الصحة العامة

تجربتي مع علاج هشاشة العظام | عندما تتآكل العظام في صمت!

كيف عرفت أنك مصاب بهشاشة العظام؟ هل تشعر أن عظامك كالنسيج الهش؟

تعد العظام نسيجًا حيًّا يتجدد باستمرار مثل باقي أنسجة الجسم، ولكن عندما لا يتماشى تكوين عظام جديدة مع فقدان العظام القديمة تحدث هشاشة العظام.

سنذكر تجربتي مع علاج هشاشة العظام، وبرنامج غذائي لمرضى هشاشة العظام، وكيف تعالج هشاشة العظام طبيعيا؟ 

هشاشة العظام

قد لا تظهر أعراض هشاشة العظام في المراحل المُبكرة، ولكن بمجرد ضعف العظام بسبب الهشاشة، قد تظهر العلامات الآتية:

  • آلام الظهر، نتيجة تآكل الفقرات العظمية.
  • قِصر القامة مع تقدُّم العمر.
  • انحناء الوقفة.
  • سهولة انكسار العظام بقدرٍكبير.

إذا ظهرت عليك أحد الأعراض السابقة، فعليك زيارة طبيب العظام، لوضع الخطة العلاجية المناسبة لحالتك.

هل يمكن الشفاء من هشاشة العظام؟

تعد هشاشة العظام من الأمراض التي يَصعُب علاجها بأساليب العلاج القياسية، ولكن يوجد بعض العلاجات التي تساعد على تقوية عظامك وحمايتها.

يمكن أن تسهم العلاجات الآتية في منع انهيار العظام في جسمك، وقد تساعد بعض العلاجات أيضًا على بناء عظام جديدة. لكن لا توجد حالات شفيت نهائيًا من هشاشة العظام.

تجربتي مع علاج هشاشة العظام

أخبر أحد مرضى الهشاشة عن آلامه قائلًا: “أشعر كأني أمشي على الخواء وكأن جسدي يستند إلى هيكلٍ من قش، كأن مسامي يتخللها رياح وهواء”.

بعد تناول أدوية علاج هشاشة العظام والالتزام بنظام صحي غني بالكالسيوم والأطعمة المفيدة للهشاشة شعر المرضى ببعض التحسن الجزئي.

هل هشاشة العظام مرض خطير؟

ربما تتفاقم المشكلة بمرور السنين، وتحدث الكسور بقدرٍ شائع في:

  • منطقة الورك.
  • منطقة الرسغ.
  • الفقرات العظمية.

تحدث كسور في بعض العظام الأخرى في الجسم مثل منطقة الذراع أو الحوض، وقد لا تظهر عليك أعراض، ولا تعرف حتى أنك مُصابًا إلى أن يحدث الكسر، لذا يُسمى (القاتل الصامت).

علاج هشاشة العظام بالأدوية

يعد ثنائي الفوسفات الاختيار الأول للعلاج، ويؤخذ بالفم أو الحقن، لمنع فقدان الكتلة العظمية.

تشمل مستحضرات ثنائي الفوسفات الآتي:

  • أليندرونات.
  • إيباندرونات.
  • ريزدرونات.
  • حمض الزوليدرونيك.

يمكنك الاستعانة ببعض الأدوية الأخرى، مثل:

1. التستوستيرون

يُعالج به الرجال الذين يعانون هشاشة العظام.

2. الإستروجين

يعالج به النساء، ويساعد على الحد من فُقدان الكتلة العظمية، في أثناء انقطاع الطمث وبعده.

3. رالوكسفين (إيفستا)

 يوفّر فوائد الإستروجين نفسها، مع تجنّب الآثار الجانبية الناتجة عنه.

4. دينوسوماب (بروليا)

يستخدم للنساء في حالات الهشاشة المرتبطة بانقطاع الطمث.

5. تيريباراتايد (فورتيو)

يوصف للرجال والنساء (بعد سن اليأس) في حالات العرضة لكسر العظام.

6. سالمون كالسيتونين (فورتيكال ومياكالسين)

يستخدم للنساء ويؤخذ عن طريق الرذاذ الأنفي، يقلل فقدان العظام للمساعدة في الحفاظ على عظام قوية وتقليل خطر الإصابة بالكسر.

7.روموسوزوماب (إفينيتي)

  • يؤخذ الدواء حقنتين تحت الجلد (في الجلسة نفسها) مرة واحدة في الشهر مدة 12 شهرًا.
  • نتوخّى الحذر لأن عقار (إفينيتي) قد يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، لذلك لا ننصح به الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي لأي منهما.

علاج هشاشة العظام بالأكل

يلجأ البعض إلى الوصفات الطبيعية أو بعض الأطعمة التي تدعم العظام وتحافظ عليها، فهل هناك علاجًا طبيعيًا لهشاشة العظام؟

قد تكون العلاجات الطبيعية هي الاختيار الأمثل، كي نتجنب الأعراض الجانبية لأدوية هشاشة العظام.

نستعرض فيما يلي قائمة العلاج بالأكل المتوازن الغني بالعناصر التي تُدعّم العظام، مثل:

الكالسيوم

يحتل المركز الأول في العناصر الغذائية التي يعتمد عليها الجسم في التصدّي لمرض هشاشة العظام، ويساعد فيتامين (د) على امتصاصه.

ربما لا يحصل جسمك على الجرعة اليومية الكافية من الكالسيوم، لذا يعتمد على المخزون الموجود بالفعل داخل العظام، مما يؤدي إلى تآكلها.

كي تتجنب حدوث المشكلة، عليك أن تَضُم الكالسيوم إلى قائمة وجباتك اليومية.

مصادر الكالسيوم التي يمكنك الاعتماد عليها، هي:

  • منتجات الألبان: مثل (الحليب أو الجبن المُدعَّم بالكالسيوم).
  • الخضراوات الورقية الخضراء: مثل (البروكلي أو اللفت والكرنب).
  • الأسماك: مثل (السالمون أو السردين).
  • المكسرات: مثل (اللوز أو الجوز البرازيلي).
  • فول الصويا.

استشِر طبيبك الخاص قبل اللجوء إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم مثل توتا كالسيوم، عِلمًا بأنه يمكنك الحصول بسهولة على الجرعة الكافية من الكالسيوم خلال نظامك الغذائي اليومي.

فيتامين د

تعمل الأشعة فوق البنفسجية من الشمس على تحفيز إنتاج فيتامين د في الجسم، وهو ضروري لامتصاص الكالسيوم في العظام.

يمكنك الحصول على فيتامين د غذائيًا من:

  • الحليب المُدعّم.
  • الأسماك، مثل (الماكريل أو السالمون والتونة).
  • صفار البيض.

البروتين

حافظ على توازن الأطعمة الغنية بالبروتين خلال نظامك الغذائي، مثل: اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية.

الفوسفور

يدعّم بناء الأنسجة والعظام، ومصادره هي:

  • منتجات الألبان مثل: (اللبن أو الجبن أو الزبادي).
  • اللحوم.
  • البيض.
  • الأسماك.
  • المكسرات.
  • المخبوزات.

الفواكه

تعد أحد المصادر الطبيعية التي لا يمكن الاستغناء عنها لحياة صحية أفضل، وتندرج ضمن القائمة الغذائية التي تسهم في تقوية عظام الجسم.

علاج هشاشة العظام بالفواكه المختلفة، مثل:

  • البرتقال.
  • البابايا.
  • الموز.
  • التين.
  • الخوخ.
  • الأناناس.

تبلغ الثلاثينيات، وما زال يعتمد جسمك على الكُتلة العظمية التي تشكَّلت في مرحلة الصغر، لأن بمرور الوقت تتباطأ عملية تكوين عظام جديدة.

تتحكم العوامل الوراثية أيضًا في حجم الكتلة العظمية، فعندما تزداد في الحجم، تنخفض احتمالية إصابتك مع تقدُّم العمر.

تتضمن العوامل التي قد تزيد خطورة الإصابة بهشاشة العظام ما يلي:

الجنس: تتعرض النساء إلى الإصابة بقدر أكبر من الرجال.

العمر: تتعرض العظام إلى الضعف مع تقدم العمر، ويقل معدل نمو عظام جديدة.

العِرق: يزداد خطر الإصابة إذا كنت من أصحاب البشرة البيضاء أو الشعوب الأسيوية.

حجم الجسم: يعد الرجال والنساء الذين يتميزون بهياكل جسمانية صغيرة أكثر عُرضة للإصابة؛ يرجع ذلك إلى انخفاض الكتلة العظمية لديهم.

التاريخ العائلي: أشار الباحثون إلى زيادة احتمالية تعرُّضك للإصابة إذا سبق إصابة أحد الأبوين أو الأخوات.

مستوى الهرمونات في الدم: يؤدي انخفاض مستوى بعض الهرمونات إلى زيادة فرصة الإصابة، مثل:

  • انخفاض مستوى هرمون الإستروجين عند النساء بعد انقطاع الطمث، أو نتيجة تأخّر دورة الطمث عن المعتاد.
  • انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الدم مع تقدم العمر قد يسهم في الإصابة أيضًا.

الحمية الغذائية: يزداد معدل الإصابة في بعض الأنظمة الغذائية التي تتسم بالآتي:

كذلك تسهم بعض الحالات الطبية في زيادة معدل الإصابة، مثل:

  • أمراض الغدد الصمّاء.
  • جراحات الجهاز الهضمي.
  • الروماتويد المفصلي.
  • بعض أنواع السرطانات.
  • فقدان الشهية العصبي (القهم العصابي).
  • فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

بعض أنواع الأدوية: قد يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية على المدى الطويل إلى زيادة العرضة للإصابة بهشاشة العظام، مثل:

  • الأدوية المضادة للصرع.
  • مضادات الاكتئاب.
  • بعض أدوية السرطان.
  • عقار (ثيازوليدين ديون) المُستخدم في علاج مرض السكري (النوع الثاني).
  • أدوية الارتجاع المعدي.

يلعب نمط الحياة دورًا في الحفاظ على الكتلة العظمية على النحو الآتي:

  • تساهم أوقات الخمول الطويلة في زيادة معدل ضعف العظام.
  • يُعد الإفراط في تناول الكحول أحد أخطر العوامل المسببة لهشاشة العظام.

تشخيص Osteoporosis

قديمًا، كان لا يشتبه في الإصابة إلا بعد أن تنكسر عظمة، لكن اكتشف العلم الحديث بعض الطرق والأجهزة لتشخيص الهشاشة.

التشخيص بجهاز DXR (التشخيص بالأشعة السينية)

يستخدم اختبار كثافة العظام الأشعة السينية في قياس نسبة الكالسيوم ومعادن العظام الأخرى، مثل العمود الفقري، أو عنق الفخذ، والساعد.

تُحدد نتائج الفحص عن طريق علامة (T)، التي تحدّد مدى كثافة العظام لدى الشخص نسبةً لكثافة العظام لدى الشباب الأصحّاء.

تدل النتيجة الموجبة على أنّ كثافة العظام لدى الشخص أكبر من معدّلها الطبيعي، وتشير النتيجة السلبيّة إلى أنّها أقل من المعدل المسموح.

ختامًا، أجبنا عن سؤال هل يمكن الشفاء من هشاشة العظام، وقد تبدو هشاشة العظام كابوسًا مُخيفًا ينفرد بك ويتركك هشًّا ضعيفًا، لكن الواقع يثبت لنا أننا يُمكننا التصدّي له بالعلم والمعرفة كما رأينا في مقال اليوم.

اتبع التعليمات، ولا تتردد لحظة في الذهاب إلى طبيبك الخاص إذا شعرت ناقوس الخطر!

د. نورهان علام

دكتورة صيدلانية. لا أعلم بعد النبوّة درجة أفضل من بث العلم... أهوى العلم واستمتع بالبحث العلمي، وأجد شغفي في تبسيط المعلومات وتقديمها بقدرٍ يليق بالمستمعين، أسعى لنشر العلم ودحر الجهل. وأكتب صدقة عن نفسي وعلمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى