الصحة العامة

تجربتي مع تصلب الشرايين وانسدادها | هل مرض مزمن؟

تصلب الشرايين

يحدث تصلب الشرايين عند تيبس الشرايين وقلة مرونتها نتيجة حدوث ترسبات داخلها، وتتكون هذه الترسبات من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى موجودة بالدم.

تؤدي هذه الترسبات مع مرور الوقت إلى ضيق الشرايين؛ مما يؤثر في إمداد الجسم بالأكسجين، وقد يتطور الأمر إلى انسداد تام بالشريان. وسنوضح هل تصلب الشرايين مرض مزمن أم لا؟

تجربتي مع تصلب الشرايين Arteriosclerosis

”أهملت صحتي كثيرًا، ولم أمارس الرياضة يومًا. لم تكن زيارة الطبيب من أولوياتي، لكني أزوره اليوم بعد شعوري بالتعب المفاجئ في الصدر مع عدم انتظام دقات القلب، ليخبرني أنني مصاب بتصلب الشرايين“.

هل سمعت عن مرض تصلب الشرايين من قبل؟ ما أسبابه وأعراضه؟ وما مدى خطورته؟ وهل يمكنك تجنبه.

أعراض تصلب الشرايين

عادةً لا تظهر الأعراض إلّا بعد حدوث ضيق شديد أو انسداد بالشريان، وتختلف الأعراض وفقًا لمكان الشرايين المتصلبة في الجسم.

أعراض تصلب شرايين القلب

يؤدي إلى بعض الأعراض التي لا يمكنك تجاهلها، مثل:

  • اضطراب نظم القلب.
  • ألم بالصدر أو ذبحة صدرية.
  • ضيق التنفس.

أعراض انسداد شرايين الدماغ

يؤدي أيضًا إلى أعراض خطيرة، مثل:

  • ضعف أو خدر مفاجئ بالأطراف.
  • صعوبة الكلام أو التلعثم.
  • صعوبة فهم الكلام.
  • صداع شديد.
  • تدلي عضلات الوجه.
  • فقدان بصري مؤقت بإحدى العينين.
  • التشوش الذهني.
  • الشلل.

أعراض انسداد شرايين الرجل

يؤدي إلى بعض الأعراض الملحوظة، مثل:

  • ألم أو خدر بأحد الأطراف.
  • ألم بالقدم في أثناء المشي.
  • انخفاض ضغط الدم بالطرف المصاب.

أعراض تصلب الشرايين التي تغذي الكليتين

يؤدي إلى:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الفشل الكلوي.

إلى جانب الأعراض التي تطرقنا إليها، قد تحدث أعراض أخرى، مثل:

  • الشعور بالإرهاق.
  • ألم في أي مكان في الجسم به شريان مسدود.
  • ضعف العضلات نتيجة ضعف الدورة الدموية.

هل تصلب الشرايين مرض مزمن؟

نعم مرض مزمن، إذ يُعد تصلب الشرايين من الأمراض الخطيرة التي يجب عدم تجاهلها، لذا يصبح العلاج المبكر ضرورة حتمية مع الالتزام بنظام غذائي صحي تجنبًا للمضاعفات.

مضاعفات تصلب الشرايين

تتباين المضاعفات وفقًا لمكان الشرايين المصابة، من ضمن هذه المضاعفات:

مرض الشريان التاجي

يحدث مرض الشريان التاجي نتيجة تصلب الشرايين القريبة من القلب، مما قد يؤدي إلى حدوث أزمة قلبية أو فشل القلب.

مرض الشريان السباتي

يحدث نتيجة تصلب الشرايين القريبة من الدماغ، وقد يؤدي هذا إلى النوبة الإقفارية العابرة أو السكتة الدماغية.

مرض الشريان المحيطي

يحدث نتيجة تصلب شرايين الأطراف ويؤدي إلى ضعف تدفق الدم للأطراف، وقد يصل إلى حدوث الغرغرينا.

تمددات الأوعية الدموية

قد يحدث تمدد الأوعية الدموية بأي منطقة بالجسم (انتفاخ في جدار الشريان) .

كما تكمن خطورة تمدد الأوعية الدموية في أنها نادرًا ما تظهر أعراض، وقد يؤدي انفجارها إلى نزيف داخلي مهدد للحياة.

مرض الكلى المزمن

يؤدي تصلب الشرايين المغذية للكلى إلى عدم وصول الأكسجين إليها، لذا يؤدي إلى تضرر الكلى.

علاج تصلب الشرايين

تتضمن طرق العلاج الآتي:

اتباع نظام الحياة الصحي

يُعد اتباع نظام الحياة الصحي أولى خطوات العلاج، وذلك باتباع الآتي:

  • الالتزام بالغذاء الصحي.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على الوزن المثالي.
  • الاهتمام بالفحوصات الطبية الدورية.
  • متابعة مرضى السكري للمرض والتحكم فيه.
فحص مرضى تصلب الشرايين

أدوية علاج تصلب الشرايين

تتضمن العلاجات الدوائية الآتي:

  • الستاتينات: تستخدم لتنظيم مستوى الكوليسترول بالدم.
  • مضادات لتجلط الدم.
  • أدوية لعلاج الضغط المرتفع: تستخدم لتجنب بعض المضاعفات.
  • أدوية لعلاج مرض السكري: إذا كان المريض مصابًا به.

علاج انسداد الشرايين بالجراحة

يستدعي الأمر أحيانًا التدخل الجراحي؛ وذلك عند حدوث انسداد بالشرايين أو ظهور أعراض شديدة.

يتضمن العلاج الجراحي الخيارات الآتية:

عملية القسطرة

تهدف هذه العملية إلى علاج انسداد الشريان بإدخال قسطرة داخله لتوسيعه.

استئصال باطنة الشريان

تستدعي أحيانًا زيادة الترسبات ضرورة استئصالها لتوسيع الشريان.

العلاج بانحلال الفيبرين (Fibrinolysis therapy)

يهدف هذا العلاج إلى حل الجلطة بحقن الأدوية في الشريان المصاب.

جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي

يستعين الطبيب في هذه العملية بوعاء دموي سليم من مكان آخر بالجسم، لفتح مجرى جانبي للشريان المسدود وإعادة توجيه تدفق الدم.

علاج تصلب الشرايين بالأعشاب

يوجد بعض المكملات المستخلصة من الأعشاب التي يمكن استخدامها للعلاج، وذلك بالتحكم في مستوى الكوليسترول.

كما تساعد هذه المكملات على خفض مستوى الكوليسترول السيئ (البروتين الدهني منخفض الكثافة)، وزيادة مستوى الكوليسترول الصحي (البروتين الدهني عالي الكثافة).

من ضمن هذه المكملات:

مستخلص الخرشوف

أثبتت الدراسات فاعلية مستخلص الخرشوف في خفض مستوى الكوليسترول السيئ ورفع مستوى الكوليسترول الصحي.

الثوم

أُجريت دراسة عام 2012 أثبتت فاعلية الثوم في تعطيل تقدم مرض تصلب الشرايين في حالة خلطه مع إنزيم Q10.

كما يعمل إنزيم Q10 مضادًا للأكسدة ويفرزه الجسم طبيعيًا، ويتوفر في بعض الأطعمة مثل اللحوم أو الأسماك.

النياسين

يُعرف النياسين بفيتامين ب3، ويساعد على رفع مستوى الكوليسترول الصحي بنسبة أعلى من 30%، ويخفض مستوى الدهون الثلاثية التي تزيد خطورة الإصابة بأمراض القلب.

كما يتوفر النياسين في عديد من الأطعمة، مثل: الدجاج والتونة والسالمون.

البوليكوزانول (Policosanol)

تشير بعض الدراسات إلى قدرة البوليكوزانول على خفض مستوى الكوليسترول بالدم، لكن لا زال الأمر قيد مزيد من الأبحاث.

يُستخلص البوليكوزانول من قصب السكر والبطاطا، كما يمكن تناوله في هيئة أقراص أو كبسولات.

الزعرور

أُجريت دراسة عام 2010 تشير إلى قدرة الزعرور على خفض مستوى الكوليسترول وعلاج أمراض القلب.

يمكن الحصول على الزعرور في هيئة كبسولات.

أرز الخميرة الحمراء

يُصنع أرز الخميرة الحمراء بتخمير الأرز، وأثبتت الدراسات فاعليته في خفض مستوى الكوليسترول لاحتوائه على موناكولين K.

أنواع تصلب الشرايين

توجد ثلاثة أنواع لتصلب الشرايين:

التصلب العصيدي

يصيب هذا النوع الشرايين الكبيرة، ويُعد أهم وأخطر أنواع تصلب الشرايين.

تصلب مُنكبيرج التكلسي

يصيب هذا النوع الشرايين المتوسطة، ويتميز بحدوث الترسبات في الطبقة العضلية الوسطى من الشريان.

لا يصيب غالبًا هذا النوع الأشخاص الأقل من خمسين عامًا.

تصلب الشُرينات

يصيب هذا النوع الشرايين الصغيرة، وهو شائع ضمن الأشخاص المصابين بمرض السكري أو مرضى ارتفاع ضغط الدم.

تشخيص تصلب الشرايين

يبدأ الطبيب التشخيص بالفحص الجسدي للمريض، للتحقق من تباطؤ النبض أو انعدامه في الشرايين.

كما يؤكد الطبيب التشخيص باستخدام بعض الأدوات والفحوصات التشخيصية مثل:

فحوصات الدم

تُستخدم فحوصات الدم لقياس مستوى:

تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG)

يستخدم هذا الفحص لتحليل النشاط الكهربائي للقلب والتحقق من سرعة ضربات القلب أو اضطراب نظم القلب.

أشعة الصدر

توضح أشعة الصدر القلب والرئتين والأوعية الدموية، وتستخدم لتشخيص فشل القلب.

مؤشر الضغط الكاحلي العضدي

يُستخدم هذا الاختبار لمقارنة ضغط الدم في الكاحل بضغط الدم في الذراع، للتحقق من سلاسة تدفق الدم في الشرايين.

مخطط صدى القلب (Echocardiography)

يعطِي هذا الاختبار معلومات عن شكل القلب وحجمه، كذلك يُبين مدى سلامة حجرات القلب وصماماته.

كما يستخدم ليوضح الأجزاء في القلب التي يضعف تدفق الدم إليها وما ترتب على ذلك من تلف، ويوضح الأجزاء التي لا تنقبض انقباضًا طبيعيًا.

الأشعة المقطعية (CT scan)

تُوضح الأشعة المقطعية إذا كان هناك تصلب أو ضيق بالشرايين الكبيرة.

اختبار الإجهاد

يتطلب هذا الاختبار من المريض ممارسة تدريبات تحتاج إلى مجهود، وفي أثناء ذلك يلاحظ الطبيب معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم.

تصوير الأوعية

يستخدم الطبيب الصبغة مع الأشعة في هذا الاختبار، للتحقق من وجود الترسبات داخل الشرايين ومدى شدتها.

أسباب تصلب الشرايين

يحدث تصلب الشرايين عندما تتضرر البطانة الغشائية للشرايين المسؤولة عن سلاسة مرور الدم لاستمرار تدفقه بسهولة.

من أسباب تضرر البطانة الغشائية للشرايين:

  • ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • مرض السكري.
  • السمنة المفرطة.
  • التدخين.
  • الالتهاب لأسباب معروفة أو غير معروفة مثل التهاب المفاصل أو التهاب الأمعاء.
  • الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء.
  • النظام الغذائي غير الصحي.

كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد معها فرصة الإصابة بالمرض، مثل:

  • وجود تاريخ عائلي للمرض.
  • نمط الحياة غير الصحي عمومًا، مثل تناول الطعام غير الصحي أو عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تقدم العمر.
  • انقطاع النفس النومي (Sleep apnea).

وختامًا، يمكنك بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة تجنب تصلب الشرايين وغيره من الأمراض، فاتبع نظام الحياة الصحي وعش سعيدًا معافى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى