أصبح التحول الجنسي قضية رأي عام لا ينفك العالم أجمع الحديث عنها.
بدأ رهاب التحول الجنسي يطرق أبواب البيوت يأخذ في تياره ما يشاء، لا يرحم شيخًا أو صبيًا، ذكرًا كان أو أنثى.
لذا أمسي قلب كل أم أو أب مفطورًا على وليده، وإلى ما أصبح عليه.
يحدث التحول الجنسي بسبب اضطراب الهوية الجنسية، لذا دعنا في هذا المقال نلقي الضوء على التحول الجنسي ونجيب عن كل ما يدور في ذهنك عنه.
أسباب التحول الجنسي
ما زالت الأسباب الدقيقة التي تجعل الشخص يعاني اضطراب الهوية الجنسية غير واضحة.
قد ينتج عن عدة عوامل معقدة، عوامل بيولوجية، ونفسية واجتماعية، وتعد الأسباب الموثوقة ما يلى:
- اعتلال الهرمونات الجنسية في بعض الحالات المولودة.
- تعرض الجنين لمواد كيميائية تعطل الهرمونات مثل الفثالات.
- التطور الخاطئ لبعض الخلايا العصبية المتعلقة بالجنس.
- وجود حالة نفسية، مثل الفصام.
- وجود اضطراب طيف التوحد.
- التعرض لسوء المعاملة أو الاغتصاب أو الإهمال في مرحلة الطفولة.
- توضيح التاريخ العائلي إصابة أحد أفراد العائلة باضطراب الهوية الجنسية.
مضاعفات وأضرار التحول الجنسي
يتسبب في مشكلات عدة، ومنها مايلي:
- يؤدي إلى ضعف القدرة على العمل وإلى الإجهاد الشديد.
- تجد صعوبة شديدة في تكوين علاقات، مما يؤدي إلى حدوث قلق واكتئاب قد يصل إلى إيذاء للنفس.
- الخوف أن تكون وصمة عار على أهلك والمجتمع، مما يدفعك إلى التفكير في الانتحار.
- يتعارض كونك من جنس آخر غير الجنس الذي تشعر به مع أنشطة الحياة اليومية الخاصة بك.
على سبيل المثال، ترفض الذهاب إلى المدرسة لأنهم يجبرونك على ارتداء الملابس بطريقة تناسب جنسهم.
مفهوم اضطراب الهوية الجنسية
يشير اضطراب الهوية الجنسية إلى من يمتلكون هوية جنسية تختلف عن الجنس المخصص لهم منذ الولادة، إذ يحاول هؤلاء التعبير عن هويتهم الجنسية.
الهوية الجنسية تعبر عن الإحساس الداخلي كونك ذكرًا أو أنثى أو لا أحد أو كليهما.
يمكن التعبير عن الهوية الجنسية للشخص من خلال النوافذ الاجتماعية والشكل الخارجي، فنجد المتحول جنسيًا سلوكه ومظهره مخالف لجنسه المولود عليه ومخالف للمعايير الاجتماعية.
في سبيل أن يعبِّر عن جنسه، يلجأ لإجراء تغيير هرموني أو إلى العمليات الجراحية.
لعدة قرون، فرضت عديد من المجتمعات فكرة أن الشخص إما ذكر أو أنثى بناءً على خصائصه الجسدية وهذا غير صحيح، لكن يشمل الجنس هوايات الشخص وتعبيراته وأدواره الاجتماعية.
أعراض اضطراب الهوية الجنسية
وفقًا لبعض الأبحاث، فإن 10 – 20% فقط من الأطفال الذين يعانون اضطراب الهوية الجنسية يستمرون في الشعور به في مرحلة المراهقة.
يظهر اضطراب الهوية الجنسية كالآتي:
- تلاحظ فرق بين هويتك الجنسية الداخلية والجنس المحدد، ويستمر ستة أشهر على الأقل.
- تحاول التخلص من الخصائص الجنسية الأولية أو الثانوية، وترغب في ظهور خصائص الجنس الآخر.
- تقتنع تمامًا بأن لديك مشاعر وردود أفعال الجنس الآخر، الذي تود أن تكون عليه.
- تعانى ضعف في المجالات الاجتماعية والمهنية أو غيرها من المجالات.
- تأمل أن يعاملك المجتمع وفقًا لجنسك الذي تفضله.
على سبيل المثال، لو فرضنا أنك ذكر منذ ولادتك لكن كلما نضجت أحسست بداخلك أن هذا الجسد ليس جسدك وأنك حبيسه.
أردت أن تخرج من عباءتك وتتحول إلى أنثى، لكن المجتمع يرفضك ولا يعاملك مثلما تتمنى، لجأت إلى كل الحيل لإقناعهم لكن دون فائدة.
حاولت أن تتقبل نفسك لكنك لم تستطع، بدأت بعدها في مرحلة البحث عن نفسك، إلى أي رحال ستمضي؟
كيفية علاج اضطراب الهوية الجنسية
وفقًا لمقال نشر عام ٢٠٢٠، يمكن للمتخصصين مساعدة الأشخاص المصابين باضطراب الهوية الجنسية على استكشاف مشاعرهم وتخفيف التوتر لديهم.
يختلف أسلوب العلاج من شخص لآخر، إذ لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع.
على سبيل المثال، أحدهم يريد الانتقال إلى الجنس الآخر، لكن الثاني يستمر في تأكيد هويته بطرق مختلفة، بينما الثالث يتوقف عن تجربة اضطراب الهوية الجنسية.
ما يصلح لشخص لا يصلح للآخر، وتشتمل الخيارات ما يلي:
1. العلاج النفسي
يمكن أن يمنح العلاج النفسي للأفراد مساحة لمعرفة أجسادهم، بالنسبة لبعض الأشخاص يؤدي إلى حل المشكلة، وبالنسبة للآخرين يؤدي إلى العيش في جسد آخر لا يرضيهم.
يكمن العلاج النفسي في مساعدة الأشخاص على إدارة المشكلات، التي تنشأ في المدرسة أو العمل أو في العلاقات عامة.
إذ يقلل مشاعر الاكتئاب والقلق ويعزز احترام الذات، ويحدث العلاج فرديًا أوجماعيًا أوعائليًا.
يوجد أيضًا مجموعات دعم الأقران تساعد الذين يعانون اضطراب الهوية الجنسية، في التواصل مع غيرهم من لديهم مشاعر وخبرات مماثلة.
2. العلاج الطبي غير الجراحي
يقرر بعض الأشخاص أنهم يرغبون العيش بدوام كلي أو جزئي في جسد آخر.
لذا يلجأون إلي التدخل الطبي بالعلاج الهرموني، للمساعدة على تطوير سمات مختلفة، مثل:
- ظهور شعر الوجه وخشونة الصوت.
- تقليل اضطراب الهوية الجنسية.
- تحسين الأداء الاجتماعي والنفسي.
يعرف العلاج الهرموني أنه سلاح ذو حدين، مثلما يتسم بالمميزات، فإن له مخاطر كالآتي:
- تؤدي الهرمونات إلى ارتفاع الدهون الثلاثية عن المستوى الطبيعي.
- تسبب حدوث جلطة دموية في الوريد العميق أو الرئة.
- تؤدي إلى العقم.
- تزيد وزن الجسم.
- تسبب ارتفاع البوتاسيوم في الدم.
- يحدث ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري.
- تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية.
3.العلاج الجراحي
تضم الجراحات عديد من التفاصيل:
كيف تتم عملية التحول الجنسي؟
يجري العمليات الجراحية فريق من الأطباء، إذ يضم الفريق اختصاصي تجميل، ومسالك بولية، وأنف وأذن وحنجرة، ونسائية.
تتضمن العمليات الجراحية عدة خطوات لتصل إلى النتيجة المرغوبة، ويجري التحويل وفقًا للنوع :
1. تحول أنثى بيولوجية إلى ذكر من خلال:
- استئصال الثدي أو تصغيره مع تغير شكل الحلمة.
- استئصال الرحم والمبيض وإغلاق المهبل.
- تكوين القضيب وكيس الصفن.
- تمرير مجرى البول من خلال القضيب، من خلال أنبوب من المثانة إلى خارج الجسم.
- زرع القضيب والخصيتين الاصطناعية.
- جراحة تجميل الصوت وشفط الدهون.
2. تحول ذكر بيولوجي إلى أنثى من خلال:
- تأنيث الوجه، ورفع الحاجب، ونفخ الشفاه.
- تصغير الذقن، وملء الخد.
- جراحة الفك والأنف، واستئصال تفاحة آدم.
- إزالة الشعر بالليزر.
- استئصال القضيب وكيس الصفن.
- تكبير الثدي، وتكوين المهبل والبظر والشفرتين.
2. مضاعفات عمليات التحول الجنسي
تشمل مضاعفات العمليات ما يلي:
- النزيف.
- العدوى.
- الآثار الجانبية للتخدير.
بالإضافة إلى:
- حدوث الندوب.
- فشل العملية.
- عدم الوصول للنتيجة المرجوة.
3. تكلفة عمليات التحول الجنسي
تكمن صعوبة العمليات في العلاج، إذ إنه باهظ الثمن، وغالبًا ما تتجاوز تكلفة التحول الجنسي 100 ألف دولار في الولايات المتحدة.
بلغت تكلفة عمليات التجميل وحدها تقريبًا 18 ألف دولار، وبلغ متوسط عملية تجميل الأنف حوالي 5409 دولار في عام 2019، وبلغت تكلفة الجراحة السفلية:
- المهبل من 10 آلاف دولار إلى 30 ألف دولار.
- المثانة من 6 آلاف دولار إلى 30 ألف دولار.
- العمود الفقري من 20 ألف دولار إلى 50 ألف دولار أو حتى إلى 150 ألف دولار.
تختلف تكلفة الجراحة وفقًا لعدة عوامل:
- الشكل الخارجي للجسم.
- كبر الثدي المرغوب.
- تغطية التأمين الخاصة بالشخص.
عادةً تضاف تكاليف المستشفى أو المنشأة، ومقابل اختصاصي التخدير إلى إجمالي الفاتورة.
4. نسبة نجاح عملية التحول الجنسي
يشهد معظم الأشخاص الذين يختارون هذه العمليات الجراحية تحسن حالتهم الصحية.
يسرد أحد المتحولين جنسيًا تجربته ويقول:
“تجربتي مع عملية التحول الجنسي كانت ضرورية لوجود خلل بالهرمونات لدي، وبلغت نسبة التقبل للجراحة لدي 94% إلى 100%”.
رهاب المتحولين جنسيا
أوضحت الأبحاث أن الأشخاص المتحولين جنسيًا أكثر عرضة للأمراض النفسية بسبب سوء المعاملة والتمييز، وأفاد 40% من المشاركين في الاستطلاع حاولوا الانتحار مرارًا وتكرارًا.
يتفق هذا الاستطلاع مع النتائج التي توصل إليها الاستطلاع الوطني لمشروع تريفور لعام 2019.
تريد التحول لكن الغموض يمنعك فلا تعلم ماذا سيحل بك؟
هل سأكون حقًا شقيًا أم سعيدًا؟
ختاما…
أود منك -عزيزي القارئ- قبل أن تقدم على التحول الجنسي فكر مليًا لأن طريق التحول مسار بلا عودة، واستعن بالله، وانظر في كل الجوانب السلبية والإيجابية الخاصة به، ولا تدع طريقًا لاطمئنان قلبك إلا وتطرقه، واسأل الله لي ولكم أن يريح قلبك ويزيل همك.
