس أثناء النوم في قلة نسبة الأكسجين بالدم اللازم لأداء الوظائف الخلوية من قبل أعضاء الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يجعل القلب يحتاج إلى مزيد من الجهد لتعويض هذا النقص، وقد يتفاقم الأمر ويؤدي إلى الإصابة بمشكلات قلبية أو رئوية مع مرور الوقت.
يجدر بالذكر أن هناك ارتباط بين الأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس أثناء النوم وإصدار أصوات عالية وشخير في أثناء نومهم.
هل القولون يسبب انقطاع النفس أثناء النوم؟
نعم ربما يسبب ذلك، ووفقًا الدراسات يوجد ارتباط بين توقف التنفس أثناء النوم والقولون.
هل توقف التنفس أثناء النوم خطير؟
قد يسبب انقطاع النفس النومي بعض المضاعفات، من أبرزها:
- القلق والتوتر، وفي ذلك ردًا على سؤال هل القلق يسبب انقطاع التنفس أثناء النوم؟
- داء السكري الثاني.
- الإصابة بداء الارتداد المريئي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأرق المزمن.
- السكتة الدماغية.
- حدوث اضطراب متلازمة الأيض.
- قصور القلب.
خطورة توقف التنفس أثناء النوم
فيما يلي بيان لأهم أعراض توقف التنفس أثناء النوم التي يعانيها المريض:
- الإصابة بالاختناق في أثناء النوم.
- الخمول أو الكسل في أثناء وقت النهار.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطراب الحالة المزاجية.
- صدور أصوات عالية وشخير في أثناء النوم.
- الصداع.
- الشعور بالنعاس في أثناء النهار.
- ضعف الذاكرة والتذكر.
- الأرق.
- قد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب.
أسباب توقف التنفس أثناء النوم
يحدث توقف التنفس النومي نتيجة ارتخاء العضلات الموجودة في آخر الحلق؛ مما يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس وانسداده، لذلك يستيقظ المريض شاعرًا بالاختناق.
وفيما يلي بيان لأهم أسباب انقطاع التنفس في أثناء النوم:
- النوم بطريقة غير صحيحة.
- الإصابة بمرض الربو أو الحساسية.
- الجلطات الرئوية المتنقلة، وكذلك وجود أورام في مجرى الهواء التنفسي.
- يحدث نتيجة الإصابة بأحد الأمراض الخلقية، مثل: متلازمة بيير روبين، ومتلازمة داون.
- الانسداد الرئوي المزمن.
- الأمراض الفيروسية المعدية مثل الأنفلونزا.
- قد يظهر نتيجة لعرض جانبي إثر تناول بعض الأدوية.
- السمنة المفرطة.
- التهاب اللوزتين.
تشخيص توقف التنفس أثناء النوم
يجري الطبيب بعض التقيمات بناءً على شكوى المريض والأعراض التي يعانيها.
ومن ثمَّ يوصى بالتوجه إلى مركز اضطراب النوم، ليجري اختصاصي النوم تقييم الحالة الصحية للمصاب، ومتابعة حالته طوال الليل، مع مراقبة التنفس في أثناء النوم.
فيما يلي بيان لأهم الفحوصات المستخدمة لفحص داء انقطاع التنفس النومي، ولتأكيد التشخيص بالإصابة:
مخطط النوم الليلي
يستخدم لإجراء اختبارات فسيولوجية وبيولوجية في أثناء النوم، لتحديد إذا كان المريض يعاني انقطاع النفس اليومي أم لا.
يوضع المريض على أجهزة تراقب القلب والدماغ والرئة، لمتابعة أنماط التنفس وحركات الساقين والذراعين، كما يظهر مستويات الأكسجين في الدم في أثناء النوم.
مخطط كهربية العضلات
تكمن أهميته في تسجيل النشاط الكهربائي للعضلات، مع تحديد نوع حركة العين السريعة.
تحليل الدماغ الكهربائي
يعمل تحليل الدماغ الكهربائي على سحب الإشارات الكهربائية للدماغ، للكشف عن وجود أي خلل في نشاط الدماغ الكهربائي قد يكون المسؤول عن انقطاع التنفس النومي.
علاج توقف التنفس أثناء النوم
بعد تأكد الطبيب من الأعراض التي يعانيها المريض، التي قد تنم أيضًا عن إصابته ببعض المشكلات الصحية، وتسبب له ضيق التنفس في أثناء النوم.
يعتمد الطبيب بعض السبل العلاجية، على سبيل المثال:
- استخدام المنشطات التي تقلل الانتفاخات الموجودة في الرئتين، والمسببة لضيق التنفس أو الشعور بالاختناق.
- الاستعانة بموسعات القصبة الهوائية، لتخفيف حدة ضيق التنفس.
- تناول العقاقير المضادة أو بعض الأدوية، لتيسير عملية التنفس.
في حالة عدم جدوى هذه السبل لتحسين الأعراض التي يعانيها المصاب، أو في حالة تحولها إلى أعراض شديدة؛ يلجأ الطبيب إلى بعض الخيارات العلاجية الأخرى، مثل:
تحفيز الأعصاب
عن طريق إجراء جراحة زرع محفز العصب المسؤول عن التحكم في حركة اللسان؛ وعلى هذا يمكن الحفاظ على بقاء مجرى الهواء مفتوحًا.
الأكسجين التكميلي
يستخدم لمساعدة المصاب بانقطاع النوم المركزي على تيسير عملية التنفس في أثناء النوم.
جهاز علاج انقطاع التنفس أثناء النوم (CPAP)
يعد جهاز ضغط مجرى التنفس الموجب المستمر CPAP العلاج الأكثر شيوعًا، إذ يجعل ضغط الهواء أكبر إلى حد ما من الهواء المحيط، لإبقاء ممرات الهواء التنفسية مفتوحة، ومنع انقطاع التنفس في أثناء النوم.
الأجهزة الفموية
صُممت هذه الأجهزة للحفاظ على بقاء الفم مفتوحًا، وتكمن أهميتها في تخفيف المعاناة من الشخير، كما تحد انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم.
معالجة المشكلات المرضية المسببة لهذا الداء
يوصى بمعالجة المشكلات الصحية الكامنة وراء الإصابة بداء انقطاع النفس النومي، مثل مشكلات القلب والاضطرابات العضلية العصبية.
تغيير مكان الفك
يُجرى تحريك عظام الفك بعيدًا عن بقية عظام الوجه جراحيًا، لكي تزداد المسافة خلف اللسان وبين سقف الحلق؛ ليتجنب المريض انقطاع النفس في أثناء نومه.
العلاجات التكميلية
توجد بعض العلاجات التكميلية الفعالة، التي تساعد على كبح جماح الأعراض المزعجة التي يسببها انقطاع التنفس في أثناء النوم، ويمكن إجمالها في الآتي:
- تناول الطعام الصحي المتوازن، الذي يحتوي على كافة العناصر الغذائية.
- النوم على وسادة مريحة مرتفعة قليلًا.
- فقد الوزن الزائد، كما ينصح بممارسة الرياضة بانتظام.
- شرب كميات وافرة من المياه والعصائر الطبيعية.
- الإقلاع عن التدخين، كذلك تجنب المشروبات الكحولية.
- عدم تناول أي مهدئات أو مسكنات إلا من قبل الطبيب.
أنواع انقطاع التنفس أثناء النوم
- انقطاع النفس النومي الانسدادي
يعد انقطاع النفس النومي الانسدادي أكثر الأنواع شيوعًا، كما يسبب صعوبة التنفس نتيجة انسداد القصبة الهوائية في أثناء النوم.
- انقطاع النفس النومي المركزي
يحدث نتيجة وجود خلل في المراكز التنفسية الدماغية؛ مما يؤدي إلى قلة الجهد التنفسي، وتوقف التنفس لبرهة من الوقت.
تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون انقطاع النفس النومي المركزي إلى 15%.
- انقطاع النفس النومي المختلط
يندر حدوث انقطاع النفس النومي المختلط؛ إذ تصل نسبة الإصابة به إلى 0.4%، وكذلك يحدث نتيجة اجتماع النوعين الانسدادي والمركزي.
عوامل الخطر
هناك مجموعة من العوامل تزيد خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، منها:
- الوزن الزائد.
- احتقان الأنف، وكذلك ضيق المجرى الهوائي التنفسي.
- التدخين.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
- التاريخ العائلي للمرض، الذي يشير إلى وجود أفراد في العائلة مصابين بهذا الداء.
- استخدام مسكنات الألم المخدرة.
- التقدم في العمر، لذلك يعد كبار السن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة.
- الإصابة ببعض الحالات المرضية، مثل: داء السكري الثاني، ومرض باركنسون، وفشل القلب الاحتقاني.
- الذكور؛ فالرجال أكثر عرضة للإصابة به مرتين أكبر من النساء.
مختصر القول..
لقد وهبنا الله نعمة النوم، فلولاها لاجتاح العالم الجنون.
عند شعورك بأي اضطرابات تعيق تنفسك في أثناء نومك، فلا تتردد في استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب الكامنة وراء توقف التنفس أثناء النوم؛ لتهنأ بنوم عميق وعقل سليم.
