صحة الأسنان

تسوس الأسنان | كيف تحافظين على أسنان طفلك؟

تسوس الأسنان

ينتشر تسوس الأسنان انتشارًا واسعًا جدًا، ويعد إحدى المشكلات الصحية الأكثر انتشارًا في مختلف أنحاء العالم.

يعتقد أن التسوس مشكلة بسيطة، ولذلك يتجاهل المعظم علاجها والاهتمام بها إلى أن تتفاقم المشكلة، وقد ينتهي الحال بفقدان السن.

لا يصيب التسوس البالغين فقط، بل يصيب أيضًا الأطفال كثيرًا بسبب بعض العادات الخاطئة المتبعة في معظم بيوتنا.

عزيزي القارئ، في هذا المقال سنسرد مجموعة من المعلومات عن تسوس الأسنان، وأسبابه، وكيفية علاجه، وما مراحل تكونه؟ وسنتحدث عن تسوس الأسنان عند الأطفال.

تسوس الأسنان (Decayed tooth)

ضرر يلحق بسطح الأسنان أو المينا (الطبقة الخارجية من الأسنان)، ومع تقدم التسوس يهاجم الطبقات العميقة من السن، مما يؤدي إلى تكون ثقوب أو فجوات وإذا لم تعالَج تسبب الألم أو فقدان السن.

أسباب تسوس الأسنان

تمتلئ أفواهنا بالبكتيريا، بعضها مفيد والآخر ضار وتؤدي دورًا فعالًا في تسوس الأسنان.

تتحد الأطعمة التي نتناولها مع البكتيريا لتكون طبقة رقيقة تسمى “البلاك”، ومن ثمّ تُحلِل البكتيريا السكريات والنشويات وتنتج أحماضًا.

تعمل هذه الأحماض الناتجة على تكسير وإذابة سطح الأسنان وتكوين فجوات، التي تسمح بمرور الأحماض والبكتيريا إلى العاج (الطبقة الموجودة تحت طبقة المينا).

مع التقدم في العمر، يحدث تراجع في اللثَة مما يزيد احتمالية تسوس جذر الأسنان.

ما عوامل الخطر التي تزيد فرص الإصابة بالتسوس؟

تتعرض أسنان كل منا للتسوس، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد خطر التسوس كما يلي:

عدم غسل الأسنان

يؤدي الإهمال في استخدام فرشاة الأسنان أو الاستخدام الخاطئ لها إلى تكون طبقة البلاك ونشاط البكتيريا.

نوع الأطعمة والمشروبات

يزيد تناول الأطعمة التي تتشبث في الأسنان مدة طويلة تسوس الأسنان؛ مما يصعب إزالتها عن طريق اللعاب فيطول بقائها على الأسنان، ومن أمثلة هذه الأطعمة ما يلي:

(العسل والسكر والبسكويت، والحلوى الصلبة والحليب ورقائق البطاطس).

وضعية الأسنان

يزداد التسوس في الأسنان الخلفية (الضواحك والطواحين)؛ فيصعب الوصول إليها بالفرشاة ويزداد تجمع الطعام على سطحها بسبب كثرة الشقوق والحفر.

جفاف الفم

يزيد جفاف الفم قابلية الأسنان للتسوس، إذ تقل كمية اللعاب الموجودة بالفم.

يساعد اللعاب على غسل الأسنان من الطعام، بالإضافة إلى احتوائه على مواد تقاوم الأحماض التي تنتجها البكتيريا.

الارتجاع المريئي (حرقة المعدة)

يشكو الأشخاص المصابون بالارتجاع المريئي من تدفق (ارتجاع) حمض المعدة إلى الفم، إذ تعمل هذه الأحماض على تآكل طبقة المينا وتلف بالأسنان.

تغذية الرضيع قبل النوم

تعطِي كثير من الأمهات رضيعها زجاجة الحليب أو العصير قبل نومه، وتبقى السوائل على أسنانهم في أثناء الليل مما يؤدي إلى نشاط البكتيريا المسببة للتسوس.

لذلك ينصَح بتنظيف الأسنان واللثة بقطعة من الشاش المبللة بعد الانتهاء من الرضاعة (الطبيعية أو الاصطناعية).

علاج تسوس الأسنان

تختلف خِطَّة علاج التسوس اعتمادًا على شدته، ويشمل العلاج كل ما يلي:

استخدام الفلورايد Flouride

يستخدم في المراحل المبكرة من التسوس، إذ إنه يساعد على تقوية طبقة المينا ويقلل تقدّم التسوس.

يمكن استخدام الفلورايد بأشكال مختلفة مثل ما يلي:

  • مضمضة تحتوي على فلورايد. 
  • معجون أسنان.
  • وضع رغوة أو جل من الفلورايد مباشرةً على الأسنان بضع دقائق في عيادة الأسنان. 

الحشوات Dental Filling

يزيل طبيب الأسنان التسوس والجزء التالف من أنسجة السن، ثم يملأ السن بمادة مناسبة لترميم الجزء المفقود.

يستخدم طبيب الأسنان أنواع مختلفة من الحشوات، مثل: 

  1. حشوات تجميلية بيضاء “ضوئية” Composite.
  2. حشوة الملغم الفضية Amalgam.
  3. مادة الأيونومر الزجاجي Glass Ionomer.

علاج العصب Root Canal Treatment

يلجأ طبيب الأسنان إلى هذا النوع من العلاج عند وصول التسوس إلى لب السن.

يزيل الطبيب اللب بعد تخدير المريض، ثم ينظف قنوات الجذور جيدًا، ثم يضع حشوة يملأ بها القنوات.

يحتاج السن إلى تاج بعد الانتهاء من علاج العصب، وذلك لحماية السن من الكسر. 

التيجان Crowns

يتطلب العلاج أحيانًا وضع تاج على السن لحمايته من الكسر والحفاظ عليه، في حالة علاج العصب أو إذا كانت الفجوات المتكونة كبيرة.

إزالة الأسنان “الخلع” Extraction

يعد خلع السن المرحلة الأخيرة التي يلجأ إليها طبيب الأسنان، في حال صعوبة ترميم السن أو الاحتفاظ به.

تسوس الأسنان عند الأطفال

تسوس الأسنان عند الأطفال

يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن الحلويات هي الجاني الوحيد للتسوس، لكن ليست هي السبب الوحيد.

جميع الأطفال عرضة لتسوس الأسنان، ولكن بتفاوت بالإضافة إلى زيادة إصابة الأسنان مع بعض الحالات عن غيرها كما يلي:

  • إصابة بعض الأطفال بالحساسية المزمنة، تسبب التنفس الفموي (تنفس بالفم) مما يؤدي إلى انخفاض تدفق اللعاب؛ فيزيد احتمالية التسوس.
  • تناول الأطفال أنواع معينة من الأدوية مثل: أجهزة الاستنشاق المستخدمة في علاج الربو، تزيد التسوس.

هل دائمًا يسبب التسوس ألمًا؟

كثيرًا ما يبدأ التسوس ويستمر ويمكن أن يصل لعصب السن دون أن يحدِث ألمًا، وهذا ما يفسر تسوس أسنان طفلك دون التنبّه لذلك.

عزيزتي، احرصي على فحص أسنان طفلك عند طبيب الأسنان بانتظام كل 6 أشهر، على أن تكون أول زيارة للطبيب عند 6 أشهر من عمر طفلك مع بداية ظهور أول سن لبني.

كيفية علاج أسنان الأطفال

لا تختلف طرق علاجات أسنان الأطفال عما ذكرناه سابقًا، ولكن من المهم جدًا الحفاظ على الأسنان في هذا العمر لعدة أسباب ومنها ما يلي:

  • تساعد أسنان الطفل على عملية مضغ الطعام جيدًا.
  • تعمل بمثابة حافظ مسافة لتهيئة الطريق لبروز الأسنان الدائمة بطريقة صحيحة.

بالإضافة إلى طرق العلاجات التي ذكرناها سابقًا، يمكن تغطية ضروس الأطفال بتاج من المعدن للحفاظ عليه.

إذا لزم الأمر لخلع الضرس، يجب وضع حافظ مسافة للحفاظ على المكان لحين بروز الضرس الدائم.

كيفية الحفاظ على أسنان الطفل

لتجنب أو لتقليل إصابة الأسنان بالتسوس يجب اتباع بعض النصائح كما يلي:

  1. مسح لِثَة الطفل وأسنانه بقطعة مبللة من الشاش قبل النوم وخاصة بعد الانتهاء من الرضاعة 

(الطبيعية أو الاصطناعية).

  1. البَدْء بزيارة طبيب الأسنان لفحص أسنان طفلك مع بداية 6 أشهر من عمره، ومتابعة الطبيب كل 6 أشهر.
  1. استخدام فرشاة الأسنان المخصصة للأطفال مع كمية بحجم البازلاء من معجون الأسنان المحتوي على الفلورايد مرتين يوميًا.
  1. توفير بدائل الحلوى والسكريات لإشباع رغبات الطفل والحفاظ على صحة أسنانه مثل: (الموز أو 

الفواكه أو الزبادي أو الجزر).

مراحل تسوس الأسنان

تبدأ أول مراحل تسوس الأسنان بداية بتكون الأحماض الناتجة عن تفاعل البكتيريا مع السكريات والنشويات الموجودة في طبقة البلاك كما ذكرنا سابقًا.

المرحلة الأولى (طبقة البلاك)

تعد الطبقة الخارجية للأسنان -المينا- (Enamel) من أصلب الأجزاء في الجسم كله، وتحتوي على كمية كبيرة من المعادن.

تسبب الأحماض الناتجة عن تفاعل البكتيريا مع السكريات والنشويات إذابة المعادن الموجودة في طبقة المينا، مما يضعِفها.

مما يسبب ظهور بقع بيضاء على أحد الأسنان، وهي علامة أولية لتسوسها، ويمكن الحد من الخطر الناجم باستخدام غسول يحتوي على فلورايد أو وضع فلورايد عند طبيب الأسنان.

المرحلة الثانية (مهاجمة المينا)

تتحول البقعة البيضاء إلى اللون البني مع استمرار التسوس وعدم علاجه، وقد ينكسر جزءًا من طبقة المينا فيؤدي إلى ظهور الفجوات.

تحتاج هذه المرحلة تدخل طبيب الأسنان لإزالة التسوس وعمل حشوات.

المرحلة الثالثة (مهاجمة العاج)

يمتد التسوس ليصل إلى طبقة العاج Dentin (النسيج الموجود تحت طبقة المينا)، وهي أكثر ليونة من المينا.

يحتوي العاج أيضًا على أنابيب تصل إلى عصب السن، لذلك عندما يصاب العاج بالتسوس يبدأ الشخص يشعر بالحساسية وخاصة مع المشروبات أو الأطعمة الباردة والحلويات.

المرحلة الرابعة (تأثّر اللب)

يمتد ليصل التسوس إلى اللب Pulp (الجزء السفلي من السن) وهي المنطقة الموجودة تحت طبقة العاج.

يحتوي اللب على الأعصاب والأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية وصحة الأسنان.

يبدأ الشعور بالألم بمجرد وصول التسوس إلى اللب، وقد يؤدي إلى تورم المنطقة المحيطة بالسن أو انتفاخها. 

يواجه المريض بعض الأعراض عند موت اللب مثل ما يلي:

  1. تغير لون السن إلى اللون الأسود أو الرمادي.
  2. انتفاخ حول السن أو تورمه.
  3. رائحة كريهة من الفم.
  4. طعم مر غير سار في الفم.

المرحلة الخامسة (تكون الخراج)

ينتهي تسوس السن المهمل بتكون خراج في الجزء السفلي من السن، وهو نوع من الالتهاب، ويعاني المريض ألمًا شديدًا.

يحتاج السن في هذه المرحلة إلى علاج الجذور (إزالة عصب السن)، ويمكن إزالة السن بأكمله في حال عدم نجاح علاج العصب.

أنواع تسوس الأسنان

يوجد ثلاثة أنواع من التسوس كما يلي:

تسوس الجذور

يصيب هذا النوع من التسوس جذور الأسنان بسبب تراجع اللثَة، وهو أكثر الأنواع شيوعًا لدى كبار السن.

يشكو المريض حساسية عالية من المشروبات أو الأطعمة الباردة والساخنة.

يمكن علاجه بوضع حشوة تغطي الجزء المكشوف من الجذر، أو وضع مادة لحساسية الأسنان.

تسوس الأسطح الملساء

تحدث على الأسطح الأكثر نعومة من الأسنان؛ إذ يزداد تراكم طبقة البلاك في هذه الأماكن، كما في الأسنان الأمامية.

يمكن تجنبها أو الحد منها بتنظيف الأسنان بالفرشاة وخيط الأسنان، وإزالة البلاك المتراكم بواسطة طبيب الأسنان.

تسوس الحفر والشقوق

يظهر على أسطح الضواحك والطواحين بسبب وجود كثير من الشقوق التي تعد مكان مناسب لتجمع الأطعمة.

يحتاج هذا المكان التنظيف المستمر بفرشاة الأسنان وبحركة دائرية؛ لإزالة بقايا الأطعمة والسكريات ما بين الفجوات.

تسوس ما بين الأسنان

يعد التسوس في هذا المكان أكثر خطورة لعدة أسباب، ومنها ما يلي:

  1.  أكثر الأماكن قابلية لتجمع الأطعمة وتراكمها.
  2. صعوبة الوصول إليها وتنظيفها بفرشاة الأسنان.
  3. صعوبة الاكتشاف المبكر للتسوس، وكثيرًا ما يصعب على طبيب الأسنان اكتشافه.
  4. لا يؤثر في سن واحدٍ فقط، ولكنه يؤثر في السن المجاور له.
  5. سرعة انتشار التسوس ووصوله إلى عصب السن.

وختامًا، أتمنى أن يكون المقال حقق هدفه في جمع المعلومات الكافية عن تسوس الأسنان، وكيف نحافظ على أسناننا.

ويجب أن نعرف أن الأسنان جزء لا يتجزأ عن جسمنا، وتضررها أو إتلافها يصيب الجسم بأكمله، فعلينا الاهتمام بها والحرص على زيارة طبيب الأسنان بانتظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى