الصحة النفسية

تجربتي مع البوليميا | هل تتحول الرغبة بالرشاقة إلى هوس!

تجربتي مع البوليميا
البوليميا

تجربتي مع البوليميا..

يمثل الحصول على وزن مثالي والحفاظ عليه هدفًا لمعظم الناس، كذلك يشكل سر رشاقة المشاهير لغزًا وموضوعًا للبحث. فمن منا لم يحلم بالحفاظ على وزنه للأبد، ولم يتهاون في بذل كل ما بوسعه للحفاظ عليه.

في سبيل الحفاظ على الوزن، كثير من الناس يتناولون طعامهم بحرص شديد، ويمارسون الرياضة باستمرار. لكن أحيانًا يمثل التفكير في الوزن عند البعض هوسًا شديدًا، يؤدي بالفرد إلى المرض، هذا المرض هو ما يعرف بالبوليميا أو الشره العصبي.

يجب معرفة كل شيء عن العدو حتى تستطيع محاربته، كذلك الأمر بالنسبة للمرض، لهذا سنحاول إيضاح كل ما يتعلق بهذا المرض في مقالنا من خلال تجربتي مع البوليميا.

هل البوليميا مرض نفسي؟ 

اضطراب نفسي في تناول الطعام، إذ ينتاب المريض نوبة شره لتناول الطعام، يتبعها محاولة التخلص من كمية الطعام التي تناولها بأي طريقة، ويعرف أيضًا بالشره العصبي.

كيف اعرف أني مصاب بالبوليميا (الشره العصبي)؟

في أثناء نوبة الشره يفقد المريض السيطرة على نفسه، ويبدأ في تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة.

ثم بعد ذلك يشعر المريض بالذنب والعار، ويحاول التخلص من هذا الطعام الذي تناوله عن طريق: 

  • التقيؤ عمدًا.
  • الصيام عن الأكل.
  • استخدام الحقن الشرجية.
  • ممارسة عدة تمارين شديدة.
  • الإفراط في استخدام الملينات ومدرات البول.

يبدأ ظهور الشره العصبي في مرحلة المراهقة، ويصيب عادةً النساء بنسبة كبيرة، كذلك قد يصيب بعض الرجال.

ومن خلال تجربتي مع البوليميا بدأ الاضطراب منذ مرحلة المراهقة.

أسباب البوليميا

لم ينجح العلماء في الوصول إلى سبب محدد للإصابة بالبوليميا، كما إنه ليس شرطًا أن يصاب به كل فرد يهتم بوزنه أو شكله.

بل هناك عدة عوامل قد تزيد فرص الإصابة بالشره العصبي، ومنها:

  1.  الاهتمام بالوزن والشكل بطريقة مبالغ فيها تصل لدرجة الهوس.
  2. انعدام شعور الفرد بالرضا عن وزنه وشكله.
  3. التوتر والاكتئاب.
  4. الرياضيين والممثلين وعارضات الأزياء، إذ إنهم يجب أن يحافظون على وزن معين باستمرار.
  5. أيضًا يعتقد بعض العلماء أن الشره العصبي وراثي في العائلة الواحدة.

أعراض البوليميا 

تنقسم أعراض الشره العصبي التي قد تظهر على المريض إلى أعراض سلوكية وأعراض جسدية.

أعراض سلوكية

مثل:

  • الأكل بطريقة شرهة وبدون تحكم وسيطرة على النفس.
  • كثرة الدخول إلى الحمام عقب تناول الطعام.
  • التقيؤ عمدًا واستخدام الملينات بكثرة وذلك للتخلص من الطعام والسعرات الحرارية.
  • كثرة ممارسة التمارين الرياضية الشديدة.
  • تجنب تناول الطعام أمام الآخرين.
  • مراقبة الوزن باستمرار والخوف من اكتسابه.
  • تطبيق طقوس معينة في أثناء الأكل مثل مضغ الطعام أكثر من اللازم، وأكل أنواع معينة من الطعام.
  • تقلب المزاج والاكتئاب.
  • استخدام العلكة أو غسول الفم بكثرة.
  • الانعزال والتوقف عن ممارسة النشاطات. 

 أعراض جسدية

مثل:

  • التهاب الحلق.
  • ظهور التجاويف في الأسنان وتآكل مينا الأسنان بسبب كثرة التقيؤ.
  • مشكلات في المعدة مثل عسر الهضم أو الانتفاخ وتقلصات المعدة.
  • الحفاظ على الوزن الطبيعي برغم كثرة تناول الطعام، وقد يزيد أو ينقص الوزن بدرجة بسيطة.
  • تورم حول الغدد اللعابية.
  • ظهور جلد سميك على ظهر الأصابع نتيجة استخدامها بكثرة في التقيؤ.
  • ضعف عام أو دوار وإغماء.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية، وذلك حدث معي في تجربتي مع البوليميا.
  • كثرة الشعور بالبرد.
  • جفاف الجلد والأظافر.

يخفي مريض البوليميا مرضه، وقد لا يلاحظ أحد أعراض الشره والتخلص من الطعام عليه؛ لأنه يتناول الطعام ويتخلص منه في سرية تامة. 

تجربتي مع البوليميا (الشره العصبي)

كنت أعاني زيادة الوزن في مراهقتي مرورًا بفترة دراستي، حتى قررت اللجوء إلى نظام غذائي لخسارة الوزن. نجحت في إنقاص وزني لكن أصبحت أخاف من تناول الطعام لدرجة مرضية، لدرجة يصعب السيطرة عليها حتى يمكن أن أحاول أن أتقيأ ما تناولته. أتمنى أن أتخلص من هذا الهوس حتى أبدأ في عيش حياتي.

قررت الاستعانة بطبيب نفسي وبدأت رحلة علاجي وأنا في طريقي للتخلص من شبح البوليميا.

كيف يمكن التخلص من البوليميا؟

أسباب البوليميا
أسباب البوليميا

يعد الشره العصبي مرضًا نفسيًا في المقام الأول، ويسبب أيضًا مضاعفات جسدية. لذلك تعتمد خطة العلاج على عدة محاور، ألا وهي العلاج النفسي والأدوية وعلاج المضاعفات.

يحتاج المريض في مرحلة علاج الشره العصبي إلى الدعم الأسري مع الأدوية والعلاج النفسي أيضًا.

مما سبق نستطيع أن نقسم علاج البوليميا إلى:

العلاج بالأدوية

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء (FDA) مادة الفلوكسيتين (بروزاك دواء مضاد للاكتئاب) لعلاج البوليميا.

العلاج النفسي 

ينقسم العلاج النفسي إلى:

  1. العلاج المعرفي السلوكي: يهدف إلى تحسين سلوكيات المريض فيما يخص تناول الطعام، والتخلص من عاداته السيئة غير الصحية في أثناء الأكل وبعده.
  1. العلاج النفسي التفاعلي أو بين الشخصي: يركز هذا العلاج على علاقة المريض بالأشخاص من حوله، ويساعده أيضًا على التعامل بحكمة مع المشكلات التي تنشأ في علاقاته التي قد تؤثر في مشاعره بالسلب.
  1.  الدعم من العائلة: يجب أن تتعاون عائلة المريض مع طبيبه لدعمه نفسيًا، ويجب أن يتعلموا كيف يتعاملون مع هذا المرض.

يهدف العلاج النفسي إلى تعزيز ثقة وحب المريض لنفسه وشكله.

علاج المضاعفات

لا شك أن الشره العصبي يترك بعض المضاعفات التي يجب علاجها، مثل الأنيميا ونقص الفيتامينات أو نقص السوائل، مما يتطلب المكوث لفترة في المستشفى.

يخصص الطبيب برنامجًا غذائيًا صحيًا للمريض في حالة احتياجه إلى إنقاص وزنه وذلك ما اتبعته خلال تجربتي مع البوليميا.

هل البوليميا تسبب السرطان؟

وفقًا لدراسة على بعض المرضى أثبتت أن الشره العصبي أحد عوامل الخطورة للإصابة بسرطان المرىء، لكن ما زلنا نحتاج مزيدًا من الدراسات لإثبات صحة هذه الدراسة.

هل البوليميا تسبب الموت؟

لا يسبب الشره العصبي المشكلات النفسية فقط، بل يؤثر في صحة المريض.

إذ ينتج عن كثرة التقيؤ وحرمان الجسم من الفيتامينات التي يحتاجها من الطعام، مضاعفات كثيرة يجب علاجها مثل:

  • مشكلات في المعدة.
  • التهاب المرئ.
  • يوجد علاقة بين البوليميا وتآكل مينا الأسنان بسبب كثرة التقيؤ.
  • نقص الفيتامينات.
  • نقص السوائل والمعادن خاصةً الصوديوم والبوتاسيوم، مما قد يسبب توقف القلب.
  • مشكلات الكلى.
  • مشكلات العظام مثل الهشاشة.

تمثل بعض هذه المضاعفات خطرًا على حياة المريض، قد يصل إلى الموت.

مما سبق نستنتج أن بداية زيادة الاهتمام بالوزن، هو ناقوس خطر يجب الانتباه إليه. فيجب الانتباه إلى أنفسنا وأولادنا خاصةً في مرحلة المراهقة، كما يعد الترابط والدعم الأسري من أهم مقومات مواجهة هذا المرض.

اختبار البوليميا

يشخص الطبيب هذا المرض من خلال عدة أسئلة للمريض وبعض التحاليل.

الفحص البدني

يبدأ الطبيب بفحص المريض أولًا، إذ إنه يفحص ضغط دم المريض وسرعة ضربات قلبه، أيضًا يفحص أظافره ويديه ليلاحظ أي تغير فيهما.

إجراء بعض التحاليل

يطلب الطبيب من المريض إجراء صورة دم كاملة (CBC) حتى يتأكد إذا كان يعاني الأنيميا.

أيضًا يطلب منه بعض التحاليل التي توضح إذا كان هناك نقص في الفيتامينات أو المعادن.

الفحص النفسي

يجري الطبيب هذا الفحص عن طريق بعض الأسئلة منها:

  • هل يأكل المريض بشراهة؟
  • هل يشعر بالذنب بعد تناول الطعام ويحاول التخلص منه.
  • كم عدد مرات تعرضه لنوبات الشره.
  • رأي المريض في شكله ووزنه.
  • هل يستخدم المريض أي ملينات باستمرار.

يتوصل الطبيب من خلال الأسئلة السابقة والتحاليل إلى تشخيصه، ويحدد شدة المرض وفقًا لعدد مرات نوبات الشره العصبي أسبوعيًا.

البوليميا والحمل

لا تتوفر دراسات كافية بشأن اضطرابات الطعام في أثناء الحمل بسبب إحجام عديد من الحوامل عن الاعتراف بأنهن يعانين الشره العصبي. وتشير بعض التقديرات إلى أنه قد تؤثر اضطرابات الطعام في ما بين 5 إلى 8 في المائة من النساء في أثناء الحمل.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في النرويج أن واحدة من بين 21 امرأة كانت تعاني اضطراب الأكل أثناء الحمل، وكان اضطراب الأكل بنهم الأكثر انتشارًا.

وفقًا لدراسة أخرى فإن الحوامل اللواتي يعانين أعراض الشره المرضي أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات، بما في ذلك الإجهاض، والولادة المبكرة، ومرض السكري، واكتئاب ما بعد الولادة، مقارنة بأولئك اللواتي عانين الشره المرضي في الماضي.

في النهاية تذكر عزيزي القارئ أن كل ما زاد عن حده انقلب ضده.

 فإن الاهتمام بالحصول على الوزن المثالي شيء مهم، ولكن المبالغة في هذا الاهتمام ينقلب إلى أذى وخطر الإصابة بالبوليميا (الشره العصبي).

أخيرًا نذكرك أن تحب نفسك كما هي، وتثق بشكلك ووزنك وأتمنى الاستفادة من تجربتي مع البوليميا.

بواسطة
webmd
المصدر
ncbiclevelandclinic

د. علا مدحت

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي، استمتع بقراءة كل ما يخص المجال الطبي والدوائي واكتب عنه بلغة بسيطة لتصل المعلومة للقارىء وتفيده في حالة تعرضه لأي حالة مرضية أو استخدامه لأي دواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى