علاج الوسواس والخوف | القلق يعصف بي
في هذا العصر الذي يزخر بالقلق يبحث كثير من الناس عن علاج الوسواس والخوف، لكن ما المرض الذي يقف خلف تلك الوساوس والمخاوف؟
فمعرفة السبب تمكنك من علاج الوسواس والخوف بأمان، وهذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال، فتابع معنا.
علاج الوسواس والخوف
يتسم اضطراب الوسواس القهري (OCD) بتكرار تتابع أفكار غير مرغوب فيها (الوساوس)، ويصاحبها الحث غير المنطقي المفرط لأداء أفعال معينة (الإكراهات).
مع أن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يعرفون أن تلك الأفكار والسلوكيات الناتجة عنها ليست منطقية، إلا أنهم غالبًا ما يعجزون عن إيقافها.
توجد مجموعة من العلاجات التي تسهم في علاج الاكتئاب والخوف والوسواس، وتساعد على إدارة كيفية تأثير الأعراض على حياتك.
وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
علاج الوسواس والخوف من الموت بالعلاج المعرفي السلوكي
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تغيير أنماط تفكيرك حول وسواس الموت، خاصةً في نموذج يُعرف التعرض ومنع الاستجابة.
سيضعك طبيبك في موقف مصمم لإثارة القلق أو تحفيز الأفعال القهرية، ستتعلم كيفية تقليل أفكار أو أفعالك المتعلقة بالوسواس القهري ثم إيقافها.
علاج الوسواس والخوف من المرض بالاسترخاء
قد تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل، وممارسة اليوجا والتدليك في علاج أعراض الوسواس القهري المجهدة.
أدوية علاج الوسواس القهري
تساعد بعض الأدوية النفسية في علاج الوسواس والخوف من المستقبل، مثل: مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (selective serotonin reuptake inhibitors).
قد يستغرق الأمر من 2 إلى 4 أشهر لتبدأ في العمل وتساعد على السيطرة على الوساوس والأفعال القهرية.
وتشمل الأنواع الشائعة ما يلي:
- سيتالوبرام (citalopram).
- إسيتالوبرام (escitalopram).
- بروزاك (fluoxetine).
- فلوفوكسامين (fluvoxamine).
- سيرترالين ( sertraline).
إذا استمرت الأعراض في الظهور، فقد يعطيك طبيبك الأدوية المضادة للذهان مثل أريبيبرازول (aripiprazole) أو ريسبيريدون (risperidon).
التعديل العصبي (Neuromodulation)
عندما لا يحدث العلاج والأدوية فرقًا كافيًا في حالات نادرة، فقد يتحدث طبيبك معك عن الأجهزة التي تغير النشاط الكهربائي في منطقة معينة من الدماغ.
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)
يعد TMS جهازًا غير جراحي يُثبت فوق الرأس لحث المجال المغناطيسي للدماغ.
يستهدف جزءًا محددًا من الدماغ ينظم أعراض الوسواس القهري، ويساعد على علاج الوسواس والخوف من الناس.
علاج الوسواس والخوف بالأعشاب
لا تتوفر دراسات بشأن أعشاب طبيعية تعالج مرض الوسواس القهري.
هل يمكن التخلص من الخوف والوسواس بدون طبيب؟
يعاني عديد من الأشخاص أعراض الوسواس القهري البسيطة من وقت لآخر ويمكن التخلص منها بممارسة اليقظة الذهنية، لكن ليس من المألوف أن يكون لديك أفكار تطفلية تؤثر في وتيرة حياتك. حينها ينبغي استشارة الطبيب.
لذلك قد يكون الوقت قد حان للحصول على مساعدة من الوسواس القهري إذا كانت:
- تستغرق الهواجس أو الإكراهات أكثر من ساعة من يومك.
- تسبب لك الأفكار المتطفلة أو جهودك لقمعها الضيق
- تزعجك أعراض الوسواس القهري أو تحبطك أو تسبب لك مشكلات أخرى.
- تعرقل أعراض الوسواس القهري الأشياء التي تحتاجها أو تريد القيام بها.
- تؤثر أعراض الوسواس القهري سلبًا في حياتك وعلاقاتك.
يمكن لمقدم الرعاية الأولية الخاص بك أن يحيلك إلى مقدم رعاية صحية نفسية، ويمكنك أيضًا البحث عن معالج في منطقتك عبر الإنترنت.
هل القولون العصبي يسبب الوسواس والخوف؟
غالبًا ما تحدث أعراض القلق والمزاج مع مشكلات الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS).
لا نعرف إذا ما القولون العصبي يسبب الوسواس القهري أم لا، لكن تظهر البحوث أن ثمة ارتباط بين القولون العصبي والوسواس.
أعراض الوسواس القهري
تؤثر الأفكار الوسواسية في الحياة اليومية وتستمر تلك الأفكار أو السلوكيات القهرية عمومًا لأكثر من ساعة يوميًا.
الهواجس (Obsessions)
تمثل الأفكار أو الدوافع المزعجة التي تتكرر باستمرار.
قد يحاول الأشخاص المصابون بالوسواس القهري تناسي هذه الأفكار أو تجاهلها، لكنهم يخشون أن تكون هذه الأفكار صحيحة وهذا ما يقلقهم أكثر.
لكن عندما يتزايد القلق المرتبط بقمع هذه الأفكار ويفوق مقدرة الشخص على التحمل، ينخرط في سلوكيات قهرية لتقليل القلق.
يمكن أن تشمل الأفكار المهووسة ما يلي:
- قلق الشخص المصاب على نفسه أو على الآخرين.
- الوعي المستمر بالتنفس أو أحاسيس الجسم الأخرى.
- الشك في أن الشريك غير مخلص، دون سبب يدعو لتصديق ذلك.
الأفعال القهرية (Compulsions)
تخفف تلك الأفعال المتكررة التوتر والقلق الناجمين عن الأفكار الوسواسية مؤقتًا، ويعتقد الأشخاص الذين يعانون الأفعال القهرية أحيانًا أن هذه الطقوس ستمنع حدوث شيء سيء.
يمكن أن تشمل العادات القهرية ما يلي:
- الحرص على أداء المهام بترتيب معين في كل مرة أو فعل المهام عدد معين من المرات.
- الرغبة الشديدة في عد وإحصاء الأشياء، مثل عد الخطوات أو زجاجات المياه.
- تجنب المصافحة والخوف من استخدام الحمامات العامة أو لمس المقابض.
ما هو سبب الوسواس والخوف؟
ما زال السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض الوسواس القهري غير معروف حتى الآن.
لكنه أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال، وغالبًا ما تظهر الأعراض عند المراهقين أو الشباب في أثناء البلوغ المبكر.
تشمل عوامل خطر الوسواس القهري، ما يلي:
- وجود والد أو شقيق مصاب بالوسواس القهري.
- الاختلافات الجسدية في أجزاء معينة من دماغك.
- الاكتئاب أو القلق أو التشنجات اللاإرادية.
- المرور بصدمة نفسية سابقة.
- تاريخ من الاعتداء الجسدي أو الجنسي عندما كان المصاب طفلًا.
- قد يصاب الطفل بالوسواس القهري بعد الإصابة بالمكورات العقدية، وهو ما يعرف بالاضطرابات العصبية والنفسية المناعية للأطفال الناتجة عن عدوى المكورات العقدية.
أنواع الوسواس القهري
يوجد أربعة أنواع فرعية لاضطراب الوسواس القهري، ولكل منها مجموعة مختلفة من الأعراض، ومنها:
1. وسواس النظافة والتلوث
قد يشمل هذا النوع من الأعراض، ما يلي:
- قلق مستمر من الجراثيم أو الأمراض.
- أفكار متكررة حول الشعور بالقذارة أو عدم النظافة (جسديًا أو عقليًا).
- مخاوف مستمرة من التعامل مع مصادر التلوث، أو التعرض للدم أو المواد السامة أو الفيروسات.
- تجنب المصادر المحتملة للتلوث.
- الأفعال القهرية للتخلص من الأشياء التي يعدها المصاب متسخة (حتى لو لم تكن متسخة).
- الإكراه لغسل أو تنظيف الأشياء الملوثة.
- طقوس معينة للتنظيف، مثل: غسل اليدين أو حك الأسطح عدة مرات.
2. التماثل والترتيب
قد تشمل بعض الأعراض الآتية:
- الحاجة إلى محاذاة العناصر أو الأشياء بطريقة معينة.
- الشعور بحاجة ماسة للتماثل أو التناظر أو التنظيم الدقيق للعناصر.
- الإجبار على ترتيب المتعلقات أو الأغراض الأخرى حتى يشعروا بالراحة.
- الشعور بالقلق عندما لا تبدو العناصر دقيقة.
- طريقة معينة في العد: مثل الحاجة إلى العد إلى عدد معين لعدد معين من المرات.
- الاعتقاد بأن شيئًا سيئًا سيحدث إذا لم يرتب الأشياء أو ينظمها بالطريقة الصحيحة.
3. الأفكار المحرمة
قد تشمل الأعراض الآتية:
- الأفكار التطفلية المتكررة التي يغلب عليها العنف أو تتعلق بالمواضيع الجنسية (الوسواس القهري الجنسي).
- الشعور بالذنب والعار وغير ذلك من الضيق بسبب هذه الأفكار.
- التساؤل المستمر عن الميول الجنسية أو الرغبات والاهتمامات الجنسية.
- قلق دائم من التصرف وفقًا للأفكار المتطفلة.
- الخوف من أن وجود هذه الأفكار يجعل الشخص سيئًا.
- قلق متكرر من أن يؤذي الشخص المصاب نفسه أو الآخرين دون قصد.
- الهواجس حول الأفكار الدينية التي يدين بها الشخص، مما يشعره أنه على خطأ.
- تحميل أنفسهم المسؤولية عن حدوث الأشياء السيئة والشعور بأنهم السبب وراء حدوثها.
- الدوافع لإخفاء أشياء يمكن أن تستخدمها كسلاح.
- يريد طمأنة دائمة أنه لن يتصرف بناءً على هذه الأفكار التطفلية.
- السعي الدائم للحصول على إثبات أنه ليس شخصًا سيئًا.
- البحث عن طرق لعلاج الوسواس والخوف.
- مراجعة الأنشطة اليومية مرارًا وتكرارًا، للتأكد من أنه لم يؤذ أي شخص، سواء أكان عقليًا أو جسديًا.
4. تكديس الأغراض أو الاكتناز (Hoarding)
غالبًا ما تشمل أعراض هذا النوع ما يلي:
- القلق المستمر من أن تلحق الأشياء التي يتخلص منها الضرر بأحد الأشخاص.
- الحاجة إلى تكديس عدد معين من الأغراض، لحماية نفسك أو حماية شخص آخر من الأذى.
- الخوف الشديد من التخلص من عنصر مهم أو أساسي مصادفةً (مثل البريد الذي يحتوي على معلومات حساسة أو مطلوبة).
- الرغبة الملحة في شراء مضاعفات من الشيء نفسه، حتى عندما لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير.
- صعوبة التخلص من الأشياء، خوفًا من أن يصيبه لمسها بالتلوث.
- الشعور بالنقص إذا لم يتمكن من العثور على شيء ما أو فقده.
- الفحص الدوري أو المراجعة الدورية للممتلكات.
يختلف الاكتناز الذي يصاحب الوسواس القهري عن اضطراب الاكتناز، وهو اضطراب آخر منفصل عنه، لكن ما يُميز اكتناز الوسواس القهري الضيق الذي يصاحبه.
إذا كنت مصابًا بالوسواس القهري، فأنت لا تريد تلك الأشياء التي تكدسها ولا تحتاج إليها، لكنك تشعر أنك مضطر لإنقاذها بسبب الأفكار الوسواسية أو القهرية.
وختامًا -عزيزي القارئ- فإن علاج الوسواس والخوف ليس أمرًا بعيد المنال، بل هناك مجموعة مختلفة من العلاجات التي يمكنك الاختيار بينها.
لكن تذكر أن تلك الرحلة تتطلب صبرًا للتغلب على الصعوبات التي تصاحبها، لا سيما أن العلاج يستغرق بعض الوقت ليبدأ بالعمل.