صحة الطفل

تجارب أمهات فرط الحركة عند الأطفال | اضطراب العصر

بقلم د. هبة الغزلاني

انتشر في الأوان الأخيرة مصطلح فرط الحركة عند الأطفال انتشارًا واسعًا، لذا جمعنا لكم آراء وتجارب أمهات فرط الحركة الزائدة لدى أطفالهن.

وذلك يجعلنا نتساءل: أليس من الطبيعي حركة الأطفال الزائدة؟ فما الجديد في الأمر.

هل فرط الحركة عند الأطفال اضطراب فعلًا؟، وإن كان كذلك، فما هو؟ وما أسبابه؟ وكيفية علاجه. هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

تجارب أمهات فرط الحركة
علاج فرط الحركة عند الأطفال

تجارب أمهات فرط الحركة

قالت أم: “أواجه صعوبات مع طفلي بسبب صعوبة فهمه للعلاقات الاجتماعية، ووفقًا لتجربتي مع فرط الحركة أنصح الأمهات بضرورة ممارسة أطفالهن الرياضة وتقليل السكريات والمواد الحافظة”.

قالت أخرى: ” عالجت ابني من فرط الحركة بقطع الأجهزة الإلكترونية واستبدلتها بالخروج في الطبيعة لتفريغ طاقته مع اتباع حمية غذائية صحية، ولاحظت تحسن جزئي في حالته”.

وأوصت التجربة الأخيرة من تجارب أمهات فرط الحركة بضرورة المتابعة مع طبيب لعمل فحوصات ووصف أدوية وفقًا لحالة الطفل، إذ ساعد دواء ريسبردال طفلها مع العلاج السلوكي في الشفاء الجزئي من فرط الحركة وتشتت الانتباه.

أجمعت أمهات فرط الحركة عند الأطفال على ضرورة التحلي بالصبر لمواجتهن تحديات كثيرة في التعامل مع أطفالهن.

كيف نتعامل مع الطفل كثير الحركة؟

يمكنك مساعدة طفلك المصاب باضطراب فرط الحركة بتنفيذ بعض التوصيات الآتية وفقًا لتجارب أمهات فرط الحركة:

  1. قدِم لطفلك الحب والدعم غير المشروط.
  2. حافظ على روتين ثابت في اليوم.
  3. أنصت له جيدًا عندما يتحدث.
  4. تكلم معه بكلمات واضحة وبسيطة.
  5. تجنب التعليمات متعددة المهام، اجعلها تعليمات مبسطة ذات مهمة واحدة.
  6. شجعه عندما يحسن التصرف.
  7. عزز تقديره لذاته، إذ إن المصابين بفرط الحركة يعانون مشكلات مع تقديرهم لذاتهم.
  8. تواصل جيدًا مع مدرسيه، ومعالجه النفسي والسلوكي.
  9. تقليل المؤثرات الخارجية التي تزيد تشتت انتباه.
  10. ساعده على بناء عادات صحية سليمة، مثل:
  • تناول الأكل الصحي المتوازن.
  • ممارسة رياضة على الأقل 30 دقيقة يوميًا.
  • تقليل وقت الشاشات مثل التليفزيون والتليفون والكمبيوتر.
  • النوم عدد ساعات كافٍ.

كذلك يمكنك مساعدة نفسك ببعض التوصيات لمستقبل طفل فرط الحركة:

  • تعلم عن فرط الحركة عند الأطفال.
  • استعن بمجموعات الدعم.
  • اجعل لنفسك وقتًا للراحة.

علاقة فرط الحركة عند الأطفال وتشتت الانتباه

يرتبط فرط الحركة عند الأطفال عادةً بنقص الانتباه، ولذا يطلق عليه اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

يُعد واحدًا من أشهر الاضطرابات العقلية التي تصيب الأطفال، فتزيد نشاطهم الحركي عن الطبيعي وكذلك سلوكهم الاندفاعي.

يصعب على الأطفال المصابين بفرط الحركة التركيز في نشاط واحد، وكذلك الجلوس في المكان نفسه مدةً طويلة.

يعد أكثر شيوعًا في الذكور عنه في الإناث.

أعراض فرط الحركة عند الأطفال 

يواجه كل الأطفال صعوبة التركيز، واتباع القواعد، وكذلك يعانون نشاط زائد بين الحين والأخر.

لكن يحدث ذلك في أكثر الأحيان مع الأطفال المصابين بفرط الحركة، مما يجعلهم يسيئون السلوك ويجدون صعوبة في التعلم وتكوين علاقات.

تنقسم أعراض اضطراب فرط الحركة عند الأطفال إلى:

  1. أعراض فرط النشاط والاندفاعية
  • ينقر باليدين أو القدمين، والتململ والتلوي في المَقْعَد.
  • يجد صعوبة في الجلوس سواءً في الفصل أو أي مكان أخر.
  • يجري ويتسلق وإن كان المكان غير مناسب.
  • لا يستطيع اللعب أو ممارسة الأنشطة بهدوء.
  • يتكلم كثيرًا.
  • يتحرك بسرعة دائمًا وكأنه يُقاد بمحرك.
  • يتسرع في الإجابة ويقاطع المتحدث.
  • يجد صعوبة في انتظار دوره.
  1. أعراض نقص الانتباه
  • لا يستطيع التركيز في التفاصيل، وقد يخطأ كثيرًا في مهامه بسبب سرعته.
  • يجد صعوبة في التركيز على المهام والأنشطة المختلفة، مثل: القراءة والمحاضرات والمحادثات مدة طويلة.
  • يتشتت انتباهه بسهولة.
  • يبدو غير منصت لمن يتحدث إليه.
  • لا يتبع التعليمات، وكذلك لا يكمل واجباته.
  • يجد صعوبة في تنظيم مهامه، وتنظيم وقته.
  • يكره المهام التي تحتاج إلى مجهود عقلي.
  • ينسى كثير من المهام اليومية.

أنواع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

ينقسم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال إلى ثلاثة أنواع بناءً على الأعراض التي تظهر على الطفل، وهم:

  1. غافل أغلب الوقت

لا يستطيع الأطفال المصابون بهذا النوع من الاضطراب التركيز، أو اتباع القواعد، أو الانتهاء من مهامهم.

يصعب اكتشاف هذا النوع، إذ إن المصاب به لا يسبب مشكلات بين زملائه في الفصل فلا يلفت الانتباه له.

هذا النوع شائع في الإناث أكثر من الذكور.

  1. مصاب بفرط الحركة أو الاندفاع أغلب الوقت

يظهر على الأطفال المصابين بهذا النوع فرط الحركة والاندفاع في المقام الأول.

كذلك يظهر عليهم التململ السريع، ومقاطعة الآخرين في أثناء التحدث، وعدم القدرة على انتظار الدور.

لا يعد نقص الانتباه مصدرًا للقلق في هذا النوع، ولكن يظل الأطفال المصابون به لا يستطيعون التركيز في المهام المختلفة وذلك بناءً على تجارب أمهات فرط الحركة.

  1. مختلط بين النوعين السابقين

يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا بين الثلاثة أنواع، وفيه تظهر أعراض النوعين السابقين بالتساوي.

يحدد نوع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كيفية العلاج، وكذلك من الممكن تغير النوع مع الوقت ونتيجة لذلك تتغير طريقة العلاج.

أسباب فرط الحركة عند الأطفال

تجربتي مع فرط الحركة

لم يُعرف بالتأكيد بعد ما أسباب فرط الحركة عند الأطفال، لكن توجد أسباب عدة من الممكن أن تؤدي إليه، منها:

  • الجينات.
  • تغيرات في المخ: إذ يقل نشاط المناطق المسؤولة عن الانتباه في المخ.
  • سوء تغذية الأم في أثناء الحمل.
  • تعاطي الأم المخدرات أو الكحول أو التدخين في أثناء الحمل.
  • الولادة المبكرة.
  • التعرض للسموم مثل الرصاص.
  • الإصابة في الدماغ من الممكن أن تسبب تلفًا في المنطقة الأمامية من الدماغ؛ فتؤدي إلى مشكلات في التحكم في المشاعر.

معتقدات خاطئة عن مسببات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال

لم يثبت أن هذه العوامل تسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

  • السكر.
  • مشاهدة التلفاز.
  • الألعاب الإلكترونية.
  • الفقر.

علاج فرط الحركة عند الأطفال

يتطلب العلاج التكاتف بين الأسرة والمعالج النفسي والمعالج السلوكي والمدرسة، ولا يمكن التنبؤ بمتى يزول فرط الحركة، لأنه لا يوجد علاج نهائي لفرط الحركة؛ بل يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض، ومن هذه العلاجات:

  • الأدوية

وتنقسم إلى:

  1. الأدوية المنشطة

تعد الأدوية المنشطة هي الأكثر شيوعًا في علاج فرط الحركة ونقص الانتباه.

تحد أعراض فرط الحركة والاندفاعية، وكذلك تزيد مدة الانتباه.

توازِن هذه الأدوية بعض المواد الكيميائية التي تفرَز في الدماغ، مثل: الدوبامين، ومن أمثلتها ما يلي:

  • الميثيلفينيديت (Methylphenidate). 
  • الأمفيتامينات (Amphetamine).
  1. أدوية أخرى (غير المنشطة)

تستخدم فقط إذا منع الطبيب استخدام الأدوية المنشطة لعدم تناسبها مع الطفل المصاب أو ظهور آثار جانبية مزعجة منها.

لا يظهر تأثيرها سريعًا مثل الأدوية المنشطة، ولكن يستمر تأثيرها إلى 24 ساعة، ومنها:

  • تزيد مستوي ناقل كيميائي بالمخ يسمى النورإبينفرين (Norepinephrine)، مثل: أتومكسيتين (Atomoxetine).
  • جوانفاسين (Guanfacine).
  • مضادات الاكتئاب، مثل البابروبين (bupropion).

يختلف تأثير هذه الأدوية من طفل لآخر، لذا قد يستغرق الطبيب وقتًا لتحديد الدواء المناسب للطفل وكذلك الجرعة المناسبة له.

بعض الأعراض الجانبية لأدوية فرط الحركة:

  1. القلق.
  2. فقد الشهية.
  3. الإرهاق.
  4. الصداع.
  5. اضطراب المعدة.

تسبب الأدوية المنشطة في حالات نادرة جدًا أعراض جانبية أكثر خطورة، منها:

مشكلات في القلب، أو الاكتئاب، لذا يجب مراقبة أي تغير في سلوك الأطفال الذين يتناولون هذا النوع من الأدوية.

  • العلاج السلوكي

يهدف العلاج السلوكي إلى تقليل أعراض فرط الحركة، بتدريب الأطفال وتطوير مهاراتهم الاجتماعية ومهارة التخطيط وكيفية التعبير عن مشاعرهم وتبديل السلوكيات السيئة بأخرى جيدة.

كما تساعد تمارين علاج فرط الحركة على تعلم الأطفال كيفية زيادة تركيزهم والتحكم في النفس بمرور الوقت وذلك ما أخبرت به تجارب أمهات فرط الحركة.

كذلك يساعد على الاندماج في المجتمع، وإنشاء علاقات صحية سليمة.

مضاعفات الإهمال في علاج أطفال فرط الحركة

يؤدي عدم الاهتمام بالعلاج والمواظبة عليه إلى:

  • صعوبة نجاح الطفل في حياته.
  • تدني تقديره لذاته.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • الفشل الدراسي.
  • الصراع العائلي.
  • السلوك العدواني.

أخيرًا – عزيزي القارئ – فرط الحركة عند الأطفال ليس بالشيء الهين، ويجب التأقلم معه، وتقديم الدعم والتقبل للأطفال المصابين بهذا الاضطراب، ونتمنى الاستفادة من تجارب أمهات فرط الحركة.

المصدر
webmd.comcdc.govhealthline.compsychiatry.orgkidshealth.orgchadd.orgemcdd.euroupa.euhealthline.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى